من اجمل ما نظم شوقي وحافظ

حبذا لو ادرك السلطان عبد الحميد الثاني - يرحمه الله - خطورة الشريف حسين بن علي شريف مكة الذي كان يخطط لتمزيق وحدة الأمة الإسلامية فقد نبهه الشعراء الذين فاقوه في إدراك الخطر قبل وقوعه بسنوات ولكنه أغفل وقصر فقام عربان الشريف حسين بن علي بتقطيع اوصال الأمة الاسلامية ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

أنقل لكم ما قرأت من كتاب الاتجاهات الوطنية في الادب المعاصر للدكتور محمد محمد حسين عميد كلية الآداب بجامعة الاسكندرية ..

يقول شوقي , من قصيدة (( ضجيج الحجيج )) التي رفعها إلى السلطان عبد الحميد سنة 1904 , شاكيًا فيها اضطراب الأمن في ربوع الحجاز بسبب تمرد شريف مكة, مما أدى إلى تهديد الحجيج طالبًا إليه ألا يهن في تأديب الثائرين وأن لا تأخذه بهم رحمة (1) :

ضج الحجيج وضج البيت والحرم واستصرخت ربها في مكة الأمم
قد مسها في حماك الضر فاقض لها خليفة الله , أنت السيد الحكم
لك الربوع التي ريع الحجيج بها ألي الشريف عليها أم لك العَلَمُ ؟
أدبه أدب أمير المؤمنين , فما في العفو عن فاسق فضل ولا كرم
لا ترج فيه وقارًا للرسول فما بين البغاة وبين المصطفى رحم
في كل يوم قتال نقشعر له وفتنة في ربوع الله تضطرم
أزرى الشريف وأحزاب الشريف بها وقسموها كإرث الميت وانقسموا
لا تجزهم منك حلمًا واجزهم عنتًا في الحلم ما يسم الأفعال او يصم
كفى الجزيرة ما جروا لها سفهًا وما يحاول من أطرافها العجم (2)
تلك الثغور عليها – وهي زينتها- مناهل عذبت للقوم فازدحموا
في كل لج حواليها لهم سقن وفوق كل مكان يابس قدم
والاهمو أمراء السوء واتفقوا مع العداة عليها , فالعداة هم
فجرد السيف في وقت يفيد به فإن للسيف يومًا , ثم ينصرم


ويقول حافظ , من قصيدة يهنىء فيها السلطان عبد الحميد بعيد جلوسه سنة 1908 ويشير فيها إلى ما كان يضمره شريف مكة من عصيان السلطان :( 3)

مني على دار السلام تحية وعلى الخليفة من بني عثمان
وعلى رجال الجيش من ماش به أو راكب أو نازح أو داني
وعلى الأولى سكنوا إلى الحسنى سوى ذاك الذي يدعو إلى العصيان
والي الحجاز الخارجي وما به إلا اقتناص الأصفر الرنان
ما للشريف المنتمي حسبًا إلى خير البرية من بني عدنان
أمسى يمالئه وينصر غيه وضلاله بحثالة العربان
تالله لو جندتما رمل النقا ونزلتما بمواطن العقبان
وغرستما أرض الحجاز أسنة وأسلتما بحرًا من النيران
وأقمتما فيها المعاقل منعة من أرض نجد إلى خليج عمان
لدهاكما ورماكما وذراكما ماحي الحصون وماسح البلدان
إن تأتيا طوعًا , وإلا فأتيا كرهًا بلا حول ولا سلطان

ويقول محرم من قصيدة له سنة 1912 .

ألا إن من شق العصا لمذمم وأن الذي يبغي الفساد لآثم
ومن كان يأبى أن يوالي إمامه طواعيةً والاه والأنف راغم
سيعلم من خان الخليفة أنه مواقع أمر شره متفاقم
أطاع هواه واستزلته فتنة عضوض تلوى في لهاها الأراقم
له الويل , ماذا هاج من نزواته فثار يرامي ربه ويراجم ؟
أيطلب ملكًا أم يريد خلافة تقام لها في المشعرين المواسم ؟
تباركت ربي , كيف يعصيك مسلم فيوقع بالاسلام ما أنت عالم ؟
تباركت , إن المسلمين كما ترى تفاريق , منها مستطير ورازم


______________________________ ____________________ _____________
(1)- الديوان : 1: 263
(2) يشير إلى مطامع الدول الأوروبية في بترول العراق الذي أصبح موضع تنافسهم منذ أول القرن العشرين , كما يشير إلى تسربهم للمحميات في جنوب جزيرة العرب , ولشواطئ الخليج العربي في شرقها واصطناعهم أولياء من أمراء هذه البلاد .
(3)الديوان 1 : 49