إن الله على ما يشاء قدير ..
بسم الله والحمد لله
جاء في الدرر السنية (3/230): "كتب بعض تلامذة الشيخ: عبدالرحمن بن حسن له كتاباً، وفي آخره: إنه على ما يشاء قدير.
فقال الشيخ عبدالرحمن: هذه كلمة اشتهرت على الألسن من غير قصد، وهو قول الكثير، إذا سأل الله شيئاً، قال: وهو القادر على ما يشاء، وهذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شراً، وكل ما في القرآن [وهو على كل شيئ قدير]، وليس في القرآن والسنة ما يخالف ذلك أصلاً، لأن القدرة شاملة كاملة، وهي، العلم: صفتان شاملتان يتعلقان بالموجودات والمعدومات، وإنما قصد أهل البدع، بقولهم: وهو القادر على ما يشاء، أي: القدرة لا تتعلق إلا بما تعلقت المشيئة به".
وجاء في التنبيهات السنية ص62 للرشيد: " تنبيه: يجيء في كلام بعض الناس (وهو على ما يشاء قدير) وليس ذلك بصواب بل الصواب ما جاء في الكتاب والسنة [وهو على كل شيء قدير]، لعموم قدرته ومشيئته خلافاً لأهل البدع من المعتزلة وغيرهم".
قال العلامة ابن عثيمين محرراً هذه المسألة (الشرح الممتع 5/322): "فإن قال قائل: عبارة ترد كثيراً عند الناس (إن الله على ما يشاء قدير) هل هذا جائز؟
قلنا: لا يجوز إلا مقيداً، لأنك إذا قلت: (إنه على ما يشاء قدير) أوهم أن ما لا يشاء لا يقدر عليه، وهو قادر على الذي يشاء والذي لا يشاء .
لكن إذا قيّدت المشيئة بشيء معيّن صح، كقوله تعالى: [وهو على جمعهم إذا يشاء قدير] أي: إذا يشاء جمعهم فهو قادر عليه.
وكذلك في قصة الرجل الذي أدخله الله الجنة آخر ما كان، فقال الله له: [إني على ما أشاء قادر]، لأنه يتعلق بفعل معين ".
رد: إن الله على ما يشاء قدير ..
هاهنا جملتان(قضيتان)
الاولى الله على مايشاء قادر
الثانية الله قادر على مايشاء وبينهما فرق لا من جهة اصل المعنى بل من جهة المعانى الثوانى باعتبار حال المخاطب
اما الاولى مورد الخبر فيها ان الله اذا شاء امرا فلا معجز له فمحور الخبر هو نفاذ القدرة بعد تعلق المشيئة فالخبرية راجعةالى نفى الموانع عن القدرة والمفهوم هنا ان الشىء اذا لم يكن فان الله لم يرده لا ان الله غير قادر عليه فهى فى قوة ان يقال ماساء الله كان و ما لم يكن لم يشأ وهؤلاء الاعلام اختلط عليهم الجملتان وماذكره الشيخ العثيمين من ان هذه الجملة توهم ان الله غير قادر على مالم يشأه الا اذا علقت بمعين فبعيد لوجهين
الاول سبق ان مفهوم هذه الجملة هو ان الامر الذى لن يكون لا يريده الله لا نه غير قادر عليه
الثانى هو ان الجملة اذا علقت بالمعين افلا يوهم هذا ان الله غير قادر على غير هذا المعين وهذا أ شد فوقعو فى مافروا منه
وتلامذة الشيخ عبدالرحمان ذكروا جملة انه على مايشاء قدير والشيخ استشكل جملة الله قادر على مايشاء فاختلف الكلام موردا ومخلا والمقصود ان الجملة الاولى هى الواردة فى النصوص ولا محذورة فيها
واما الجملة ( القضية) الثانية فهى عبارة اهل الاعتزال وذلك ان الاصل عندهم ان القدرة تتعلق بالمراد وهذا لاخراج افعال الحيوان
فالمحكوم عليه فى جملة الله قادر على مايشاء هو الله من حيث هو قادر والمحكوم به هو المقدورمن حيث هو مراد فحيث تتعلق الارادة تتعلق القدرة وحيث لا تتعلق الارادة لا تتعلق القدرة فالموضوع للخبر عنه فى هذه الجملة معلوم باعتبار المخاطب وهو ان الله قادر والمجهول باعتبار المخاطب مجال القدرة فجاء الخبر ان المجال هو ما يشاؤه الله وهذا يختلف عن مضمون الجملة الاولى ففى الاولى هو نفاذ المقدور بعد ارادته لا وصف المقدور بانه هو المراد حتى يكون تقييدا لما اطلقه الله والله الموفق