"ليس في الجنة شئ يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء" هل يصح حجة للمفوضة..؟

للمباحثة :
سألني أحد مشايخنا الأفاضل عن قول ابن عباس رضي الله عنه (ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء) من حيث مدى استقامة الاحتجاج به على تفويض المعنى .
وقد عُلم من حال المفوضة أنهم يدعون أن النصوص التي وردت في الصفات الإلهية لا يُعلم معناها , وبالتالي ينفون القدر المشترك , وهو المشابهة في أصل المعنى , وإن كان هناك تشابها في اللفظ فقط .
وقد ظهر لي عدة أوجه تمنع دون صحة الاستدلال بهذا الأثر , وسأذكر هنا وجها أراه أقوى ما يمكن أن يُرَدَّ به على هذه المغالطة , وأنتظر من الإخوة الكرام أن يضيف كل منهم ما يراه يصلح في هذا الباب .
وهذا الوجه هو :
ــ أن ابن عباس رضي الله عنه أثبت المشابهة في الأسماء , وقد عُلِم أنه لا وجود لاسم مجرد عن المعنى , وبالتالي فإن في عبارة ابن عباس رضي الله عنه ما يؤكد على القدر المشترك الذي لولاه لما كان للاسم وجود أصلا . وإثبات هذا القدر المشترك ضرورة من ضرورات إطلاق الاسم , فمجرد التشابه في الاسم هو هو التشابه في القدر المشترك , وبهذا ينتقض استدلال المفوض بهذا الدليل , وهو المقصود . والله تعالى أعلم .


والله من وراء القصد .

حيث إنك قلت للمباحثة مجزيا خيرا..فهذا تعليق يسير لعله يزيد ما ذكرته توضيحا
قوله "ليس في الجنة مما ذكر لكم " نظير قوله تعالى"ليس كمثله شيء"
وقوله "إلا الأسماء" نظير قوله "وهو السميع البصير"
فهذا رد بليغ على المعطلة أصالة..
وأما المفوضة..فلاحجة لهم كما تفضلتم في هذا..
فحين يقول الله "بيضاء لذة للشاربين" فهذا وصف لما تحمله مضامين الأسماء
وفي الدنياء أشياء كثيرة يصح أن يقال فيها:لذة للشاربين..
فعلم أن المقصود لا نفي قدر مشترك أي كما أشرتم
بل بيان أن الفارق كبير جداً..وضحه رسول الله بقوله"لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها"

سبحان الله!!
بل قول ابن عباس حجة واضحة جدا على المفوضة، فلا أدري كيف يفكر هؤلاء؟!
ولكن ليس بعجيب على من ينظر إلى نصوص الكتاب والسنة بعقل مقلوب أن يفهم كلام ابن عباس بعقل مقلوب أيضا.

- في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها كذا وكذا، فهل رأى أحد في الشاهد شيئا يقارب عشر معشار هذا؟!
- وفي الجنة أنهار من لبن وعسل وخمر، فهل رأى أحد في الشاهد شيئا يقارب عشر هذا؟!
- وفي الجنة غرف يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها، فهل رأى أحد في الشاهد مثل هذا؟!

هل يقول عاقل: إن الله عز وجل أخبرنا بما في الجنة لكي نعرف هذه الأسماء فقط ولا نفهم معانيها التي تشوقنا إلى السعي إليها؟!
وهل صنف العلماء التصانيف في نعيم الجنة وعذاب النار إلا من أجل ذلك؟

سبحان الله!!
أليس مقصود الشارع بذكر ما في الجنة هو التشويق إلى نعيمها، وبذكر النار هو التخويف من عذابها؟!!
فكيف يحصل هذا التشويق على مذهب المفوضة الذين يزعمون أن هذه ألفاظ مفرغة من معانيها!!

هل يعقل بابن عباس -حبر الأمة وبحر التفسير- أن ينزل عقله إلى دركات هؤلاء المفوضة؟

شكر الله لك أخي "أبو مالك العوضي" على ما ذكرت والأمر كما تفضلتم , جزاكم الله خيرا .
واستشهاد هؤلاء بالعموم في قوله رضي الله عنه "ليس شيء..." , ودعوى تأكيد الإجماع بقوله "إلا الأسماء" ساقط من حيث أن هذا العموم المزعوم منقوض بالمعلوم من الدين بالضرورة من أن الله تعالى خاطبنا بألفاظ نفهمها وندرك معناها , وإلا فلم أُنزلت الكتب وأُرسلت الرسل لو أن قوله تعالى (فيها أنهار من ماء غير آسنٍ وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهارمن خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى) مثل قوله تعالى (كهيعص) وقوله (طسم) ونحوها . وإذا كان تخصيص العموم يكون بالدليل والدليلين والثلاثة فكيف إذا كان هذا العموم مخصوص بما لا يُحصى كثرة من نصوص الشارع الحكيم , إضافة إلى ما انعقد عليه إجماع المتقدمين من أن الله تعالى خاطبنا بلغة العرب , وأنزل الكتاب تبيانا لكل شيء .


والله من وراء القصد .

جزاك الله خيرا.
((جواب مختصر في الرد على أهل التفويض ، استعملته وانتفعت به))
http://majles.alukah.net/showthread....CA%DD%E6%ED%D6

شكر الله لك أخي عبدالله الشهري ....
من الردود أيضا ـ وهو من باب إلزام المخالف بقواعد مذهبه ـ أن يقال :
هذا الأثر من الآحاد , وأنت لا تعتمد أحاديث الآحاد في أصول الدين فضلا عن عموم الآثار , فإن قلت بأحاديث الآحاد في أبواب العقائد بينا لك وجه دلالة هذا الأثر على الحق , وإلا فلا ينبغي لك الاستدلال به .

والله من وراء القصد .

جزاكم الله خيرا
وأكثر الله من أمثال الشيخ أبي مالك العوضي الذي لا تخلو أي مشاركة له من فائدة