لماذا يُفرِّط العرب في الثروة المائية ؟
لماذا يُفرِّط العرب في الثروة المائية ؟
لا شك أن العالَم قادم ٌ إلى أزمةٍ كبيرة في المياه ـ لا سيما في العالم العربي ـ ، و المحللون يقولون أن الحروب القادمة ـ كفانا الله و إياكم شروها ـ ستكون حروباً على مصادر المياه .
و لكن هل استفاد العرب من مصادر المياه الوجودة لديهم استفادةً مثلى ؟؟
بمعنى: ألا يمكن الاسفادة من مئات الملايين من جالونات المياه العذبة التي تصب من الأنهار في المنطقة العربية إلى البحار .
و السؤال المطروح الآن :
لماذا تُترك الأنهار في المنطقة العربية لتذهب و تضيع دون أدنى محاولة للاستفادة منها :
فمثلاً : إذا نظرنا إلى نهري دجلة و الفرات مثلا وجدناهما يصبان في منطقة شط العرب من الخليج العربي ، و بالتالي تضيع جميع تلك المياه سدى لا يستفيد منها أحد .
بينما من الممكن جدا "عملياً" فتح قوات فرعية من نهر الفرات قبل التقائه بدجلة ، مع وضع سدود قبل شط العرب للمحافظة على منسوب المياه في نهر الفرات .
و لا ننسى بالطبع أن طبيعة تضاريس القشرة الأرضية في المنطقة مساعدةٌ لذلك ، حيث تنحدر من الشمال إلى الجنوب ـ عدا نهر "العاصي" بلبنان و الذي ينحدر من الجنوب إلى الشمال مخالفاً باقي الأنهار و بالتالي نستطيع أن ندرك سبب تسميته تلك ـ .
فليس المقصود تحويل مسار النهر ، و إنما حجز اهدار الثروة المائية بتدفقها في الخليج العربي ، و يتم ذلك بشق قنوات فرعية تستمد من نهر الفرات قبل انحدار التضاريس و انخفاض مستوى القشرة الأرضية ، أي قبل التقائه بنهر دجلة ثم مصبهما في شط العرب المتصل بالخليج العربي ، و مع ذك يتم المحافظة على مستوى المياه في نهر الفرات بإقامة سدود متدرجة تكبح من تدفق المياه في شط العرب
و الفوائد العائدة من تلك الفروع المستحدثة أو القنوات الفرعية لا تخفى على أحد ، و لكن سأنبه على بعضها مما قد لا تتبين للقارئ لأوَّل وهلة :
1ـ أن منسوب المياه في نهر الفرات سيزيد حيث تستحدث سدود متدرجة قبل التقائه بنهر دجلة
مما يساهم في استقرار المنسوب المائي للنهر خلال العام صيفاً وشتاءً .
2ـ هذ الفروع المستحدثة ستمر خلال مناطق و أقاليم في القطر العراقي و بالتالي ستساعد في بناء مدن و قرى زراعية ، مما يساهم في الزيادة في مصادر الثروة المائية ، و يزيد من مساحة الرقعة الزراعية في ذلك القطر الحبيب .
3ـ بالإمكان ربط نهايات تلك الفروع المستحدثة ببعض أودية شمال الجزيرة العربية ، و التي ستكوِّن ممرات مائية جاهزة للحفاظ و من ثّمَّ توزيع تلك الثروة المائية قبل انتهائها إلى مصبها في الخليج العربي أو غيره .
4ـ بالإمكان الاستفادة من تلك القنوات الفرعية لتوليد الطاقة الكهربائية في القطر العراقي الحبيب .
و كذلك الوضع بالنسبة لنهر النيل و غيره من الأنهار في العالم الاسلامي ، وقس على ذلك .
ثم قارن ذلك بالجهود الخرافية ، و الأموال الخيالية التي بذلتها الولايات المتحدة مثلاً في مشروع سد "الوادي الجديد" في كاليفورنيا ، للحفاظ على الثروة المائية ، مع أنها بلد مكتظٌ بالأنهار ، و لا يتهدده شبحا الجفاف و حروب المياه ،و مع أنَّ المشروع نفسه مختلفٌ في جدواه الاقتصادية ، والله أعلم .
تكرير النفط في الدول العربية و الاسلامية .
تكرير النفط في الدول العربية و الاسلامية .
قد يستغرب البعض عندما يعلم أن أقل من 20% فقط من بترول الدول العربية و الاسلامية هو الذي يُكرَّر في الدول المنتجة له ، بينما يُكرر بقيتُه في دول أخرى من أشهرها اليابان ، حيث يزيد سعره بعد التكرير عدة أضعاف .
و الفكرة المطروحة أن يقوم كل من صندوق التنمية الاسلامي و صندوق التنمية التابع للجامعة العربية بتمويل إقامة مدن صناعية لتكرير المواد النفطية في الدول العربية و الاسلامية المجاورة للدول النفطية ، حيث تتحقق من ذلك عدة فوائد :
1ـ تكوين منظومة صناعات قوية و استراتيجية في الدول العربية و الاسلامية المجاورة للدول النفطية .
2ـ اتاحة فرص وظيفية لأعداد غفيرة من العمال في الدول العربية و الاسلامية .
3 ـ تقليل تكلفة تكرير المواد النفطية على الدول المنتجة لها ، حيث لا يحتاج إلى أساطيل من الناقلات النفطية العملاقة ، بل يُكتفَى بخطوط أنابيب دائمة من الدول المنتجة إلى الدول المكررة ، ثم إلى موانئ التصدير .
4ـ بالإمكان تقدير الحصص الخاصة بالدول المنتجة أو المكرِّرة بالرجوع إلى معدلات أو مجموع كميات الضخ النفطية المنتجة .
ـ قد يقول قائل أن صناعة التكرير صناعة معقدة و تحتاج إلى تقنية عالية .
و الجواب : أن مثل تلك الصناعات لا تقوم بين عشية وضحاها ، بل بالتدريج ، كما أنه بالإمكان الاستفادة من الدول ذات الخبرة في هذا المجال مثل الصين و كوريا ، لا سيما بإتاحة القروض من الجهات المختصة كصندوق التنمية الاسلامي ، أو صندوق التنمية التابع للجامعة العربية، أو الدول النفطية المستفيدة من هذه الآلية المطروحة ، و الله أعلم