نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم
نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد أفضل الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه المهتدين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛
فإن الإجماع من أخطر المباحث في علم أصول الفقه، بل لا أبالغ إن قلت: هو أخطر المباحث في العلوم كلها.
والإجماع هو أهم أساس يعتمد عليه في تأسيس العلوم.
والمقصود بالإجماع في أي علم من العلوم اتفاق أهل الفن المتخصصين فيه؛ لأن من ليس من أهل الفن فهو بالنسبة إلى أهل الفن عامي في هذا الفن، ولذا قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (ومن تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب).
وذكر شيخ الإسلام أن المعتبر في صحة الحديث وضعفه إنما هو إجماع المحدثين، كما أن المعتبر في الحكم الفقهي هو إجماع الفقهاء.
وكذلك الأمر في علوم الدنيا؛ فإن المعتبر في الطب إنما هو إجماع الأطباء، وكذلك في كل علم من العلوم الدينية والدنيوية.
وقد أطال أهل العلم في الكلام على الإجماع بما لا مجال لبحثه هنا، فقد اختلفوا في تعريف الإجماع، وفي حجية الإجماع، وفي إمكان تحقق الإجماع، وفي شروطه، وفي إحداث قول ثالث، وغير ذلك.
ومن المباحث الطريفة التي وقفتُ عليها أنك أحيانا تجد بعض أهل العلم ينقل الإجماع على قول، ثم تجد غيره من أهل العلم ينقل الإجماع على ضد هذا القول!!
وهذا إنما يدل على صعوبة مبحث الإجماع عند أهل العلم حتى وصل بهم القول إلى نقل الإجماعات المتعارضة!
رد: نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم
ينظر هذا الموضوع النفيس للشيخ (عبد الرحمن السديس):
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3994
رد: نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم
بارك الله فيكم شيخنا المُبَارك ...
الإجماعات وراءَك وراءَك ( ابتسامة لا يعرف مغزاها إلاّ صاحب الموضوع )
رد: نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم
أضحك الله سنك يا أخي الفاضل (ابتسامة)
بل يعرف مغزاها كثيرون !
وخاصة إذا علمت أن هذا الموضوع قديم !
رد: نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم
شيخنا الفاضل أبا مالك موضوع شيق لكن ألا ترى أن أكثر هذه المسائل يكون أحد الإجماعين مخالفا للإجماع االصحيح فعلا أو قولا شاذا لاعبرة به؟
رد: نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم
وفقك الله يا شيخنا الكريم
هذا صحيح، فإن الإجماع الصحيح حق، والحق لا يقع فيه التناقض والتعارض، ولكن لا يشترط أن يكون أحدهما حقا، فقد يكونان جميعا خطأ، ولكن إذا كان أحدهما حقا فلا بد أن يكون الآخر خطأ.
رد: نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم
13- حكى الشيخ ابن باز رحمه الله الإجماع على كفر من ساعد الكفار بأي نوع من أنواع المساعدة :قال : " وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة، فهو كافر مثلهم " . مجموع فتاوى ابن باز (1/269) .
ويدخل في هذا العموم ( التجسس ) لأنه من المساعدة للكفار ، وقد نص الشيخ في شرحه على زاد المعاد على دخوله بقوله : " لا شك أن التجسس تول للمشركين ، ردة ، يوجب القتل " .
بينما حكى الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله الإجماع على عدم كفر الجاسوس فقال في أجوبته على أسئلة أعضاء الملتقى : " ولهذا أجمع العلماء أن المسلم إذا جَسّ على المسلمين لا يكفر، وإنما اختلفوا في قتله، وهو موضع اجتهاد " .
رد: نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
أسمحوا لى بالمشاركة :
أولا :
أن المقصود من الأجماع الأصطلاحى هو إجماع الأمة بحيث لا يظهر مخالف مخالفته معتبره . هذا مع أعتبار الأقوال الكثيرة للأئمة رحمة الله تعالى عليهم فى تعريف الأجماع وعليه يجب التفريق بين الأجماع و بين حكاية الأجماع فالأجماع حق و حجة لا يعتريه الباطل أبدا بنص الحديث المشهور فى الباب . أما حكاية الأجماع فقد يعتريه الباطل
ثانيا :
ضروب وحكايات الأجماع كثيرة ومتنوعة فنهم من يحكى الأجماع ويقصد به أجماع الأمة و منهم من يحكيه ويقصد به أئمة مذهبه كما وقع كثيرا فى كتب الحنابلة وهذا نبه عليه العلماء كثيرا .
و قد يكون اتفق فريقى حكاية الأجماع على اللفظ و قد اختلفوا على معناه و كنهه فهؤلاء يقصدونه من وجه و الأخرون يقصدونه من وجه آخر
ثالثا :
يجب الأخذ فى الأعتبار : من الذى يقبل منه رواية وحكاية الأجماع ومن لا يقبل منه . فالعامة قولهم غير معتبر و صاحب القول الشاذ حتى وإن كان من العلماء فقوله لا يؤثر
فيجب النظر إلى المخالف للأجماع الذى اشتهر على الألسنة [قبل أن نقول وقع إجماعان متضادان ]فقد يكون : المبتدع الداعى إلى بدعته أو العامى أو صاحب القول الشاذ وإن كان من المجتهدين أو كذلك من يهم فى حكاية الأجماع على مسألة و هو على غيرها أو من يقتن فى بلاد بعيدة فتعرض له المسألة فلا يسمه فيها خلافا فيقول بالأجماع فيها كما وقع من العلامة بن عبد البر رحمه الله
فمثلا : مثال الذى حكاة الأخ الفاضل أبو مالك .
[11-هل قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة؟
نقل القاضي عياض الإجماع على أن قبر الرسول أفضل من الكعبة، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يعلم أحدا من الناس قال ذلك قبل القاضي عياض.]
فقول القاضى رحمه الله تعالى شاذ ’ إن ثبت ذلك عنه بسند صحيح . فلا يسمى قوله إجماع أبدا و أين الأمة التى أجمعت على ذلك
الموضوع عظيم كما قال صاحب المشاركة جزاه الله خيرا .
أسأل الله التوفيق للجميع