سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
طارق منينة
تعلمون ان الجابري صنع سلسلة في تاويل القرآن تاويلا علمانيا بدأه بكتاب مدخل الي القرآن وتعلمون ان المستشرق نولدكه كتب (تاريخ القرآن( وهو كتاب علماني لمحاولة المرور علي سور القرآن لتأويلها ايضا علمانيا وغيرهما فعل نفس الشيء
في هذه السلسلة احاول الرد علي جميع هؤلاء عرب واساتذتهم من الغرب
وهذا المقال الذي صدر اليوم في جريدة السبيل عرضت فيه بسرعة لو صح التعبير اسطورة سيد القمني واسطورة خليل عبد الكريم واسطورة طيب تيزيني واسطورة هشام جعيط والتي سطروها في مشاريعهم كمحاولة لضرب الاسلام ولكن هذه المرة عن طريق الطعن في النبي محمد نفسه والنبوة
الاخوة في الألوكة تعلمون ان المعركة كما يسميها العلمانيون انفسهم خطيرة وكبيرة وعلي مستوي عال من الاتقان والتحكم ولذلك هذه السلسلة
أسأل الله ان ييسر إتمامها حتي نهاية اخر سورة مكية !
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية (أساطير لحجب النبوة)
تاريخ النشر : 14/08/2009 - 09:35 م
لم تكن اتهامات قريش للرسول من أنه "انما يعلمه بشر" وان ما معه انما هو "أساطير الأولين" اتهامات (عقلانية) كما يزعم العلمانيون الماديون وانما كانت اتهامات طائشة لاعقل لها وهم يعلمون كذبها، فالعقلانية لم تكن منهج "الدهرية" التي يسميها شاكر النابلسي "الدهرية العلمانية"، والعجيب ان النابلسي وغيره مرة يقولون بان قريش كانت لا يعنيها الدين في شيء وانما مصالحها المادية فقط، ومرة يصفونها بالعقلانية والتنويرية، ومعلوم ان هذا نهج يهودي فهؤلاء يرجحون الدهرية على الاسلام كما رجح اليهود الوثنية عليه وقد نزل في هذا الشأن قرآنا يتلى!
ان نفس هذا الدافع النفسي لزعماء مكة هو نفسه الذي اشتعل في العقل العلماني الحديث كما اكتوى به الشعور الاستشراقي القديم واحترق به خياله، ما ادى الى إنتاج اساطير خائبة وسيناريوهات (الهوى) العلماني التي حجبت حقيقة القراءة القرآنية الرحمانية للكون والاعلان الالهي الذي جاءت به الايات الخمس الاولى من الوحي القرآني وما تلاها من تلاوات كانت اعظم الفتوحات للانسان في مجالات العلوم من "العلق" و"الفلق" الي"الآفاق والفلك" والتي شاهد الغرب آثارها واستفاد من نتائجها وغفل عن مصادرها الاصلية او كتم اصولها.
لقد كانت الاساطير الاستشرافية القديمة عدائية بصورة "ساذجة" وصارخة كما سيأتي عرضه في سياق الكلام عن أسباب اهمالها من قبل الاستشراق الجديد الذي يصفه جوزيف شاخت في كتابه تراث الاسلام (1-63) بالاستشراق العلماني.
ومعلوم ان الكنيسة في العصور الوسطي قد سقطت بفعل الحراك المعرفي الذي اشيع في ربوع الاندلس، بيد ان العلمانية تملكت زمام الامور فيما بدات الاساطير القديمة "الساذجة" تختفي رويدا رويدا الا بقايا لها أدخلتها الماكينة العلمانية المهيمنة والحديثة -من القرن التاسع عشر الميلادي في نشاطاتها الفكرية الخيالية والاسطورية في آن، والتي أنشات أساطيرها الخاصة تجاه "أصل الحياة" و"أصل الوحي" و"أصل الانسان"و"مصدر القرآن".
وظهرت الاساطير الكاذبة هذه المرة ضد النبي محمد في صور وضعية واكاديمية ظهر ذلك في كتابات عديدة، منها تاريخ القرآن لنولدكه وكتب واط ورودنسون وغيرهم. بيد ان الامر هنا يستدعي على عجالة عرضا مختصرا لما انتجته الذهنية العلمانية العربية (الاستشراقية كما سماها أحدهم وهو هادي العلوي) تجاه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان فشلت كل المحاولات الاخرى لاختطاف الاسلام والتغطية على الحضارة المنبثقة من القرآن.
فبعد ان فشل العلمانيون العرب في ترويج مشاريعهم في مواضيع " الدولة في الاسلام" و"التراث والمعاصرة" ومحاولة احياء" الفرق الضالة" وتشويه " تاريخ الصحابة" ذهبوا يفتشون في الاساطير الاستشراقية والعلمانية بحثا عن "نتف" يقيمون بها مشاريعهم الجديدة، للطعن فيمن أنزل عليه القرأن وهو النبي محمد فوجدوا بغيتهم في اساطيرها والتي انطلقت هذه المرة من "المذهب المادي" القاصر في تفسير النبوة والوحي.
كان الاستاذ فهمي هويدي قد كشف عقم خيال أحد هؤلاء الماديين وهو سيد القمني في الزعم بان رسول الله كان يسعى الى تمكين ما أسماه بـ(الحزب الهاشمي) في الجزيرة العربية باعتبار انه "حلم اجداده!" (مقالة بعنوان "التعدد لا التعدي" الاهرام 23 مارس 1989). وأشار الاستاذ هويدي الي ان هذه الكتابات أخطر وأسوأ من رواية سلمان رشدي بعد ذلك كتب خليل عبدالكريم كتابه "قريش من القبيلة الى الدولة المركزية" ليجعل طموح النبي أكبر من حزب هاشمي ليكون في الاسطورية الجديدة "امبراطورية قرشية"! والشيء اللافت للنظر ان خليل عبدالكريم نفسه كتب كتابه "فترة التكوين" وقد رسم فيه سيناريو للرسول يناقض السيناريو الذي رسمه في كتابه "قريش من القبيلة"
ففي هذا الكتاب الاخير جعل من النبي شخصا يطمح الى الملك ويسعى في وعي كامل الى هدف تأسيس "امبراطورية قرشية" وفي كتابه الاخر (فترة التكوين) يجعله لا يعرف شيئا عن اي مخطط او هدف، بل هو في فترة التكوين لخليل عبد الكريم طيع خاضع بين يدي خديجة وورقة بن نوفل -بمساعدة قساوسة من بُعْد- ولمدة خمسة عشر عاما في دراسة لاهوتية من العشاء حتى الفجر حتى نحجت تجربة قساوسة التجريب والتصنيع في اخراج نبي اسطوري!! (كيف يجتمع في رأس مفكر-علماني- نقيضين بهذه الصورة الفاضحة –كل سيناريو في كتاب!-الا اذا كانت النفسية كما وصفها الله جل علاه) ولاتنسي ان هذا الرجل هاجم الفتوحات الاسلامية والشريعة الالهية والصحابة، وقام بالاستهزاء الممنهج المختلط بالطعن في النبي خصوصا في كتابه فترة التكوين.
اما الدكتور طيب تيزيني فقد سبق خليل عبدالكريم في اختراع اسطورة مصطنعة بجداره لجعل النبي خاضع عن طريق زوجته المأمورة من "تنظيم دولي" ينطلق من روما ويمر بالاسكندرية وله سيطرة فكرية على مكة والحجاز! ما أدي بتيزيني الي اطلاق "فاعلية تاريخية" لمحمد افرزتها الظروف المادية وقتذاك!
رصد تيزيني مشروعه المادي الجدلي من 12 مجلدا وهو مشروع "رؤية جديدة للفكر العربي.." ورصد لتسجيل أسطورته العلمانية عن النبي محمد الجزء الرابع منه وهو "مقدمات اولية في الاسلام المحمدي الباكر: نشأة وتأسيسا". كما صنع هشام جعيط المفكر التونسي اسطورته عن النبي في كتابه تاريخية الدعوة المحمدية، وفيه زعم ان الرسول كان يسافر الى سوريا للدراسة اللاهوتية مسلحا بلغات مختلفة عربية وسريانية ما نتج عنه القرآن الأولي بزعمه!
http://www.assabeel.net/ar/default.a...1f%2fivkytw%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles.../09-12-968.pdf
وقد بدات السلسلة من هنا
طارق منينة
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية «سورة العلق»
تاريخ النشر : 30/07/2009
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ «العلق 1:5».
لقد جاء الوحي الالهي بهذه الكلمات الاولى القليلة، ليعلنها للناس في التوقيت نفسه الذي أُعطى فيه الرسول النبوة والكتاب، وهي بذلك تكون قد افتتحت طريقا جديدا لانقاذ البشرية مع بقية الوحي القرآني وتوجيهات الرسول محمد، ما انتج حضارة قيمة علمية بفضل الله ثم بالوعي الفريد الذي فهم به المسلمون اشارات القرآن ومغزى آياته وشرائعه.
هذه حقيقة يرفضها الغرب الذي أخذ مفاتيح هذه القراءة القرانية ونتائجها الحضارية وانتج بها جوانب من حضارته العلمية، الا انه غيّر من مسار كثير من القواعد العقلية والقيمية التي تعلمها من مراكز العلم في الاندلس وغيرها، وانطلق يخبط خبطاً عشوائياً بلا قيم صحيحة ولاتصور آمن في تعامله مع الكون والانسان واعلن تمرده على الدين كله. وكان الاسلام قد علّمه التمرد على خرافات الكهنوت وانحرافات اللاهوت واساطير الناسوت وطغيان الملك والجبروت وتحالفه مع الاقطاع، واعطاه في الحصص الاندلسية والدروس الصقلية مفاتيح علوم الكون وقواعدها المنهجية بل وعلوم العقل والاجتماع، لكنه ابى بعد ان استوى عوده وانتصر على الكنيسة ان يقبل ( أصل ومنشأ) الاصول التي تعلمها في بلاد صقلية والاندلس وغيرها من بلاد المسلمين، بل وصل الامر الى حد التنكر لمصدر افاقته العقلية والعلمية بل ومحركه الاول في الثورة على الكنيسة وكهنوته المقدس واستغلاله للانسان، وتراجع الى الارسطية والرومانية!
وللاسف فإن كثيرا من العلمانيين العرب تشابهت قلوبهم وعقولهم مع هذا الغرب وتنكر كثير منهم لفضل الاسلام على حضارة الغرب وعلى العالم ورموا الرسول بمفتريات ( شاكر النابلسي نموذجا في كتابيه (لو لم يظهر الاسلام) و(المال والهلال) )، بل راح بعضهم يكيل الاتهامات للاسلام نفسه بانه سبب الشقاء واساس البلاء مثل صادق جلال العظم في كتابه (نقد الفكر الديني) واخيرا في (ذهنية التحريم) و(ما بعد ذهنية التحريم)، وانه يجب التخلص منه بتجاوزه فيمكن الاحتفاظ به كفلكلور كما قال فؤاد زكريا (نموذجا مركزيا!)، والتحرر من نصوصه والتخلص من عقائده مثل ما قال نصر ابو زيد وكتابه (نقد النص) و(النص-السلطة-الحقيقة)، ومد نسبه الى الاسطورة وافرازات الوثنيات القديمة كما قال سيد القمني وكتابه (الاسطورة والتراث نموذجا)، واراحة الشرق والغرب من شرائعه وثوابته وعقائده بارجاعها الى مصادر اسطورية، وفضح ما اطلق عليه الاعيبها، الا انه يجب الاحتفاظ بالخيال الديني ولو كان وهما لانه لايمكن نفي الدين مطلقا (!!) كما قال محمد اركون وهاشم صالح، الا ان كلمات الله شاهدة بالحق والتاريخ يشهد بفرادة هذا الدين وانتاجه الحضاري العظيم.
لقد رفعت كلمات الوحي الاولى من قيمة الانسان وتبعتها ايات السور المكية والمدنية تعلن تكريم الله للانسان واعتباره خليفة في الارض وان الله منحه خواص نفسية وعقلية ومادية وروحية للبحث في سنن الله الكونية وقوانينه السماوية والارضية لتتسع مداركه في فهم الحكمة الالهية والاستفاده من ذلك في عمرانه الارض واجتماعه البشري وتطوره المادي والروحي.
لم تكن الايات الخمس الاولى هي المعنية فقط بالقراءة (اقرأ) وانما الوحي كله بدءاً من اللحظة التي جاء بها جبريل عليه السلام بهذه الايات الخمس مفتتحا بها مرحلة جديدة من تاريخ البشرية تتغير بها كافة العلاقات والانظمة وتنقلب بها كافة السلطات والاوضاع التي كانت سائدة وضاغطة على الانسان ومخيبة لطموحاته ومكبلة لعقله وروحه ومستعبده لانسانيته ومذلة لكرامته.
ذكر الله الانسان بالتكريم الاول وبصورة من صور طوره الاول "العلق" كما ربط ذلك بالعلم، ولذلك دعته الايات القرانية الى التفكر فيما سيقرأ من ايات وعلامات واعلانات وتشريعات ووعود! لم يكن النبي محمد كما اخبر الله عزوجل وهو الصادق في خبره الصادق في وعده يدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن الله عزوجل دعاه الى القراءة والاقراء والفهم والتفهيم والذكر والتذكير، فكرمه باشارات اولية الى كرامة خلق الله الانسان كمخلوق فريد يمكنه استخدم وسيلة القلم لتسجيل ملاحظاته الروحية والمادية والتعامل مع قضاء الله وسننه وامره وشرعه.
لقد أُمر رسول الله بأن يكون القارئ الاول للقران وأُعلم ان هذه القراءة قراءة تكريمية الهية مرتبطة بالعلم واداواته وطبيعة بحثه من العلق والذرة الى الفلك والمجرة، كما اتضح من القراءات التالية التي قرأها جبريل على النبي وقرأها النبي على الامة فكانت خير القراءات واعظم الفتوحات التي شاهد العالم نتائجها الروحية والمادية.
وفي التمهيد الى ذلك هدم القران كافة انواع الاساطير والخرافات التي احيطت بالكواكب والنجوم حتى نزع عنها الهابة البدائية التي رسختها حضارات الوثنية العالمية واثناء ذلك كان القران نفسه يدعو الى التعامل مع الكواكب والنجوم على انها مسخرة للانسان، فكان هدم اساطير الامم تمهيدا لنظرة جديدة للانسان والكون والطبيعة وسنن الله في الكون والتاريخ والاجتماع البشري.
وكما لم تمض الامور في مكة بلا اشواك اواطلاق اتهامات من قريش، فكذلك لما وجدت المسيحية الغربية واليهود سرعة انتشار الاسلام واخلاقه الآسرة واقبال الناس عليه؛ اطلقت اتهامات واخترعت اساطير استفادت منها العلمانية، فزادت عليها واخترعت اساطيرها عن الرسول والرسالة. وفيما ياتي سنعرض كيف حاول المستشرقون والعلمانيون تلفيق التهم ضد الرسول صلي الله عليه وسلم.
http://www.assabeel.net/ar/default.a...%2fmud%2fGU%3d
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
متابع ....فتح الله عليك بفتوح العارفين
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
آمين فتح الله علينا وعليك بمفاتيح الخير ضد مفاتيح الشر المتواطئة
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية «سقوط أندري وجعيط»
طارق منينة-جريدة السبيل الاردنية
قراءات تاريخ النشر 20/08/2009 -
لم يطلق هشام جعيط (من مواليد 1935)، والذي هو أحد أبرز مفكري الحداثة والتنوير في العالم العربي بحسب تعريف العلماني شاكر النابلسي في مقاله (زيتونة مباركة من ارض الحداثة)، اسطورته الطائشة ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من انه تعلم لغات مختلفة في مكة ومنها اللغة السريانية (تاريخ الدعوة المحمدية ص 152-154)، ليتمكن كطالب من الدراسة اللاهوتية على يد قساوسة إفرائيم في سوريا يقول: "وقد يكون النبي استقر بالشام لمدد تطول أو تقصر، وتطول أكثر مما تقصر(...)، ذلك أن القرآن مفعم بمعرفة دقيقة للتراث المسيحي والتراث اليهودي، والمسيحي أكثر من اليهودي، وقد دلّل على ذلك "تور أندري"... لابد إذن من معرفة متسعة بهذا التراث غير متيسرة إطلاقا في الجزيرة العربية وفي مكة "(ص 150، 166-172).
كما يشير جعيط الى المشترك بين فلهاوزن وتور أندري وهيرشفيلد اليهودي الحاقد وبلاشير وماسون، من الزعم بتأثير المسيحية على الرسول ويقول: "وهم محقون في ذلك" (ص163 وص165). هنا يكشف جعيط عن مصدر معلوماته بل افتراءاته، فقد أخذ فكرة تأثير المسيحية عموما من هؤلاء، وتاثير السورية منها من تور أندري. لكن جعيط جعل لفكرة أندري مسارا آخر اختلقه هو، فـأندري قال ان المسيحية السورية ذهبت الى اسواق الحجاز، ومن خلالها اقتبس محمد وتأثر، لكن هشام جعيط وجد ان فكرة أندري في جعل الاسواق مصدر الوحي قد تكون هي اخر طلقة استشراقية يمكن ان تُطلق على الاسلام عن المصادر المزعومة، لا تتناسب مع تنوع المعلومات القرآنية ودقتها وسعتها، فما كان منه الا ان ذهب يخترع مسارا اخر لعله يسد خيبة الثغرة العلمانية المريبة المترددة في صدره، فاحتفظ بأصل فكرة أندري في مصدر التأثير الأولي -اي مسيحية سوريا وإفرائيم!! وعزل مؤقتا فكرة الاسواق ليجعلها فيما بعد ثانوية، فقال بعد أن فكر وقدر "من دون المسيحية الشرقية السورية لم يكن محمد ليظهر، والا فلا نرى كمؤرخين حلا للإشكال" (ص315)، وقال: "اذا المقام بالشام أمر ضروري" (ص151). يقول: "بالنسبة للمؤرخ الموضوعي لا يمكن الانفلات من اقرار هذا التأثير، وهو ليس بالتأثير السطحي وانما العميق المستبطن بقوة، وإلا عاد محمد غير ممكن في بلده وفي زمانه أو وجب على المؤرخ الاذعان والاقرار بألوهية القران مبدئيا ونهائيا والتوقف عن كل بحث" (ص 164)!
فإما الايمان بالوحي واما اختلاق الوقائع وتصديق الاستشراق الجاهل وصناعة خيال المضاهاة القائم على شرف جار من تخرصات الهوى، وإمعانا في عدم الرضا لتمكن الريب ومحاولة لخلق مزيد من الخرافة الحديثة عن الاسلام للتخلص منه، يقول لـتور أندري لماذا هذا البخل على محمد بالتعلم في سوريا وبصورة مباشرة لا عن طريق اسواق!! ألأنه امي ام لأنه لا يمكن أن يرقي الى درجة معرفة اللاهوت المسيحي" بنفسه وبترجمة ذاتية!!!(انظر ص 151). وقال: "ان أندري لا يجسر أن يقرّ بتأثير واضح مباشر من المسيحية الشرقية علي القرآن" (ص 164). ومع ان جعيط قال ان هذا التأثيرالسوري "جد دقيق ودقيق جدا" (ص 174) وانه حدث "ببراعة فائقة" (ص 176)، قال ايضا مناقضا نفسه: "ان التأثير المباشر السوري ايضا يدخل في مجال التخمينات والافتراضات، وليس لنا اي شاهد على ذلك" (ص 174). وهنا كفانا جعيط عناء الرد عليه، فهو لم يأت بدليل على الزعم بتعلم الرسول لغات اجنبية، فضلا عن العربية، من مكة الا بإشارة سطرها على استحياء الى ان استاذ اللغات المكي هو غلام اعجمي، ثم قال انه كائنا من يكون المعلم المهم انه قد حدث تعلم!!!! (انظر ص 154) وكأنه يمكن لغلام يعمل في الحدادة تعليم لغات تؤهل لترجمة كتب مقدسة فيها من المصطلحات المعقدة ما فيها! ولم يقدم على صحة اسطورته الا اقتباسات اقتبسها هو من مخيال المستشرق أندري العلماني و"كيفية" علمانية من جرأة فارغة غارفة في صناعة الأساطير! فهل يا ترى هذه (الكيفية العلمانية) التي يتحدانا جابر عصفور بها هي آخر علميات العقلانية التنويريه العربية وعلى لسان كبارها وروادها -رواد النهضة!- بحيث يمكن القول ان هذه الاساطير العلمانية الملفقة من أفواهها الفارغة الموسومة بالرهق والريب، قادرة على إطفاء نور الحقيقة، ام ان الامر كما عرضه الوحي " بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ "(ق : 5) " وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ "(التوبة 45)ان موريس بوكاي يكشف هذا الدجل العلماني الممسوس بالأغاليط الاستشراقية، فيقول في كتابه (أصل الانسان) "أما بالنسبة للقرآن الكريم، فإن أفكارا مغلوطة وخاطئة كانت تتداول في بلادنا لمدة طويلة ولما تزل كذلك بصدد مضمونه وتاريخه، ومن الضروري جدا أن نستبق الامور بعرض المعطيات التي يعبر بها عن الانسان...لا جرم بأن الثوابت المتعلقة بالإنسان والمستخرجة من آياته ستدهش غيري كما أدهشتني عندما اكتشفتها، فإن القرآن الكريم يتضمن في آياته المتعلقة بالانسان أشياء مذهلة، وبالتالى يصعب علي الفكر البشري تفسير وجودها في العصر الذي أبلغ فيه للناس، ونحن نعلم مدي مداركهم في ذلك العهد. وعندما نلاحظ بأن تطابقات ذات معنى كبير بين معطيات علمية مثبتة حكما وبين كتاب سماوي، يصبح من الضروري تمحيص الأحكام المتسرعة التي أخذت بعين الاعتبار تصورات مجردة أكثر منها وقائع" (ص13).
لنترك له الكلام عن (العلق) في القرآن بما يدحض الخيالات العلمانية.
http://www.assabeel.net/ar/default.a...54pBnYBVtUA%3d
او من هنا ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles.../09-12-974.pdf
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
اقتباس:
فهل يا ترى هذه (الكيفية العلمانية) التي يتحدانا جابر عصفور بها هي آخر علميات العقلانية التنويريه العربية وعلى لسان كبارها وروادها
ما قرأته مؤخرا من نفايات الاستشراق و التي تلقفتها كتلقف الموضة جماعات الحداثيين و الملاحدة كصاحب كتاب الحزب الهاشمي و صاحب كتاب مقدمة في التاريخ الآخر..انطلاقا.م الزعم الذي أطلقه هيربرت إليغ عن الزمن الشبح بأن هناك ثلاث قرون ممسوحة من تاريخ البشرية ..مسحتها الدولتين الأموية و البيزنطية على اتفاق بينهما و ان النبي صلى الله عليه و سلم هو آريوس نفسه و انه قس مسيحي ..الخ أساطيرهم يجعلك تصدق فعلا ان هؤلاء لم يكفروا لشك او لبحث عن الحق
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
نعم اخي ابن الرومية لقد انتشرت خرافاتهم وشائعاتهم الملفقة وسرت في القرون واضلت خلقا كثيرا وجبلا عظيما وقرونا طوالا يتحمل وزرها من ياكلون اموال الناس بالباطل ممن سيطروا ويسيطرون`علي ارواح البشر في الغرب -قديما وحديثا
ويتحمل علمانيو العرب قسطا من هذه الاثام وتضليل البشرية فقد وصلت كتاباتهم مترجمة الي الغرب وسوقتها الاله الاعلامية الغربية صحافة وتلفزيون وندوات حتي انهم يحضرون في المكتبات العامة للقاء الجمهور وقد قابلت منهم فيها صادق العظم ونصر ابو زيد وحسن حنفي ومحمد اركون وغيرهم هذا فضلا عن اضلالهم للمسيحيين العرب فكتاباتهم منتشرة في مواقعهم بل ويحتجون بهم في المحاورات هنا وهناك
حسبنا الله ونعم الوكيل وحتي ضلالاتهم يؤمن بها ويلوكها واحد مثل خالد يوسف المخرج المصري الذي اغرق السينما المصرية بافلام التعرية والفحش الخطير جدا ويفلسف هذا بنفس تعليلاتهم
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
طارق منينة
قراءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية (مُعْطَى «العلق»)
تاريخ النشر : 27/08/2009 - 08:36 م
بعد ان عرضنا بعض أساطير من يسميهم ابراهيم العجلوني "الصنائع"، ويسمون "عبيد الفكر الغربي" يمكننا ان نسأل: هل تصمد هذه الاساطير والسيناريوهات الضالة التي كوّنها "الخيال الاستشراقي" ومن بعده وريثه "الخيال العلماني" أمام الالفاظ القرانية البالغة من الدقة منتهاها ومن البلاغة مبتغاها والتي تصف أدق الصور والمشاهد والاطوار لأشد العمليات لطافة ودقة في نشأة الإنسان، خصوصا فيما يخص عملية تخليق الجنين داخل الرحم أو قراره المكين كما وصفه القران.
هذا فضلا عن أكبر المشاهد الكونية وأدقها ان علينا ان نقترب من غرضنا أكثر ونسأل: ماذا عن اول كلمة طلب نبي الله جبريل من الرسول محمد ان يقرأ بعد القراءة باسم الله –وذلك عند لحظة اعلامه بإختياره رسولا- ان الإجابة هي: "خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ" والسؤال الاكثر اهمية هو: هل عاد الوحي لعرض هذه القضية الكونية والوجودية والانسانية والعلمية والجنينية التخليقية لو صح التعبير في سياق اوسع من أطوار التخليق الاعجازية الشديدة اللطف والدقة والتي أدهشت كثيرا من علماء المختبرات العلمية الحديثة الذين اطلعوا على وصف مراحل وأطوار نمو الجنين في القرآن ما جعلهم يسطرون بأقلامهم ما يثبت صلة الوحي القراني بمصدره الاصلي والاصيل وهو الاله القيوم جل شأنه الذي اخبر عن نفسه فقال: "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"
ولنتابع مانزل من الوحي فيما يخص مرحلة تعلق (العلق) في الرحم علينا أن نقرأ من سورة "المؤمنون "وهي سورة مكية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)، ثم نقرا في سورة غافر وهي مكية ايضا "هوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا"(67) ثم نقرأ من سورة القيامة وهي مكية ايضا قوله تعالى "أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (٣٧) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى" ومن سورة الحج نقرأ -وهي مدنية-: "إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ" الاية 5. يقول الدكتور موريس بوكاي العالم والطبيب الفرنسي المسلم: "ان وصف مراحل تطور الجنين كما هو في القران يتجاوب مع كل ما نعرفه اليوم عن ذلك، وهو لا يحتوي اية عبارة ينتقدها العلم الحديث" من كتابه التوراة والانجيل و القرآن والعلم ص 243. ان هذه العبارات هي "عبارات محددة لا يشوب اي معلوم منها شائبة البطلان. فكل شيء معبر عنه بعبارات بسيطة سهلة الفهم وشديدة الاتفاق مع ما سيكشفه العلم بعد ظهوره بزمن طويل" (ص 237).
هذا وقد نزل القران في زمن الاخيلة الوثنية بتعبير بوكاي والتي لو قارنا معارفها التي كانت منتشرة زمن النبوة لتأكد لنا أن أناس ذلك الزمان كانوا بعيدين عن ان تكون لديهم رؤى شبيهه بتلك التي عرضت من القرآن حول هذه المسائل، والواقع اننا ما توصلنا الى الحصول على رؤية واضحة تقريبا في هذه المسائل الا في بحر القرن التاسع عشر (انظر ص 244، 236).
ولقد تمكنت الاوهام والخرافات من القرون الوسطى الاوروبية وبعدها ايضا بقرون اخرى حتى توصل الانسان الى الحقيقة المصورة في القرآن أعظم تصوير، ولكن هذه المرة تحت المجهر الذي أخبر منزل القرآن أنه سيريهم إياها "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَ ا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (النمل 93)" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (فصلت 53) وهي الآيات التي اخفى المستشرق "نولدكه" وتوابعه حقائقها المنزلة وراح يرمي القران في كتابه (تاريخ القرآن) باتهامات شتى كما في كتاب "مدخل الى القران" وأقسامه التابعة.
أما موريس بوكاي فيقول عن هذه الآيات بعد اطلاعه العلمي عليها: "لقد أدهشتني في البداية هذه الصورة العلمية الخاصة بالقرآن الي حد بعيد؛ لأني لم أكن أظن ابدا انه يمكن حتي هذا الزمان أن نكتشف في نص مكتوب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا عددا من اليقينيات المتصلة بموضوعات شديدة التنوع ومتقفة تماما مع المعارف العلمية الحديثة ولم يكن لدي في البدء أي إيمان بالاسلام، وقد بدأت هذا الاختبار للنصوص بموضوعية كاملة وبفكر متحرر من كل حكم مسبق...
لقد أدهشتني دقة بعض تفاصيل الكتاب المندرجة في النص الأصلي بسبب توافقها مع أحدث مفاهيمنا اليوم ولا يمكن لإنسان في عصر محمد أن تكون له عنها أية فكرة...
والذي يدهش فكر من يواجه مثل هذا النص هو غزارة الموضوعات المطروحة مثل الخلق والفلك وعرض بعض الموضوعات المطروحة الخاصة بالارض وجنس الحيوان والنبات وتكاثر الإنسان تلك الأمور التي نجد عنها في التوراة دون نص القرآن أخطاء علمية كبيرة تحملني علي التساؤل إذا كان كاتب القرآن بشرا فكيف أمكنه في القرن السابع الميلادي كتابة ما يثبت أنه اليوم متفق مع المعارف العلمية الحديثة؟" ص148-149
http://www.assabeel.net/ar/default.a...pbjjeX5QCPA%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles.../09-12-981.pdf
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
(بيننا وبينكم «المُخْتَبَر»)
تاريخ النشر : 04/09/2009 -
لن نخوض مع المستشرق العلماني الألماني تيودور نولدكه (1836-1930) في تخميناته حول التسلسل التاريخي لنزول سور القرآن، كما لن نخوض معه في تشكيكه في موقع “الآيات الاولى من سورة العلق" من ترتيب نزول القرآن في محاولة ماكرة لزحزحة موقعها الاصلي من التنزيل!!! "ما إذا كانت الآيات 1-5 من سورة العلق 96 بالفعل أول ما نزل من القرآن فمسألة لا يمكن حسمها حتى لو نسبت لهذه الآيات أهمية أساسية في قصة الوحي بسبب حثها الشديد على القراءة، فان النص لا يتضمن ما يدعم التقدير التاريخي الذي يأتي به التراث"!( تاريخ القرآن ص75).
لاحظ ان نولدكه هنا يعرف أهمية بدء الوحي القرآني بلفظ "اقرأ"! ولذلك يشكك في أن تكون الآيات 1-5 من سورة العلق هي أول ما نزل! وذلك حتى لا يكون الاسلام هو المحرك للقراءة في الحضارة التي انتجها بالسنن التي أخضعها!! ومع ذلك فهو من قال "سورة العلق أقدم ما في القرآن، وأنها تتضمن أول دعوة تلقاها محمد للنبوة"!(ص71) وأقول انه حتى لو كانت آيات "القراءة" و"القلم" و"العلق" الأولى من آخر ما نزل -والامر بالطبع ليس كذلك- فان آخر ما نزل كان ما يزال في القرن السابع الميلادي، ولم يكن أحد لا في هذا القرن ولا قبله ولا بعده لقرون عديدة -حتى عصرنا- قد توصل الى الحقائق العلمية التي جاء بها القرآن في المجالات المختلفة فمن هو المصدر؟!
ويكفي ان نحكي هنا على سبيل الترويح عن النفس قول ارسطو بان الجنين يتكون من دم الحيض، كما ان علماء التشريح من غير المسلمين اتبعوه في هذا كما يقول البروفيسور مارشال جونسون وظل هذا الاعتقاد رائجا حتى اختراع المجهر في القرن السابع عشر، بل حتى زمن الاكتشافات التالية للحيوان المنوي والبييضة كما قال البروفيسور جورنكي. وبينما سادت هذه الفكرة عند جميع الأطباء الى ما بعد اكتشاف المجهر، كان علماء المسلمين يرفضونها. وبعد اكتشاف الميكروسكوب كانوا في الغرب يعتقدون ان الانسان يكون مخلوقا خلقا تاما في الحوين المنوي في صورة "قزم"، اي انهم –يقول جورنكي- لم يعرفوا ان خلق الانسان في رحم الام يمر بأطوار مختلفة الخلق والصورة وهي الحقيقة التي قررت في القرآن والسنة قبل ذلك بقرون!
وأنا هنا أسأل أليست هذه معطيات عصرية ذات أهمية لمن يدعون التنوير!! أم أن عملية الحجب والعزل والإخفاء التي يتقن العلمانيون فنها لا تترك مكانا للصدق العلمي؟ وقد فوجئ العلماء بها تتكشف أمامهم رويدا رويدا في مختبراتهم وخلف مجاهيرهم وشاشاتهم! وفي ذلك يقول البروفيسور كيث مور: "ومعرفة هذه الحقائق الى ما قبل القرنين الأخيرين كانت مستحيلة فضلا عن استحالتها قبل 1400عام".
فأين نجد هنا ”المعهود المعرفي" الاسطوري لعصر الرسول الذي يزعمون انه شكّل الوحي وأفرزه وشكله (في نظرية الكون والتكوين العلمانية)!؟
ان السؤال العلمي الذي لم يسأله العلمانيون هو ما سأله موريس بوكاي: "إذا كان كاتب القرآن بشرا فكيف أمكنه في القرن السابع الميلادي كتابة ما يثبت أنه اليوم متفق مع المعارف العلمية الحديثة ؟ ليس من سبب خاص للتفكير بأن ساكنا لشبه الجزيرة العربية أمكن له، في الوقت الذي كان يحكم فيه في فرنسا الملك داجوبير، ثقافة علمية سابقة على قرننا الحاضر في بعض الموضوعات بعشرات القرون (ص149) وهي امور -يقول - تجعل من المستحيل على رجل في عصر محمد صلى الله عليه وسلم ان يكتبه. وبالنظر الى حال المعارف في عصر محمد صلى الله عليه وسلم لا نستطيع أن نفهم بأن كثير من الأخبار القرآنية التي لها سمة علمية يمكن أن تكون عمل إنسان، ولذلك فإن المشروع ليس بأن يعتبر القرآن تعبيرا للوحي فقط، بل أن يعطى مركزا ممتازا لما يتمتع به من الأصالة الفريدة ولوجود أخبار علمية لديه ظهرت كتحد "(ص 290-294).
اما نولدكه فيقول إن محمد لم يتعد اسلوب الكهان في تقديم اقوالهم بواسطة اقسام احتفالية بالظواهر الطبيعية مثل الليل والنهار والشمس والقمر والنحوم (انظر ص69)، ونلاحظ هنا أيضا حوّل نولدكه أعظم الإشارات العلمية الدقيقة لظواهر الكون والتي على اساسها صنع المسلمون حضارة الى ألفاظ كهان والسبب الايقاع القصير! أوليس من الاعجاز أيها الفيلولوجيون –الفيلولوجيا :علم اللغة (الغربي) استعمله نولدكه! - أن يضع لكم في الالفاظ القصيرة ما تعجز عنه القرون الطويلة!؟
وكعادة المستشرقين والعلمانيين يقول نولدكه ايضا مشوشا على الوحي: "إن الدين الذي قدر له أن يهز العالم كله انصهر في وجدان محمد من مواد مختلفة!! (ص19). فهل يمكن لهذه المواد المزعومة أو لما سماه نولدكه "الصوت الداخلي" الصادر بزعمه (عن المخيلة المنفعلة وموحيات الشعور المباشرة" ان يصل الى معلومات غاية في الدقة والعلمية كما في مسالة أطوار الجنين، كما وصف القرآن اذا فلماذا تخلفت عن القرون لما قبل وبعد التنزيل!؟
http://www.assabeel.net/ar/default.a...OK5tbeDKsW0%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles.../09-12-988.pdf
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
اقتباس:
"إن الدين الذي قدر له أن يهز العالم كله انصهر في وجدان محمد من مواد مختلفة!!
مواد مختلفة....تحقيق ما عليه اليهود و النصارى من مقولة تستدعي قراءة و تمحيص عشرات المصادر التوراتية والتلمودية و الانجيلية بصحفها المقبولة و المرفوضة او الأبوغريفا...ثم الاطلاع و تحقيق الحقيقي من الكزيف من نظريات اليونان و الهنود و الفرس و حتى الصينيين ...في مختلف العلوم من علم الاجتماع الذي لم يولد بعد الى الطب الى سياسة الأمم الى النقد التاريخي الى تأسيس نظريات المعرفة الى علم النفس الى علم الفلك ....ثم تأسيس نظام شامل كامل يقوم بحضارة مليونية من البشر لقرون متتالية نظام قانوني و ادراي و اجتماعي و أخلاقي ذو مرجعية محكمة و ميكانيزمات مرنة و شديدة الفعالية و يملك عناصر استمراره في ذاته...بل و نقد نفسه بصرامة و تجديد نفسه و التكيف مع المستجدات كالنخلة دون ان يفقد ماهيته ....لما رأوا كل هذا حاولوا نفي أميته...فلم يكفي لتبرير هذا الكم الهائل...فقاموا بزيادة سفراته الى الشام بل و الى اليمن و العراق فلم يكفي...فقاموا باختراع معلمين قبل البعثة و بعد البعثة من ورقة الى سلمان الى الحارث بن كلدة...فلم يكفي...فقاموا بالتلميح الى انه كانت مؤامرة بين جميع القبائبل العربية و اليهودية مثلوا فيها دور العدو للنبي صلىة الله عليه و سلم ثم قاموا بتأليف كل منجزات النبوة معا...و لم يكفي...اذ ادركوا ان مثل كل هذه الأمواج من المعارف و القدرات و الطاقات لا يقدر على نسجها حتى الدول العظيمة و تلقينها للناس و اخفاء آثار المؤامرة..فلجؤوا أخيرا الى الباقعة الفاضحة التي تضحك عليهم الثكلى ...فقالوا ان كل القرون الثلاثة بأهله و رواياته و نقله و تجاراته و مدنه و حروبه و سلامه و شعره و نزهاته و أفراحه و أمراضه و أوبئته و شفاءه و معارفه و شخصياته .....انما كانت اختراعا و توضيبا و تاريخا مكتوبا محته الدول المسيطرة آنذاك من عقول الناس و أبدلته بتاريخ جديد في ذاكرتهم و أحكمت نسجه حتى لا يكاد يبدو فيه أي تناقض و لم يثر شبهة أحد و أخرجتا القرآن و الفتاه من مئات المصادر السريانية و اليونيانية و العربية القديمة..كأن الدولتين نومت الناس نومة أصحاب الكهف وأيقظتهم ايقاظ امير رواية كلدرون... و ما يضحكك كيف يتقبلها عقل عربي لمجرد التقليد...في عصر سلط علينا فيه الذل الفكري و الانهزامية المعرفية و التخلف الأخلاقي...أكمل بارك الله فيك أستاذي طارق أكمل سددك الله و حماك و ايانا من شرور أنفسنا
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
سبحان الله أستاذي...أتطرق فكرك نفس الآية التي طرقت فكري الآن و أنا أتفكر في مجهوداتهم و كيف أعجزهم تفسير كيف أتى مثل هذا القرآن ؟؟ و لكأني أسمعها اول مرة..".قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" الجن و الانس و ليس فقط دولتا بيزنطة و بني أمية...
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
يالله ياخي ابن الرومية بل انت استاذنا وهكذا فان كلماتك هذه الكبيرة والعظيمة والخبيرة باحوال هؤلاء ومقاصدهم المبيتة والسخيفة والمهلكة لانفسهم قبل ان يضلوا غيرهم تدل هذه الكلمات او قل تلك الكلمات لاني انظر اليها وكانها لوحة معلقة بعيدة قليلة وقريبة كثيرا لكنها تستدعي التأمل ومع اني ام انم الا ساعة واقل الا انها عملت علي احياء خلايا نائمة!
اليس هكذا يطلقون عليها!!!!
لقد ذكرتني هذه الكلمات بماقاله بعضهم من انهم ظنوا ان الافندية ينتهي بهم الدين فاذا الافندية كثر وكثرة ووفرة وخلايا استنسخت بالملايين وخرجت علي العالم في معامل لم يستطيعوا وأدها انها معامل شيخ الاسلام ابن باز ومحمد الغزالي والالباني وعبد الرازق عفيفي واخوانه ومحب الدين ورشيد رضا والخضير وعلي جريشة وسيد سابق والعثيمين وغيرهم
حقا كيف يهديهم الله وهم لايؤمنون بآيات الله فضلا عن عجزهم عن محاولة تقليد القرآن او مناكفته او اطفاء آية واحدة منه بل كلمة كالعلق او الفلق او الطارق او النطفة او موسعون او منتظرون بما تحمل هذه كلها من موعود الله وعلم الله وقدره الله ولطفه
نعم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
وماذا يخرج ظهيرهم الا غثاء البحر والبر والجو ويفسدون به الانسان والبيئة والحياة
حسبنا الله ونعم الوكيل من كل علماني ناصية كاذبة خاطئة بارزة
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
إضاءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
(ذهنية تلبيس العظم)
تاريخ النشر : 10/09/2009 - 10:59 م
طارق منينة
لم يكن الدكتور والمفكر الماركسي صادق جلال العظم بأحسن حالا من نولدكه وبقية الجوقة العلمانية والاستشراقية الحديثة في موقفه من الوحي القرآني، فكما ألف كتابه "التراث والحداثة" وبقية مشروعه في نقد العقل الإسلامي وما سطره اخيرا في نقد الوحي والمتمثل في كتابه مدخل الى القرآن، والذي عضده بأجزاء ثلاثة من التحريف العلماني وقد مر فيها على السور القرآنية -مع محاولة التلاعب بتسلسلها لأغراض علمانية كما فعل نولدكه!- محاولا خلق صلة للقرآن بالمعطي "المعرفي!" الاسطوري القديم عاملا على حجب الحقيقة بإعطائها معاني هزيلة وقاصرة وساذجة وسطحية بصورة ملفتة او بحجب المعلومات التاريخية والعلمية عن القارئ، فكذلك فعل الدكتور صادق جلال العظم والذي اتخذ طريق المباشرة في نقد الوحي، وهو الذي دافع عن سلمان رشدي أخيرا وبكتابين "ذهنية التحريم" و"ما بعد ذهنية التحريم" مؤيدا له في العملية التهكمية الهجائية والساخرة من الرسول محمد وجبريل والصحابة وأمهات المؤمنين، وبطريقة رسمهم ونقلهم إلى عوالم شاذة حتي لا يبقي فرق بين ما يسمونه حديثا "المقدس والمدنس" وكذلك فعل سيد القمني مع النبي موسى وأمه!
فقبل ربع قرن من الزمان وبعد هزيمة حزيران 1967، كتب العظم كتابه "نقد الفكر الديني" مفتعلا معركة مع الإسلام ومتهما له بأنه سبب التخلف والهزيمة، كما رماه بانه يتعارض مع العلم ويناقضه، ومع ان الدكتور العظم أخفى أسباب الهزيمة الحقيقية وصلتها بالنظام القائم آنذاك، وعلاقته البدائية بالفكرة الماركسية والاشتراكية السوفيتية وتدريب كبار قياداتها على يد جنرالات الماركسية في روسيا! وسيطرة الاتحاد الاشتراكي على الآلة الثقافية والإعلامية يومئذ، كما ان الشخصيات التي وضعت على قيادة الامة والحرب كانت باعترافات كثير من رجال الثورة أنفسهم عديمة الخبرة، ومنهم من كان على قمة وزارة الحربية وكان غارقا في الشهوات والخيانة الزوجية مستهترا ومتهتكا وغافلا، كما أشار هيكل وبعض رجال الثورة أخيرا في كلامهم عن عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في الدولة والمؤثر على رجلها الأول بشكل ملحوظ!
حاول العظم أن يدخل الغيب القرآني في الاسطورة والخرافة، وذلك لدعم فكرته الرئيسية في "نقد الفكر الديني" من ان الدين مخالف ومناقض للعلم! وقد علق في نقده على قول الله تعالي في سورة المؤمنون: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين (12)
بقوله: "من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة من صلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية" (ص40)
ولو تمعن العظم في لفظة "ثم" التي تدل على التراخي والترتيب وقد ذكرت بين مرحلة النطفة والعلقة ولم تذكر بين مرحلة العلقة والمضغة، وانما ذكر "واو" العطف بينهما والذي يدل على الاشتراك والتعقيب والتدريج؛ لعلم ان "ثم" المكررة مرتين و"واو العطف" تشير الى نقلة نوعية هائلة بين المراحل، وذلك وفق معطيات علمية تلفت الانتباه الى وجوب دراسة هذه المراحل المتراخية والمتسارعة والمتراكبة وازمنتها الخاصة والبحث عن اسبابها وعللها، وعدم الاكتفاء بالنظر اليها كمعجزة ربانية ولطيفة قيومية فالايمان يدفع الى العلم والعمل
وفي الحقيقة لا أجد في نص الدكتور العظم الا محاولة افتعال معركة مبيتة ومتعمدة مع النص القرآني، والا فإن القارئ للقرآن يجد المعطيات مؤكدة ومقسم عليها ايضا وحاثة على الدراسة والاستقصاء لمعرفة كيفية بدء الخلق كما ان الآيات الاخرى الواردة في نفس السياق تساعد على الفهم وزيادة الوعي العلمي فخلق نطفة الانسان من سلالة من طين –مثلا- يؤكد صلة الانسان بعناصر الارض حتى في مراحل نمو الجنين، كما ان خلقه من نطفتي الرجل والمرأة لا من الذكر وحده انما هي حقيقة سماها القرآن باسمها "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"، والمدهش ان اسم السورة التي ورد فيها اللفط هو "سورة الإنسان!!" والآية هي رقم 2 منها كما أن آية العلق من سورة العلق هي الآية الثانية منها! فلا مكان في الامشاج لدم حيض يتخلق منه الجنين كما تخيل ارسطو والهنود او "قزم"! المخيال الغربي لعلماء القرون قبل عام 1775م. ان الآيات السابقة التي ادخلها صادق جلال العظم في المدونات الاسطورية الارضية انما هي من علوم القيومية الالهية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك: 14)
علينا الآن أن ننتقل الي التحدي الآخر من سورة العلق والوعد فيها!
http://www.assabeel.net/ar/default.a...hSjgefKmhRM%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles.../09-12-995.pdf
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
( اقرأ: أول وعد حق)
تاريخ النشر : 17/09/2009 - 10:26 م
طارق منينة
دعونا قبل أن نمضي بعيدا في طريقنا ونحن نشاهد انهيار البناء العلماني الضخم والهش في آن واحد ومعه الشرفات المزخرفة للاستشراق الكاذب بألوانه وأطيافه واساطيره المختلقة والملفقة، أن نسأل سؤالا عصريا وموضوعيا وتاريخيا ألا وهو: من ذا الذي يمكنه أن يطلق وبثقة تامة عشرات بل مئات الوعود والنبوءات المستقبلية (القريبة والبعيدة) المؤكدة بأنواع التوكيد البينة والمقسم عليها بأنواع القسم الملفتة للنظر، فاغلبها قسم بسنن الكون المصورة تصويرا علميا بديعا ودقيقا، ومعلوم ان القَسَم نوع من أنواع التوكيد عند العرب ما يزيد المقسم عليه توكيدا واستيقانا، من ذا الذي يقسم ويصدق في ذلك كله على أنه منتصر على امبراطوريات وقوي باطشة متمكنة محلية واقليمية قبل ان يموت الجيل الذي يسمع الخبر الواعد؟ من ذا الذي يستطيع ان يعلن هذا في كتاب مسطور وألواح وصدور وتبلغ وعوده العدو والصديق ويسمعه كل يوم القريب والبعيد والصغير والكبير في تلاوات خالدة واعلانات متنقلة سارية في التاريخ؟
ثم مع ذلك لا يكتفي بتلك الوعود، وإنما يخبرهم بأن المستضعفين منهم هم من سيحقق بهم الوعد الحق وتنفذ بهم الارادة القول الصدق وسوف يشاهدون ويعلمون ويلمسون ويحسون وقع الصدق في الخبر!! ثم ان هؤلاء كانوا يعلمون انه لايقدر على هذه الاعلانات الا من له القدرة الشاملة القاهرة، وهو الامر الذي تعجز عنه جيوش ودول وقوى مادية مجتمعة، بل وامبراطوريات وقد رأوها تتحارب ولاتقضي احداها على الأخرى! ومعلوم ان كثير من الادعاءات والوعود تطلق اليوم ومن اجهزة ومؤسسات ضخمة تنفق عليها الدول العظمى البلايين لكنها تفشل!! كما نرى اليوم في اعلانات نهاية التاريخ وبدايات عصور خالصة من الشيوعية والليبرالية والسوبر بروسية (ماركس- فوكوياما- هيجل- ماكس فيبر).
ثم من ذا الذي يجمع القلوب المتفرقة المختلفة ويجعلها أخوة متحابة، وقوة صادقة، وصفا قويا أمينا لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بينهم، مهما كانت قدرتك وخطتك! ومن ذا الذي يدّعي النبوة على هذا كله مدعيا تغير التاريخ وغلبة القوى العظمى في زمنه وفي وقت مذهل! ومعلوم ان خطأ واحد وكذبة واحدة في هذا الشأن تقدح في النبوة وتثبت زيفها؟!
ان الشيء الذي يخفيه العلمانيون والمستشرقون هو: ان مصدر الوحي القرآني أعلن هذه النبوءات والوعود المؤكدات في كافة السور القرآنية، وعلى لسان سفير الوحي ورسول البعثة الربانية محمد رسول الله وانها كلها قد تحققت، وعبر عن تحققها عقلاء البشر بانها امر مذهل عجيب مدهش فوق الطاقة صعب التصديق لولا شهادة التاريخ والواقع!
والشيء المثير أن يبدأ الرب اعلاناته الاولى بعد الدعوة لقراءة سنة العلق، والتعليم بالقلم بقراءة الوعد الأول، الوعد بهلاك فرعون هذه الامة اي عمرو ابن هشام (ابو جهل)، وهو البلاغ الذي طولب سفيره ورسوله ان يقوم بقراءته على التاريخ البشري، كما طولب بقراءة ما يتعلق بآياته في الحضارات والامم والقرى والافراد، كفرعون وهامان والنمرود وقارون والسامري كنماذج على الاسراف والاستغناء والطغيان.
ففي سورة العلق نقرأ قول الله تعالي "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩) ". ان القيومية الربانية التي ينكرها العلمانيون افتتتحت الوحي بألفاظ لها مغزى جديد لبناء حضارة بشرية بأدوات معرفية غفلت عنها الفلسفات الضائعة والحضارات البائدة، كما أنها أظهرت قدرتها الكاملة في الإعلانات الصادقة والاخبار المتتابعة في كافة سور القرآن عن وعود نافذة تتحدى القوى الباطشة كافة، بأن تواجه حقائقها المقررة قدرا وقضاء بما تستطيع من قواها المتمكنة وسلطانها المتبجح المغرور بزخرف باطله وزينة ملكه.
هنا في هذه السورة الأولى "سورة اقرأ" تعريف للبشرية بالكمال الإلهي وان الرب تعالى قادرعلى الطاغية الفرد كما انه تعالى قادرعلي امبراطوريات القهر المخوفة، فالقدر الإلهي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. ضرب الله في سورة العلق مثلا بفرعون هذه الأمة –الذي قتل سمية وزوجها ياسر من صحابة النبي- وهو عمرو بن هشام الذي نزلت فيه هذه الآيات كمثالا على الاستغناء والطغيان. وقد أورد الطبري وابن كثير الرواية في سبب نزول الآيات "قال أبو جهل: لئن عاد محمد يصلي عند المقام لأقتلنه فأنزل الله (اقرأ باسم ربك حتى بلغ هذه الآية (لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ. فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ. سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ)" (الطبري 24 |539) وقد حاولت هذه الناصية الخاطئة قتل محمد رسول الله أكثر من مرة وقد استمرت المحاولات حتى بعد هجرة الرسول الى المدينة ولم تنجح محاولة واحدة منها!
بعد هجرة النبي سرا الى المدينة وهجرة صحابته اليها، وفي السنة الثانية من الهجرة خرج ابو جهل ومعه قواته المنتفشة وعسكره المغرور فاهلكه الله كما وعد المستضعفين المؤمنين، حتى ان اصغرهم قامة واضعفهم بنية جثم على صدره يذكّره بوعد الله تعالى! وقبل ان يمضي هذا الجيل نفسه كانت امبراطوريتي القهر (امبراطورية فارس وامبراطورية الروم) قد خرّتا كفقاعة هواء فارغة بين ايديهم كما وعد الرب تعالى.
فهل من علماني قارئ للقرآن قراءة واعية من بداية "اقرأ" الربانية؟!
http://www.assabeel.net/ar/default.a...pR2%2feaPRo%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles...09-12-1002.pdf
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية نصر أبو زيد ونَادِيَهُ
طارق منينة
تاريخ النشر : 24/09/2009 - 09:37 م
دعونا نقترب اكثر من النصوص التالية من سورة العلق، في الحلقة الأخيرة من التعليق عليها لنتعرف على وقع الكلمات القرانية الربانية وسلطان قائلها على التاريخ أفرادا وجماعات، فهي كلام الله تعالى الذي لم تصنعه تجربة انسانية معاشة او وعي وجودي كما يزعم المفتتن بفلسفة الهرمنيوطيقا (نصر أبو زيد)، فإن هذا لازم كلام البشر المتعرض للنقص والنقد كأي تجربة انسانية تنعكس في رواية او نص يظهر في صور وعلامات لغوية. فكلام الوحي القرآني تقصر المناهج المادية عن بلوغ مراميه وفهم حقائقه وقد فشل نولدكه في كتابه "تاريخ القرآن" وهو الذي اتخذ المنهج اللغوي الالماني أداة في تحليل القرآن وتزييف معانيه، كذلك فشلت مناهج التحليل اللغوية الحاملة للرؤية المادية للعالم مثل فلسفة السيميوطيقا التي تُدخل القران في اطار العلامات والرموز، وهو المذهب الذي أضافه نصر حامد لسلة استعاراته المتعددة والتي يطالبنا بان نجعلها نقطة بداية اصيلة في النظر في تفسير القرآن، مع تعريفه لرؤيته بانها رؤية تفسيرية جدلية مادية!! (انظر كتابه اشكاليات القراءة ص 49)
"كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ" وردت بعد اعلانات السورة كلها، فالمنهج غير المنهج والوثنية -والعلمانية- غير الإسلامية الربانية، والسورة اشارت تحديدا الى شخص معروف "أبي جهل ابن هشام" عرفه المستمع للوحي حالئذ: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى"
لكنه –كنموذج- يتكرر في التاريخ وبنفس السمات (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى) وقد وردت هذه الآية قبل ورود الآية الخاصة عن أبي جهل القائل "لئن رايت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن عنقه"، وهو من أَمَرَ بوضْع بطن حيوان مذبوح على كتف النبي وهو يصلي (ما يرفع رأسه) الا انه صلى الله عليه وسلم بعد ان انهى صلاته (رفع صوته!) بالدعاء: "اللهم عليك بأبي جهل!"، الذي قتل أول شهيدة في الاسلام وعذّب اتباع محمد بأساليب وحشية هذا غير الاستغلال المادي والإذلال للعبيد في مكة.
ان السورة تثير الاستغراب من هذا النموذج الذي يكتسي دائما ألفاظا وألقابا كبيرة وفخيمة، فقد دُعي بـ"أبي الحكم" من الحكمة!، والآيات تدعوه الى الحكمة والكف عن الأذى للمستضعفين، وتتوعده (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) فسيؤخذ أخذة قيومية ربانية (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)؟ ومعلوم انه هدد رسول الله بالقتل فجاء رد الوحي حاسما قاهرا بكلمة (كَلَّا) التي تكررت بشكل لافت ثلاث مرات في السورة، ولم ينفع توعد هذا الطاغية للرسول بقوله: "فوالله لأملأن عليك هذا الوادي ان شئت خيلا جردا" فقد خرج الى موقع بدر مع جنده، فقُتل هناك، وبالصورة التي رسمها القرآن وأعلنتها ألفاظ الوحي قبل عشر سنوات، وزيادة على ذلك حدد الرسول نفسه موقع مقتله قبل المعركة (هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله) قال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم!!! فهل التقطت عدسة المادية الحديثة ومذاهبها هذه الألفاظ القرآنية من أول سورة العلق إلى أخرها ومغزاها ومستوياتها الغيبية والتاريخية والواقعية، ام انها مصابة بعمى الالوان العلماني الذي لا يرى الا بعض ظواهر الحياة الدنيا فيحسبها لجة، فيكشف مخدوعا عن عجزه وعرجه وعجره وبجره؟!
"كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ": وِالنَّاصِيَةِ في اللغة هي مقدمة الرأس مكان التدبير والتقدير! والعرب اذا ارداوا اهانة شخص اخذوا بناصيته وألفاظ القرآن مقدرة ومعجزة "لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ " قال الرازي: "كلا، لن يصل ابو جهل الى ما يقوله انه يقتل محمد او يطأ عنقه، بل تلميذ محمد هو الذي يقتله ويطأ صدره" (تفسيرالرازي 32/23)
فالناصية المشار اليها في السورة بلفظ (أَرَأَيْتَ)! والمكررة ثلاث مرات ايضا! هي كاذبة خاطئة وقد جاءت "الناصية" مرة بالوعد بأخذها ومرة بالاشارة الي أنها كاذبة خاطئة والوعد من الرب حق! (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)!. فهل قرأ علماء السيميوطيقا هذا النظم القراني من الفاظ الوحي الرباني مع ما تقدم من ألفاظ سورة العلق "كَلَّا لَئِنْ..." (لَنَسْفَعًا بـ -- ) (النَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ --) وكما يقول الشوكاني فان (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) موطئة للقسم " لَنَسْفَعًا": والسفع: الاخذ والقبض على الشيء بشدة. قال الخليل: والسفع ثلاثة أحجار يوضع عليها القدر سميت بذلك لسوادها. قال والسفعة سواد في الخدين. وقد اسود وجهه في المعركة وقتل بالطريقة التي وصف الوعد الحق.
" فَلْيَدْعُ نَادِيَه..." دعه يدعو برلمانه وحزبه!!
"نَادِيَه": النادي في كلام العرب هو المجلس المتجدد للحديث كما يقول الشوكاني. "فَلْيَدْعُ" تحدٍّ
معجز كما بقية الاعلان الالهي في السورة إعجاز العلق والتعليم بالقلم.
واليوم نرى النوادي العلمانية تحتفل بأمثاله من العلمانيين ممن يرمون الاسلام بابشع التهم، ويعطون الجوائز العالمية المالية والأدبية مثل القمني والعظم والعشماوي وعصفور وحسني ونصر ابو زيد وحنفي ومحفوظ ورشدي، وهؤلاء واهل الإفساد يدعون للنوادي الأكاديمية والسفارات مثل علاء الأسواني وامثاله.
"سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ" يقول الزركشي ان اصلها "سَنَدْعُو" وحذفت الواو للاعلام بسرعة وقوع الفعل الالهي "فيه سرعة الفعل واجابة الزبانية وقوة البطش، وهو وعيد عظيم ذكر مبدؤه وحذف آخره، ويدل عليه قوله تعالى " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ"
http://www.assabeel.net/ar/default.a...35QRUsPkHWo%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles...09-12-1006.pdf
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
اقتباس:
"من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة من صلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية"
يمكن أن يستوفى الرد على هذا استاذنا العزيز بماورد به القرآن و السنن و ما نقل من المعاني عن النبي صلى الله عليه و سلم من التوضيح الشافي الكافي لنظرية السببية و ان الله سبحانه و ان كان يخلق بسبب فلا يعني انه مقيد بالسبب و لا أن الخلق في القرآن هو من دون سبب..فلا يعني الخلق بكن ان الله لا يقدر على الخلق بدونها و لا قدرته على الخلق بدونها لا يعني خلقه بدون سبب "الكن"...بل قدر كل شيء تقديرا...بقوانين و سننه كما يعبر عنه بفصاحة جلال العظم دون أن يدري انه يتكلم عن منهج الخلق في القرآن ..و ان الذي ينقده في الحقيقة هو منهج أسلافه من الجهمية و الفلاسفة في تفسير القرآن اذ انتشر هذا في الأمة في الأعصار المتأخرة حتى ظنت الدهماء و تابعهم من لاتحقيق له كالعظم ان هذا هو تفسير القرآن و معناه..و ما وصل اليه الناس الا باتباع ما يدعوا اليه من مناهج التحريف لمعاني القرآن.. فسبحان الله كانه ينتقد منهج نفسه بنفسه دون أن يعلم-لضعف التحقيق العلمي عنده- و يرمي غيره بدائه منسلا متهما اياهم بالسفه و الحشو و ضعف المنهج العلمي..
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ"
بارك الله فيكم متابع لمجهوداتكم الرائعة التي أتمنى ان تطوروها أكثر و اكثر ...ووقاني الله واياك من شرور انفسنا
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
جزاكم الله خيرا اخي ابن الرومية
المشكلة ان العظم يظن ان التطور العضوي في الخلية او تطور الجنين من حالة الي حالة او من مرحلة الي مرحلة او ماكان غير جنين مكتمل صار جنينا مكتمل الخلق ان ذلك يخالف الاعجاز والتدخل الالهي او الخلق المباشر للجنين
مع ان اي ماكينة عصرية معقدة التركيب ركبت تركيب فوق تركيب حتي صارت الي ماصارت اليه ولاينفي العظم ان وراءها صانع ونحن نقول ان الله خالق كل صانع وصنعته كما في الحديث الصحيح!
وليس الامر مقتصر علي الماكينات بل الامور التي يزعمون انها تتطور بايديهم او تحت ايديهم وفي معاملهم فهي تتطور لكنها في النهاية من انتاجهم فيمنعونه عن الله ويثبتونه للصناع!
سبحان الله
المقال في الجريدة لايجب ان يتجاوز ال750 كلمة وطبعا غالبا المقال لابد يكون مكتمل البنيان ومع ان المقالات كما تري لها ارتباط عضوي ببعض ((كمقالات العظم او كتاباته التي يطورها مرحلة وراء مرحلة ثم يدعي كذبا انه هو صانعها مع انها خرجت علي الورق علي مراحل وهو مايثبت الصفة وليس ان هناك عظم وراء اللحم (ابتسامة) سخر الله منهم والله))
نرجع لماكنت اقوله
فالمقال يحتاج لعمل كثير جدا وحذف مايزيد عن ال750 كلمة وفي موضوع شائك كهذا!
والمعقد آت اقصد الثقيل كما نقول في مصر
وتركيبه بعضه فوق بعض يحتاج لصانع ماهر مع التركيز علي مراغمة العلمانيين والمستشرقيين في المسائل ذات الصلة
لكن المحاولة مهمة وعلي العموم فهذه أول مقالاتي وتجربتي مع المقالات
فالكتاب يدعك تسترسل ومع دقة الا ان المساحة متوفرة ومالاتريد ان تقوله في المتن تقوله في الهامش اما المقال فلابد ان تضع الاهم فالمهم وهكذا دواليك
ولايخفي عليك ان الاختيار صعب وفي حدود المقال الواحد وهو للجمهور غالبا وان كان غرضي منه ايضا توصيل رسالة مباشرة للعلمانيين اننا نحن هنا وهم الذين يزعمون اننا لانقرأ لهم وانما نحكم علي ضمائرهم من غير ان نطلع علي اعمالهم!
لكن نحن لها ان شاء الله والاستعانة بالله ارفع الاعمال واقومها
والاسترسال في المقال في الرد علي العظم ممكن لكن القاريء يريد مقالا مرتبط بالموضوع والاسترسال يخرجه عن الموضوع وعلي العموم فهذا هو التعليق علي أول سورة اوحي بها الي رسول الله وقد نشعر باريحية ونزداد خبرة في العرض ونتوصل لطريقة تجمع بين الاسترسال والالمام بالنقطة ولو في مقال واحد وان كان هذا وبالنسبة للقاريء العادي قد يكون ممل
وانا احاول في كتاباتي خصوصا عن الفلسفات هذه ان اجعل القاريء يشعر ان الفكرة ليست معقدة والموضوع مفهوم وان كلام هؤلاء يستطيع اي طفل في مدرسة او كتاب ان يرد عليه وهو يحمد الله ان هداه للاسلام
واظن انني نحجت في هذا في الاقطاب الاول والثاني رغم ان الموضوع نفسه في اصله وعند قراءة مراجعه غاية في التعقيد ولذلك فان جعل المادة سهلة عند القاريء يشعره انه وصلته الفكرة ومهما قال العلماني فان كلامه يبقي غباء في غباء وجهل بسيط علي ظلمات من جهل مركب
فالحمد لله علي هداية الاسلام ونعمة العقل مع الايمان
!
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
صدقت استاذي....تبسيط معمياتهم من اهم ما يعين على الرد عليهم ..بانتظار الجديد مستمتع بالقراءة
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
طارق منينة
قراءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية(محاولات بائسة!)
تاريخ النشر : 02/10/2009 - 12:10 ص
لقد نزلت سورة القلم بعد نزول سورة العلق وسورة المدثر وسورة المزمل وهي السور الأولى من الفترة الأولى من زمن البعثة، وقد عدّها جابر بن زيد ثاني السور نزولا وذكر ذلك الزركشي في البرهان، وقد يكون ترتيب نزولها التاريخي لا يتجاوز الرابع او الخامس هذا لو ذهبنا مع القول بان فاتحة الكتاب وسورة المسد نزلتا قبلها.
والقارئ لكتب التفسير وعلوم القرآن يصل الى واحد من الأقوال السابقة لا يبعد عنها، فان الذين شاهدوا التنزيل ومكانه وزمانه وهم الصحابة هم من بلغونا بحقائق هذا الترتيب وان ظهرت اختلافات طفيفة في الروايات لسبب ظن التوهم او التناقض وليس كذلك او لضعف الرواية او لسبب الاجتهاد المقبول والمعتمد علي رواية صحيحة.
اما المعْنِيون المُعَينون باختراق التراث ومحاولة تفسير القرآن او بعض سوره تفسيرا ماديا (محمد أركون –نصر ابو زيد –الجابري كنماذج صارخة) فهؤلاء لم يعطوا اي اعتبار للتفاسير واعتبروها تفاسير ايديولوجية مغرضة! وعلى ذلك وجدوا البديل في المناهج الحديثة التي تتناول النصوص اللغوية او الدينية بالتفكيك والتحليل والتفسير والتأويل بمناهج الشذوذ المعرفي.
وقد ذكرتُ أن نولدكه اتخذ المذهب الوضعي للقرن التاسع عشر مع مذاهب أخرى في محاولته العلمانية لهدم القرآن، من خلال المرور على الألفاظ وتحميلها بمحامل ليست فيها أصلا ولا في التاريخ المعني ولافي حقيقة الوحي، كما انه اتخذ لنفسه ترتيبا خاصا مخترعا وملفقا صنعه هو لنزول القرآن غير ما ذكره علماء الامة، ليصل بالقارئ العصري الى نتيجة أن الصراع القديم والفكر القديم هو من شكّل النصوص وحرّك محمد لتطوير النص وتشكيل حروفه وكلماته!
وفيما نضبط نصر أبو زيد متسللا وسالكا مسلك القدح الخفي والصريح أحيانا في القرآن عن طريق تأويله تأويلا علمانيا -من غير ان يقوم بصنع ترتيب للتنزيل مصطنع ومكشوف كنولدكه ومَن قبله؛ نجد من يسلك طريقا ملفوفا وبطيئا وطويلا ومتعرجا وشبيها بما كان قد ذهب اليه نولدكه سواء تعلق ذلك بوضع ترتيب خاص به لنزول السور ام باتخاذ المنهج المادي في تفسير الألفاظ والمصطلحات والإعلانات والآيات.
وفي سياقنا هنا وهو ليس في كل حال تفسيرا للسور المكية بقدر ما هو كشف التخرصات العلمانية واليأس الاستشراقي من خلال كشف تعليقاتهم البائسة على السور، وكذلك اكتشاف الرصد القرآني لو صح التعبير لمحاولاتهم وما يختلج في نفوسهم ويظهر على ألفاظهم وقسمات وجوههم، كما سيأتي في عرض هذه السورة العجيبة، وكذلك اظهار الوعود التي تحققت في اشباههم وبيان انهم لم يلتفتوا اليها وهي الوعود التي لا يستطيعون تجاهها حراكا ولا جدالا، وانما يحومون حولها في سكون محموم وإحجام مفهوم كالثعبان الذي يبدو على وشك اصطياد فريسته فيما هو يترنح في هدوء ظاهر من اثر سم مميت نفثته في فيه ضفدعة صغيرة كان علي ثقة من التقامها!! وقد شاهدت هذا المنظر العجيب في قناة ديسكفري!.
نقل الجابري ترتيب نزول سورة القلم الى الرقم 35، وجعل مرحلتها في غير زمنها الاول ليتسق ذلك مع محاولته التلاعب بالأسماء القرآنية وتلفيق صلة لها بالاسماء التي انتجها الصراع القبلي او الطبقي او ادت اليه وسائل الانتاج الاقتصادية والأوضاع المادية!
فعل ذلك مع قول الله تعالي في سورة القلم (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) (35-36) فبعد ان عزل التفسير الاسلامي والمعنى القرآني، وبعد أن أرجع الامر لمعطي معرفي قديم شكلته اساطير وأوضاع مادية وثقافية قال: "فاصطلاح "الإسلام" يعني الاستسلام والخضوع ويكتسي في الحقل الدلالي العربي الخضوع لسلطة في جماعة أو دولة، وهكذا لم يبدأ استعمال هذا الفظ في القرآن الا بعد ان صار من كانت تدعوهم قريش "اتباع محمد" جماعة تجمعها كونها أتباع رئيس معين هو النبي عليه السلام من جهة وانفصالها عن قريش من جهة أخرى"(1/ 181)
هنا حاولوا ابعاد حقيقة ان لفظ مسلم او الإسلام كان معروفا في بدء الدعوة! وذلك بزحزحة زمن نزول سورة القلم من فترة نزول سورة العلق والمدثر الى فترة متأخرة.
تذكرني محاولة الجابري هنا مع الالفاظ القرآنية بفعلة نصر أبو زيد وهو يحاول تفريغ النصوص من مضمونها وجعلها خاضعة للمعطي المعرفي الثقافي الاسطوري القديم (المعهود القديم بلفظ الجابري!) فألغى مفهوم العبودية الحقة لله والتي تعني كمال الحب والذل لله وجعله مفهوم ممتد ومطور لمفهوم الأعلى/ الادنى في القبيلة او علاقة القبيلة الضعيفة بالقبيلة القوية في ظل صراع طبقي او قبلي وقوي الانتاج القديمة (وهنا يقفز ماركس بفكرته الى ناصية نصر أبو زيد الخاطئة).
يقول: "لقد كان المجتمع الذي جاء الإسلام يخاطبه مجتمعا قبليا عبوديا تعتمد العلاقات فيه على البعدين: البعد الرأسي الذي جسد علاقة أعلي/ أدني داخل القبيلة الواحدة، ويجسد البعد الأفقي علاقات القبائل وهي علاقات قامت على موارد الثروة –أدوات الإنتاج- وهي الملأ والكلأ ومن الطبيعي في ظل علاقات الصراع أن تلجأ القبائل الضعيفة لالتماس الحماية من القبائل القوية التي تستأثر بالمواد، ومن هنا نشأت علاقات الولاء.
ومن هنا نشأت علاقات الولاء بين القبائل وهي علاقات علاقة أقوي/ أضعف. والنصوص أبنية لغوية، لذلك كان من الطبيعي أن تصوغ النصوص علاقة الله والإنسان من خلال الثنائيات اللغوية/ الاجتماعية، إن الألفاظ القديمة لا تزال حية مستعملة لكنها اكتسبت دلالات مجازية" (نقد الخطاب الديني ص 132 -134)
http://www.assabeel.net/ar/default.a...ywv%2beYzvE%3d
ومن الجريدة الورقية ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles...09-12-1013.pdf
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
طارق منينة
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية (حصان طروادة!)
تاريخ النشر : 08/10/2009 - 07:02 م
هكذا تفعل المذاهب الغربية المادية بأقطاب العلمانية من العرب الذين يُرجعون أصل الألوهية والعبودية الى جذور صراعات طبقية، وكذلك ارجاع لفظ "الإسلام" وكأنه ظهر لحاجة زعيم محلي شكّل جماعة ناقمة، يبحث عن طاعتهم فيتوسل الى ذلك –بعد فترة- بنحت مصطلحات، فالمَرَد عندهم انما هو الحاجة الظرفية للانفصال عن قبيلة او لمشروع قبيلة!! (خليل عبد الكريم يجعل الهدف قرشيا والقمني يجعله هاشميا!)، وذلك لينفروا الناس عن القرآن ومصدره الحقيقي وعالميته وربانيته. وهذا أحدهم نصر أبو زيد الذي أرجع أمر الوحي وموقف قريش منه الى صراع بين أيديولوجيات وسمى القرآن بالأيديولوجيا الجديدة! (انظر كتابه مفهوم النص139)، يقول: "فالواقع أولا والواقع ثانيا والواقع أخيرا" (نقد الفكر الديني ص130)
وماذا فعل الواقع أيها المسكين تجاه وعود الوحي القرآني المهيمنة على المادة والأسطورة؟ وهل يمكن ان يعكس الواقع او الاسطورة وعود بهذه الثقة والقوة والتحدي بالتحقق المادي والمعنوي المستقبلي في التاريخ!! والذي صَدَق فيه كله (والتي نُظهرها في سلسلتنا هذه، سلسلة "المراغمة الاسلامية للخرافة العلمانية") ومنها الوعود العلمية "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شهيد" [سورة فصّلت و(هي مكية!)الآية 53؛ فهل هذه الوعود المسطورة في قدرة بشر!؟ لقد تَحَقَقَت وعود الانتصار القرآنية الخاصة بالأفراد والجماعات والإمبراطوريات في"أسرع تاريخ تحقق" في عالم البشر، وهو دليل على ان حقائق الوحي ليست انعكاسات لبؤس أرضي او لمنتج ثقافي او تطور بيئي أو اسطوري او حاجة عربي او (تحقيق لحلم اجداد كما زعم القمني وخليل) وإلا فأروني أيها الماديون العلمانيون من يقدر على هذا كله، يسطره قبل ان يحققه!! (غلبة بعد قلة وضعف، انتشار بعد انحسار، سرعة لا مثيل لها ادهشت عقلاء العالم، انهزام امبراطوريات وقوى محلية صعبة المراس مستحيل زحزحتها قيد شبر بوعود كلامية بشرية!، الأمم المقهورة تطلب الفتح بل تعلن انتماءها العقدي للفاتحين المطهرين، حضارة علمية تُقام على نتائجها العلمية حضارة بعدية لا تعترف سرا ولا علنا لها بالفضل، فضلا عن فضل الوحي القرآني (الأصل في التغيير الاكبر)!!!
ذكرتُ أن الجابري يتستر ويتخفى في مشروعه، في هذا السياق يقول في كتابه (التراث والحداثة) "لا ارى ان الوطن العربي في وضعيته الراهنة يتحمل ما يمكن ان نعبر عنه بنقد لاهوتي ... لنا حرمات يجب ان نحترمها حتى تتطور الامور" (ص259-260). يقول ايضا: "يجب ألا نيأس وألا نقنط لان المرحلة مرحلة قرن او قرنين" )ص252).
لقد قال طرابيشي، وسيأتي الرد ان شاء الله على كتابه "المعجزة أو سبات العقل في الإسلام"!، بأنه تصدى للعقل الاسلامي في شبه حصان طروادة (مذبحة التراث ص118). ويقول محمود امين العالم (علماني!) "اما ...هذا فهو ...يرى ان ذلك ينبغي ان يتحقق من داخل التراث نفسه" (محطات في التاريخ والتراث ص51) انه استشراق متخفي في جثمان عربي، وقد أشار اليهم رسولنا بقوله "دعاة إلى أبواب جهنم... هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا"، ويقول العالم ايضا "محمد أركون مستشرق فرنسي من أصل جزائري له عناية بالإسلام ... يتساوق فيه أو يتبارى مع زميله المغربي ، وتنحدر دراسات الزميلين من تراث الاستشراق العريض بالدرجة التي تجعلهم مجددين تراث الاستشراق ضمن مؤشرات الطور الراهن للايديولوجيا الغربية" (ص159). يقول محمود اسماعيل ان انجازاتهم ما هي الا تطفل على الاستشراق، لانهم قاموا بمجازفات أو تطبيقات لمناهج ورؤى وإديولوجيات -واللفظ له- جرى اعتسافها (انظر كتابه سوسيولوجيا الفكر الإسلامي –محاولة التنظير الجزء العاشر ص16 و17 و23 و25). كما يقول: "من المفيد ان اوضح ان الاستاذ كان في مستهل حياته العلمية ماديا جدليا تاريخيا، وبرغم نكوصه فإنه لم يستطع الانفكاك من رؤيته السابقة يستعين بها ... لتغطية عجز منهجه البنيوي، وسواء اكان ذلك عجزا ام بوعي فالثابت تواجد اصداء التحليل الماركسي في كتاباته الاخيرة" (من كتابه فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية ص95). وكأنه هو ايضا لم يشرب من النهر المسموم ولم يغترف منه، وهو الذي قال ان منهج المادية التاريخية "منهج قادر على التنظير"!(10/43) ويصف نفسه براهب في ديرها "تأسيسا على هذه الحقيقة قضينا ما يقارب ثلاثين حولا في اعتكاف "رهباني" بغية الوصول إلى فهم حقيقي" (10/37).
هذه أدلة أضعها بين يدي القارئ للتعريف بالذين يخرجون على القرآن بمذاهب : ماركس –وباعتراف اهله وكتاب سيرته كان قذرا- ونيتشه (اللوطي) (انظر كتاب فؤاد زكريا "نيتشه")، وفرويد، و"لوي ألتوسير" (المنتحر في 1991) وقاتل زوجته (مجدد الماركسية وشيخ نصر ابو زيد!)، يقول في كتابه الاخير (المستقبل يدوم طويلا!) "انا ... شخص مختف: لا حي ولا ميت. انا غير موجود بكل بساطة على الرغم من اني لا ازال حيا جسديا. صحيح اني لم ادفن بعد، ولكني "بلا أثر".
هاشم صالح الذي يقوم بالقدح في القرآن مع محمد أركون يقدم لنا السلسلة الذهبية لرجالات اليأس العلماني، بقوله التبريري: " والواقع ان مفكري أوروبا ... قد دفعوا ثمن تشكل الحداثة باهظا. فمن نيتشة الى بودلير ...ميشيل فوكو الى لويس التوسير ...، نجد أن القائمة طويلة، طويلة من أولئك الذين جنَّوا أو عانوا أو انتحروا..) (مقاله "بين العبقرية والجنون").
http://www.assabeel.net/ar/default.a...XR45BV7wz8U%3d
من هنا بي دي اف ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles...09-12-1020.pdf
رد: سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
طارق منينة
قراءات
انهيار شرفات الاستشراق...
تاريخ النشر : 15/10/2009 -
لقد حاول فريق «التلاعب بالنصوص» من «العلمانيين المتسترين» التموضع داخل أعظم مجال إسلامي علمي وأرفعه وهو «الاجتهاد»، يتخذونه وسيلة لزرع مناهج وقوالب فكرية غربية تنزع بالتلفيق واصطناع الأكاذيب إلى رسم (مسار «كون وتكوين» (ولفظ الكون والتكوين ) للقرآن مادي وبشري) كما يفعل بحذر بالغ.
أما سبب الحذر الملازم دائما لتقديم ترضيات فقد قدمتُه من كلامه. ويضيف نصر أبو زيد سببا اخر فيقول: «هذا الحذر ناشئ عن رغبة عميقة في الوصول إلى عقل القارئ العربي المسلم» (انظر مقاله «الأرثوذكية المعممة» من كتاب «العنف الأصولي نواب الأرض والسماء» ص43).
ومع أن نصر أبو زيد قام بترضيات متتابعة بعد فضيحته مع «مفهوم النص» وذلك للتغطية على علمانيته المتسللة إلى الإسلام، فإنه في نقده لطريقة عمل محمد أركون في منطقة الاجتهاد الخطرة، صرّح أن «ترضيات أركون» للجمهور المسلم تفقد قدرتها على أن تمثل خطرا على بنية الخطاب! (مقاله السابق). ولا شك أن أشد حذرا في ذلك من أركون، وأركون أعظم جرأة ونصر. وكلهم يسعى لهدم ما أسموه «بنية الخطاب القرآني» والتقدم للأمام لتمثيل «الخطرالعلماني» على بنية الخطاب!
يلجأ عادة إلى مسالك ضيقة وعرة، لكي يتمكن من عمل شروخ وشقوق وتصدعات في «البرهان القرآني» بينما يظهر أمامنا مستترا به! وعندما يشعر أن المناسبة تتطلب القيام بترضيات ضمنية أو مباشرة فإنه سرعان ما يلجأ الى ذلك للتغطية والتعمية على الهدف المرسوم قبلا!، وكمثال على ذلك فإنك تجده يذكر «الحقيقة القرآنية» في مواضع من الأقسام الثلاثة من مشروعه التخريبي، وكأنه مؤمن بها بينما يكتب في مواضع أخرى أن هذه الحقيقة هي حقيقة بالنسبة لأهل الايمان بها فقط وليس لأنها حقيقة في ذاتها!(سيأتي توثيق ذلك من كلامه في موضعه). وعندما تتبع خطواته وهو يحاول أن يزرع هذه الفكرة الفوضوية العدمية المابعد حداثية لهدم الثوابت والعقائد والأخلاق في حس القارئ، تجده قد دعمها في خفة واستخفاف بتلبيسات قبلية وبعدية سنكشفها تباعا.
وكمثال: فإنه قد قَصَر قول الله تعالى من سورة العلق (علّم بالقلم) على «علم القرآن فقط» الذي وصفه كما سيأتي من كلامه في المقالات التالية بـ»معهود قديم» للعرب، ومعلوم أن قوله تعالي «علم بالقلم» تعني كل علم نافع من علوم الدنيا والآخرة، وهو ما يعني أن الدعوة القرآنية منذ بدايتها دعوة ربانية علمية تدفع البشر للنفاذ الى المعارف الكونية الكبرى المقسوم عليها إلهيا. ايضا نجده يزعم في تعليقه على سورة القلم أن ابن عباس، وهو من صحابة الرسول، فسّر (القلم) تفسيرا يونانيا هرمسيا، يقول «فمع أنهم يفسرونه بأنه أداة للكتابة، فإن معظمهم مثل ابن عباس وغيره ممن نقل عنه أو نقل عن مصادره فسره بما روجته الفلسفة الدينية الهرمسية من أنه «أول ما خلق الله» ويعنون به العقل الأول في سلسلة العقول السماوية» (القسم الأول ص 181). وهذا كذب على ابن عباس، ومصدره في مسألة خلق القلم وكتابته هو الرسول (لاحظ كلمة «مصادره» ) والحديث يقول: (أول ماخلق الله القلم قال له اكتب...)، وابن عباس لم يقل، ولا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن أول شيء خلقه الله هو القلم الهرمسي أو العقل الهرمسي المؤله، وإنما قصد الرسول -والوحي القرآني من قبله- معنى آخر مختلف تماما عمّا يوحي به الطروادي المغرور، وهو انه لما خلق الله القلم قال له: اكتب مقادير السموات والأرض فشأنه الكتابة وسطر المقادير وليس شأنه الخلق والتدبير، وهو ليس خالقا ولا عقلا إلهيا هرمسيا، وإنما خادما كاتبا للمقادير السماوية والأرضية وسنن الكون المسخر، مقادير كل شيء، وهذا مرتبط مع بقية تعاليم الإسلام العقدية والخلقية التي تدعمها وسطية القرآن التي أسقطت الوثنية عن الكواكب والسنن والعقول البشرية فجعلتها لا معبودة ولا مهملة كما هي في الحقيقة، وهذا شيء غيره في فلسفة اليونان التي جعلت من الكواكب آلهة حرب وحب وعشق وصراع وسرقة علم! وأما نتاج حضارة الإسلام الوسطية فقد منحت العالم والى الآن ما لم تمنحه فلسفة التجريد اليونانية الهائمة، بل إن علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية وقدموا نقدهم للعالم هدية علمية، ومنها نظرية بطليموس التي يقول الجابري إن القرآن تأثر بها (انظر من أقسامه (2/ 259 و190-191-243- و3/166).
لم ينفرد بهذه الفرية فقد رمى «طيب تيزيني» القرآن بتأثير الأرسطية اليونانية على نصوصه-وتيزيني رمى الرسول بأنه كان متبعا لأوامر تنظيم دولي انطلق من روما كما لفق ذلك في كتابه «مقدمات أولية في الإسلام المحمدي»-وقد ضرب مثلا على ذلك بقوله تعالى «وجعلناكم أمة وسطا»، فقال الوسط هنا مأخوذ من نظرية الوسط أو الأوساط الأرسطية خصوصا والإغريقية على وجه العموم (انظر كتابه «مقدمات أولية» ص376). رحم الله عبد الرحمن بدوي عندما سخر من المستشرقين ممن يقرأون القرآن قراءة يهودية أو مسيحية، فقال لهم انه يمكن أيضا ليوناني أن يقول إن القرآن استعار مفهوم الفضيلة «كوسط بين طرفين» من أرسطو، فالله يقول في القرآن: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» (دفاع عن القرآن ص 101) ولقد فضح الدكتور عبد الرحمن بدوي مزاعم «الاقتباسات» هذه في كتابه «دفاع عن القرآن»
http://www.assabeel.net/ar/default.a...lS9cfNHJ0QQ%3d
من هنا ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles...09-12-1027.pdf