رد: اللغة بين نطقها وكتابتها
ومن بين الروايات التي أوردها الطبري قول قتادة : وَعَلَّـمَ آدَمَ الأسْماءَ كُلَّها قال: علـمه اسم كل شيء: هذا جبل، وهذا بحر، وهذا كذا وهذا كذا، لكل شيء، ثم عرض تلك الأشياء علـى الـملائكة .
وهنا يتبادر سؤال هل المراد بالأسماء هي الموجودات المادية المدركة بحاسة النظر مثل الشجر ؟ أم أن الأسماء تشمل كل الألفاظ من أسماء وأفعال وحروف والذي أميل إليه أن المراد بالأسماء هي كل الألفاظ من اسم وفعل وحرف
الدليل على ذلك
تأمل الآيات التالية
(قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ )
َ(قُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ )
(فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى )
(وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
في الآيات السابقة نرى أن سيدنا آدم يتحدث ويدرك المعاني كلها المادية والمعنوية
والخلاصة
أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم وعلمه كيف يعبر عن نفسه ولكن قد يسأل سائل كيف تعددت اللغات واختلفت وأصلها واحد ؟
قلت علم ذلك عند ربي فاللغة تنتقل بالمحاكاة والتقليد فأنت سمعت من أبيك وهكذا حتى سيدنا آدم فتفسير الاختلاف والتنوع من الأسرار التي لم تكشف حتى الآن
اللغة المكتوبة
كيف كتب الإنسان ؟
هذا سؤال أطرحه ولا تتوقع مني أن أجيب عليه في تلك السطور القليلة ولكن أردت أن أنبه الأذهان إلى أشياء اعتدناها ولم نفكر في مصدرها وإجابة هذا السؤال تجدها في الكتب التي تتحدث عن أصل الكتابة ونشأتها ومنها تاريخ الكتابة العربية وتطورها للباحث السوري محمود حاج حسين وننتقل الآن إلى مسألة أخرى
هل نجحت اللغة المكتوبة في التعبير بدقة عن اللغة المنطوقة ؟
وللحديث بقية
رد: اللغة بين نطقها وكتابتها
في حقيقة الأمر نجحت اللغة المكتوبة في التعبير عن اللغة المنطوقة إلى حد كبير ولكن هناك أمورا تعجز اللغة المكتوبة عن التعبير عنها فاللغة المكتوبة لن تنقل إحساس قائلها فمثلا قد يلقي الشاعر قصيدته وهو يبكي ثم تكتب هذه القصيدة فمن يقرأ القصيدة لن يستشف من تلك الحروف المكتوبة أن صاحبها كان يبكي وهو ينشدها ولقد راعى كتاب الأعمال المسرحية ذلك فوصفوا المشاعر المرتبطة بالكلمات كأن يقول ( وقالت له السلام عليكم بارتباك شديد ...) ولقد أضيفت علامات الترقيم وشكل الحروف بالفتحة والضمة والكسرة والسكون والشدة والمد حتى تعبر عن اللغة المنطوقة تعبيرا دقيقا ونجح علم التجويد في جعل الرسم العثماني محاكيا لتلاوة الرسول صلى الله عليه وسلم
وفي الختام أدعو الله لي ولكم بحسن الخاتمة