هل اجاز الامامان ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
السلام عليكم ورحمه الله:
اعلم تماما ان المذهب الحنبلي من اشد المذاهب ضد البدع برمتها سواء كانت سيئه ام حسنه (مع حفظ التفسيرات والاقاويل والخلافات حول تنوع البدعه).
ولكن ما اثار فضولي تلك النصوص المرويه عن الامام احمد بن حنبل بانه كان يجيز التوسل بالصالحين وتبركه باثارهم سواء هو او من الحنابله المتقدمين.
اليكم النصوص:
ففي النهاية لابن كثير:12/323: (وفي صفر سنة 542 رأى رجل في المنام قائلاً يقول له: من زار أحمد بن حنبل غفر له قال: فلم يبق خاصٌ ولا عامٌ إلا زاره ، وعقدت يومئذ ثم مجلساً ، فاجتمع فيه ألوفٌ من الناس ) !!
وفي وفيات الأعيان لابن خلكان:1/64: (أحمد بن حنبل توفي ضحوة الجمعه لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ودفن بمقبرة باب حرب وباب حرب منسوب إلى حرب بن عبد الله أحد أصحاب أبي جعفر المنصور وإلى حرب هذا تنسب المحلة المعروفة بالحربية ، وقبر أحمد بن حنبل مشهور بها يزار )
وفي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي الحنبلي ص454: (حدثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي وكان شيخاً صالحاً قال: كان قد جاء في بعض السنين مطرٌ كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام ، فنمت ليلة في رمضان فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره ، فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين ، فقلت:إنما تم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث ! فسمعته من القبر وهو يقول: لا، بل هذا من هيبة الحق عزوجل لأنه عز وجل قد زارني !! فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل: يا أحمد ، لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب فأقبلت على لحده أقبله ثم قلت: يا سيدي ما السر في أنه لا يقبل قبر إلا قبرك ؟ فقال لي: يا بني ، ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله (ص)! لأن معي شعرات من شعره! ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان ! قال ذلك مرتين ) !!
وفي طبقات الحنابلة لأبي يعلى الموصلي:2/186: ( سمعت رزق الله يقول: زرت قبر الإمام أحمد صحبة القاضي الشريف أبو علي فرأيته يقبل رجل القبر ! فقلت له: في هذا أثر ؟ قال لي: أحمد في نفسي شئ عظيم ، وما أظن أن الله تعالى يؤاخذني بهذا ) !!
وفي تاريخ بغداد للخطيب:4/423: (عن أبي الفرج الهندباني يقول: كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة ، فرأيت في المنام قائلاً يقول لي: لمَ تركت زيارة إمام السنة ) !!
وفي عمدة القاري في شرح البخاري للعيني:5 جزء9/241: (سعيد العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي (ص) وتقبيل منبره ، فقال: لا بأس بذلك قال فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية ، فصار يتعجب من ذلك ويقول: (عجبت ! أحمد عندي جليل ، يقول هذا الكلام؟ ) ! وأي عجب وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به !!
وفي تاريخ الإسلام للذهبي:14/335: ( قال ابن خزيمة: هل كان ابن حنبل إلا غلاماً من غلمان الشافعي ؟)
قال الحافظ الممدوح في رفع المنارة: (وهو- التوسل- السؤال بالنبي أو بالولي أو بالحق أو بالجاه أو بالحرمة أو بالذات وما في معنى ذلك وهذا النوع لم ير المتبصر في أقوال السلف من قال بحرمته أو أنه بدعة ضلالة ، أو شدد فيه وجعله من موضوعات العقائد ، كما نرى الآن لم يقع هذا إلا في القرن السابع وما بعده ! وقد نقل عن السلف توسلٌ من هذا القبيل .
وقال الامام ابن تيمية في التوسل والوسيلة ص98: (هذا الدعاء ( أي الذي فيه توسل بالنبي) ونحوه قد روي أنه دعا به السلف ، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي (ص) في الدعاء) انتهى .
وقال في ص65: (والسؤال به (أي بالمخلوق) فهذا يجوزه طائفة من الناس ونقل في ذلك آثار عن بعض السلف، وهو موجود في دعاء كثير من الناس)
ثم ذكر ابن تيمية أثراً فيه التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم
لفظه: (اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة (ص)تسليما يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي).
وقال: فهذا الدعاء ونحوه روي أنه دعا به السلف ، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي (ص) في الدعاء ) انتهى.
وهذا نص عبارة أحمد بن حنبل ، قال في منسك المروزي بعد كلام ما نصه: (وسل الله حاجتك متوسلاً إليه بنبيه(ص)تقض من الله عز وجل) هكذا ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في الرد على الأخنائي ص168 ) انتهى !
فتلك اثارا عن الامام ابن تيميه ايضا قطع فيها بالجواز . واليكم النصوص
قال السقاف في رسالته البشارة والإتحاف: (أما مسألة التوسل فقد اختلفت آراء دعاة السلفية فيها بشكل ملحوظ ،مع أن الموجودين في الساحة منهم اليوم يقولون بأن هذه المسألة من مسائل العقائد ، وليست كذلك قطعاً .
أما شيخ الاسلام ابن تيمية فقد أنكر في كتابه ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ) التوسل ومرادنا التوسل بالذوات ،
ثم رجع عن ذلك كما نقل تلميذه ابن كثير في البداية والنهاية:14/45 ،
حيث قال: قال البرزالي: وفي شوال منها شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين ، وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة فردوا الأمر في ذلك إلى القاضي الشافعي ، فعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شئ ، لكنه قال: لايستغاث إلا بالله لايستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة ، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله فبعض الحاضرين قال ليس عليه في هذا شئ ، ورأى القاضي بدر الدين بن جماعة أن هذا فيه قلة أدب ) انتهى .
ويؤيد ذلك ظاهر كلام ابن تيمية في رسالته التي كتبها من سجنه ، وهي في مجموعة رسائله .
قال في ص16: ( وكذلك مما يشرع التوسل به في الدعاء كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه أن النبي (ص) علم شخصاً أن يقول: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم فشفعه فيَّ فهذا التوسل به حسن ، وأما دعاؤه والإستغاثة به فحرام ! والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين المتوسل إنما يدعو الله ويخاطبه ويطلب منه لايدعو غيره إلا على سبيل استحضاره لا على سبيل الطلب منه وأما الداعي والمستغيث فهو الذي يسأل المدعو ويطلب منه ويستغيثه ويتوكل عليه ) انتهى
الاشكال هنا ايها الاخوه:
بماذا نفسر تراجع شيخ الاسلام ابن تيمية عن رأيه في أن التوسل بالميت شرك ؟؟
وللعلم ان شيخ الاسلام سجن قبيل وفاته بعام او بعامين مما يدل علي ان تلك الرسائل ناسخه لما قاله قبل ذلك.
وفتواه بالعمل بحديث الترمذي في التوسل حتى بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال: ( لايستغاث إلا بالله، لايستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة ، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله فهذا التوسل به حسن ، وأما دعاؤه والإستغاثة به فحرام) ؟!
السؤال هنا:
ان تلك النصوص واضحه بأن الامامين ابن حنبل وابن تيميه حول اجازتهما للتوسل والتبرك او من الحنابله المتقدمين، فلماذا يحرم من انتسب الي فضيله الامام ما فعله بنفسه او اتباعه؟
هذا وعلي الله قصد السبيل
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
زيارة القبور سنة دام أنها لغرض تذكر الآخرة والدعاء للأموات وبدون سفر، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من زيارة أهل البقيع؛ فالصالحون أولى بالدعاء والزيارة.
وإنما الإشكال في السفر إليها، فلقد نهينا عن السفر إلى المساجد لعبادة الله، فكيف بالسفر للتوسل بغيره، وإذا كانت اللعنة حلت على من اتخذ القبور مساجد لعبادة الله، فكيف بمن اتخذها مساجد للتوسل بغير الله!
لا سيما وأن الأصل في المقابر عدم زيارتها وإنما رخص بعد ذلك لأجل تذكر الآخرة ونفع الأموات بالدعاء، لا لأجل طلبهم والانتفاع منهم، ولذا بقي من علماء السلف من يفتي بحرمة زيارة القبور مطلقاً معتمداً على النهي الأول.
ثم الانتساب للمذهب الحنبلي لا يعني البراءة من البدعة؛ فأفعال العلماء محجوجة بمقاصد الشريعة وأحكامها لا العكس.
وبالنسبة للمنامات فهي إما من الله أو النفس أو الشيطان، ولا يفرق بين هذه الأنواع إلا الوحي ورؤيا الأنبياء، وكم من رؤيا شيطانية ظاهرها حسن وخير خدع بها الشيطان جاهلاً عندما ظن أنها من الله! ولذا لا تؤخذ الأحكام الشرعية من المنامات.
وأما التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء بلفظ (أتوسل إليك بنبيك) فعلى حسب مقصد الداعي:
فإن قصد التوسل بعمل صالح متعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم: كحب النبي صلى الله عليه وسلم أو انتمائه لأمته ودخوله في عموم دعوته أو الرضى بنبوته أو طاعته فلا إشكال؛ ويا حبذا لو وضّح ذلك في اللفظ فيقول (أتوسل إليك بحبي للنبي صلى الله عليه وسلم) بدلاً من الإبهام، وعلى هذا المقصد يحمل ما ورد عن السلف.
وإن قصد التوسل بذاته فهذا على ضربين: إما بقصد الحلف على الله به فهذا سوء أدب مع الله، أو على ظن أن للنبي صلى الله عليه وسلم سلطة على الله تجبره على استجابة الدعاء فهذا كفر بالله وخروج عن الإسلام. وأربأ بك أخي الكريم أن تتهم علماء الإسلام بذلك.
وإن كان ثمة مقاصد أخرى فأعلمني!
أما العمل بحديث الأعمى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلو ثبت عن الصحابي فهو بمعنى دعاء الله تعالى أن يصيبه من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي دعا به للأمة في حياته، ثم إنه مخالف لسائر عمل سائر الصحابة والتابعين الذين لم يتجهوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه الدعاء في الحروب والقحط، وكل الناس يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
أما ما اجتزأته ونسبته إلى ابن تيمية وأحمد فلا حاجة إلى الرد عليك فأقوالهم معروفة لا يضرها الاجتزاء والتلوين!
وفقك الله
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
بسم الله الرحمن الرحيم ،
يوضح موقف ابن تيمية - رحمه الله - النص التالي من [مجموع الفتاوى : 1/140-141]:
اقتباس:
وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - :
هَلْ يَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا ؟ .
فَأَجَابَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ ، أَمَّا التَّوَسُّلُ بِالْإِيمَانِ بِهِ ، وَمَحَبَّتِهِ ، وَطَاعَتِهِ ، وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ ، وَبِدُعَائِهِ ، وَشَفَاعَتِهِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مِنْ أَفْعَالِهِ وَأَفْعَالِ الْعِبَادِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي حَقِّهِ : فَهُوَ مَشْرُوعٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ؛ وَكَانَ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - يَتَوَسَّلُونَ بِهِ فِي حَيَاتِهِ ، وَتَوَسَّلُوا بَعْدَ مَوْتِهِ بِالْعَبَّاسِ عَمِّهِ ، كَمَا كَانُوا يَتَوَسَّلُونَ بِهِ . وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ : اللَّهُمَّ إنِّي أَتَوَسَّلُ إلَيْك بِهِ : فَلِلْعُلَمَاءِ فِيهِ قَوْلَانِ ، كَمَا لَهُمْ فِي الْحَلِفِ بِهِ قَوْلَانِ . وَجُمْهُورُ الْأَئِمَّةِ : كَمَالِكِ ؛ وَالشَّافِعِيِّ ؛ وَأَبِي حَنِيفَةَ : عَلَى أَنَّهُ لَا يَسُوغُ الْحَلِفُ بِغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَة ِ ، وَلَا تَنْعَقِدُ الْيَمِينُ بِذَلِكَ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ ، وَهَذَا إحْدَى الرِّوَايَتَيْن ِ عَنْ أَحْمَدَ ؛ وَالرِّوَايَةُ الْأُخْرَى تَنْعَقِدُ الْيَمِينُ بِهِ خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهِ ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسِكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ للمروذي صَاحِبِهِ : إنَّهُ يُتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي دُعَائِهِ ؛ وَلَكِنْ غَيْرُ أَحْمَدَ قَالَ : إنَّ هَذَا إقْسَامٌ عَلَى اللَّهِ بِهِ ، وَلَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِمَخْلُوقِ . وَأَحْمَدُ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْن ِ قَدْ جَوَّزَ الْقَسَمَ بِهِ ، فَلِذَلِكَ جَوَّزَ التَّوَسُّلَ بِهِ . وَلَكِنَّ الرِّوَايَةَ الْأُخْرَى عَنْهُ هِيَ قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ ، أَنَّهُ لَا يُقْسِمُ بِهِ ؛ فَلَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِهِ ، كَسَائِرِ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاء ِ ، فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ قَالَ إنَّهُ يُقْسَمُ بِهِ عَلَى اللَّهِ ؛ كَمَا لَمْ يَقُولُوا إنَّهُ يُقْسَمُ بِهِمْ مُطْلَقًا ؛ وَلِهَذَا أَفْتَى أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ : أَنَّهُ لَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِأَحَدِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاء ِ وَغَيْرِهِمْ ؛ لَكِنْ ذُكِرَ لَهُ أَنَّهُ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثٌ فِي الْإِقْسَامِ بِهِ فَقَالَ : إنْ صَحَّ الْحَدِيثُ كَانَ خَاصًّا بِهِ ، وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ لَا يَدُلُّ عَلَى الْإِقْسَامِ بِهِ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ ) ، وَقَالَ : ( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ ) . وَالدُّعَاءُ عِبَادَةٌ ، وَالْعِبَادَةُ مَبْنَاهَا عَلَى التَّوْقِيفِ وَالِاتِّبَاعِ ، لَا عَلَى الْهَوَى وَالِابْتِدَاعِ ؛ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
وقال في [مجموع الفتاوى : 1/318-319]:
اقتباس:
فَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِذَاتِهِ ، فِي حُضُورِهِ ، أَوْ مَغِيبِهِ ، أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِ - مِثْلَ الْإِقْسَامِ بِذَاتِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ، أَوْ السُّؤَالِ بِنَفْسِ ذَوَاتِهِمْ بِدُعَائِهِمْ - فَلَيْسَ هَذَا مَشْهُورًا عِنْدَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ، بَلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ بِحَضْرَتِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ ، لَمَّا أَجْدَبُوا اسْتَسْقَوْا وَتَوَسَّلُوا وَاسْتَشْفَعُوا بِمَنْ كَانَ حَيًّا ، كَالْعَبَّاسِ ، وكيزيد بْنِ الْأَسْوَدِ ، وَلَمْ يَتَوَسَّلُوا وَلَمْ يَسْتَشْفِعُوا وَلَمْ يَسْتَسْقُوا فِي هَذِهِ الْحَالِ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، لَا عِنْدَ قَبْرِهِ ، وَلَا غَيْرِ قَبْرِهِ ، بَلْ عَدَلُوا إلَى الْبَدَلِ ، كَالْعَبَّاسِ وكيزيد ؛ بَلْ كَانُوا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ فِي دُعَائِهِمْ . وَقَدْ قَالَ عُمَرُ : اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا ، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا . فَجَعَلُوا هَذَا بَدَلًا عَنْ ذَلِكَ لَمَّا تَعَذَّرَ أَنْ يَتَوَسَّلُوا بِهِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ الَّذِي كَانُوا يَفْعَلُونَهُ ، وَقَدْ كَانَ مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ يَأْتُوا إلَى قَبْرِهِ فَيَتَوَسَّلُوا بِهِ ، وَيَقُولُوا فِي دُعَائِهِمْ فِي الصَّحْرَاءِ بِالْجَاهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَلْفَاظِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ الْقَسَمَ بِمَخْلُوقِ عَلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، أَوْ السُّؤَالِ بِهِ ؛ فَيَقُولُونَ : نَسْأَلُك أَوْ نُقْسِمُ عَلَيْك بِنَبِيِّك أَوْ بِجَاهِ نَبِيِّك وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يَفْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ
أرجو أن يكون في ذلك كفاية
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
المهم ان يكون بالاحياء
وهذا ما غفل عنه الكثير
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
ليس بالأحياء ولا بالأموات .. الشاهد في القول هو : أنه لا يُتوسّل بذاته إلى الله ، سواء أكان حيّاً أم ميتاً .
أما التوسل بدعائه ، فهذا للحي دون الميت ..
أما التوسل بمحبته وطاعته وولايته ، فيكون في الميت والحي على حد سواء ، ولا إشكال .
هذا ، والله أعلم
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
اقتباس:
أما التوسل بدعائه ، فهذا للحي دون الميت ..
أما التوسل بمحبته وطاعته وولايته ، فيكون في الميت والحي على حد سواء ، ولا إشكال .
السلام عليكم ورحمه الله، اهلا بكم اخواني الاحباب ، هنا اطرح استفسارا بسيطا للاخ ابو شعيب وهو ان التوسل الذي اجزته بناء علي اعتبارات مسبقه فهمتها من كلام شيخ الاسلام ،هومقرون بالمحبه والطاعه والولايه وهذا للميت والحي.
ولكن ما رأيك ان هذا ما يفعله الصوفيه وعموم المتوسلين فعلا لذلك انا لا اري حرجا في هذا انما قصدنا استبيان الامر وعدم تحقيقه بتأويل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فقط، حيث انه منع ما تفضلت انت به في هذا الامر وعندنا الدليل.
الشاهد هنا: ان التوسل بذات الميت ايا كان هو فهذا غير مقبول ولكن الامر بالاعمال سائغ فيه الخلاف بين جميع المذاهب ولقد اختصينا المذهب الحنبلي فقط باعتبار ان الحنابله المتأخرين هم من حرموا ذلك بناء علي نصوص وتأويلات سابقه في المذهب.
واخيرا
هنا نصين عن شيخ الاسلام اين تيميه نريد التوضيح بشانهما ففيهما قطع بجواز التوسل .
قال ابن كثير في البداية والنهاية:14/45 ،
حيث قال: قال البرزالي: وفي شوال منها شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين ، وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة فردوا الأمر في ذلك إلى القاضي الشافعي ، فعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شئ ، لكنه قال: لايستغاث إلا بالله لايستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة ، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله فبعض الحاضرين قال ليس عليه في هذا شئ ، ورأى القاضي بدر الدين بن جماعة أن هذا فيه قلة أدب ) انتهى .
وفي رسالته التي كتبها من سجنه ، وهي في مجموعة رسائله
.
قال في ص16: ( وكذلك مما يشرع التوسل به في الدعاء كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه أن النبي (ص) علم شخصاً أن يقول: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم فشفعه فيَّ فهذا التوسل به حسن ، وأما دعاؤه والإستغاثة به فحرام ! والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين المتوسل إنما يدعو الله ويخاطبه ويطلب منه لايدعو غيره إلا على سبيل استحضاره لا على سبيل الطلب منه وأما الداعي والمستغيث فهو الذي يسأل المدعو ويطلب منه ويستغيثه ويتوكل عليه ) انتهى
وهذا يفيد عمل شيخ الاسلام ابن تيميه وايمانه بظاهر حديث الترمذي المورود في الموضوع.
السؤال هنا انه لو ثبتت تلك الروايتين فهذا ظاهريا معناه نسخ لما تفضل به اخي ابو شعيب هذا لو سلمنا مجازا ان ما تفضل به اخي ابو شعيب هو قصد ابن تيميه التوسل برسول الله حيا فقط وليس ميتا. وهنا الخلاف والاشكال الرئيسي
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
الأخ (ابو مالك الطيب) ،
تقول :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مالك الطيب
ولكن الامر بالاعمال سائغ فيه الخلاف بين جميع المذاهب ولقد اختصينا المذهب الحنبلي فقط باعتبار ان الحنابله المتأخرين هم من حرموا ذلك بناء علي نصوص وتأويلات سابقه في المذهب
أين تجد تحريمهم التوسل بالأعمال الصالحة ، كحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟
تقول :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مالك الطيب
هنا نصين عن شيخ الاسلام اين تيميه نريد التوضيح بشانهما ففيهما قطع بجواز التوسل .
الجواب :
لقد بيّنت آنفاً من كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - أنه يجيز نوع التوسل الذي بمعنى : التوسل بالأعمال الصالحة ، فإنه قال - كما نقلتُ عنه في مشاركة رقم #3 - : ( أَمَّا التَّوَسُّلُ بِالْإِيمَانِ بِهِ ، وَمَحَبَّتِهِ ، وَطَاعَتِهِ ، وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ ، وَبِدُعَائِهِ ، وَشَفَاعَتِهِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مِنْ أَفْعَالِهِ وَأَفْعَالِ الْعِبَادِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي حَقِّهِ : فَهُوَ مَشْرُوعٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ) .
تقول :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مالك الطيب
وهذا يفيد عمل شيخ الاسلام ابن تيميه وايمانه بظاهر حديث الترمذي المورود في الموضوع.
لا إشكال .. فالإمام أحمد - رحمه الله - كان يؤمن به كذلك .
انظر في نصّ الحديث .. ففيه : ( إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم فشفعه فيَّ ) .
فالرجل يدعو الله تعالى أن يُشفّع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه .. فبان مقصود التوسل هنا ، وهو : دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - له .. وهو ما عناه ابن تيمية - رحمه الله - .
والأولى جمع كلام شيخ الإسلام بعضه ببعض عوضاً عن اجتزائه . فما أجمل فيه في موضع ، قد فصّله في موضع آخر .
فضلاً لا أمراً ، تمعّن في مشاركة رقم #3 جيداً ، وستجد الجواب إن شاء الله
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
هل أجاز الإمامين ؟؟؟!!! = خطأ
هل أجاز الإمامان = صحيح
المثنى والملحق به يرفع بالألف .
أرجوا إن كان كلامي خاطئا أن تصوبوه , والسلام عليكم .
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فؤاد الليبي
هل أجاز الإمامين ؟؟؟!!! = خطأ
هل أجاز الإمامان = صحيح
المثنى والملحق به يرفع بالألف .
أرجوا إن كان كلامي خاطئا أن تصوبوه , والسلام عليكم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلامك صحيح أخي, ولكنه سهو أو نسيان, كما نسيت أنت وكتبت أرجوا بالألف والصواب أنها بلا ألف,,, وفقك الله تعالى
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الكتب
المهم ان يكون بالاحياء
وهذا ما غفل عنه الكثير
أحسنت
وهذا ما فعله عمر رضي الله عنه لما توسل بالعباس (وبمعنى أوضح دعاء العباس) في الاستسقاء ولم يذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتوسل .
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حاتم بن عاشور
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلامك صحيح أخي, ولكنه سهو أو نسيان, كما نسيت أنت وكتبت أرجوا بالألف والصواب أنها بلا ألف,,, وفقك الله تعالى
وفقك الله أخي , لكن لم يبد لي الخطأ في كتابتي (( أرجوا )) هكذا , هلا وضحت لي من فضلك , ثم إني أظنها همزة قطع وليس ألفا أرجوا الإفادة ولو على البريد الخاص إذا أردت ان لايتحول مسار النقاش في الموضوع أعلاه وشكرا لك .
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
بسم الله
هذا الموضوع من أهم مواضع العقيدة, وهي التي يتستر بها الصوفية في ترويج أباطيلهم
أما إذا عدت إلى صلب الموضوع فاعلموا أن التوسل بفضل النبي وجاهه صلى الله عليه وسلم معناها
إما أن يعتقد المتوسل أن هذا الفضل هو فضل الله عليه كما قال تعالى { وكان فضل الله عليك عظيما } فهذا لا إشكال فيه
وإماأن يعتقد المتوسل أن هذا الفضل فضل مستقل خاص اصطنعه النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه بحيث يملك الضر والنفع لا محالة فهذا باطل وهو مصادم لقوله تعالى { قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا } [ الجن: }
إما أن يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهذا واضح وكثير في القرآن كطلب الإستغفار من النبي ونحوه
أما أن يتوسل بدعاء من عبد يتهمه بالصلاح في زمن يقبل الدعاء فيه كأيام الحج أو كأي اسفر أوسفره إلى مكان مبارك كالحرمين وهذا أرى أنه لا بأس به إذا لم تكن حاجته المرض لأنه ورد في ذلك حديث خاص يُبشر لكل من يمتنع عن الاسترقاء بالمخلوق ويتوكل على الله
وهكذا يجوز طلب الدعاء من ولي حي في أيام القجط أن يستقي للناس كما فعله السلف وهو مشهور.
إما أن يتوسل بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وبإيمانه له وطاعته له ونحو ذلك فهذا لا بأس به فهو كمثل أن تتوسل بإيمانك بالله
ثم إن الصوفين تجادل وتقول مثلا نحن لا ندعوا ولا نعبد الولي الفلاني بل ندعوا الله بفضله بكذا وكذا
فنسأل ما علمك بحقائق أموره وهل هو مقبول عند الله أولا
ومن أمرك بهذا ؟ ومن أذن لك ؟
ولماذا تجعل الدعاء بفضله مقدم عن دعاء الله وحده ؟ ولماذا تعتقد أن الدعاء بهذه الطريقة مقبولة لا محالة كأن الضر والنفع والملك بيد الولي؟
أعتقد أن هذا النقاش لا يستطيع أن يقاوم الصوفيون ولكنهم قوم بهت
والله أعلم.
رد: هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
الرد على مبحث التوسل والاستغاثة والاستعانة من ( الموسوعة اليوسفية ) :
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=2146
رد: هل اجاز الامامان ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
الآخ أبو أحمد القبي، لم أفهم مقصدك ؟ هل تقول أنها أدرجت في الفتاوى أو قالها وهو مجبر.؟
وجه الإشكال في هذه الفتاوى هي تحسين شيخ الإسلام رحمه الله هذا النوع من التوسل ، بل عده من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم. هل يقصد عند حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
كذلك هذه العبارة ( لا يدعو غيره [ أي غير الله ] إلا على سبيل استحضاره ) ؟ العبارة منكرة جداً .