سنة مهجورة: الذكر بعد الانتهاء من تلاوة القرآن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ : مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- مَجْلِسًا قَطُّ، وَلاَ تَلاَ قُرْآناً، وَلاَ صَلَّى صَلاَةً إِلاَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِساً، وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا، وَلاَ تُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ خَتَمْتَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ ؟
قَالَ: (( نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ [اللَّهُمَّ] وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ )).
تخريج الحديث:
إسناده صحيح:
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9/123/10067)، والسمعاني "أدب الإملاء والاستملاء" (ص75)، وابن ناصر الدين الدمشقي في خاتمة "توضيح المشتبه" (9/282).
والزيادة بين معقوفين للسمعاني وابن ناصر.
قال الحافظ ابن حجر في "النكت" (2/733): [إسناده صحيح].
وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (7/495): [هذا إسنادٌ صحيحٌ أيضاً على شرط مسلم].
وقال الشيخ مُقْبِل الوادعي في "الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين" (2/128): [هذا حديثٌ صحيحٌ].
وقد بَوَّبَ الإمام النسائي على هذا الحديث بقوله: [ما تُختم به تلاوةُ القرآن].
قلتُ: ولقد شاع في زماننا هذا ختم تلاوة القرآن بقول: "صدق الله العظيم"، وهذا الذكر ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، وقد عدَّه أهل العلم من البدع.
وأقول لإخواني: أحيوا هذه السنة، وأميتوا هذه البدعة.
رد: سنة مهجورة: الذكر بعد الانتهاء من تلاوة القرآن
هذا هو الموضوع السابق مع بعض التعديلات.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: فإنَّ إحياء السنن النبوية من أعظم القربات إلى الله، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif، قَالَ: (( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا )).[رواه مسلم].
فإليكم أحبتي في الله، هذه السُّنة التي غفل عنها كثيرٌ من الناس:
يُسْتَحَبُّ بعد الانتهاء من تلاوة القرآن أن يُقال:
((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ،لا َ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)).
الدليل: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ : مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif مَجْلِسًا قَطُّ، وَلاَ تَلاَ قُرْآناً، وَلاَ صَلَّى صَلاَةً إِلاَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِساً، وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا، وَلاَ تُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ خَتَمْتَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ ؟ قَالَ: ((نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ [اللَّهُمَّ] وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ))([1]).
وقد بَوَّبَ الإمام النسائي على هذا الحديث بقوله: [ما تُختم به تلاوة القرآن].
ــــــــــ
([1]) إسناده صحيح: أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9/123/10067)، والطبراني في "الدعاء" (رقم1912)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص75)، وابن ناصر الدين في "خاتمة توضيح المشتبه" (9/282).
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت" (2/733): [إسناده صحيح]، وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (7/495): [هذا إسنادٌ صحيحٌ أيضاً على شرط مسلم]، وقال الشيخ مُقْبِل الوادعي في "الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين" (2/128): [هذا حديثٌ صحيحٌ].
رد: سنة مهجورة: الذكر بعد الانتهاء من تلاوة القرآن
جزاكم الله خيرًا على الفائدة.
غير أني أرى أن هذا الموضوع - بهذه الصورة - كان أولى به أن يطرح في مجلس "الحديث وعلومه" للتباحث في طرق الحديث وتغاير ألفاظه، ومن ثم الحكم على جميع جُمله.
وذلك أن جملة "وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا" ليست في جميع روايات هذا الحديث.
بل هي زيادة في بعضها.
أما إن أردت الأدعية التي تقال بعد ختم القرآن، فالأمر فيها أوسع من ذلك، والأدعية التي يمكن أن تقال كثيرة، وقد عقد ابن الجزري في آخر كتاب "النشر" بابًا حافلا في الأمور المتعلقة بالختم، ختمه بقوله:
(وأما ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - من الأدعية الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ...)
وذكر قرابةَ خَمسة عشر حديثًا.
وهنا رابط فيه الكلام على مثل موضوعكم:
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=744
وقد رددت على الأخ في حينه بهذه المشاركة:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي
في الحقيقة، أنا راجعت أصل الحديث (كفارة المجلس) في السلسلة الصحيحة، ثم راجعت كلام الإمام ابن حجر في النكت على كتاب ابن الصلاح، وتخريج الإمام العراقي لهذا الحديث عن ثمانية من الصحابة، وراجعت "عمل اليوم والليلة للنسائي" ووجدت:
- أصل الحديث له طرق كثيرة جدا ومتابعات.
- زيادة (تلاوة القرآن) في رواية هذا الحديث أندر من الكبريت الأحمر.
- في حديث ابن مسعود الذي في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: حسبك.
ففي نظر البعض أن المسنون أن تقول: (حسبك) - وهذه يعني فيها أخذ بالظاهر جدا دون مراعاة ملابسات الموقف.
وأنت ترى أن المسنون بعد التلاوة: دعاء كفارة المجلس، وهذا لم تثبت - عند العبد الضعيف - صحته لمخالفته لطرق الحديث الأخرى.
وأظن أنه يمكن لمن يقرأ القرآن أن يقول ما يعبر به عن استحسانه لهذا الكلام المعجز، أو الدعاء لقارئه، هذا في الأصل لا شيء فيه.
يعني كأن هناك من قرأ أو سمع فقال: ما شاء الله - ما أحسن هذا الكلام - صدق ربنا عز وجل - صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم.
ثم انتقى الناس واستحسنوا قول القائل: صدق الله العظيم.
فما ذنب القائل الأول؟
وما ذنب من قلده باعتبار أنه استحسن قولته، ووجدها أنسب مما يمكن أن يأتي به؟
وماذا في مضمون الجملة أصلا من مخالفات؟
ونحن في كثير من المواقف والمناسبات نلزم أقوالا منتقاة ونستحسنها، مثل: بورك في الموهوب، أعظم الله أجرك.
وهل جملة: جزاك الله خيرا - كانت متداولة بين الصحابة وشائعة شيوعها بين الشباب الآن؟!
وأما الكلام على "صدق الله العظيم" فقد فُتِح هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير، وتتابعت عليه المشاركات حتى بلغت إلى هذا الوقت (110) بدون المحذوف.
على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1332
والكلام فيها - بحق - لا يكاد يصل إلى غاية.
وفقك الله.
رد: سنة مهجورة: الذكر بعد الانتهاء من تلاوة القرآن