هل للسماع حظ في علم التصريف؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني طلبة العلم..
كلكم يعرف أن التصريف في الكلمات عبارة عن أصل كانت عليه الكلمة ثم فرع استقرت عليه.
مثال ذلك كلمة خطايا جمع خطيئة نجد فيها ما يلي :
- الأصل = خطايئ
- فرع1 = خطائي
- فرع 2= خطاءا
- فرع 3 = خطايا ( وهو ما استقرت عليه الكلمة)
هذا رأي الخليل عليه رحمة الله و لسيبويه رحمه الله رأي آخر..
الذي يهمني هو هل قول العلماء الأصل في الكلمة كذا ثم صار كذا مبني على السماع أو الاستنباط؟
هل ُسمع أحد من العرب يقول في جمع خطيئة خطائي، مثلاً ؟
وبارك الله فيكم.
رد: هل للسماع حظ في علم التصريف؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مبني على الاستنباط؛ لأنه لو كان مسموعا لذكروا ذلك.
رد: هل للسماع حظ في علم التصريف؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مبني على الاستنباط؛ لأنه لو كان مسموعا لذكروا ذلك.
بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل،
هل هذا يعني أن فرع رقم 1 في مثالي السابق أسبق وجوداً من فرع رقم 2 مع أن هذه الأمثلة مقدرة في الأذهان، وعليه لم تنطق العرب يوماً لفظة خطائي لجمع خطيئة ؟
وهل المعيار في انتقال الكلمات من حالة إلى أخرى هو الثقل فقط أم ثمة معاير أخرى ؟
رد: هل للسماع حظ في علم التصريف؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي
بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل،
وفيك بارك الله يا شيخنا الكريم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي
هل هذا يعني أن فرع رقم 1 في مثالي السابق أسبق وجوداً من فرع رقم 2 مع أن هذه الأمثلة مقدرة في الأذهان، وعليه لم تنطق العرب يوماً لفظة خطائي لجمع خطيئة ؟
لا نستطيع أن نقول لم تنطق العرب، ولكن نقول لم ينقل ذلك إلينا، فأنت مثلا إذا رأيت بيتا من عشرة طوابق فإنك قد تقدر أن الباني بنى الطابق الأول أولا ثم الثاني وهكذا، وإن لم ينقل لك ذلك، وإنما بنيت هذا التقدير لخبرتك في البناء مثلا، وكذلك إذا رأى صانع ماهر صنعة متقنة فإنه يقدر في ذهنه أن صانعها قد فعل كذا أولا ثم كذا ثم كذا، وذلك حتى تصير إلى مثل هذا الإتقان.
وكذلك العالم المتبحر في كلام العرب يقدر كيف صارت الكلمة إلى ما صارت إليه بناء على خبرته الطويلة في معرفة كلام العرب وفهمه وتأمله.
وعلى أي حال، فهذه التقديرات ليس لها تأثير في صحة الكلام، وإنما تفيد في ضبط أصول الصناعة الصرفية فقط.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي
وهل المعيار في انتقال الكلمات من حالة إلى أخرى هو الثقل فقط أم ثمة معاير أخرى ؟
إن أردت معيارا واحدا فهو خبرة العالم في كلام العرب.
وإن أردت جميع المعايير فهو كل قواعد علم التصريف.
رد: هل للسماع حظ في علم التصريف؟
بارك الله فيك شيخي الكريم على ما أفدت.
أنا شيخك ؟ أرجو يا أخي أن أكون " محباً، ولا أكون الخامس فأهلك".
فهمت جوابك وكونك لا ترى الجزم بأن العرب لم تنطق بالأمثلة التي أوردت، وكونك كذلك تكتفي بالقول بأن هذه الأمثلة لم تنقل إلينا.
رد: هل للسماع حظ في علم التصريف؟
وهذا لا يمنع من ورود بعضها في السماع، فيكون هذا المسموع إشارة إلى ما لم يسمع؛ كما قال ابن دريد:
من قاس ما لم يره بما رأى ........... أراه ما يدنو إليه ما نأى
فمثلا: (استقام) أصلها (استقوم)، وقد عرفنا ذلك بسماع بعض الأفعال التي لم يعل فيها الحرف كـ(استحوذ).
رد: هل للسماع حظ في علم التصريف؟
هذا جواب ابن جني على بعض ما طرحتُه في المشاركة رقم 3.
قال في المنصف : "وينبغي أن يعلم أنه ليس معنى قولنا : إنه كان الأصل في قام، وباع، قوَم وبيَع، وفي أخاف، وأقام، أخوَف، وأقوَم وفي استعان واستقام، استعْوَن واستقْوَم، أننا نريد به أنهم قد كانوا نطقوا به مدة من الزمان "بقوَم وبيَع" ونحوهما مما هو مُغيّر. ثم إنهم أضربوا عن ذلك فيما بعد.
وإنما نريد بذلك أن هذا لو نُطق به على ما يوجبه القياس بالحمل على أمثاله لقيل: "قوَم وبيَع واستقْوَم واستعْوَن"
ص 190 من طبعة إدارة إحياء التراث القديم 1954