رد: بين ابن تيمية وأعدائه
بارك الله فيك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء أحمد بن طراد
يقول :شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري:{974:ت}:مط لب اعتراض ابن تيمية على متأخري الصوفية وله خوارق الخ:
وسئل نفع الله به بما لفظه : لابن تيمية اعتراض على متأخري الصوفية ، وله خوارق في الفقه والأصول فما محصل ذلك .؟ .
فأجاب بقوله : ابن تيمية عبدٌ خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي حسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز ابن جماعة وأهل عصرهم من الشافعية.
ويقول محذراً من قراءة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية :
وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك بل هم على أسوء الضلال وأقبح الخصال وأبلغ المقت والخسران وأنهى الكذب والبهتان فخذل الله متبعه وطهر الأرض من أمثالهم .
قال الإمام العلامة السفاريني رحمه الله في غذاء الألباب متعقبا بعض كلام الهيتمي في تهجّمه على شيخ الإسلام و تلميذه و ان لم يصرّح بإسمه :
( قُلْت : وَرَأَيْت بَعْضَ مَنْ أَعْمَى اللَّهُ بَصِيرَتَهُ ، وَأَفْسَدَ سَرِيرَتَهُ ، وَتَشَدَّقَ وَصَالَ ، وَلَقْلَقَ فِي مَقَالَتِهِ وَقَالَ هَذَا عَلَى اعْتِقَادِهِ ، وَأَخَذَ فِي الْحَطِّ عَلَى شَيْخِ الْإِسْلَامِ وَتِلْمِيذِهِ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ نَصَرَ الْحَقَّ فِي انْتِقَادِهِ ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ هَوَى فِي مَهَاوِي هَوَاهُ ، وَلَهُ وَلَهُمَا مَوْقِفٌ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ ، وَحِينَئِذٍ تَنْكَشِفُ السُّتُورُ ، وَيَظْهَرُ الْمَسْتُورُ .
وَأَمَّا أَنَا فَلَا أَخُوضُ فِي حَقِّ مَنْ سَلَفَ ، وَإِنْ كَانَتْ مَقَالَتُهُ أَقْرَبَ إلَى الضَّلَالِ وَالتَّلَفِ ، لِأَنَّ النَّاقِدَ بَصِيرٌ .
وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ .) اهـ .
و قصيدة النبهاني رد عليه غير واحد من أهل العلم منها رد العلامة المحقق سليمان بن سحمان الخثعمي رحمه الله - ت 1349 هـ - قال في أولها :
وقفتُ على نظم حوى الكفر و الشرا === و صاحبه خبٌّ لئيم و قد أجرى
ينابيع كفر في تقاسيم غيه ==== فحرر في تقسيه الإفك و الوزرا
في قصيدة طويلة تربو على المائتين بيقين
رد: بين ابن تيمية وأعدائه
العلامة المحقق سليمان بن سحمان الخثعمي رحمه الله - ت 1349 هـ:
في الرد على قصيدة الرائية الصغرى للشيخ يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني الفلسطيني البيروتي الصوفي :{1350:ت}:
وقفت على نظم حوى الكفرا والشرا****وصاحبه خب لئيم وقد أجرى
ينابيع كفر في تقاسيم غيه***فحرر في تقسيمه الافك والوزرا
ولم يأتنا منها سوى الخامس الذي***تهور فيه القدم في الكفر واستجرا
يذم به أهل التقى وذوي النهى***فسحقا له سحقا فقد أظهر الكفرا
فكان علينا واجبا متعينـــا*** أجابته لم هذا وأتى هجـــــرا
ولم أك في ردي عليه تعمقــاً ***بتعقيد ألفاظ كمنظوم ذي الاطرا
ولكن بلفظ مستقيم نظمته***ليفهمه القاري ومن كان لا يقرا
فطورا أرد الهمط من زور غيه****وأبدى له خزيا وانشره نشرا
وأعكسه طوراً عليه لأنه*****بأرجاسه أولى وأركانه احرى
فها أنا ذا أنبيك بعض نظامه****لتعلم أن الفدم ما أحكم الأمرا
ويحسب جهلا أنه بمقاله***أتى بصواب في مقالته النكرا
فقال الغبي الأحمق الفدم منشدا***لينشر من أقواله الكفر والشرا
أولئك . . . . . ضل سعيهم ***** فظنوا الردى خيرا وظنوا الهدى شرا
فهذا مقال الفدم لا در دره****ولا نال إلا الخزي والعار والوزرا
وأعجب من ذا لو يرى الرشد أنه***بذلك أبدى من مخازيه ما أزرى
فمن لم يكن في قلبه حب أحمد*****أعز الورى فخرا وأعظمهم قدرا
فليس لعمري مؤمنا بمحمد ****وما نال إلا الخزي من ذاك والوزرا
ومن أشرك المعصوم في حق ربه ***وأسهب في منظومه المدح بالاطرا
فذا كافر بالله جل جلاله*****كهذا الذي أبدى بمنظومه الكفرا
نعم نحن وهابية حنفية****حنيفية نسقي لمن غاضنا المرا
ومن هاضنا أو غاضنا بمغيضة ****سنصعقه صعقاً ونكسره كسرا
وكم من أخي جهل رمانا بجهله ***فعاد حسيرا خاسئاً نائلا شرا
بمحكم آيات وسنة أحمد***نصول على الأعدا ونأطرهم أطرا
وما ضل منا السعي بل كان سعينا***على ملة المعصوم والسنة الغرا
فلا ندع إلا الله جل جلاله***ونرجوه في السرا وفي العسر والضرا
فلا يستغيث المسلمون بغيره****تعالى عن الأنداد من ملك الأمرا
نوحده سبحانه بفعاله**** وأفعالنا لله خالصة طـــــرا
وأهل النهى سكان نجد جدودهم ***هم العرب العربا بهم لم تحطْ خبرا
وقد استعربت منهم قبائل جَمّة ***سموا بالعلى قدرا وبالمصطفى فخرا
أتم عقول الناس طرا عقولهم *****وأحسنهم خلقا وخلقا فهم أحرا
وقد ورثوا مجدا أصيلا مؤثلا****لأهل الهدى منهم فنالوا به الفخرا
مسيلمة الكذاب ليس بجدهم****وليس له نسل يقرر أو يدري
ولا لسجاح ويل أمك فاتئد ****فما الفشر إلا ما هذوت به نشرا
وقد أسلمت والشام كان مقرها***فلو كان من لؤم لكنت به أحرا
وإذ كنت من أنباط اجزم لم تكن***من العرب العربا ولا من سموا فخرا
ولم تدر من دين الهدى غير مذهب****يضلك في الدنيا و يخزيك في الأخرى
فما لك وللأنساب دعها لمن له****بها خبرة اذ كان منكم بها أدرى
فعلمك بالأنساب أعظم آية***على جهلك المردى كما قلته جهرا
أتحسب انا ويل أمك غفلا ****كأنباط من ... ما حققوا الامرا
وقولك فيما تهورت ضلة****وحررته رقما وأودعته كفرا
إلى الله بالمعصوم لم يتوسلوا***نعم هذه حق يعدونها كفرا
على عرف عباد القبور لأنه****بمعنى الدعا والاستغاثة قد يجرى
فيدعونه جهلا لدى كل كربة****ومعضلة دهياء تعرو لهم جهرا
وهذا هو الإشراك بالله جهرة***فتبا لمن يدعو الذي سكن القبرا
وما كان مسنونا فنحن نقره***على عرف من منكم بسنته أدرى
أولئك أصحاب النبي محمد***وأتباعه ممن على نهجه يترى
توسلهم بالمصطفى في حياته***إذا ما دهاهم فادح أوجب الضرا
فيأتونه مستشفعين لما دها***من الكرب أو مستعتب طالب غفرا
فيدعو لهم أن يكشف الله ما بهم***من الضر واللأوى ويستنزل النصرا
ومن بعد أن مات النبي محمد****فليس سوى الرحمن يدعونه طرا
بل الله مولاهم ولا شيء غيره****وبالعمل المرضي يدعونه جهرا
وبالدعوات الصالحات توسلوا***وإيمانه بالمصطفى من سما فخرا
وما كان مكروها وكان محرما****ومخترعا في الدين مبتدعا نكرا
فذاك الذي بالجاه أو بذواتهم***توسل أو يدعو بهم طالبا أجرا
فما بذوات الأنبياء وجاههم****أتى النص أن ندعو بهم واضحا يقرا
نعم قدرهم أعلى لدى كل مسلم*****على كل مخلوق وكل بني الغبرا
وتعزيزهم أعلى لدى كل مسلم****وتوقيرهم إذ كلهم قد علا قدرا
فما ورثوا الكذاب من كان يدعي****بأن له شطرا وللمصطفى شطرا
لأنهمو قد أخلصوا الأمر كله****ولم يجعلوا للمصطفى ذلك القدرا
ومن أشرك المخلوق في حق ربه****فقد جاء بالكفران والقالة النكرا
وأنتم ورثتم جهرة كل كافر****وحققتم الارث الذي أوجب الكفرا
بصرفكمو ما للاله لغيره****فلم تجعلوا لله شيئا ولا شطرا
ومن قول هذا المفتري في نظامه****وقرر هذا في قصيدته جهرا
أشار رسول الله للشرق ذمه****وهم أهله لا غرو ان أطلع الشرا
أقول لعمري ما أصبت وإنما****دهاك اسم نجد حيث لم تعرف الامرا
فما شرق دار المصطفى قط نجدنا*****ولكنه نجد . . . فهم أحرى
ومنه بدت تلك الزلازل كلها*****وقد قررت أخبارها للورى سيرا
ففي الفتح ما يشفي ويطلع عالما****بتلك المعاني قد أحاط بها خبرا
وما طعنوا في الأشعري إمامكم****ولكن بأتباع له كسروا كسرا
وللملاتريدي حيث جاء ببدعة****وللاشعري أشياء منكرة أخرى
ووافق أهل الحق في جل ما به***يقولونه حقا ومن غيرهم نبرا
فبين حقا في الابانة قوله****وفي غيرها من كتبه أوضح الأمرا
فلستم على منهاجه وطريقه***ولكنكم من أمة آثروا السكرا
وتزعم جهلا ويل أمك أننا***نقول وما حققت أحوالنا سيرا
بتحقير أحباب الرسول تقربوا***إليه فنالوا البعد إذ ربحوا الخسرا
وما هذه إلا مقالة آفك***أراد بها التنفير، ما أعظم الأمرا
فما رجل من بتحقير شأنهم***تقرب يا من قال بالزور واستجرا
سوى أن حق الله لله وحده****جعلنا ولم نجعل لأحبابه شطرا
وتعظيمهم بالإتباع على الهدى****على المنهج الأسنى نقرره جهرا
وأن لهم فضلا على الناس كلهم***بما عملوا من صالح هم به أحرى
وأما حقوق الله جل جلاله***فليس لهم منها ولا ذرة تجرى
وما ذاك تحقيرا لهم وتنقصا****ولكنه تعظيمهم إذ همو أدرى
وأعلم بالله العظيم ودينه***فنالوا به فخراً وأعلوا به قدرا
ونلنا بهذا الاعتقاد سلامة****ونلتم بذاك الإعتقاد بهم خسرا
ويعتقدون الأنبياء كغيرهم***سواء عقيب الموت لا خير ولا شرا
فليس لهم بعد الممات تصرف***ولا لسواهم من بني ساكن الغبرا
فمن يدعو غير الله أو يستغث به***وقد فارق الدنيا وصار إلى الأخرى
فذلك بالرحمن قد كان مشركا****وهذا هو الأمر الذي أوجب الكفرا
وقد أجمع الأعلام من كل مذهب***على أن ذا كفر وقد حققوا الأمرا
وما شذ منهم غير من كان رأيه***على رأي قوم أحدثوا للورى شرا
وساروا على منهاج من ضل سعيه***ولم يعرفوا الإسلام حقا ولا الكفرا
ولكنهم ضلوا بوهم شفاعة***دعاهم بها الشيطان واجتال من غرا
وأي دليل من كتاب وسنة***عن السيد المعصوم معلومة تقرا
وتتلى بإسناد صحيح محق***تقرره أعلام سنتنا الغرا
وقولك فيما قد نظمت تهورا***وأبديته فيما تحروه جهرا
وقد عذروا من يتغيث بكافر***كذبت وقد أبديت في نظمك الهجرا
فما وجدوا عذرا لمن كان كافرا***ولا وجدوا للمستغيث بهم عذرا
ولا رحلوا للشرك في دار رجسه ***وجابوا إلى أوطانه البر والبحرا
ولا جوَّزوا للمسلمين رحيلهم***لزورة خير الخلق في طيبة الغرا
ولكنهم قد جوزوه لمسجد *****يصلي به من رام من ربه الأجرا
ومن بعد أن صلى يزور محمدا****ويدعو له لا يدعو من سكن القبرا
وفيه حديث في الصحيح لمسلم ****يقرره من كان يعرفه جهرا
رد: بين ابن تيمية وأعدائه
بارك الله فيكم ، لقد أفدت من هذه المشاركات وأيما فائدة جزى الله الأخوة الأفاضل :
( أبو الفداء _ المقدادي ) خيراً ، ثم أود أن أضيف احدى الطرف التي تنبي عن شخصية النبهاني واعتقاده فلقد روى
النبهاني في كتابه :" كرامات الأولياء" : (2/276 ) : " عن عبيد ـ وهو أحد أصحاب الشيخ حسين ـ ، كان له خوارق مدهشة ، ومنها أنه كان يأمر السحاب أن يمطر لوقته ، وكل من تعرّض له بسوء قتله في الحال ، دخل مرة الجعفرية فتبعه نحو خمسين طفلاً يضحكون عليه ، فقال : لأعزلنك من ديوان الملائكة ، فأصبحوا موتى أجمعين ، وقال له بعض القضاة : اسكت ، فقال له : اسكت أنت ، فخرس وعمي وصم ، وسافر في سفينة فوحلت ، ولم يمكن تقويمها ، فقال : اربطوها بخيط في بيضي ففعلوا ، فجرها حتى خلصها من الوحل.
ألا يدل هذا على جهله وأي جهل أنه جهل خارق .
وللفائدة : فلقد قرأت في كتاب الأمير شكيب أرسلان بالأمس وهو المرسوم بـ (( السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين عام ))
وكان كلامه عن القصيدة الرائية التي أورد بعضاً منها الأستاذ أبو الفداء ـ غفر الله له ولنا وللأستاذ المقدادي ـ فقال :
فقد قرأت رائية مطبوعة ويا للأسف رماهم ـ أي محمد عبده والأفغاني ورشيد وغيرهم كآل الآلوسي وآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ فيها بهاجرات وقذف بهم قذفاً فظيعاً منكراً حمله عليه مجرَّدُ سوء الظن ، وتجسم الخيال في نفسه مما يؤاخذه الله عليه ـ عفا الله عنه ـ ،وقد كان هو يلوم الشيخ محمد عبده على سوء الظن في العلماء مما لا يعد كحبة الخردلة في جانب ما ظهر من سوء ظنه هو، فكيف وقع فيما كان ينهى عنه وقذف مثل هؤلاء العلماء بدون بينة ولا دليل وغفل ـ مع تقواه ـ وقوله تعالى : (( يأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12))) [ الحجرات : 12]
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) [ الحجرات :6 ]
إنا سألنا الله له المغفرة لما قرأنا له تلك القصيدة الشاذة بل الشنيعة، ولكن من ذا الذي ما ساء قط ؟
[ حاشية كتاب " السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ، صـ 61، ط . دار الفضيلة ]
رد: بين ابن تيمية وأعدائه
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في مدارج السالكين (2/345): ((الدَّرجة الثَّانية: أن تقرِّب من يقصيك، وتكرم من يؤذيك، وتعتذر إلى من يجني عليك؛ سماحةً لا كظمًا، ومودَّةً لا مصابرةً.
هذه الدَّرجة أعلى ممَّا قبلها وأصعب؛ فإنَّ الأولى تتضمَّن ترك المقابلة، والتَّغافل، وهذه تتضمَّن الإحسان إلى من أساء إليك، ومعاملته بضدِّ ما عاملك به، فيكون الإحسان والإساءة بينك وبينه خُطَّتين، فخطَّتك الإحسان، وخُطَّته الإساءة، وفي مثلها قال القائل:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم /// /// /// وتذنبون فنأتيكم ونعتذر
ومن أراد فهم هذه الدَّرجة كما ينبغي فلْيَنظر إلى سيرة النَّبيِّ (ص) مع النَّاس، يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدَّرجة لأحدٍ سواه، ثم للوَرَثة منها بحسب سهامهم من التَّركة.
وما رأيْتُ أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّس الله روحَه -، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: ودِدْتُّ أنِّي لأصحابي مثْلَهُ لأعدائه وخصومه، وما رأيتُه يدعو على أحدٍ منهم قطُّ، وكان يدعو لهم.
وجئتُ يومًا مبشِّرًا له بموت أكبر أعدائه، وأشدِّهم عداوةً وأذىً له؛ فنَهَرَني وتنكَّر لي، واسترجع، ثُمَّ قام من فَوْرِه إلى بيت أهله، فعَزَّاهم، وقال: "إنِّي لكم مكانَه، ولا يكون لكم أمرٌ تحتاجون فيه إلى مساعدةٍ إلَّا وساعدُّتكم فيه، ونحو هذا من الكلام، فسُرُّوا به، ودعوا له وعظَّموا هذه الحال منه.
فرحمه الله ورضى عنه)).
رد: بين ابن تيمية وأعدائه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في مدارج السالكين (2/345): ((الدَّرجة الثَّانية: أن تقرب من يقصيك وتكرم من يؤذيك وتعتذر إلى من يجني عليك سماحة لا كظمًا، ومودَّةً لا مصابرة.
هذه الدرجة أعلى مما قبلها وأصعب؛ فإنَّ الأولى تتضمَّن ترك المقابلة، والتَّغافل، وهذه تتضمَّن الإحسان إلى من أساء إليك ومعاملته بضدِّ ما عاملك به، فيكون الإحسان والإساءة بينك وبينه خُطَّتين، فخطَّتك الإحسان، وخُطَّته الإساءة، وفي مثلها قال القائل:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم /// /// /// وتذنبون فنأتيكم ونعتذر
ومن أراد فهم هذه الدَّرجة كما ينبغي فلْيَنظر إلى سيرة النَّبيِّ (ص) مع النَّاس، يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدَّرجة لأحدٍ سواه، ثم للوَرَثة منها بحسب سهامهم من التَّركة.
وما رأيْتُ أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّس الله روحَه -، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: ودِدْتُّ أنِّي لأصحابي مثْلَهُ لأعدائه وخصومه، وما رأيتُه يدعو على أحدٍ منهم قطُّ، وكان يدعو لهم.
وجئتُ يومًا مبشِّرًا له بموت أكبر أعدائه، وأشدِّهم عداوةً وأذىً له؛ فنَهَرَني وتنكَّر لي، واسترجع، ثُمَّ قام من فَوْرِه إلى بيت أهله، فعَزَّاهم، وقال: "إنِّي لكم مكانَه، ولا يكون لكم أمرٌ تحتاجون فيه إلى مساعدةٍ إلَّا وساعدُّتكم فيه، ونحو هذا من الكلام، فسُرُّوا به، ودعوا له وعظَّموا هذه الحال منه.
فرحمه الله ورضى عنه)).
مشاركة رائعة أخي عدنان ووالله إن وقعها في النفس خير من وقع مشاركتي كما يدرك ذلك المدرك
رد: بين ابن تيمية وأعدائه
قال أبو الطيب صديق بن حسن خان بن علي بن لطف الله القنوجي الحسيني الدهلوي الباهوبالي الهندي :{1307:ت}:
في الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية :
عثا في عرضه قوم سلاط *** لهم من نثر جوهره التقاط
تقي الدين أحمد خير حبر *** خُروقُ المعضلات به تخاط
توفى وهو محبوس فريد *** وليس له إلى الدنيا انبساط
ولو حضروه حين قضى لألفوا *** ملائكةَ النعيم به أحاطوا
قضى نحباً وليس له قرين *** ولا لنظيره لف القمـــاط
فتى في علمه أضحى فريداً **** وحل المشكلات به ينـــاط
وكان إلى التقى يدعو البرايا *** وينهى فرقة فسقوا ولاطــوا
وكان الجن تفرق من سطاه **** بوعظ للقلوب هو السيــاط
فيا لله ما قد ضم لحــدٌ **** ويا الله ما غطى البـــلا ط
هم حسدوه لما لم ينالوا * * * مناقبه فقد مكروا وشاطــوا
وكانوا على طرائقه كسالى *** ولكن في أذاه لهم نشـــاط
وحبس الدر في الأصداف فخرٌ *** وعند الشيخ بالسجن اغتباط
بآل الهاشمي له اقتـــداءٌ **** فقد ذاقوا المنون ولم يواطوا
بنو تيميَّةٍ كانوا فبانـــــوا *** نجومُ العلم أدركها انهباط
ولكن يا ندامةَ حابسيــــه**** فشكُّ الشِّرك كان به يماط
ويا فرحَ اليهود بما فعلتـــم **** فإنّ الضدَّ يعجبه الخُباط
ألم يك فيكم رجلٌ رشيـــدٌ **** يرى سجن الإمام فيُستشاط
إمامٌ لا ولايةَ كان يرجـــو ***** ولا وقفٌ عليه ولا رباط
ولا جاراكُمُ في كسب مالٍ ***** ولم يعهدْ له بِكُمُ اختلاط
ففيم سجنتموه وعظْتموه ***** أما لجزا أذيَّته اشتراط
وسجنُ الشيخ لا يرضاه مثلي **** ففيه لقدْر مثلكمُ انحطاط
أما واللهِ لولا كتْمُ سرّي ***** وخوفُ الشرِّ لانحلَّ الرباط
رد: بين ابن تيمية وأعدائه
شيخ الإسلام ابن تيمية من أهل العلم من أثنى عليه ومنهم من قدح فيه وإن كان من قدح فيه هو المعتمد عند المخالفين لأهل السنة ولكن في الحقيقة من مدحه هم الأعلم والأتقى والأتبع للسنة كيف لا ومنهم الذهبي وابن كثير وابن رجب وابن القيم والمنصف حين يقرأ في كتب شيخ الإسلام يعلم السبب الذي جعل من قدح فيه يقدح فيه هو المخالفة في المذهب ولا يشك أن مذهب شيخ الإسلام هو الإسلام الحق الصافي هو الكتاب والسنة وآثار السلف فرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة واسعة ما أعظم منة الله عليه بالعلم والعمل وعلينا به .
ومما يلفت الانتباه استعمال أكثر القادحين فيه الكذب الصريح واتهامه بما يعلم المطلع على كلامه أنه بريء منه ولا يمكن أن يحتاج أهل الحق للكذب .
هذا جانب وجانب آخر أنهم في حين يقدحون بهذه الشخصية العظيمة على ما لها من نصر عظيم للإسلام يمدحون من ضررهم واضح على الإسلام وكلامهم يفوح بالزندقة كابن عربي الصوفي والحلاج
ويمدحون أيضا من له طامات واضحة وانحرافات بينة عن الكتاب والسنة من علماء الكلام
فحري بمن كان يريد الله والدار الآخرة أن يحرر عقله من تقليد شيخه أو طائفته في ذم شيخ الإسلام ويأخذ بالحق الذي لا ريب فيه أنه رجل جدد الله به الدين وأنار السبيل . والحمد لله رب العالمين .
رد: بين ابن تيمية وأعدائه
ومما يضاف إلى هذا الموضوع :
قال ابن مرعي في كتابه " الشهادة الزكية ":
ولقد أنصف العلامة الإمام قاضي قضاة الإسلام بهاء الدين بن السبكي حيث يقول لبعض من ذكر له الكلام في ابن تيمية فقال
والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى فالجاهل لا يدري ما يقول وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به .اهـ
ولقد أنصف أيضا الشيخ الإمام والحبر الهمام محمود بن أحمد العيني إمام الحنفية في زمنه حيث قال في أثناء كلام طويل في مدحه ابن تيمية وذم من يعيبه
وليس هو إلا كالجعل باشتمام الورد يموت حتف أنفه أو كالخفاش يتأذى ببهور سنا الضوء لسوء بصره وضعفه وليس لهم سجية نقادة ولا روية وقادة وما هم إلا صلقع بلقع سلقع صلمعه من قلمعه وهيان إن بيان وهي بن بي وصل بن ضل وضلال بن التلال
ومن الشائع المستفيض أن الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية من شم العرانين الأفاضل ومن جم براهين الأماثل وأطال العيني الكلام في مدحه كما سيأتي
واعلم أيدك الله أن كثيرا من الأئمة الأماثل والعلماء الأفاضل قد أفردوا مناقب الشيخ تقي الدين ابن تيمية في تصانيف مشهورة وتراجم في التواريخ مذكورة .اهـ الشهادة الزكية
سؤال : هل هذا الكتاب موجود على الشبكة بصيغة pdf???
رد: بين ابن تيمية وأعدائه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء أحمد بن طراد
قال أبو الطيب صديق بن حسن خان بن علي بن لطف الله القنوجي الحسيني الدهلوي الباهوبالي الهندي :{1307:ت}:
في الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية :
عثا في عرضه قوم سلاط *** لهم من نثر جوهره التقاط
تقي الدين أحمد خير حبر *** خُروقُ المعضلات به تخاط
توفى وهو محبوس فريد *** وليس له إلى الدنيا انبساط
ولو حضروه حين قضى لألفوا *** ملائكةَ النعيم به أحاطوا
قضى نحباً وليس له قرين *** ولا لنظيره لف القمـــاط
فتى في علمه أضحى فريداً **** وحل المشكلات به ينـــاط
وكان إلى التقى يدعو البرايا *** وينهى فرقة فسقوا ولاطــوا
وكان الجن تفرق من سطاه **** بوعظ للقلوب هو السيــاط
فيا لله ما قد ضم لحــدٌ **** ويا الله ما غطى البـــلا ط
هم حسدوه لما لم ينالوا * * * مناقبه فقد مكروا وشاطــوا
وكانوا على طرائقه كسالى *** ولكن في أذاه لهم نشـــاط
وحبس الدر في الأصداف فخرٌ *** وعند الشيخ بالسجن اغتباط
بآل الهاشمي له اقتـــداءٌ **** فقد ذاقوا المنون ولم يواطوا
بنو تيميَّةٍ كانوا فبانـــــوا *** نجومُ العلم أدركها انهباط
ولكن يا ندامةَ حابسيــــه**** فشكُّ الشِّرك كان به يماط
ويا فرحَ اليهود بما فعلتـــم **** فإنّ الضدَّ يعجبه الخُباط
ألم يك فيكم رجلٌ رشيـــدٌ **** يرى سجن الإمام فيُستشاط
إمامٌ لا ولايةَ كان يرجـــو ***** ولا وقفٌ عليه ولا رباط
ولا جاراكُمُ في كسب مالٍ ***** ولم يعهدْ له بِكُمُ اختلاط
ففيم سجنتموه وعظْتموه ***** أما لجزا أذيَّته اشتراط
وسجنُ الشيخ لا يرضاه مثلي **** ففيه لقدْر مثلكمُ انحطاط
أما واللهِ لولا كتْمُ سرّي ***** وخوفُ الشرِّ لانحلَّ الرباط
أيها الأستاذ العزيز ابن طراد هذه الأبيات ليست لأبي الطيب صديق حسن خان بل هي لأبي حفص عمر بن الوردي ....