الإستصنام في نقد الإستصنام خواطر في نقد كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري
إن هذه السطور لا تعد انتصارا لحزب أو حمية لأشخاص بقدر ما هي دفاع عن منهاج معصوم واجب الإتباع كان الأولى بالمؤلف أن يقرره بأدلته ويرشد الدعاة إلى تصحيح خطئهم في هذا الموضوع الهام:المنهاج الصحيح لفهم الإسلام والعمل به والدعوة إليه بدل أن ينهال عليهم بوابل من الهمز واللمز لا يهدي ضالا ولا يشجع مهديا.
وابل لا يفرق بين من كان صادرا عن أصول صحيحة ومن كان متمرغا في أوحال الحزبية بكل مساوئها.
الأصل الأصيل
إن مصادر التلقي وضوابط الإستنباط في ديننا الحنيف أوسع بكثير من أن تحصر في مذهب عالم واحد باصوله وفروعه إنها قرآن كريم وسنة شريفة وأصول وطريقة سلف صالح قال القرآن فيهم:"والسابقون الاولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بغحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم"
وقالت السنة فيهم:"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم..." متفق عليه.
والواجب أن يأخذ أهل كل بلد من عرف بلدهم ما يتوافق مع ذلكم الاصل ويردون ما يتنافى معه عملا بقول إمامنا مالك رحمه الله:"ليس من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم".
وقوله:"إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"
فالمذهب المالكي حقيقة لا يخرج عن ذلكم الواجب ولا يخالفه والمذهب المالكي اصطلاحا فيه الصواب والخطأ فيؤخذ منه ويترك وهذا امتثال لأمر مالك وعليه صار كبار المالكية كالعلامة اشهب بن عبد العزيز رحمه الله ومن ذلك أنه جلس يوما بمكة إلى ابن القاسم فسأله رجل عن مسألة فتكلم فيها عبد الرحمن فصعر له اشهب وجهه وقال:ليس هو كذلك ثم أخذ يفسرها ويحتج فيها فقال له ابن القاسم:الشيخ ـ أي مالك ـ يقوله عافاك الله فقال أشهب:ولو قاله ستين مرة فلم يراده ابن القاسم.
الخطأ الجلي والكيل بمكيالين
لقد وقع صاحي الأخطاء في خلل منهجي حين اعرض عن بيان الحقيقة المتقدمة ـ وإن أشار إليها في سياق مضاد ـ مع أن مخالفتها هي أعظم الأخطاء التي وقعت فيها الجماعات الدعوية المنتقدة.
أجل لقد انهال على كل العاملين في الحقل الدعوي على اختلاف مشاربهم ومناهجهم بوابل من النقد يتخلله غير قليل من عبارات اللمز والنبز والتنقيص ولم يسلم من هذا السيل الجارف سوى من يعمل تابعا لوزارة الأوقاف التي أخرجها من محيط نقده ومعاول نقضه وكأنها عرو من الأخطاء سالمة من المؤاخذات.
والعدل مأمور به في الحكم على الناس قال الله تعالى:"وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين".
وماذا لو رماه أحد بالتزلف لأرباب راتبه واستصنام مناهجهم في التدبير الديني كما رمى غيره بالتزلف لأصحاب البترو-دولار إلى درجة استصنام مذاهبهم.
ظلم وافتراء
ولقد وصل به الظلم والإجحاف إلى حد أن جعل الذين يدعون إلى تبني المنهج الحق في الفهم والعمل أشد الدعاة انحرافا وجعل عقاربهم أشد خضرة من عقارب غيرهم!
ومن ظلمه لهم زعمه أنهم لا يهتمون بمذهب الإمام مالك وأنهم استبدلوا به المذهب الحنبلي بل واستصنموا هذا الأخير ! وبنى على ذلك دعوته لهم إلى إصلاح يستفيد من تراث المالكية المعروفين بالسير على خطى الإمام مالك في المعتقد ومنهج الفهم!
السلفيون والعناية بعلم الإمام مالك في غير غلو ولا استصنام
والحق أن السلفيين ـ في المغرب وغيره ـ أكثر الناس عناية بعلم الإمام مالك ـ وعلمه هو اساس مذهبه ـ ويستفيدون من علم المالكية ويتعاملون مع اجتهاداتهم في التأصيل والفتوى على ضوء:"كل يؤخذ من قوله ويرد...".
وإنما ينتقدون الغلو في المذهب وجعله أصلا مطلقا للفهم والإستنباط والتعصب لذلك:
ألم يأتك يا دكتور نبأ كتاب فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر وكتاب فتح المجيد في تخريج أحاديث التمهيد وكتاب بغية المستفيد فيما زاده الإستذكار على التمهيد وكتاب مواقف الإمام مالك أربعتها لسماحة شيخنا الدكتور محمد المغراوي.
وهل اطلعت على كتاب الموطأ بالروايات الثمانية للشيخ المحقق سليم الهلالي وكتاب عقيدة الإمام مالك للاستاذ مصطفى باحو.
وقد شرح غير واحد من إخواننا مقدمة العلامة ابن أبي زيد القيرواني منهم الأستاذ الموقر محمد زغير وفق الله الجميع ولعبد ربه مصنف بعنوان إتحاف الزمرة بسيرة إمام دار الهجرة واللائحة تطول..
فإن كنت عالما بهذا وبأمثاله فقد بخست الناس حقهم وإن كنت جاهلا فكيف تحكم عليهم والحالة هذه؟!
بين سلفية الهلالي وسلفية من بعده
ومن عجيب ما صدر من صاحب الأخطاء ثناؤه على سلفية الدكتور تقي الدين الهلالي وإنكاره سلفية من جاء بعده مع أن الدكتور كان أشد اتصافا بما عابه على من بعده:
ومن ذلك أنه كان من أشد المنتقدين للتعصب المذهبي وللتصوف بكل أشكاله.
وعرف بالقول بكفر تارك الصلاة وإنكاره قراءة الحزب والدعاء جماعة بعد المكتوبات وقوله ببدعية قنوت الفجر وكان على صداقة مع علماء الحجاز وكان يفتي بكثير من فتاواهم ويأخذ ببعض أصولهم.
وألف في التوحيد مؤلفات منها موسوعة ضخمة شرح بعضها في دروس وأبدى في الموضوع وأعاد مما عده صاحب الأخطاء من غيره:"غلوا في التحقيقات العقدية"!
وألف في الإنكار على جماعة التبليغ كتاب السراج المنير في تنبيه جماعة التبليغ على أخطائهم.
ومع ذلك يعده صاحب الأخطاء من السلفيين المرضيين الذين كانوا على صراط مستقيم ويعد من بعده عقارب خضراء لأنهم ينتقدون التعصب المذهبي والتصوف بكل أشكاله وينكرون قراءة الحزب ويفتون ببعض فتاوى الحنابلة ويوافقون بعض أصول المذهب الحنبلي.
وهنا نقول:إن المذهب الحنبلي كغيره من مذاهب العلماء يؤخذ منه ويترك فما ذنب السلفيين إن قالوا بحكم أو قاعدة متحرين الدليل فوافق ذلك فتوى أو قاعدة حنبلية وهل من الصواب وصف هذا بالإستصنام ، ولو جاز فلم يبرأ منه العلامة تقي الدين ويوصم به غيره؟!!
بين المنهج والمنتسبين إليه
ثم أقول إن السلفيين ليسوا معصومين من الخطأ وليسوا بمعزل عن النقد لكن يجب أن يكون ذلك مع مراعاة:
- ضرورة التفريق بين المنهاج وبين المنتسبين إليه.
- أن يبنى النقد على العدل والإنصاف.
- أن يحلى بالرفق والحلم والسلفيون أولى الناس بذلك لصحة أصولهم المنهجية والدعوية وذلك يسهل امر رجوع من أخطأ منهم إلى الصواب.
وهذا كله غاب في نقد صاحب الأخطاء!
الإستصنام في نقد الإستصنام
وإذا كان يقصد بالإستصنام التعلق الشديد بالشيء بصوابه وخطئه أفلا يعد كلامه في المذهب الأشعري والتصوف السني! والمذهب المالكي من الإستصنام؟!
أليس من استصنامه للمذهب الأشعري دفاعه عن العقيدة الأشعرية بلف ودوران عجيبين لا يسمح المقام بشرحهما وإنكاره على السلفيينبيان ما فيها ن أخطاء.
التصوف السني
أليس من استصنامه للتصوف السني محاولة غثبات مشروعيته منهجا للتزكية والتربية مع أنه لا موجل لهذا الطواف الطويل:التصوف السني، إذ بذل الإجتهاد في تنقية التصوف من الدخيل نجتهد في تربية الناس مباشرة على الهدي النبوي في تزكية النفس وإصلاح القلب المستقى من القرآن والسنة الصحيحة على طريقة السلف.
ويسعنا في في ذلك ما وسع الصحابة والتابعين وتابعيهم والأئمة والعلماء وما كانوا يربون عليه الناس.
والتصوف شره أكثر من خيره فكيف نسعى لتصفية الكثير من القليل؟!
وسد الذرائع من أصول الإمام مالك؟! ومن سدها في هذا الباب:منع الترويج للتصوف حتى لا يختلط المحمود منه ـ وهو الأقل ـ بالمذموم ـ وهو الأكثر ـ ؟!
فإن قيل هذا اصطلاح ولا مشاحة في الإصطلاح قلت هذا إذا لم يؤد إلى التباس حق بباطل فإذا أدى إلى ذلك كان إعمال قاعدة سد الذرائع هو المتعين.
قال الله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا"
أما بعد فتلك خواطر جالت في القلب الذي انقبض كثيرا مما كتبه الدكتور الأنصاري أحببت بثها في هذه المقالة في انتظار نقد متكامل يتفسح في كتاب مستقل ويكشف زلات صاحب الأخطاء هدانا الله وغياه ووفقنا للمنهج القويم والصراط المستقيم في الأخذ بهذا الدين والدعوة إليه.
عبد الكريم الداودي جريدة السبيل المغربية
رد: الإستصنام في نقد الإستصنام خواطر في نقد كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري
رد: الإستصنام في نقد الإستصنام خواطر في نقد كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري
رد: الإستصنام في نقد الإستصنام خواطر في نقد كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري
الله المستعان.
أولا أنا ناقل ولست كاتب الرد.
ثانيا ما الذي أوحى لك بأن الأخ عبد الكريم لم يحترم الدكتور فريد؟
ثالثا ادعاء أن السلفيين اهتموا بالمذهب الحنبلي ونسوا المذهب المالكي غير صحيح ولو قرأت المقال جيدا للاحظت الأمثلة التي ضربها الأخ عبد الكريم عن اهتمام السلفيين بالمذهب المالكي وأنهم أكثر من خدم المذهب لكنهم لا يتعصبون للمذهب كما هو الأمر بالنسبة لغيرهم ممن يتبع المثهب في كل شيء ولو ثبت أن الصواب مع مذهب آخر.
نعم قد يهتم بعض طلبة العلم المبتدئون بالإهتمام بالمذهب الحنبلي لا بتعمد ولكن لقلة الشروح على المتون المالكية وانتشار شروح متون الحنابلة.
أما بخصوص من أسميتهم المدخليين والمغراويين فأنا لا أعترف بهذه الألقاب ولا توجد بين طلبة الشيخ المغراوي أي نظرة استعلائية.
وأشير هنا أن الدكتور فريد لا يغضب أحدا وقد سمعت هذا من بعض الملازمين لدروسه حيث قالوا لي بأن دروس الدكتور يحضرها السلفيون والحركيون والتبليغيون.
قد تعيب على الأخ شدته أفلا عبت على الدكتور ضخامة الألفاظ التي استعملها في رسالته هل يليق بمن يريد النصيحة أن يستعمل لفظ الإستصنام؟
رد: الإستصنام في نقد الإستصنام خواطر في نقد كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري
أظنكم لم تقرؤوا الكتاب كاملا
والله اعلم .
رد: الإستصنام في نقد الإستصنام خواطر في نقد كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن.
لا عليك أخي الكريم لم تقم بما يجب عليك أن تعتذر من أجله.
نعم هناك عدة أمور تنتقد على الإخوة السلفيين ولعل من أكثر ما يؤلم أن تجد الأخ قد التزم منذ سنوات لكنه لا يزال من الداخل عاميا بحيث أنه ما طلب العلم طول هذه الفترة وإنما اكتفى بالخطب والدروس الوعظية والعامة.
عن نفسي لما التزمت كانت عندي نظرة مسبقة عن الإخوة وهي أنهم طلبة علم متمكنون،أنظر للحى والجلابيب فأستبشر خيرا لكن مع طول المخالطة علمت أن الكثير من الإخوة يرى التدين في الجلباب واللحية ويقلد في هذا فحسب.
كما أن الإخوة وقعوا في أخطاء كثيرة منها التقليد الأعمى لبعض مشايخ العصر كالمشايخ الثلاثة الألباني وابن باز وابن عثيمين عليهم رحمة الله تعالى، تجد الأخ لو أخبرته باجتهاد يخالف الشيخ الألباني ينظر إليك وكأنك أتيت ببدعة وبمنكر من القول وزور.
ولقد قلت في ردي السابق بأنه وجد في السلفيين من اهتم بالمذهب الحنبلي فعلا وقدمه على المذهب المالكي وأنا عن نفسي لا أرى في هذا حرجا فكل طالب علم حر في المذهب الذي يختاره.
والإخوة لما ردوا على الشيخ فريد ردوا لأنه رد على المبتدعة بلين ولطف ولما جاء الدور على السلفيين قسا في الرد.
لماذا يدافع الشيخ عن العقيدة الأشعرية والتصوف الذي أسماه سنيا في حين يقسو على السلفيين هكذا؟
رد: الإستصنام في نقد الإستصنام خواطر في نقد كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري
اسمحوا لي بارك الله فيكم أن أدلي بدلوي ـ مع قلة البضاعة وضعف إلمام بالصناعة ـ فليس الأمر على النحو والحال الذي ذكرتم، وقبل أن أبدأ الحديث أقول: رحمة الله على لشيخ الدكتور فريد الأنصاري، أسأل الله جل وعلا أن يسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين آمين.
رد: الإستصنام في نقد الإستصنام خواطر في نقد كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري
ليست القضية التي يعالجها الكتاب ـ لمن قرأه كاملا ـ هي أخطاء الأفراد من السلفيين وغيرهم ولو كان الأمر كذلك لكان زبره للكتاب حشوا لا فائدة ترجى من ورائه، إذ المعلوم عند من له أدنى مسكة من عقل أن السلفيين كغيرهم ليسوا ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وإنما الكتاب يتحدث عن نقد السلفية من حيث المنهاج.