مواقف وطرائف من بداية البداية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد .
عند بداءة كل شيء تكون هناك مواقف وطرائف عندما يتذكرها المرء يضحك عليها كثيرا ، ويتعجب من درجة فهمه في هذه الأيام ، وهكذا بعد سنين سأضحك من نفسي الاّن وهكذا وقد رأيت أن أقدم بعض هذه الطرائف التي مررت بها في حياتي في بداية بدايتي لطلب العلم ، فأنا مازلت في البداية - إن لم أكن خارج اللعبة تماما - ولكنني أتحدث عن بداية البداية أو بداية الاهتمام بالعلم ومتابعة العلماء على الأدق ، ولعل هذه الطرائف تدخل السرور على إخواننا ، ولعل أيضا يكون فيها بعض الفوائد لي ولإخواني والله الموفق.

2 - والرحبي أيضا مبتدع !!
كنت كثيرا ما أسمع عن المنظومة الرحبية في الفرائض ، ولم أكن قد قرأتها ولا سمعتها ، فقررت أن أقرأها ، فلما شرعت في قراءتها حتى وصلت إلى البيت السادس فإذا به يقول :
عن مذهب الإمام زيد الفرضي إذ كان ذاك من أهم الغرض
وساعتها توقفت عن القراءة و احمر وجهي وغضبت غضبا شديدا ، كيف يكون صاحبها شيعيا زيديا وتشتهر هذه الشهرة الواسعة ؟؟
رغم أنني لو انتظرت ثلاثة أبيات أو نحوها لوجدته يقول :
وأن زيدا خص لا محالة بما حباه خاتم الرسالة
من قوله في فضله منبها أفرضكم زيد وناهيك بها
وكنت سأعلم أن المقصود هو ( زيد بن ثابت ) - رضي الله عنه- لكن العجلة من الشيطان .


3 - خطأ مطبعي
منذ أن كنت صغيرا وأنا أعلم وأرى كتاب ( فتح الباري لابن حجر رحمه الله ) ، المهم كنت أنقل ذات مرة بعض النقولات عن أحد الكتاب ، وإذا به يعزو نقله إلى فتح الباري لابن رجب ) فقلت لعله خطأ مطبعي والأخطاء المطبعية كثيرة وعلي أن أصحح هذا الخطأ !! وبعدها بقليل تكرر نفس الأمر فقلت لا بأس ما أكثر الجهال في المطابع !! وبعدها تكرر نفس الأمر فقلت أيضا لا بأس نصوب الخطأ .
وبعدها بفترة علمت أن هناك كتابا يسمى بفتح الباري لابن رجب رحمه الله ، فقلت يا نهار أبيض !! يعني كل النقولات التي نقلتها كانت ( فشنك ) الله المستعان !!
وعلمت أن الخطأ لم يكن في المطبعة ، وأن الجهل لم يكن في الطابعين ، بل الخطأ كان في عقلي ، والجهل كان مني .


4 - بين الشيخين ابن باز وأحمد حطيبة
في بداءات اهتمامي بطلب العلم قرأت كتيبا صغيرا لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ووالله كنت أتخيل أنني بعد قراءة هذه المطوية قد صرت علامة في فقه الصلاة ، وكنت أتابع صلاة غيري وأصوب لهم ما يفعلونه في صلاتهم مما يخالف ما في الكتيب .
المهم راقبت صلاة أحد الأشبال الصغار - الاّن هو شاب وفقه الله - فرأيته يضع يديه قبل ركبتيه عند الهوي إلى السجود ، فذهبت إليه وقلت له السنة أن تضع ركبتيك قبل يديك لحديث وائل بن حجر رضي الله عنه ، وأما حديث أبي هريرة فهو مقلوب المتن كما قال ذلك ابن القيم رحمه الله كما قرأته من رسالة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله .
المهم ولم أك أعلم أن والد هذا الشبل من كبار تلاميذ الشيخ أحمد حطيبة حفظه الله وممن على علاقة بالشيخ ، فقال لي هذا الشبل : إن الشيخ أحمد حطيبة يضع يديه قبل ركبتيه ، فقلت له يا أخي : " الشيخ أحمد حطيبة متعب شفاه الله وعافاه والنزول على الركبة أصعب من النزول على اليدين وأن القول إذا خالف الفعل فالقول يقدم عليه ( شوية في الأصول نحلي بهم الكلام !).
المهم انتهى الأمر وإذا بي أسمع الشيخ بعد ذلك يقول إن الراجح هو النزول على اليدين لا الركبتين : فقلت : " يا وقعتي !! أنا نيلت الدنيا واتفلسفت على الشيخ كمان "

والطرائف كثيرة ولعلنا نترك المجال للإخوة يحدثوننا عن بعض طرائفهم التي مروا بها في مجال طلبهم للعلم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم .

بدايات طريفة تنم عن شخصية قوية و همة عالية

أما نحن .... فاللهم أتم علينا سترك الجميل ....

كم جعلنا ( المستقنع ) ... (مستنقعاً ..) !!!

و الخافي أعظم

من الطرائف في هذا الباب وهذه الطرفة لم تحدث معي بل حدثني بها أبو عاصم الأخ حسن عباس قطب صاحب مؤسسة قرطبة - حفظه الله - قال لي : جاءني أحد طلبة العلم الذين لم يسبق لهم العمل بالتحقيق ، وطلب العمل معنا ، قال الشيخ حسن : فأعطيته صفحة من كتاب كان أمامي ،وقلت له : ترجم للعلماء المذكورين في هذه الصفحة . وكان في السطور الأولى من الصفحة عبارة : (( قال ابن معين ضعيف وقال مرة .... )) قال فجلس يومه كله يبحث عن ترجمة (( مرة )) ،ثم ترك الورقة وذهب ، وهذا الأخ الآن ممن يشتغل بالدعوة في (طشقند) ، أسأل الله أن ينفع به، وطبعًا هذه كانت في بدايات طلبه للعلم ، لكن الآن ما شاء الله ، أحسبه على خير .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد إدريس

بدايات طريفة تنم عن شخصية قوية و همة عالية

---

جزاكم الله خيرا أخي الفاضل .......بل بدايات تنم عن شخصية متفذلكة !! ( ابتسامة )

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحبة السمو

أما نحن .... فاللهم أتم علينا سترك الجميل ....
كم جعلنا ( المستقنع ) ... (مستنقعاً ..) !!!
و الخافي أعظم

---

جزاك الله خيرا

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي

من الطرائف في هذا الباب وهذه الطرفة لم تحدث معي بل حدثني بها أبو عاصم الأخ حسن عباس قطب صاحب مؤسسة قرطبة - حفظه الله - قال لي : جاءني أحد طلبة العلم الذين لم يسبق لهم العمل بالتحقيق ، وطلب العمل معنا ، قال الشيخ حسن : فأعطيته صفحة من كتاب كان أمامي ،وقلت له : ترجم للعلماء المذكورين في هذه الصفحة . وكان في السطور الأولى من الصفحة عبارة : (( قال ابن معين ضعيف وقال مرة .... )) قال فجلس يومه كله يبحث عن ترجمة (( مرة )) ،ثم ترك الورقة وذهب ، وهذا الأخ الآن ممن يشتغل بالدعوة في (طشقند) ، أسأل الله أن ينفع به، وطبعًا هذه كانت في بدايات طلبه للعلم ، لكن الآن ما شاء الله ، أحسبه على خير .

---

هههههههه عقد الرجل !! أتذكر أيضا أنني سمعت في أيام بداية البداية شريطا للشيخ محمد حسان وكان يتحدث عن أخطاء يمارسها البعض ، فقال ( يعني الواحد أو ما يلتزم يتعلم علم الجرح والتعديل !! ) المهم جن جنوني حتى أفهم ما علم الجرح والتعديل هذا ؟؟ وظللت أياما أبحث عن معناه ، حتى وجدته في كتاب مصطلح الحديث للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

بارك الله في المشايخ الكرام، موضوع بدايات طلب العلم موضوع شيق وجميل، يستفيد منه الإنسان كثيراً، والإستفادة تكون على نواحِ عدة، منها تعلم الصبر والمثابرة، تقويم الطريق بمعرفة الجادة المسلوكة لدة أهل العلم، تدارس بعض المسائل ومعرفة الصواب فيها، تذكر الطرائف التي تمر على طالب العلم في بدايات طلبه للعلم وما أكثرها، وما أمتعها.
لن أذكر طرفة بل سأذكر قصة فيها همة عالية لطالب علم في بدايات طلبه، وقوة إصراره وصبره الجميل، بدأ هذا الشخص طلبه للعلم في وقت مبكر من عمره، أبوه عالم معروف، بل ومدس في الحرم النبوي، وكان في البداية يحظر مع أبيه للمسجد وينام في حجر أبيه، حتى جاء يوم وأمره أبوه أن يجلس أمامه ويبدأ القراءة، وهو مازال صغير السن فقرأ على أبوه صحيحي البخاري ومسلم، وبعض المتون الفقهية وأكمل الطلب وهو مايزال صغيراً بالنسبة لعمر من يحظر عند الشيخ، فلازم أبوه ملازمةً تامة، يقرأ عليه في البيت والمسجد، وصبر الفتى وصابر حتى نال ما كان يبغي وهو الان عالم متبحر، وفقيه قل له نظير، فرحم الله والده، وهذا الشخص هو الشيخ الفقيه محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله تعالى ورعاه.

جزاك الله خيرا أخي الفاضل (وليد) ومروركم شرفني ، وبارك الله في فضيلة الدكتور محمد الشنقيطي فهو من كبار فقهاء هذا العصر ، وعندما يمن الله علي بالعمرة وزيارة المدينة تهفو نفسي إلى حضور جلساته في الحرم النبوي الشريف ، وقد ذكر الشيخ محمد حسن عبد الغفار أن الشيخ محمد الشنقيطي ذكر أنه كان في بداية طبه يعاني كثيرا ، ويصعب عليه فهم أشياء كثيرة ، ولكنه ثابر وكافح حتى بلغ إلى ما نراه الاّن عليه .

سيدنا الإمام وغدة
جاء في متن دليل الطالب فيما يكره من الأطعمة : " ويكره أكل تراب وفحم وطين"
قال الشيخ إبراهيم بن ضويان رحمه الله في منار السبيل في شرح هذه العبارة : " نص عليه وغدة "
فقلت في نفسي أنا أعلم أن كلمة نص عليه تعني الإمام أحمد فمن وغدة هذا هل هو إمام من أئمة الحنابلة ؟؟!
إلى أن سمعت شرح الشيخ أحمد حطيبة وعلمت أن المراد نص عليه أي نص الإمام أحمد على كراهة أكل التراب والفحم والطين ثم قال ( وغدة ) أي ويكره أكل غُدة الحيوان !
وعلمت أن سيدنا الإمام وغدة هذا من إمام داخل خيالي فقط وليس له وجود في أرض الواقع .

بارك الله فيك أخي محمد العبادي

وفي السيد وغدة ( إبتسامة )

أما أنا وأرجو أن لا تضحك كثيرا
فإليك البداية

كانت دراستي في تخصص بعيد عن العلم الشرعي
وبعد أن كتب الله لنا الهداية وحب الخير وأهله والرغبة في طلب العلم أسأل الله لي ولكم الثبات ....
دخلت المسجد النبوي في أحد الأيام وإذ بمجموعة من طلاب العلم وقد تحلقوا حول الشيخ علي بن سنان - رحمة الله عليه -وفي أيديهم تفسير بن كثير فرغبت في الدرس فقلت لأحدهم :كم يأخذ الشيخ عليكم أي من النقود فتبسم ،وقال : تحضر وبعد الدرس نتكلم ومضت الأيام وأصبحت ولله الحمد من طلبته الخاصين رحمه الله رحمة واسعة ....

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آل عامر

بارك الله فيك أخي محمد العبادي
وفي السيد وغدة ( إبتسامة )
أما أنا وأرجو أن لا تضحك كثيرا
فإليك البداية
كانت دراستي في تخصص بعيد عن العلم الشرعي
وبعد أن كتب الله لنا الهداية وحب الخير وأهله والرغبة في طلب العلم أسأل الله لي ولكم الثبات ....
دخلت المسجد النبوي في أحد الأيام وإذ بمجموعة من طلاب العلم وقد تحلقوا حول الشيخ علي بن سنان - رحمة الله عليه -وفي أيديهم تفسير بن كثير فرغبت في الدرس فقلت لأحدهم :كم يأخذ الشيخ عليكم أي من النقود فتبسم ،وقال : تحضر وبعد الدرس نتكلم ومضت الأيام وأصبحت ولله الحمد من طلبته الخاصين رحمه الله رحمة واسعة ....

---

بارك الله فيكم أخي اّل عامر ، ورحم الله الشيخ عليا وأسكنه فسيح جناته ، وشيخكم رحمه الله كان عفيفا قنوعا ، على غير الشيخ ( وغدة ) فكان جشعا عفا الله عنه ( ابتسامة )

كنت مع احد الاخوة فقرأ ( المغني ) المُغَنِّي

جزاكم الله خيرا أخي الفاضل الموهوب وشرفني مروركم وتعليقكم الكريمان خصوصا أن تعليقكم كان فيه طرب والنفس تميل إلى الطرب ( ابتسامة )