عرض للطباعة
عبدالله بن سالم بن عبدالله باهادون العطاس.
* شاعر وأديب سعودي.
* ولد عام 1399 في مدينة أبي عريش التابعة لمنطقة جازان.
* اعتنى بكتاب الله في وقت مبكر فحفظه في الثانية عشرة.
* حصل على الإجازة في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1423
* شارك بشعره ونثره ورأيه في عدد من المنتديات الشبكية
* يعمل الآن معلما في مدارس التحفيظ الثانوية.
(1)
خيل الإياب
ما بال قلبي تستبيه مواجعي = ويؤزّه أزّا صراخ فواجعي
وتقيم فيه قوافل مشؤومة = قد أوغلت باليأس بين أضالعي
ما بال قلبي لا يشدّ رحالها = ويقول سيري دون أن تتراجعي
أوَلا يرى قلبي الأسى بمكوثها = أم جفّ من قلبي نمير منابعي؟!
يا خالقي عظم الأسى بجوانحي = واستحكمت في القلب شرّ نوازعي
فإذا أنا عبد لخاطرة الهوى = أنى تميل تبعتها بمجامعي
أسرجت قافيتي وشطّ بي النوى = وتخذت في مدن الضياع شوارعي
والأرض شوك والرؤى مختلّة = ودليل عقلي في المسير مطامعي
ورأيت من حولي ظلاماً حالكاًً = وسمعت صوتاً قد أثار مفازعي
وسقطت في بئر بعيد قعرها = وإذا بمائي في الدلاء مدامعي
فصرختُ (أين أنا؟ وماذا جاء بي؟) = وبقوّة عاد الصدى لمسامعي
وبقيت أنشج والأنين يحيط بي = ونهضت رغم أنينيَ المتتابعِ
وغسلت من دمعي بقايا شقوتي = ولبست ثوب التوب لبسة خاشعِ
وركبت خيل الطهر أسرج عزمه = وأنا أشدّ على الزمام أصابعي
وجعلت هدي الله قائد رحلتي = من يستقد لهداه ليس بضائعِ
(2)
مَدِينتِي تنام في الصَّبَاح...!صَباحُ المدِينَةِ مُكْتحلٌ بالنُّعاسْ
وهذِي الدّروبُ الفسيحةُ مَلأى اشتياقاً لمن يعبرُونَ
وما ثَمَّ نَاسْ
سلامٌ على الليل ولَّى وفِي راحتَيْهِ ازْدِحَامٌ
وَرَجْعُ صَدَاه ضجيجٌ / مزيجٌ من القهقهاتِ
وفي سَاحِهِ يرتمِي الْوَرْدُ بعْدَ الذُّبول
قدِ انْفَضَّ جَمْع الحشودِ
ونامَ السَّميرُ
وحلَّ انْتِكَاسْ
مدَدْتُ إلى الصُّبْحِ كَفًّا
أحاول أنْ أمنحَ الدِّفْءَ رغْم الصَّقِيع
تَرَاجَعَ يَأْساً
وفي صَمْتِهِ للكَلامِ انْبِجَاسْ
حَسَوتُ من الْحُزْنِ
ثُمَّ تدثَّرْتُ بالصَّمْتِ مثلَ الصّباح
ودون شعورٍ..
غَشَاني النُّعَاسْ...!!
[align=center](3)[/align]
عجائب الدفاتر
أبيات كتبتها بعد الانتهاء من تصحيح كتابات الطلاب للموضوع الأول في مادة الإنشاء للصف الأول الثانوي.
رأيتُ عجائباً في ذي الدّفاتِرْ = أموراً لا تسرُّ عيون ناظِرْ
وأغلب ما رأيتُ أشاب رأسي = وصيّر عقليَ المسكين حائِرْ
أردتُّ الكفّ عنها والتغاضي = ولكن ما لشمس الظهر ساتِرْ
فهذا لابسٌ ثوباً شفيفاً = وذاك بكلّ سوءاتٍ يجاهِرْ
فلا ترتيب فيها غير نزْرٍ = يسير لا تبيّنه المجاهِرْ
وكمْ سطرٍ بدا فيها قصيراً = وآخر ضعفَ ضعفٍ دون آخِرْ
وكمْ جعلوا حراك الحرف مدّا = وكم بعثوا لهمز القطع باتِرْ
وكم هاءٍ غدا فيها كتاءٍ = وكم مربوطةٍ فكّتْ مآزِرْ
وإن تسأل عن التشكيل فيها = فجلّهمُ لفتح الحرف كاسِرْ
وإن فتّشتَ عن معنى جميلٍ = وتصويرٍ فأنتَ هنا تغامِرْ
ولن تلقى سوى نظمٍ ركيكٍ = كأعرجَ في طريق التيه سائِرْ
وأمّا الغشّ فهْو هنا مباحٌ = بإجماع الأوائل والأواخِرْ
(4)
ما وراء الشعر !
مدخل
لا تظنّي الشعر ما أنشدته
إنما شعري الذي لم تسمعي
"العشماوي"
النص
بين جنبَيَّ توارَتْ مِزَعٌ = من شعورٍ ليس تبديه الحروفُ
واسْتَكَنّتْ في فؤادي وَجَلاً = ذكرياتٌ سوف تطويها الحتوفُ
وعلى غصن الأماني نبتَتْ = ورقات سوف تغشاها النَّسوفُ
ورُؤايَ الغرّ قدْ داهمها = في فضاء المستحيلات الكسوفُ
وصفوف الشّعر إذْ أكتُبُهُ = بين شطريها صفوف وصفوفُ
فاعلاتن فاعلاتن فَعِلُنْ = هكذا الوزن وللوزن صنوفُ
يا نديم الحرف هل تعذلني؟ = لا.. حنانيك فذا الحرفُ أَنوفُ
(5)
ميلاد شمعة
زقزقات السلوّ ترهفُ سمعَهْ
والأسى جاثمٌ يغالب دَمْعَهْ
***
وعلى موردِ الحنين زهورٌ
تستميل النّدى إليه برجعَهْ
***
والسرور الذي طوته الليالي
مستفزّ بصبره ألف لوعَهْ
***
عن قليل ستستفيق الأماني
ويزيح الظلامَ ميلادُ شمْعَهْ
***