سكارى الدنيا في الصلاة ..
والخشوعُ انكسارُ القلبِ بين يدَي الله تعالى وامتلاؤُه مهابةً له وتوقيرًا ، وسكونُ الخواطر الدنيويّة ، واستحضارُ عظمةِ الباري سبحانه ، والاشتغالُ بالكلّيّة بالصّلاة مع الوقارِ والسكينة ، عند ذلك تسكُن الجوارح ويُطرِق البصر.
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) [النساء: 43]، وكم من مصلٍّ لم يشرَبْ خمرًا هو في صلاتِه لا يعلم ما يقول ، قد أسكرَته الدنيا بهمومِها والعياذ بالله ، ليسوا بسكارى العقول ، ولكنهم سكارى الدنيا وحظوظها الفانية .
يدخل أحدهم الصلاة فلا يدري ما قرأ ، وكم صلى ؟ فهل هذه صلاة مقبولة ؟! والله يقول : ( حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) .
أين الخشوع ، وأين استحضار القلب لما في الصلاة من قراءة وذكر وتسبيح وتعظيم لله تعالى ؟ قال تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) [طه14]، وقال سبحانه : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) [المؤمنون: 1، 2].
عن عثمان بن عفّان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( ما من امرِئٍ مسلمٍ تحضره صلاة مكتوبةٌ فيحسِن وضوءها وخشوعَها وركوعها إلا كانت كفّارةً لما قبلها من الذّنوب ما لم تُؤتَ كبيرة، وذلك الدّهرَ كلّه )) رواه مسلم .
رد: سكارى الدنيا في الصلاة ..
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ... فقبول صلوات العبد متفاوتة فمنهم من بلغ المرتبة العليا كالخاشع من أتى بأركان الصلاة ووجاباتها وسننها القولية والفعلية . ومنهم من هو أدنى من ذلك كالمصلي -غير الخاشع- من جاء بأركان الصلاة وعنده تساهل .... وهكــذا .
نسأل الله سبحانه جل في علاه أن يرزقنا الخشوع والاستكانة .
رد: سكارى الدنيا في الصلاة ..
صدقت يا شيخ معاذ :
الله أعلم كم يكتب لمن كانت هذه حاله في الصلاة ، عُشْرُ صلاتِهِم تُسْعُها ثُمْنُهَا سُبْعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا ، أم لم يكتب له منها شيء .
لذا وجب الحذر والتقوى في هذه الصلاة ، والتي ربما لم يبق من عمل العبد إلا هي .
نسأل الله السلامة والعافية لنا ولإخواننا المسلمين ..
رد: سكارى الدنيا في الصلاة ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) [النساء: 43]، وكم من مصلٍّ لم يشرَبْ خمرًا هو في صلاتِه لا يعلم ما يقول ،
اقتباس:
ووجه الاتصال والنظم بما قبله أنه قال سبحانه وتعالى :" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا"[النساء : 36].
ثم ذكر بعد الإيمان الصلاة التي هي رأس العبادات، ولذلك يقتل تاركها ولا يسقط فرضها، وانجز الكلام إلى ذكر شروطها التي لا تصح إلا بها .
الثانية - والجمهور من العلماء وجماعة الفقهاء على أن المراد بالسكر سكر الخمر ، إلا الضحاك فإنه قال: المراد سكر النوم "لقوله عليه السلام:
إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإنه لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه " وقال عبيدة السلماني: وأنتم سكارى يعني إذا كنت حاقناً "لقوله عليه السلام:
لا يصلين أحدكم وهو حاقن " في رواية "وهو ضام بين فخذيه "
قلت وقول الضحاك وعبيدة صحيح المعنى، فإن المطلوب من المصلي الإقبال على الله تعالى بقلبه وترك الالتفات إلى غيره والخلو عن كل ما يشوش عليه من نوم وحقنه وجوع وكل ما يشغل البال ويغير الحال "قال صلى الله عليه وسلم :
إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدئوا بالعشاء " فراعى صلى الله عليه وسلم زوال كل مشوش يتعلق به الخاطر، حتى يقبل على عبادة ربه بفراغ قبله وخالص لبه، فيخشع في صلاته ويدخل في هذه الآية :" قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم " "خاشعون" [ المؤمنون :1-2] على ما يأتي بيانه
http://webcache.googleusercontent.co...%8A%22&ct=clnk