كلمة مختصرة في شروط وضوابط نقد الشخصيّات (المعاصرة).

كلمة مختصرة في شروط وضوابط نقد الشخصيّات (المعاصرة)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومَن اهتدى بهداه، أما بعد:
هذه كلمة مختصرة عَجْلَى في شروط وضوابط نقد الشخصيّات (المعاصرة)، وقد رأيت إرسالها إلى أهلها، والله أسأل أن ينفع بها على وَجَازتها.

شروط وضوابط نقد الشخصيّات (المعاصرة):
1- الاستقصاء في جمع المادّة العلمية، ثم ترتيب هذه المادة ترتيبا:
- موضوعيّا.
- زمنيا.

وهذه المادة العلميّة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: المادة العلميّة التراثيّة للشخصية محل البحث. وتنقسم هذه المادّة إلى:
كتب، وثائق، مواد مرئية، مسموعة ... إلخ.
القسم الثاني: المادة العلمية: المتوفّرة حول الشخصية محل البحث (كتب، وثائق، مواد مرئية، مسموعة ... إلخ): سواء أكانت من:
- الأكابر.
- أو الأقران: من الموافقين، أو الخصوم، أو المحايدين.
- أو المحدَثين.

2- اختبار كل معلومة، ووضعها في ميزان البحث، وعدم التسليم لكل شائع ومشهور إلا بعد الفحص والدرس ..

3- القراءة العميقة المتأنيّة لجميع تراث الشخصيّة محل البحث، حتى يصل الباحث إلى مرحلة:
أ - المعايشة التامّة للشخصيّة محل البحث؛ بحيث يقف من خلال سطور تراثه وثنايا حديثه على دقائق هذه الشخصّية: من أخلاق، وطباع، وصفات علميّة ونفسيّة ..

ب - القدرة على استظهار: "روح"، و"غرض" و "مراد" و "باعث" - الشخصيّة؛ بحيث لا يضل الباحث إذا ضل ظاهر الحرف، ولا يغلط إذا غلطت الصحف، بل يُصحّح - بما اجتمع لديه من معرفة عميقة - ظاهر هذه الحروف، وأغلاط تلك الصحف، حتى يصل الباحث إلى يقين: أنّ الشخصيّة لا تقول بكذا، ولا تعني كذا، ولا تريد كذا، ولا تقصد كذا. وأنّ هذه الأخطاء لا تصلح أن تقيم دعوى أصلا، بله أن تكون أدلة إدانة - هذا لمَن تطلّب الإدانة - ..

ج - القدرة - من خلال رصد عنصر: الزمن والتاريخ - على تتبع:
المتغيرات الطارئة.
والتحولات الفكريّة.
والاجتهادات المختلفة والمتنوّعة.
بحيث يتم إنصاف الشخصيّة محل البحث: فلا يُلصَق بها - خطأ أو جهلا أو كذبا وزورا أو تدليسا .. - :
- الوهم، أو التناقض، أو الكذب، أو الكفر، أو الإيمان، ... إلخ .
- ثم إنصافها ثانيا: بإثبات آخر الأمرين - إنْ كان حلوا أو كان مرّا -، والعبرة في مجال البحث: بالخواتيم - فيما ظهر لنا لا في حقيقة الأمر - .

4- التزام ضوابط البحث العلمي، وأصول الاستدلال.

5- تحرِّي:
- الأمانة.
- والإنصاف.
- والنزاهة.
- والموضوعيّة والتجرّد ...

6- الابتعاد عن:
- المَيل النفسي.
- والاعتقاد الشخصي.
- والهوى، والعصبيّة.
- والمغالطة، والافتعال.
- والتأويل الفاسد، والإلزام بما لا يلزم ...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وهل تركت العجلة - وفقك الله - والرغبة في اسقاط الآخر مجالا لمراعاة ما أبديته ؟

مشكلتنا مشكلة أيها الصاحب غلب علي أكثرنا الهوى والجهل المركب حتى صرنا لا نميز بين الصديق والعدو ... وأصبحنا أداة لكل أفاك أثيم وما أكثرهم ... وما أشد خبثهم ودهاءهم ... فمن أعظم أساليبهم اسقاط النصحاء حتى لا يبقى لهم صوت مسموع في الأمة ... وهلم جرا ... عموما أحسنت البيان والدلالة على الطريق نفع الله بك.

جزيت الجنة

قال الذهبي في الموقظة :
والكلامُ في الرُّواة يَحتاجُ إلى وَرَعٍ تامّ، وبَراءةٍ من الهوى والمَيْل، وخِبرةٍ كاملةٍ ..

شيخنا وأستاذنا/ الباجي،
بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء، وكلامكم محل تقدير وتأييد تام، نفع الله بكم.

ابو مصعب النجدي
ابن رجب
جزاكما الله خير الجزاء ..

جزاك الله خيرالجزاء على طرح مثل هذا الموضوع في زمن كثر فيه الطعن والجرح والنقد لكثير من الشخصيات وبدون ضوابط من هوى وجهل وعصبية وتاويل وغيرها من الأساليب الطاعنة في النقد..

ما رأيكم إخواني الأفاضل في نقد بل جرح العلماء كابن باز وابن عثيمين والألباني.
أرجو منكم جوابا شافيا فقد كثر الكلام حول الرجل بحق وبباطل، والله المستعان

الأخ الكريم/ أبو أمامة السلفي - وفقه الله -

لطفا! استخدم محرّك البحث ...

السلام عليك يا أشرف بن محمد
والله ما فهمت ماذا تريد فأنا عضو جديد ولم أكتسب بعد الخبرة التامة في الكتابة في المواقع في الجملة، فأرجو منك التوضيح

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أبا أمامة السلفي = أهلا بك وسهلا
استخدم خاصيّة "البحث" المتوفرة بالمجلس
وانظر هنا أيضا:
http://majles.alukah.net/showthread....t=%CC%E6%CC%E1

الأخت الكريمة/ أم آمال
جزاك الله خيرا وبارك فيك

وسمعت قراءة من الشيخ المقدم ) للشيخ محمد ابوزهرة فى ترجمته لبن تيمية يقول ان الدراسات الحديثة ( ولا أدرى اسناد هذا الكلام للدراسات الحديثة من كلام أبوزهرة ام الشيخ المقدم) تؤكد أنه عند الترجمة لشخص ما لا بد من ذكر بيئته وظروف عصره الى ان قال وأساتذته وطلاب العلم الذين تلقى العلم معهم لأن روح الاستاذ والطلبة تؤثر فى عقله وتوجهاته الفكرية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا وسدد خطاكم

كلامك رائع جزاك الله خيرا
ولكن الانصاف عزيز

بارك الله فيكم أستاذ أشرف على ما تفضلت وأتحفت
ونرجو أن تفيدنا بذكر أمثلة تطبيقية لبعض الدراسات التي تحدثت عن أشخاص معاصرين أو غير معاصرين ،
وبينت لنا - ولو باختصار - مدى نجاحها أو إخفاقها في تطبيق الشروط والضوابط التي أشرت إليها
والله الموفق

شكرا لك ... بارك الله فيك ...أخي أشرف
أقترح حول موضوعك أن ينبري أحد طلبة العلم لجمع ماكتبه الإمام الذهبي رحمه الله حول الإنصاف والنقد المتزن.
بوركت

الأخ الكريم/ محب الأدب، تحياتي لك، وبعد:
الشروط والضوابط المذكورة في أصل المقال، إنّما هي نهج المحقّقين في القديم والحديث - ودع عنك عبث الصبيان! -، وتجده جليّا واضحا وضوح الشمس في رائعة النهار في نصوص الأئمة المتقدِّمين في كافّة العلوم: مثال: علم الحديث: فهم أصحاب منهج دقيق مُحكم في الحُكم على الرواة، وتمييز صحيح حديث الرواي من سقيمه، ومحفوظه من شاذّه ومنكره، وتمييز المراحل التي مرّ بها الرواي تمييزا دقيقا جدا من البَدء إلى المنتهى، وأثر جميع هذه المراحل على الأحكام الخاصّة الصادرة في شأنه .. حتى أنهم قد وصلوا إلى مرحلة من العمق التحليلي والمعايشة التامة، إلى أن يقولوا: (هذا الحديث لا يشبه حديث فلان)، (وهذا الكلام لا يُشبه كلام فلان) .. مثال آخر: وقل مثل ذلك في علم الأدب: فتجدهم يقولون: (وهذا الشِّعر لا يُشبه شعر فلان) .. وجميع ما سبق: لا ينهض به إلا كل محقّق خبير خبير، ولا يسقيم له الأمر إلا بإحاطة وسبر ..
وفي العصر الحديث: لا يخفى على كريم مثلك، نهج الأستاذ المحقق الجليل الكبير العلَم: محمود شاكر، والأستاذ الفحل المحقق الكبير: عبد السلام هارون، انظر للأول: المتنبي، وأباطيل وأسمار .. وانظر للثاني: أعمال الجاحظ - لا سيّما الحيوان -، بتحقيقه .. وكذلك: الأستاذ الدكتور: عبد العظيم الدّيب، وانظر له مقدّمة تحقيق: نهاية المطلب، للجويني ..
المهم - وهو المهم -: أن تحقيق هذه الشروط والضوابط أمر غير معجز، بل هو نهج كل باحث محقق جادّ أمين ناضج ..
ولقد رأيتُ - مع الأسف والألم - بعض عبث الصبيان في تناول الكبار - وإنْ شئتَ قُل: (الشخصيات المُشْكِلة) -، فرأيتُ من بعض عبثهم: (الحرص على الاسقاط، والافتعال، والمغالطة، والتلفيق .. وهلم جرا) ..
والله غالب على أمره ..
والعدل: نريد ..

خالد المرسى
عادل أحمدموسى
واحد مسلم
العقل العربي

جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم

موضوعات ذات صلة:
أذكياء العالَم:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31252

للنفع