العراق يحذف الصلاة من المناهج خوفا من "الطائفية"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخميس. ديسمبر. 10, 2009

العراق يحذف الصلاة من المناهج خوفا من "الطائفية"

أ ف ب

بغداد- علت الدهشة وجه سهير أم الطفلة رنا عندما كانت تتصفح كتاب التربية الإسلامية الذي يتضمن شرحا حول كيفية الصلاة عند السنة والشيعة في العراق، ومثلها عبرت سعاد، المدرسة بالمرحلة الابتدائية، عن انتقادها للشرح "الطائفي" الذي أثار انتقادات شعبية واسعة أسفرت عن قرار بطبع نسخة جديدة خالية من فصل الصلاة والصور في كتاب التربية الإسلامية للعام الدراسي المقبل.

وتقول سهير عبد الخالق (30 عاما) المقيمة في حي تونس، شمال بغداد: "أصبت بالصدمة لما رأيته.. لا أعتقد أن وجود صور صلاة للطائفتين فكرة جيدة للأطفال في سن السابعة".

وقد أثارت الطبعة التي وزعت العام الماضي في المدارس الابتدائية في الدولة المحتلة منذ عام 2003 اعتراضات جهات عديدة، مما دفع بوزارة التربية إلى اتخاذ قرار بطبع نسخة جديدة خالية من فصل الصلاة والصور للعام الدراسي 2010-2011.

ويتضمن كتاب التربية الإسلامية للعام 2008 فصلا بعنوان "الوضوء والصلاة" يظهر صورا لصبي يرتدي دشداشة بيضاء وطاقية للرأس وهو يتوضأ، يغسل ذراعيه ورأسه وقدميه ويتحضر للصلاة واضعا كفيه فوق بطنه.

وتظهر صور أخرى زميلا له يرتدي قميصا وسروالا أسود اللون يهم بالوضوء بغسل الذراعين والرأس ومسح القدمين، ويصلي باسطا يديه نحو الأسفل، لكن الكتاب لم يتطرق إلى ذكر سني أو شيعي، موردا ملاحظة صغيرة على هامش الصفحة تقول: "حسب بعض الآراء الفقهية".

وتشير سهير إلى أن "هذه الصور ستسفر عن مفاهيم خاطئة في أذهان الأطفال، فالمدرسة يجب أن لا تعلمهم من هو سني ومن هو شيعي؛ لأن ذلك سيؤدي إلى التمييز بينهم على الصعيد الديني".

وتؤكد أن "الإسلام واحد والرب واحد، يجب إعطاء معلومات عامة عن الدين للأطفال حول أركان الإسلام وأهمية الصلاة والدين.. هذا كل شيء".

بدورها، قالت المدرسة سعاد قاسم، العاملة في مدرسة "المهج" الابتدائية، إن: "كتاب التربية الإسلامية كان قبل 2003 يشرح الصلاة بصورة عامة، أما الكتاب الجديد فيعطي تفاصيل وصورا عن الطائفتين".

وتابعت: إن "هذا الموضوع قائم على النوايا، فلماذا هذه التفرقة بين الأطفال وزرعها في قلوبهم؟ وندعي أننا ننبذ الطائفية".

وكانت الحكومة قررت تغيير الكتاب السابق الذي يظهر صورة واحدة للصلاة في محاولة للخروج من هيمنة العرب السنة التي انتهت مع سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

احترام التنوع العقائدي

من جهته، أفاد محسن علي، مستشار وزارة التربية، بأن هناك تشاورا مع جميع مكونات المجتمع حول الكتب الإسلامية بحيث تكون مقبولة.

وقال علي: "التخطيط للعملية التربوية يجب أن يكون مدروسا ومحكما ويقبله الجميع"، مضيفا: "نريد منهجا متكاملا مبنيا وفق معايير محكمة ودقيقة يوحد لا يفرق، ويعزز اللحمة الوطنية مع احترام التنوع العقائدي في البلاد".

وتابع: "كتاب التربية الإسلامية الحالي مؤلف في العام الماضي.. سنأخذ ملاحظات المسئولين والمختصين وأولياء الأمور، وهي تمثل وجهة نظر المجتمع، ونعرضها على لجنة التربية والتعليم في البرلمان للتوصل إلى اتفاق".

ويمثل العرب الشيعة نحو 59% من السكان والعرب السنة 23,5%، والأكراد (سنة في معظمهم) تقريبا 15% من مكونات الشعب العراقي.

ويقدر عدد الطلاب 6.5 ملايين باستثناء إقليم كردستان، وتتراوح أعمارهم بين 6 و 17 عاما إضافة إلى 525 ألف معلم.

حذف فصل الصلاة

من جانبها، قالت نهاد صبري نجم، مديرة مدرسة "زهور بغداد"، إن المدرسة استلمت كتابي الرياضيات والتربية الإسلامية من وزارة التربية، وأبلغونا بضرورة عدم توزيعها، والسبب هو إعداد طبعة جديدة غيرها.

وأضافت: "خلال اجتماع حضره مسئولون طلب منا حذف فصل الصلاة في كتاب التربية الإسلامية؛ لأننا يجب أن نعلم الطالب روح الألفة والتعاون ونبذ الطائفية.. وزعنا الكتب واستمر التدريس من دون التطرق لفصل الصلاة".

نايف ثامر حسين، مدير "الشركة العامة لإنتاج المستلزمات التربوية" التي تطبع 80% من الكتب المدرسية، أشار إلى أن هناك لجانا مختصة بتأليف المناهج هدفها الأول والأخير مراعاة الوحدة الوطنية بين أفراد الشعب (...) نعرضها على أخصائيين ولجنة التربية بالبرلمان إضافة إلى ديوان الوقف السني وديوان الوقف الشيعي".

بيد أن شيماء علي (29 عاما) قالت إن: "هذه المواد لا ضير فيها لأن تربية الطفل تعتمد على الأم، ففي العائلة الواحدة أكثر من طائفة في بعض الأحيان، ولا تؤثر هذه الأمور على الطفل، فهي مجرد مواد يدرسونها ويمتحنون بها".

وختمت موضحة أن "الأمر كله يتوقف على كيفية تربيتي للأطفال وكيف أعلمهم أن يميزوا بين ما هو صحيح وما هو خاطئ".

منقول من موقع اسلام اون لاين

http://www.islamonline.net/servlet/S...News/NWALayout