إعلان جائزة المسابقة حول "صحيح مسلم"

الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذه المسابقة التي طُرِحت تحت هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3910
وإن كان السؤال – كما ذكرت سابقًا – لم يتمكَّن واحد بعينه من الجواب عليه بتمامه، ولكن حصل من مجموع المشاركات خيرٌ كثير، وقبل أن أذكر لمن الجائزة، أودُّ توضيحَ سبب السؤال، ومثار الإشكال، ومرادي من السؤال، فأقول:
قال مسلم في "صحيحه" (908): حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ عن سُفْيَانَ عن حَبِيبٍ عن طَاوُس عن ابن عَبَّاسٍ قال: صلَّى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين كَسَفَتِ الشَّمْسُ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ في أَرْبَعِ سَجَداتٍ. وعن عَلِيٍّ مِثْلُ ذلك. اهـ.
فحين وقفت على هذه العبارة، أثارت انتباهي، فتساءلت:
هل قوله: ( وعن علي مثل ذلك ) هو بالإسناد السابق، فيكون القائل ابن عباس أو طاوس ؟ أو هو معلَّق من معلَّقات مسلم ؟ أو هناك أمر آخر ؟
أما الاحتمال الأول: فبعد البحث وجدت المزِّيَّ لم يذكر هذا الحديث فيما رواه ابن عباس عن علي رضي الله عنهم.
ولم يذكر هذا الحديث في مسند علي أصلاً، حتى في المعلَّقات.
ومن المعلوم أنه سبقه إلى هذا كلٌّ من خلف الواسطي وأبي مسعود الدمشقي في كتابيهما "أطراف الصحيحين"، فهؤلاء ثلاثة من العلماء تواطؤوا على استبعاد هذا الحديث من مسند علي رضي الله عنه في الأطراف، ووافقهم مغلطاي، وولي الدين أبو زرعة ابن الحافظ العراقي، والحافظ ابن حجر، فلم يذكروه فيما يُستدرك على المزِّيِّ في هذا!!
غيرَ أني وجدت الشيخ عبد الصمد شرف الدين رحمه الله في زياداته على "تحفة الأشراف" (7/414 رقم 10197) ذكر هذا الحديثَ في مسند ابن عباس عن علي رضي الله عنهم.
وهذا بعيدٌ فيما يظهر؛ لأمور ثلاثة:
1) إن هذا الحديثَ لم يُروَ – حسب علمي – من هذا الطريق فيما وقفتُ عليه من دواوين السنة، فإن ظفر به أحدٌ من الإخوة الأفاضل، فهذا من مقاصد هذه المسابقة.
2) ليس هناك ما يدعو ابنَ عباس للنـزول في هذا الحديث (بروايته عن عليٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم) وهو عنده عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بلا واسطة، إلا أن يكونَ مراده: أنه موقوفٌ على علي، لكن لم أجده أيضًا من طريق ابن عباس موقوفًا.
3) لو كان هذا الحديث من رواية ابن عباس عن عليٍّ لذكره خلف الواسطي، وأبو مسعود الدمشقي في "أطراف الصحيحين"، أو استدركه عليهما المزي في "تحفة الأشراف" إن كان فاتهما، أو استدركه علاء الدين مغلطاي على المزي (في جملة ما استدركه عليه) إن كان فاته، أو استدركه وليُّ الدين أبو زرعة ابن الحافظ العراقي، أو الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" إن كان فات هؤلاء كلهم!!
وأما الاحتمال الآخر: فهو أن يكون من رواية طاوس عن علي، وهو وإن لم يسمع منه، فلعلَّه احتمل ذلك في الشواهد.
وقد وجدت شيخنا الألباني رحمه الله في "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الكسوف" (ص 29 و56) قد ذهب إلى هذا؛ حيث ذكر عبارةَ مسلم السابقة، ثم فسَّرها بقوله: (( أي وروى طاوس عن عليٍّ مثل حديثه عن ابن عباس ... ))، ثم أعلَّه الشيخ بالإرسال؛ لأن رواية طاوس عن علي منقطعة.
وهذا بعيد – فيما أرى أيضًا – للسببين (1 و3) السابقين، بل لم يَذكر المزِّيُّ لطاوس روايةً عن علي أصلاً، وهناك سببٌ آخر، وهو أن المزي (تبعًا لعبد الغني المقدسي) لم يذكر في "تهذيب الكمال" (13/358) لطاوس رواية عن علي في شيء من الكتب الستة.
الاحتمال الثالث: أن يكونَ مسلم بن الحجاج علَّق هذا الحديث، ولم يخرجه مسندًا، وكان هذا هو الأقربَ في ظني آنذاك، وقد صنع ابن خزيمة في "صحيحه" (1388) نحوَ صنيع مسلم؛ حيث روى حديثَ عليٍّ هذا من طريق الحكم بن عتيبة، عن رجل يدعى حنشًا، ثم قال: (( في هذا الخبر: أنه ركع أربع ركعات؛ في كل ركعة، مثل خبر طاوس عن ابن عباس )).
إلى أن وقفتُ على الحديث في "سنن البيهقي"، وكلام الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (وكل هذا تفضَّل الإخوة بنقله كما سبق فلا داعي لإعادته)، فتبيَّن لي أن مسلمًا رحمه الله أورد الحديثَ كما تلقَّاه عن شيخه ابن أبي شيبة من غير تغيير، ومقصوده منه حديثُ ابن عباس، ولم يقصد حديثَ علي، ولكنه جاء بالتَّبع في الرواية، وهذا ما أكَّده الحافظ رشيد الدين العطَّار في "غرر الفوائد المجموعة" في مواضعَ متعددة؛ لينفيَ عن مسلم إخراجه لتلك الأحاديث المنقطعة والمرسلَة، وأوضح أنه ليس من عادته تقطيعُ الحديث والتصرف فيه، وهذا ما أشار إليه الأخ ابن عقيل وفقه الله.
وأما: لماذا أعرض أصحاب كتب الأطراف عن ذكر حديث عليٍّ هذا؟
فالذي يظهر لي: أنهم يوردون ما كان مذكورًا أصلاً، وليس بالتبع، وأمثلتُه كثيرة في الأحاديث، وإن كان عند أحدٍ من الإخوة نقلٌ في هذا، فليفدنا به مشكورًا، والله أعلم.
ويبقى السؤالُ الذي ما زلت أبحث عن جوابٍ شاف له، وهو: مَن القائل: ( وعن علي مثل ذلك ):
هل هو ابنُ أبي شيبة كما يغلب على ظني، وربما على ظنِّ كثير من الإخوة؟
أو شيخه إسماعيل ابن عُلية؟
أو أحد ممن فوقه؟
إن وقف أحدٌ منكم على شيء ولو بعد أمد، فبابُ الفائدة مفتوح، نفعَنا الله بما علَّمَنا!
وأما عبارةُ صاحب "فتح الملهم" فقد فاز بها أخونا رشيد الحضرمي، فيستحقُّ الجائزةَ المعلن عنها، وإن كان ترك بعض الجواب.
وإذ قد شارك بعضُ الإخوة في تكملة الجواب، فلن نحرمَهم الجائزة، فيُقدَّم لكلِّ واحد منهم الجائزةُ نفسها، إلا أن نسخة "العلل" ستكون المضغوطة في مجلد واحد، وهي كاملة، ولا تختلف عن ذات المجلدات السبعة إلا في الإخراج، وأما الباقي بما فيه "سنن سعيد بن منصور" فهي كاملةٌ كما هو معلن عنه، وهؤلاء الإخوة هم:
1) ابن عقيل.
2) محب التوحيد.
3) جابر _ عبد الرحمن _العتيق.
4) ابن المنير.
5) أحمد بن سالم.
بارك الله في الجميع ونفعهم بما فازوا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رابط صفحتي الشخصية في موقع جامعة الملك سعود: http://faculty.ksu.edu.sa/homayed/default.aspx

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

ما شاء اللَّه !

لقد أتحفتمونا ـ كعادتكم ـ بموضوعاتكم القيمة المهمة ،

فحفظكم اللَّهُ ،وبارك في جهودكم شيخنا الحبيب .

بارك الله فيكم شيخنا الكريم / سعد .

وهنيئًا لإخواننا الكرام الذين فازوا بالجوائز ، وإلى لقاءٍ آخر - إن شاء الله - مع سؤالٍ آخر بجائزةٍ أخرى (ابتسامة) .

ولكم استفدنا - ولله الحمد - من البحث عن إجابة هذا السؤال الكثير والكثير من الفوائد ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

اللهم زد الشيخ سعدا علما نافعا ، وعملا متقبلا ، ورزقا طيبا ... آمين
لاأدي أأ فرح بالجائزة ، أم بالفائدة !! (ابتسامة) .
ونحن في انتظارك ياشيخ سعد بمدينة ( المكلا ـ حضرموت ) والشيخ أحمد المعلم ، والشيخ صالح باكرمان.

/
وعليكم السلام ..
/
ماشاء الله تباركَ الله لا قوَّةَ إلا بـ الله ..
بُوركَ لـ مَنْ فَاز ..
وهَنيئاً لـِ مَنْ بَذلَ واجْتَهَدَ وإنْ لمْ يُصِبْ !!
فـ كَفاهُ أجْرَ المحَاوَلةِ والبَحْثِ إن هُو احْتَسَب !!
وطُوبى لـِ مَدارٍ ضَمَّ من العِلْمِ والمعْرفةِ ..
ما جَعلَهُ مُؤهَّلاً لـِ مَنْصِبِ رُبَّانٍ ..
بَاشَرَالإبحَار َ بما امتلكَ وأجَادَ ..
فـ أدْرَكَ المرْسَى !!
/
ودُمتُمْ ومُتَابعِيكُم بِكُم أقْوَى ..
/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم
ومباركٌ لأخينا الفاضل رشيد
ولجميع الإخوة الأفاضل (ابن عقيل.. ومحب التوحيد.. وجابر _ عبد الرحمن _العتيق.. وابن المنير.. وأحمد بن سالم)

وإلى منافسة علمية أخرى

جزاكم الله خيرا شيخنا الجليل

بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ المحدث / سعد بن عبدالله الحميد عسله الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أولاً:
لا يسعني الا أن أقول: ( الحمد لله حمدا كثيرا طيباً مباركا فيه)
ثانياً:
حقيقة لا يُخفي أي طالب علم فرحه بالمشاركة في علوم شرعية هامة قيمة ، تفيد السنة وتخدمها كما هو حال علم الحديث.
وأشكر شيخنا المحدث سعد بن عبدالله الحميد -أطال الله في عمره وأحسن في عمله- على هذه المعلومات القيمة التي أسأل الله العلي القدير ألا يحرمه ولايحرمنا الأجر في الحياة وبعد الممات.
شيخي الفاضل المحدث
لقد تفضلت شاكرا بذكر ما يلي :
(ويبقى السؤالُ الذي ما زلت أبحث عن جوابٍ شاف له، وهو: مَن القائل: ( وعن علي مثل ذلك ):
هل هو ابنُ أبي شيبة كما يغلب على ظني، وربما على ظنِّ كثير من الإخوة؟)
أقول أن العلامة الألباني رحمه الله كما في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الكسوف-المكتبة الاسلامية الطبعة الأولى 1422 هـ ص(27-28-29) ذكر ما يلي:
(
في (تنبيه) : زاد مسلم في رواية عقب الحديث:
وعن علي مثل ذلك أي روى طاوس عن علي مثل حديثه عن ابن عباس وهذا معلول في مكان آخر أيضاً، ففي ترجمة طاوس في التهذيب: (قال أبوزرعة: ويعقوب بن شيبة حديثه عن علي مرسل)أ.هـ
وختاماً:
أبارك للأخ الكريم / رشيد الحضرمي
وللأخوة الأحبة الأعزاء
1) ابن عقيل.
2) جابر _ عبد الرحمن _العتيق.
3) ابن المنير.
4) أحمد بن سالم.
على هذه الجوائز العلمية القيمة .
كما نرجو من الأخوة المشرفين ارشادنا عن كيفية استلام الجوائز العلمية القيمة.
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ....

والله إنه لكرم منك ولطف

أن أهديتني جائزة مع هؤلاء الأحبة الكرام الأفاضل والذين أحسب أني أقلهم علما وفهما

فلكم مني جزيل الشكر -بعد شكر الله-ولهم أيضا

أسأل الله ان يعلمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما.

النصف بالنصف ياجابر (ابتسامة)

الشيخ سعد
جزاك الله خيراً وزادك علماً وحلماً وكرماً
فقد أفدتنا بطرحك هذا السؤال فأستفادنا فوائد عظام لا تأتي إلا بمثل هذه المذاكرات بعد إخلاص النية في الطلب لله رب الأرباب.


وإتماما للفائدة تعليقاً على قولك وفقك الله:

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد بن عبدالله الحميد

وهذا ما أكَّده الحافظ رشيد الدين العطَّار في "غرر الفوائد المجموعة" في مواضعَ متعددة؛ لينفيَ عن مسلم إخراجه لتلك الأحاديث المنقطعة والمرسلَة، وأوضح أنه ليس من عادته تقطيعُ الحديث والتصرف فيه، .

---

أقول وبالله أستعين:
أما منهج الإمام مسلم في عدم تقطيع الأحاديث فهذا مؤكد مستقر معلوم.
وأما التصرف في الرواية, فهذا موجود عند الإمام مسلم رحمه الله

وهذه الأمثلة:
(4520) ــ حدّثنا يَحْيَىٰ بْنُ يَحْيَىٰ التَّمِيمِيُّ : أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يَحْيَىٰ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَكَانَ جَلِيساً لأَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو قَتَادَةَ. وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ.

(4521) ــ وحدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ : حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَحْيَىٰ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَىٰ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ ، قَالَ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

(4522) ــ وحدّثنا أَبُو الطَّاهِرِ وَ حَرْمَلَةُ وَاللَّفْظُ لَهُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَىٰ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَىٰ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ عَامَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا ....الحديث.

قال النووي رحمه الله: اعلم أن قوله في الطريق الأول واقتص الحديث، وقوله في الثاني وساق الحديث يعني بهما الحديث المذكور في الطريق الثالث المذكور بعدهما وهو قوله: وحدثنا أبو الطاهر وهذا غريب من عادة مسلم فاحفظ ما حققته لك، فقد رأيت بعض الكتاب غلط فيه وتوهم أنه متعلق بالحديث السابق قبلهما كما هو الغالب المعروف من عادة مسلم، حتى أن المشار إليه ترجم له باباً مستقلاً، وترجم للطريق الثالث باباً آخر وهذا غلط فادح فاحذره .أهـ المقصود.

يؤكد النووي رحمه الله على أن هذه الطرق الثلاث تخص حديث واحد وهو حديث ( مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً، لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ، فَلَهُ سَلَبُهُ) المذكور في طريق أبو الطاهر.
ولكن الإمام مسلم ذكر الطريق الأولى بدون متنها لوجود علة في المتن وهي قوله(على أسير) فلم تروى عن غير هشيم ولذلك أشار البيهقي رحمه الله في سننه فقال: قد اخرج مسلم اسناد هذا الحديث في الصحيح ولم يسق متنه والحفاظ يرونه خطا فمالك بن انس والليث بن سعد روياه عن يحيى فقال الليث في الحديث من اقام البينة على قتيل فله سلبه وقال مالك من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه ولم يقل احد فيه على اسير غير هشيم والله اعلم.أهـ كلام البيهقي

مثال أخر:
أخرج مسلم رحمه الله الحديث رقم (368) ــ حدّثنا هٰرُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ بِلاَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللّهِ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَىٰ إِلَيْهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ نَحْوَ حَدِيثِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وَقَدَّمَ فِيهِ شَيْئا وَأَخَّرَ. وَزَادَ وَنَقَصَ.

قول مسلم رحمه الله (وقدم فيه شيئاً وأخر وزاد ونقص) جعله يقتص باقي رواية شريك المخالفة للحفاظ من أكثر من عشر أوجه كما بينه الحافظ ابن حجر في الفتح.

قال ابن القيم رحمه الله في الزاد:
وقد غلط الحفاظ شريكاً في ألفاظ من حديث الإسراء ومسلم أورد المسند منه ثم قال: فقدم وأخر وزاد ونقص، ولم يسرد الحديث، فأجاد رحمه الله.أهـ

وبهذا يثبت التصرف في بعض المواطن من الإمام مسلم لدواعي الصحة التي أشترطها رحمه الله في مسنده الصحيح
وفي هذا رد على من أدعى بأن منهج الإمام مسلم إيراد العلل في صحيحه للتنبيه عليها, والله أعلم

[لمزيد من الفوائد أنظر قرة عين المحتاج في شرح مقدمة الإمام مسلم للشيخ محمد على آدم الأثيوبي(1/366)]

أسأل الله أن يبارك في شيخنا الحبيب ، وأن يرفع مكانته في الدنيا والآخرة .

أُحِبُّ الصَّالِحِيْنَ وَلَسْتُ مِنْهُم ، وَأُبْغِضُ الطَّالِحِيْنَ وَأَنَا شَرٌّ مِنْهُم .

أسأل الله أن يجزي الشيخ سعد خير الجزاء على هذه المذاكرة التي أفادتنا بما لم يكن في الحسبان.

ونبارك للأخوة الفائزين في المسابقة، ونسأل الله أن يجعل الجائزة ( القيمة ) معيناً لهم على طاعته.

بارك الله فيكم ياشيخ سعد

بارك الله فيمن بارك

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل على هذا الطرح المفيد ونبارك للإخوة الفائزين ونسأل الله أن ينفعهم بما حصلوا عليه من هدايا قيمة

جزاكم الله خيرا شيخ سعد .
وبالبركه يا ابا عائشة .
الجائزة بالنصف على حسب ....
إبتسامة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل على هذه الفوائد
وطيب التهاني والتبريكات للإخوة الفائزين
أود أن أبدي رأياً في الموضع المسؤول عنه من صحيح الإمام مسلم، قد يبدو غريباً أو بعيد النجعة، ولا أدعي أن الدليل قائم عليه، وإنما هي قرائن قد تشعر به كما قد تشعر بغيره، لكني لا أرى بأساً بطرحه بين أيديكم، فأستفيد.
فنظر شيخنا وكثير ممن سبقه من العلماء وكذلك إخواننا الفضلاء في إجاباتهم هنا كان في استجلاء قائل: "وعن علي مثل ذلك" ثم البحث عن الإسناد إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذا الحديث.
وأريد أن أسأل: ما الذي يمنع أن ننظر إلى هذا الموضع من زاوية أخرى، فلم جزم العلماء المنقول عنهم بأن علياً هو ابن أبي طالب رضي الله عنه؟ وما الذي دل على أن ابن أبي شيبة أراد ذكر حديث آخر في الباب؟
فالذي دلت عليه القرائن أعلاه أن الإمام مسلماً إنما يحكي قول شيخه أبي بكر ابن أبي شيبة
وقد يؤخذ من القرائن أيضاً أن الإمام ابن أبي شيبة إنما قال ذلك في مسنده
فلو فرضنا المسألة على هذا النحو: قال ابن أبي شيبة في مسنده: حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ عن سُفْيَانَ عن حَبِيبٍ عن طَاوُس عن ابن عَبَّاسٍ قال: صلَّى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين كَسَفَتِ الشَّمْسُ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ في أَرْبَعِ سَجَداتٍ. وعن عَلِيٍّ مِثْلُ ذلك.
واستحضرنا أن هذا كتاب مسانيد لا كتاباً مصنفاً على الأبواب، لبعد جداً أن يكون المراد ذكر حديث آخر في الباب أو أن تكون العناية منصرفة إلى فقه الحديث، لا سيما أن ما وُجد من المروي عن علي رضي الله عنه مباين لحديث ابن عباس رضي الله عنهما.
والسؤال: لم لا يكون المهمل في كلام ابن أبي شيبة أحد شيوخه، ففي صحيح مسلم نجد الرواية عن ابن أبي شيبة عن علي، ويبين الإمام مسلم أن شيخه يعني ابن مسهر مثلاً، وفي شيوخ ابن أبي شيبة غيره ممن اسمه علي؟ ولماذا يستبعد هذا الاحتمال مع أنه أليق بكتب المسانيد؟
ولنتذكر أن عدداً من أهل الأطراف لم يشيروا إلى تخريج حديث علي كما بينتم بعاليه.
وجزاكم الله خيراً

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :(( أُرْسِلَ عَلَى أَيُّوبَ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَجَعَلَ يَنْشُرُ يَقْبِضُهَا فِى ثَوْبِهِ فَنُودِىَ يَا أَيُّوبُ أَلَمْ يَكْفِكَ مَا أَعْطَيْنَاكَ ؟
قَالَ : أَىْ رَبِّ وَمَنْ يَسْتَغْنِى عَنْ فَضْلِكَ ؟ )) .