بسم الله الرحمن الرحيم
في إحدى المنتديات قابلت زنديق -وانا لا أتردد في وصفها بالزنديق- وكان في غاية الخبث والمكر والدهاء. وهو أستاذ جامعي إن صدق ومن عرقية غير عربية مع انه يقيم في دولة عربية ويحمل جنسيتها, أول دخوله لهذا المنتدى الذي يقوم عليه مجموعة من الإخوان الأفاضل قام بوضع مقالة طويلة جداً أشبه بالبحث عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وتعدد الزوجات في الإسلام وقد وضع عنوان هذا المقال كلام لا اذكره عن الدفاع عن أمهات المؤمنين بالطبع رحب الجميع بالمقالة وكاتبه وخاصة انه كان يضع قبل اسمه كلمة (دكتور) أو دال نقطة كما يسميها البعض.
قرأت المقالة وكانت طويلاً جداً ولغتها لا تشدني فتركتها ولكن جاء بعد ذلك مقال عن الجهاد في سبيل الله او (العنف المسلح في الإسلام) كما يسميها هذا الزنديق فوجدت العجب العجاب من الافتراء على الصحابة رضي الله عنهم واتهامهم بتهم باطلة وأنهم هم من أعلنوا الحرب على البشرية باسم الجهاد ولكنه ليس من الإسلام في شيء وان الرسول صلى الله عليه وسلم كان رمزاً للرحمة والسلام ولكن على عكس الصحابة الذين كان لهم أطماع دنيوية وشعوبية في القضاء على الشعوب الأخرى المجاورة للعرب وهم بالطبع الفرس والروم!!!
بعد ان قرأت هذا الكلام المفجع بحثت في قوقل عن اسم هذا الدكتور الزنديق فاكتشفت انه عضو في منتديات تضم نخبة الزنادقة (الليبراليين) وانه ايضاً عضو في منتدى يمثل عرقية او شعب يقيم بين اظهر العرب وكان هذا المنتدى بلغتهم إلا بعض المقالات القليلة ومن بينها مقالات صاحبي الزنديق وكان يغلب على هذا المنتدى بغض وكراهية العرب...
بدأت أقراء في مقالات الزنديق الشعوبي الليبرالي و والله أني قرأت أشياء ما كنت أتوقع ان اقراءها في حياتي من طعن وقدح في الإسلام تحت مظلة الطعن في العرب وكان هذا الزنديق يظهر احترام الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وأما من سواه فهو حلال الدم والمال والعرض ابتداءً بكبار الصحابة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وبقية الصحابة.
وقبل ان يبداء الموضوع كان لا بد من مقدمة في العرب وأنهم أسوء خلق الله وان الله بعث محمد صلى الله عليه وسلم فيهم لأنهم أشر خلقه !!! وأنهم أبناء عم بني إسرائيل اليهود. ثم انطلق يفتري على العرب بأنهم في الجاهلية ينكحون الأخوات والبنات والعمات والخالات!!! وأنهم كانوا كالبهائم يلقحون من يصادفون من النساء وإذا حملت المراه فان أهلها يقومون بتربية المولود والاهتمام به ولا يعرفون من هو أباه!!!
ثم تحول إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في العرب وان العرب منافقين كذابين لا يعرفون الصدق والمواجهه وإنما يتبعون مصالحهم وان الرسول عانى منهم اشد المعاناة ومات بعد أن يأس منهم.
وبعد وفاته ارتدت العرب فقام أبو بكر رضي الله عنه بحربهم وبعد ان انتصر عليهم أراد إشغالهم بحرب الشعوب المتحضرة المجاورة للعرب وابتداء العدوان عليهم حتى يشغل العرب بنسـاء وامـوال تلك الشعوب, فبدأت حرب دموية عربية لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية تدمرت فيها الحضارة على يد الحفاة العراة رعاة الشاه .... العرب
والغريب انه يأتي رجل مظلوم من بين ذلك الحطام اسمه أبو لؤلؤة الفارسي -ليس المجوسي لاحظ- بعد أن سقطت المدائن عاصمة الإمبراطورية الفارسية يبكي وهو يشاهد أطفال الفرس يساقون وهم عبيد ويمسح على رؤوسهم ويقول: احرق عمر كبدي ....
الى اخر المقالة المنتنة الخبيثة كقلب صاحبها وقد بشّر صاحب هذه المقالة ان له كتاب سوف يطبع قريباً عن هذا الموضوع وان هذه المقالات هي اقتباسات منه
وعندما واجهنا هذا الخبيث ولم يرد ولم يعقب بل اخذ يقول أن الصحابة بشر بشر بشر وبعد ان ذكرنا له ادلة فضل الفضل الصحابة عقّب قائلنا: خذوا دينكم عن مشائخ وعلماء العجم ..او نحوه وهذه أول مرة اسمع فيها من يفرق بين علماء المسلمين عربهم وعجمهم, وبعد ان ألقى هذه البذرة بيننا غرب وجهه عنا ولم يعد لا رده الله
أتمنى يا إخوان ان نقف وقفات طويلة مع هذا الزنديق الخبيث وكيف انه جمع الشر من أطرافه وهذا حال المنافقين في كل زمن وهذه ملاحظاتي عن هذا الموضوع:
اولاً: دخوله عن طريق الدفاع عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن واعتقد انه أراد كسب ثقة الناس عن طريق إثارة عاطفتهم وقد كان في الموضوع هذا مخالفات خطيرة ايضاً.
ثانياً: ليبرالي ويتحدث عن تفسير مختلف لاحد اصول الدين وهي الجهاد ويظهر جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم يختلف تماماً عن جهاد الذين جاؤوا من بعده وعلى راسهم الصحابة رضي الله عنه وهذا طعن في الصحابة اولاً وطعن في جميع المسلمين ثانياً.
ثالثاً: إثارة الفتنة الشعوبية ضد العرب الأوائل ولو انه هاجم القوميين المعاصرين لوجدنا نؤيده ولكن اختار الصحابة رضي الله عنهم ليرميهم بسهامه الشعوبية ويحرض من كان في قلبه مرض.
رابعاً: الكذب وتزوير التاريخ بكل وقاحة وصفاقة وربما كان يعلم أن الكثيرين لم يقرؤوا التاريخ.
