أسلافنا واللّحن في اللّغة

أحبّتي في الملتقى ، سلام مهدى لكلّ من تداعب نفسَه نسمات الشجاعة والرّفض ، وتؤرّق مضجَعه أشواك الرّجولة والبطولة ، وتكوِّن دِماءَه كريّات الشّهامة والفُحولة ...
إنّه لمن المُتَنَفَّس لي أن أجد فضاء حُرّاً و ملتزما بقضايا الأمّة ، ولعلّ من أهمّها اللّغة العربيّة الّتي قال عنها أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب –رضي الله عنه تعلّموا العربيّة ، فإنّها من دينكم ...) بعد أن بلغه نبأ لحن أعرابيّ في قراءة القرآن الّذي أمر بألاّ يُقْرِئَه إلّا عالم بالعربيّة الّتي استساغ الخليفة أبو بكر الصّدّيق- رضي اللّه عنه – في سبيلها السّقوط من الرّكوب على السقوط في القراءة ، حيث قال لأن أسقُطَ وَأنا راكب أهون عندي من أن أسقط وأنا أقرأ )، ذاك السّقوط الّذي دفع الخليفة عثمان - رضي اللّه عنه –إلى جمع الأمّة الإسلاميّة في مصحف واحد لغته العربيّة صار الخطأ فيها عارا خشي الخطيب البليغ الفصيح الخليفة الأمّوي الحجّاج بن يوسف الثّقفيّ أن يُعَيَّر به فنفى مرافقه الّذي ذكر له خطأ وقع فيه وهو يفرأ القرآن ، ذاك الخطأ الّذي شيّب عبد الملك بن مروان ، فقد سئل عن شيب استقرّعنده : (أسرع إليك الشّيب يا أمير المؤمنين ؟؟) فقال شيّبني ارتقاء المنابر مخافة اللّحن ..)
أرجو أن تتفضّلوا علي بملاحظاتكم مشكورين
السلام عليك ورحمة الله

</i>

و عليك السلام يا فارس الفصاحة

صدقت في قولك , فرحمة الله على تلك الأيام التي مضت , التي كان من يلحن فيها يستغفر ربه , و كانوا يخشون من اللحن أشد الخشية , و يخافونها اشد الخوف , ألم ترا صنيع أبو الأسود الدوئلي عند سماعه لخطأ ابنته و لذلك الشخص الذي اخطأ في قراءة القرآن , فقد عقد العزم على وضع ضوابط و استخراج القوانين ما بين الحروف و اخرج لنا علم ما يسمى بالنحو , كل ذلك فقط لتجنب الخطأ المشين , ألا و هو اللحن المهين.

و نحن الآن بلغتنا العامية , أصبحنا نلحن ألحاناً أجود من ألحان عبد الوهاب , الآن من يتحدث العربية الفصحى , يستهزئون منه و يلقبونه , الفرزدق أو أبى سحلطة , وما هي إللا عقول ضحلة , فسلام على تلك الأيام التي مضت