عرض للطباعة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي و أساتذتي الأعزاء
أرجو أن تجيبوا عن سؤالي هذا :
يقول أبو تمام هاجيا :
سود الثياب كانما نسجت لهم ... أيدي السموم مدراعا من قار
أرجو شرح البيت شرحا ، مع تبيين بعض أسراره و جمالياته البلاغية
و أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم
عليك أخي الفاضل بشروح ديوانه فهي كثيرة وقد تسعفك في ما تصبوا إليه
وفقنا الله
أخي الكريم:اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الصوابي
المعنى واضح، يصف أبو تمام أولئك القوم بأنهم كأنما هبت عليهم ريح السَّموم، فتكاثر الغبار على ثيابهم فأصبحت كالمدارع السوداء؛ يريد أن يبين أن الغبار الأسود قد تأصل فيهم، بحيث يصعب التخلص منه.. شبه ريح السَّموم بالإنسان الذي ينسج، وشبه الغبار الأسود في لون القار بالثوب، ثم بيَّن تأصُّل الغبار الأسود فيهم فجعله بمثابة المدارع لهم.
هذا، والله أعلم.
هو يتهكم بالمصلوبين المذكورين في الأبيات التي قبله ، ثم يشير إلى سواد ثيابهم وهم على جذوع الصلب ، يقول : كأنما نسجتْ أيدي السموم - وهي الرياح جعلها بمنزلة الناسج - وهي تهب عليهم وهم في جذوعهم معلقين = مدارعًا - وهي الألبسة- من قار - وهوالنفط المعروف - . فلسواد هذه الثياب صارت كأنما نسجت من قار لا من خيوطٍ وشعر . وقد يُقال إنه يشير بهذا إلى سواد فعالهم .
والتبريزي يقول إنه أراد بسواد ثيابهم سواد جلودهم ! وهو عندي بعيد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إكمالاً لما سبق. إمعاناً في الهجاء أراد أن يزن البيت بثلاث كلمات فأوله ( سود ) ووسطه ( السموم ) وآخره ( القار ) الذي يعبر عن سوء المشهد وخاتمته الموحشة. وكانت ( السموم ) في المنتصف شاهداً على مدى إمعانه في تحقير الآخر فهي نذير شر وبؤس. وبدأ ب (سود الثياب ) ولم يقل: ( الثياب السوداء ) فالأولى هاجية والدليل تحولها لقاروالثانية تميل للمديح.