اشكال حول صفة (الصورة)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأفاضل :وبينما أنا أقرأ تعليق الدكتور الشبل على تفسير الحافظ ابن حجر لصفة الصورة تذكرت تعقيبا آخر للدكتور خالد نور في رسالته حول الأشاعرة وحيث أني لم أستطع الجمع بين ما قرره الفاضلان هرعت اليكم عسى أن تفيدوا أخاكم حول هذه الجزئية أحسن الله اليكم أجمعين :

1- جاء في كتاب التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري للدكتور علي بن عبد العزيز الشبل ص86

قال الحافظ :(( والمراد بالصورة الصفة ... )) أه.

ت: (( تأويل الصورة في النصوص بالصفة ليس بجيد بل لله صورة حقيقية لائقة به كما أن له صفات كاملة حقيقية لائقة به .. )) أه.

2-وجاء في كتاب منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الاشاعرو في توحيد الله تعالى للدكتور خالد عبد اللطيف بن محمد نور الجزء الثاني ص 553 :

(( أما لفظ الصورة فمما يحتمل معنى صحيحا ويحتمل معاني باطلة :

اما المعنى الصحيح فان الصورة في اللغة بمعنى الصفة -القاموس المحيط ص 548 مادة (صور) -ولاشك في أن لله جل وعلا صفة وكيفية يعلمها هو ومما ورد في اثباتها الحديث الطويل في الموقف يوم القيامة وفيه (فيأتيهم في صورته التي يعرفون ) )) أه وبعد حديثه عن المعاني الباطلة قال : (( وهو له سبحانه صورة بمعنى الصفة والكيفية التي اختص بعلمها وكمالها )) أه.

ظاهر كلام الحافظ عدم تأويل صفة الصورة

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال سعدي

ظاهر كلام الحافظ عدم تأويل صفة الصورة

---

أخي الفاضل السؤال متعلق بالتناقض بين موقف الدكتورين الفاضلين من تفسير صفة الصورة بالصفة وليس متعلقا بموقف الحافظ رحمه الله وقد استخدمت لفظ تفسير بدل لفظ تاويل دفعا لأي لبس فأرجوا ممن يريد الجواب التركيز على موقف الدكتورين الفاضلين حتى لا يسير الموضوع الى غاية أخرى غير تلك التي سيق لأجلها السؤال وشكرا

التأويل هو إخراج اللفظ عن معناه اللغوي الظاهر إلى معنى آخر من غير قرينة
فالدكتور الشبل - والله أعلم - قد ظن أن قول ابن حجر " والمراد بالصورة الصفة " إخراج للفظة الصورة عن معناها اللغوي فأنكره
، أما الدكتور خالد فقد وجد في كتب اللغة أن هذا المعنى صحيح فأقره 000
فهم متفقون على انكار التأويل ، مختلفون في كون ما فعله ابن حجر تأويلاً
والله تعالى أعلم

أحسن الله اليك أخي الشريف شلبي لكن كلام الدكتور خالد غير متعلق بكلام الحافظ رحمه الله بل لم يشر الى كلامه اطلاقا في رسالته

بارك الله فيك أيها الفاضل العاصمي.
في قوله:

اقتباس:

---

اما المعنى الصحيح فان الصورة في اللغة بمعنى الصفة -القاموس المحيط ص 548 مادة (صور) -ولاشك في أن لله جل وعلا صفة وكيفية يعلمها هو ومما ورد في اثباتها الحديث الطويل في الموقف يوم القيامة وفيه (فيأتيهم في صورته التي يعرفون ) ))

---

هذا الكلام لا يظهر لي أن مؤداه اللازم = التأويل، والله أعلم.. إذ لو كان يريد التأويل، لما قال "صفة وكيفية يعلمها هو" يريد بذلك كما هو واضح قصر العلم بتلك "الصفة" على الله كما يقصر عليه سبحانه العلم بالكيفية. وهو صحيح إذ لا أحد من الخلق قبل يوم القيامة يعلم صورة الله تعالى، فهي في ذلك المعنى كالكيفية سواءا بسواء، وتزيد الكيفية بأنها لا يعلمها الخلق لا في الدنيا ولا في الآخرة، بخلاف الصورة التي يظهرها الله لخلقه في الآخرة. فلو كان مراده بمعنى "صفة" عموم الصفات المنصوص عليها التي عَلَّمها الله لنا في كتابه وفي سنة رسوله - كما يبدو لي أنك تصورته - ما كان لهذا الكلام أي وجه، إذ هذه معلومة لنا في الدنيا والآخرة لا يختص الله بعلمها، والله أعلم.
وعلى أي حال فعند التشابه في اللفظ، فالمآل كما هو الجادة المستقيمة والمنهج المتبوع، إلى النظر في عقيدة المتكلم وحمل متشابه كلامه على محكمه، وبذلك يزول الإشكال بإذن الله، والله أعلم.

معذرة منكما أيها الأحبة الأعزاء، سأتدخل قليلا فقط

أخي العاصمي رعاه الله؛ تأملٌ يسير ونظرةٌ متأنية؛ تجد أن كلام الشيخان واحد. فلا تعارض.

1- أحسن الله اليك أخي أبا الفداء وماذا عن قول الدكتور الشبل حفظه الله ؟
2-في انتظارك شيخنا الكريم السكران التميمي ..

أما كلام الدكتور الشبل فإنه فيما يظهر لي يُرد به على من حمل معنى لفظة الصفة في تأويل الصورة على الوجه الذي تصورته أنت في كلام الدكتور خالد .. (ابتسامة)
فهو يرى أن في هذا التأويل ذريعة إلى سوء التصور، وإلى حمل المعنى على غير الوجه الحقيقي الذي يجب إثباته لله تعالى، فيرى أن تركه من باب أولى، (ولهذا قال ليس بجيد ولم يقل غير جائز أو غير صحيح) وأنا أوافقه في هذا، والله أعلم.
زادنا الله وإياك علما وفهما وبصيرة .. وألهمنا سبيل الراسخين في التوفيق بين كلام أهل السنة وحمله على خير المحامل ..
آمين.