سؤال بسيط : ما الفرق بين الاستعارة التمثيلية والكناية والمجاز المركب ؟؟

السلام عليكم

عندي بعض الاستفسارات البسيطة :

ما الفرق بين الاستعارة التمثيلية والكناية والمجاز المركب ؟؟

متى يقال هذه استعارة تمثيلية ومتى يقال هي كناية ومتى يقال مجاز مركب ؟؟

ما الضابط ؟؟

قوله تعالى " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك .... "

هل هو استعارة تمثيلية ؟؟ أم كناية ؟؟ ولماذا ؟؟

وهل القرينة في الحقيقة والمجاز تمنع إرادة المعنى الحقيقي أم تبين المعني المجازي ؟؟

وماذا لو كان هناك عدة معان مجازية , أليست القرينة تبين المجاز المراد ولا تمنع إرادة المعنى الحقيقي فحسب ؟؟

أسئلة بسيطة , لكن أحتاج إلى فهمها

وجزاكم الله خيرا

1- عرف الشيخ / أحمد السجاعي المجاز في منظومته الموجزة في (المجاز) فقال
(إن المجاز كلمة مستعمله * في غير موضوع له مفصله
حوى قرينة وسم مرسلا * إن كان عن قصد تشابه خلا
فإن تجد تشابها فلتحكما * عليه باستعارة فلتعلما
يعني بهذا أن المجاز أعم من (الإستعارة) فالمجاز الذي علاقته السببية
يسمى المجاز المرسل , مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي , مثل( رعيت الغيث) أي أثر الغيث وهو العشب )
والمجاز الذي علاقته التشبيه يسمى مجاز الإستعارة , مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي
2- الإستعارة التمثيلية هي الإستعارة في (المركب) مثالها قوله تعالى( لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) وقوله تعالى(اولئك على هدى من ربهم) بحذف لفظ المشبه به وإبقاء
مايدل على المشبه (أولئك) وهو اختيار ابن عاشور
3- المجاز المركب هو المجاز المرسل إن لم أكن نسيت , وهو مثل( أصابته السماء) لأنه مركب من
السماء والطعام لعلاقة السببية ولحقيقة المطر , والقرينة هي البلل
ومنه قول معاوية بن مالك: إذا نزل السماء بأرض قوم * رعيناه وإن كانوا غضابا
4- الكناية تختلف عن الإستعارة بأنها تختص بلازم الشئ ( المثال: طويلة القرطين ) لمن في عنقها طول
فطول القرطين لازم لطول العنق وليس هو طول العنق فيكتفى بذكره عن ذكر طول العنق
وكذلك عريض الوسادة لمن هو عريض الرقبة أو الرأس
أما الإستعارة التمثيلية فهي ذكر المشبه أو مايدل عليه وحذف المشبه به
5- يقال: استعارة تمثيلية عند وجود التشبيه محذوفا منه لفظ المشبه ومذكورا فيه المشبه به أو مايدل
عليه, فيقال : خطبنا بحر , للعالم , ف(خطبنا) يدل على المشبه وهو (إنسان) و(بحر ) لفظ (المشبه به) أي شخص كأن امتلاءه علما امتلاء البحر ماء
6- يقال ( كناية ) عند وجود اللازم في اللفظ دون الملزوم ) مثل ( طويل النجاد) لطويل القامة
أو( مقبوض الأصابع) للبخيل
ومنه قول الراعي النميري(لعمرك ماعمروبن عمرو بما جد * ولكنه كز اليدين بخيل
أي ضيق اليدين , يعني به أنه بخيل وصرح به في قوله (بخيل) توكيدا للكناية في (كز اليدين)
7- الآية الكريمة من الكناية بدليل ذكر لازم قبض اليدين وهو قوله(مغلولة إلى عنقك) مبالغة في عدم بسطها) وقيل : هي تشبيه , لكن ذكر اللازم والإكتفاء به عن الملزوم قرينة على الكناية, في نظري والله أعلم - فقد أكون مخطئا -
8- القرينة في رأيي - والعلم عند الله - تجمع كلا الأمرين
مثال ذلك : أن نقول : رأينا أسدا على فرسه ) فالقرينة (على فرسه) تبين المعنى المستعار وهو الشجاعة
وتمنع من الحقيقة أيضا إذ الأسد الحقيقي لا يركب على فرس
و الله العالم بالصواب , وإن كنت مخطئا فليقوم حتى نستفيد جميعا

جزاكم الله خيرا أخي الفاضل

اتضح لي الفرق بين الاستعارة التمثيلية والكناية , لكن سبب الإشكال أني رأيت من قال أن الآية من قبيل الاستعارة التمثيلية وليس من الكناية ؟؟

لكن سؤال آخر بسيط : ما الفرق إذن بين الاستعارة التمثيلية والاستعارة التصريحية والمكنية ؟؟
ومتى يقال هذا مجاز مرسل مركب ومتى يقال هذا مجاز مرسل مفرد ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بسيط جدًا فالاستعارة التمثيلية دائمًا ما تكون في المركب,كقول المتنبّي يصف الذي يَعِيب الشعر الرائع بسبب خَلَلٍ ذوقيّ لَدَيّه، يَجْعَلُهُ يرى الجميل قبيحاً، والكامل ناقصاً، والحسن سيِّئاً:
وَمَنْ يَكُ ذَا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ ... يَجِدْ مُرّاً بِهِ الْمَاءَ الزُّلالَ
أما التصريحة والمكنية فتكون في المفرد فالاولى :ماصرح بلفظ المشبه به ففي قولنا :رأيت محمدًا كالأسد في شجاعته , فهذا التشبيه فإذا اردناه ان يكون استعارةً لابد من حذف الاداة والمشبه ووجه الشبه فيكون الكلام :رأيت أسدًا ,أما الأخرى فيحذف المشبه به ويأتي بشيء مِنْ لوازمه كاما في قول ابي ذؤيب :
وإذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لا تَنْفَعُ *
اما السوأل الأخر فيقال مجاز مرسل اذا خرجة كلمة مفرد عن أصل وضعها (معناها الحقبقي ) الى معنى أخر لعلاقة قد تكون كلية أو جزئية أوسببية كقول المتنبيّ :
لَهُ أَيَادٍ إِلَيَّ سَابِقَةٌ .... أَعُدُّ مِنْهَا وَلاَ أُعَدِّدُهَا
فالايادي بمعنى :النعم والافضال و يطلق المجاز المرسل المركب على الاساليب النحوية التي تخرج عن أصل وضعها (معناها الحقبقي ) الى معنى أخر كدلالة الاستفهام على النفي أو التعجب (ما لي لا أرى الهدهد ) أو النداء الى التنبيه (يا ليتني مت ..) والله تعالى أعلى واعلم.