رد: مسائل في علم التفسير..
إقامة الحدود مبني على درء الشبهات، وغاية ما ورد على خاطرك أن يكون ظنا راجحا، فهو محتمل للشبهة ولا شك، فينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم (ادرءوا الحدود بالشبهات)
رد: مسائل في علم التفسير..
الذي يظهر - والعلم عند الله - أن مفهوم قوله تعالى " والشعراء " غير معتبر، لأنه خرج مخرج الغالب، وأما غير الشعراء فإذا تحقق من حالهم أنهم يكثرون الدعاوى، أو ينسجون الأوهام، كحال الراوة والقصاص، فإنهم يدخلون في كلام الأئمة، وتصير قرينة حالهم شبهة تدرأ الحد، كما أشار إليه الشيخ أبو مالك أحسن الله إليه.
أما في قوله تعالى: " لم تقولون ما لا تفعلون " فتفسيره لا يوافق ما أوردته من فهم، كما ورد ذلك في كتب التفسير:
قال الإمام الطبري: " وقوله : (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون )) يقول تعالى ذكره : يا أيها الذين آمنوا صدقوا الله ورسوله , لم تقولون القول الذي لا تصدقونه بالعمل , فأعمالكم مخالفة أقوالكم (( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ))، يقول: عظم مقتا عند ربكم قولكم ما لا تفعلون، واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية, فقال بعضهم: أنزلت توبيخا من الله لقوم من المؤمنين, تمنوا معرفة أفضل الأعمال، فعرفهم الله إياه, فلما عرفوا قصروا, فعوتبوا بهذه الآية ".
قال الإمام القرطبي: " (( لم تقولون ما لا تفعلون )) استفهام على جهة الإنكار والتوبيخ, على أن يقول الإنسان عن نفسه من الخير ما لا يفعله، أما في الماضي فيكون كذبا, وأما في المستقبل فيكون خلفا, وكلاهما مذموم، وتأول سفيان بن وجبرائيل قوله تعالى: (( لم تقولون ما لا تفعلون )) أي لم تقولون ما ليس الأمر فيه إليكم, فلا تدرون هل تفعلون أو لا تفعلون، فعلى هذا يكون الكلام محمولا على ظاهره في إنكار القول ".
وقال الإمام ابن كثير: " وقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ))، إنكار على من يعد وعدا أو يقول قولا لا يفي به، ولهذا استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من علماء السلف إلى أنه يجب الوفاء بالوعد مطلقاً، سواء ترتب عليه عزم الموعود أم لا ".