استفسار عن سبب نزول اية: "ومَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّه".

الاية قال الله سبحانه وتعالى "ومَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً"فقد قال بعض المفسرين أنه طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه المبشر بالجنة وقد قمت ببحث فوجدت انه طلحة بن عبيد الله بن مسافح رجل آخر أريد من إخواني أن يفيدوني بارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يارب

سلام الله على الأخ الحبيب (أبا بكر) ورحمته وبركاته، وأسبغ الله عليك من جزائل عطاياه ونعمه آمين..

لتعلم أخي الكريم؛ أن جميع ما ورد في سبب نزول هذه الآية من أحاديث وآثار = إما ضعيفٌ أو ضعيفٌ جدا أيضا، لكن كثرة المخارج لها تفيد أن للقصة أصلاً.
ثم لتعلم أخي الكريم؛ أن أكثر الروايات الواردة في سببها لم تحدد الرجل المعني، بل جل ما ورد هو الإبهام له، إلا ما ورد من تفسير بعض الرواة لهذا الرجل وأنه طلحة بن عبيد الله هكذا فقط، بل وبدون تأكيد؛ نحو قولهم: (بلغنا) ونحوها.

وقد ورد في بعض الروايات أن الرجل ابن عم أم المؤمنين التي كلمها ومن أجله نزلت الآية، لكنها رواية ساقطة من طريق جويبر عن ابن عباس.

وقد قال ابن حجر رحمه الله في (الإصابة) عند ترجمة: (طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم التيمي):
(يقال هو الذي نزل فيه {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله..} الآية، وذكره أبو موسى في الذيل عن ابن شاهين بغير إسناد؛ وقال: إن جماعة من المفسرين غلطوا فظنوا أنه طلحة أحد العشرة. قال: وكان يقال له طلحة الخير كما يقال لطلحة أحد العشرة.
قلت: قد ذكر ابن مردويه في تفسيره عن ابن عباس القصة المذكورة ولم يسم القائل) أهـ

قلت: وهذا هو اللائق بطلحة _ أحد العشرة _ رضي الله عنه، وإن كان أيضاً لم يجزم بأنه طلحة الآخر، فقد قلت لك سابقاً: أن أكثر الروايات على الإبهام.
ومما يؤيد أن المعني هو (طلحة بن عبيد الله بن مسافع) _ في ظني _؛ أن زوجته هي: (أم كلثوم بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق)، وخاصة أن في بعض روايات القصة أن أم المؤمنين المعنية بالزواج بها هي (عائشة رضي الله عنها).
لكن الذي يشكل هنا أن طلحة هذا متأخر الولادة، فجده (مسافع بن عياض) له صحبة؛ وهو الذي هجاه حسان بن ثابت رضي الله عنه. فسقط كونه هو.

وسواء هذا أو ذاك، فالقصة قديمة جداً حيث كانت في بدايات التشريع، فيغفر الله للجميع.
والصحيح أنه لا علاقة لهما جميعاً بالقصة.
والله تعالى أعلم

بارك الله فيك ياأخي التميمي لطالما أتحفتنا بتعليقاتك القيمة

سائر ما روي في هذا الباب لا يصح سندا و يدور بين الضعف الشديد والإرسال و الإعضال
وبعض الروايات تصرح بأن ذلك صدر من طلحة قبل نزول التحريم وبعضها قبل نزول الحجاب
وبعضها أبهم فيه القائل
والقول بأنه طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض قول ضعيف لما ذكره الشيخ السكران
فقد ذكر مؤرج السدوسي ت 195 هـ أن جده مسافع كان معاصرا للنبي صلى الله عليه وسلم وأنه خال أبي بكر الصديق (حذف من نسب قريش ص 79.)، وذكر ابن عبد البر أنه لمسافع هذا صحبة (الاستيعاب ج 4 ص 1470.)، وذكر مصعب الزبيري أن طلحة هذا قد تزوج أم كلثوم بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وبين طلحة س و جده كعب بن سعد بن تيم ثلاثة أباء، أما طلحة هذا فبينه و بين كعب خمسة آباء، وعليه فطلحة هذا ليس من الصحابة بل في طبقة متأخرة عنهم ! فالقول بأنه هو من قال تلك المقالة اشتباه وغلط عجيب .
والله أعلم