وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، ومن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده رسوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ، { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا } ، { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } .
أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
إن وحدة الوجود هي الغاية القصوى في التوحيد عند خواص الصوفية أو كما يعبر عنهم بخاصة الخاصة ، وهذه العقيدة هي المرتبة الرابعة من مراتب التوحيد عند الصوفية ، فما هي هذه العقيدة ؟ هي أن ترى الوجود واحد ، أي الله عين كل شيء – عياذا بالله – وفي الحقيقة ليس كل الصوفية يعتقدون هذه العقيدة بل هي عقيدة الخواص كما قال الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين في باب التوحيد ، فغالب من يدافع عن هذه العقيدة من الصوفية الذين اطلعت على كلامهم خلطوا بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد عند الصوفية ، فالمرتبة الثالثة هي كما قال العزالي في إحياء علوم الدين قال : (( والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار )) ، فهذه المرتبة يفرق بين وجودين فهو يلحظ سر قدر الله فيها سبحانه وتعالى وهذا تفريق بين الذاتين أو الوجودين ، أما المرتبة الرابعة فقد قال عنها الغزالي : (( والرابعة: أن لا يرى في الوجود إلا واحداً، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد، لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياً عن نفسه في توحيده، بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق )) ، فهو في هذه المرتبة لا يشهد إلا واحدا حتى نفسه لا يشاهدها ، أي الكل واحد ، ومن خلال ما تقدم يظهر لك جليا الفرق بين المرتبتين فالثالثة تفرق بين والرابعة لا ترى إلا واحدا .
وبعد ما عرفت الفرق بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد نحب أن ننبه عليها وهي أن هناك خلط يخلطه المنافحون عن وحدة الوجود بين مصطلحات الصوفية وبين علم الكلام ، فينزل معنى الوجود عند أهل الكلام على معنى الوجود عند خواص الصوفية ، وهناك فرق في معنى الوجودين وإن اتفق الاسم أي اسم الوجود .
والآن نذكر أقوال خواص الصوفية في وحدة الوجود بمعنى أن الوجود واحد ، قال القاشاني وهو يتكلم عن مصطلح وحدة الوجود : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن ، وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة ، فإن أكثرهم يعتقد أن الوجود عرض الذي ظنوا عرضيته هو ما به تحقق حقيقة كل موجود وذلك لا يصح أن يكون أمراً غير الحق عز شأنه .
وأيضاً : لما كان للذات الموصوفة بالوحدة اعتباران :
أحدهما : اعتبار واحديتها ، وإحاطتها ، وشمولها للأسماء والحقائق وهي الحضرة التي تمسى مرتبة الجمع والوجود كما عرفت .
وثانيهما : اعتبار أنها هي عين تلك الحقائق التي اشتملت عليها وأحاطت بها لا غيرها ، وكان الوجود أصل تلك الحقائق ، وأظهرها حكما للمدارك ، فكان الوجود عين الذات بهذا )) [ لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام ص 465 ] .
قد بين القاشاني في تعريفه السابق أن معنى الوجود عند الصوفية يختلف عن أهل النظر والفلاسفة حيث قال : (( وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة )) ، فالوجود عند أهل النظر ينقسم إلى وجودين وجود الله تعالى (( الواجب أو واجب الوجود )) ، ووجود المخلوقات (( الممكن أو الموجودات )) ، فما هو الوجود عند الصوفية الجواب كما قاله القاشاني قال : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن )) ، فالوجود عند الصوفية لا ينقسم إلى قسمين كما هو الحال عند أهل النظر بل هو واحد كم قال الغزالي .
ويبين القاشاني سبب اختلاف الصوفية مع أهل النظر وهو أن أهل النظر يعتقدون أن الوجود عرض أي زائل وهو يعني هنا وجود المخلوقات ، أما الصوفية فالوجود عندهم هو (( ما به تحقق حقيقة كل موجود )) ، وحقيقة كل موجود عندهم هو الله عز وحل حيث قال : ((وذلك لا يصح أن يكون أمراً غير الحق عز شأنه )) فهذه نظرة خواص الصوفية للوجود بشكل عام .
والوجود أو الذات كما يسمى أيضا لها اعتباران عند الصوفية فالاعتبار الأول هو أن تجمع الأسماء والحقائق أي تجمع الاسم (( أي موجود )) وحقيقته (( أي الله )) وهذا يسمى عندهم بالجمع أي الحق بلا خلق ، وهذا الاعتبار يخص الوجود جيمعه أو كله ، وليس تعين أو موجود واحد .
والاعتبار الثاني أن الحقائق أو الموجودات أو التعينات هي عين الله عز وجل أو عين الذات أو عين الوجود ، فالله والذات والوجود أسماء لمسمى واحد فحتى في حال الفرق يكون كل موجود أي تعين ؛ عين الله ، فلذلك قال القاشاني في نهاية هذا الاعتبار : (( فكان الوجود عين الذات بهذا )) .
ونذكر الآن أقوال الصوفي الصريحة في هذا المعنى قال ابن عربي : (( فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )) [ فصوص الحكم ص 192 ] ، فالعارف عند ابن عربي من يرى الله عين كل شيء وصرح هنا ابن عربي حتى لا يفهم من عبارته (( الحق في كل شيء )) المرتبة الثالثة من مراتب التوحيد أو الفناء فصرح أن الحق (( عين كل شيء )) حتى لا يلتبس على القارئ المعنى الذي يريده ابن عربي .
ولم يكن هذا النص الوحيد الذي يصرح فيه ابن بوحدة الوجود فقد قال في تفسيره لآية : { فإينما تولوا فثم وجه الله } قال : ابن عربي : (( { فأينما تولوا } أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن { فثمة وجه الله } أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده { إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات { عليم } بكل العلوم والمعلومات ... )) [ ص 43 / 1 ] .
فابن عربي هنا يقول : أي وجه تتوجهون لها فهي ذات الله تعالى لأنه عين كل شيء ، وحتى يوضح أن هذه المرتبة تسبقها مرتبة أخرى وهي المرتبة الثالث وحدة الشهود فقال : (( أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده )) ففي هذه المرتبة لا يشهد واحد بل يشهد الصورة التي احتجب الله بها وإن كان في الظاهر هو يشهد صورا إلا أن هذه الصور هي حجاب الحق يراها الفاني صورا لأنه لم يرتق إلى المرتبة الرابعة فإذا زاد فناءه وارتقى للمرتبة الربعة علم أن الوجود واحد وأن الله تعالى عبارة عن جميع الجهات والموجودات لذلك قال : (({ إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات )) .
ولقد صرح ابن عربي بهذه العقيدة في شعره فقال :
ظنـنت ظنـوناً بأنك أنتَ ** وما أن تكـون ولا قطٌ كنـتَ
فــإن أنـت أنت فإنك ربٌ ** وثاني اثنـين دع مــا ظننـتَ
فـلا فـرق بيـن وجوديكما ** فما بان عنك و لا عنـه بنـتَ
فإن قلـت جهلاً بأنك غيـرٌ ** خشنت وإن زال جهلك لـنتَ
فوصلـك هجـر وهجـرك ** وصل وبعدك قربٌ بهذا حسنتَ
دع العقل وافهم بنور انكشا ** لئلا يفوتـك ما عنـه صـنتَ
ولا تشـرك مـع الله شيـئاً ** لئـلا تهـون وبالشرك هنـتَ
[ الرسالة الوجودية ص 42 ]
وقال أيضاً :
عرفـت الـرب بالـرب ** بلا شــك ولا ريــب
فذاتـي ذاتــه حقــاً ** بـلا نقـص ولا عيــب
ولا غـيران بينهــمـا ** فنفسـي مظهــر الغيب
ومـن عرفتـه نفســي ** فـلا مــرجٍ ولا شـوب
وصلـت وصـول محبوبٍ ** بــلا بعــدٍ ولا قـرب
ونلـت عطـاء ذي قـدم ** بـلا مــن ولا سبــب
ولا فنيـت لـه نفســي ** ولا تبقـى لــذوي ذوب
ولكـن قـد تعـرت منك ** عن عبــد وعــن رب
[ الرسالة الوجودية ص 44 ]
وقال أيضاً :
الحق عين الخلق إن كنــت ذا عين ** والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فمـا ترى ** سوى عين شيء واحد فيه بالكـل
[ المعرفة ص 87 ]
فهذه مقدمة مختصر لنظرية وحدة الوجود كما يعتقدها أرباب التصوف ومقدميهم ذكرناها مدخلا لموضوعنا الأصلي وهو مفهوم الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابقة لوحدة الوجود حيث الشيخ تناول هذا الموضوع في كتابه (( أبو العباس المرسي )) فخلط بين وحدة الشهود ووحدة الوجود أو بين المرتبة الثالثة والمرتبة الرابعة إما عن تأثره بعلم الكلام أو إخفاء حقيقة وحدة الوجود (( عقيدة الخواص )) عند الناس وتلميعها ، وهذا ما سيتضح من خلال المبحث التالي بالتعليق على كلامه ، وقبل التعليق نسرد كلامه بحروفه حتى تتضح الصورة للقارئ الكريم .
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
بارك الله فيك أخي أباعثمان على هذه المقالات العلمية الموثقة .
ولدي عبارة تصدق عليك : ( لا يُذكر أبوعثمان في الشبكة إلا ويُذكر الصوفية ) !
فأنت قد تفردت في هذا من خلال الشبكة في مواقع عديدة ، وانتفع بمقالاتك العلمية كثيرون - ولله الحمد - .
وأتمنى أن تجمعها في كتاب بعنوان ( نظرات شرعية .. في شخصيات صوفية ) .
وفقك الله ..
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبا عثمان كلي إعجاب بك وبكتاباتك إلا هاهنا فا سمح لي أن أخالفك !
أولا :أنا أرى رأي عبدالحليم محمود في تفسيره لوحدة الوجود والفرق أنه يراها حق وأنا أراها باطل!
ثانيا :وحدة الوجود التي يراها عبدالحليم محمود واستدلالاته عليها لم ترد عليها وإنما إجتهدت في نفيها وكأنك لا تخالفه فيها وأنما فقط تنفي أن يكون هذا معنى وحدة الوجود !وهذا اقرار للباطل !
ثالثا : لعل في الفاظي خشونة فلا تلتفت اليها واعذرني إن قصر بي الاسلوب !
وفقك الله وسدد خطاك وجعل مجهوداتك هذه في موازين حسناتك
أنتظر ردك
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
الاخ الكريم أخوكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا اعتذر أخي الكريم عن التأخير في الرد فما انتبه له إلا لما نبهتني بارك الله فيك
وثانيا الرد التعليق .
جيب أخي الكريم أنهم حقيقة واحدة هي أن لمعنى وحدة الوجود معنى واحد فقط ، وليس لها أكثر من معنى كما هو معروف عند الصوفية وغيرهم من المهتمين ، وخلاصة معنى وحدة الوجود هي أن
الخالق عين المخلوق لا فرق ، ما ثم إلا الله .
هذا المعنى الذي صرح به أساطين الصوفي حاول الدكتور عبد الحليم محمود أن يحرفه عن معناه حيث يأسلمه ، فالدكتور فرق بين الخالق وبين المخلوق بينما وحدة الوجود لا تفرق .
ولم يكتف الدكتور محمود بذلك بل نسب هذا المعنى الى أئمة الصوفية فبينا في هذا المقال خطأ هذا القول .
قال الدكتور : (( ولم يقل أحد من الصوفية الحقيقيين – ومنهم ابن العربي والحلاج – بوحدة الموجود – وما كان للصوفية ، وهم الذروة من المؤمنين أن يقولوا – وحاشاهم – بوحدة الموجود ... الخ ))
بينما الحلاج وابن عربي هما أكثر من صرح بها فقد راجع النقول في المقال .
فالحاصل أخي الكريم أن الدكتور حاول أن ينفي عقيدة وحدة الوجود الكفرية عن الصوفية ويصبغها بصبغة اسلامية فأضافة لها معنى آخر غير الذي يقول به المتصوفة .
(( ثانيا :وحدة الوجود التي يراها عبدالحليم محمود واستدلالاته عليها لم ترد عليها وإنما إجتهدت في نفيها وكأنك لا تخالفه فيها وأنما فقط تنفي أن يكون هذا معنى وحدة الوجود !وهذا اقرار للباطل ! ))
نعم بارك الله فيك ليس الهدف من المقال مناقشة الدكتور عبد الحليم في فهمه لوحدة الوجود ؛ قد نخلتف وقد نتفق معه في فهمه ، ولكن الهدف هو تبيين خطأ الدكتور في شرحه لمعنى وجود الوجود في الفكر الصوفي سيما في فكر ابن عربي والحلاج .
فالذي تفضل به الدكتور مخالف تماما لما يقول به المتصوفة غير أنه وافقهم بطريقة قرمطية ثعلبية لو أني ذكرتها لقلتم عني أني لا أحسن الظن بالمسلمين ومشايخهم فانظر إلى قول الدكتور عبد الحليم في نهاية المقال : (( ومهما عبر الصوفية في هذا الميدان عن الوجود الواحد . فقالوا في ذلك : وزعم الناي أنهم أسرفوا واشتطوا ، فافهم سوف لا يبلغون المدى الذي بلغته تلك الآية الكريمة ، التي تمثل في روعة رائعة الهيمنة المهيمنة ، والاستغراق القاهر ، والجلال الشامل ؛ والتي لا تعني وحدة متحدة ، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق ، أو العابد والمعبود ، والآية هي : " هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن " ))
بينما هو كان يفرق بين الخالق والمخلوق في البداية فرجع في النهاية فاقره بوحدة الوجود بطريقة ثعلبية قرمطية فنفى الاتحاد، وفلم ينفي التعددية لأن الاتحاد عندهم يثبت ذاتيين الخالق والمخلوق بينما وحدة الوجود تثبت ذات واحدة .
فصرح بنفي الاتحاد وقرمط بالتصريح بوحدة الوجود فاكتفى بذكر الآية وهذه الاية يفسرها الصوفية على أن الخالق عين المخلوق كما قال شيخهم الأكبر ابن عربي قال : (( وقد نبه سبحانه وتعالى أنه عين كل شيء بقوله تعالى : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن } .. الخ )) [ كتاب المعرفة ص 91 ]
كما ترى أخي الحبيب المسألة تحتاج شرح أكبر يعتبرها البعض للاسف سوء ظن بالمسلمين .
وخذها من أبي عثمان أيما صوفي تجده يستدل بهذه الآية فهو يستدل بها على وحدة الوجود فهي من أقوى أدلتهم وأبوح لك بسر هو أني اكتب رسالة في الرد على أصحاب وحدة الوجود بذكر أقوالهم وأدلتهم والرد عليها وذكر أقوال أهل العلم في هذه العقيدة وترجمة لأشهر القائلين بها وحكم العلماء فيهم .
وحقيقة ما كنت أظن أن أحدا ينتبه على سكوتي وعدم مناقشتي لرأي الدكتور عبد الحليم بوحدة الوجود ، ولكن الحمد لله إنك فعلت حتى أتكلم ( ابتسامة ) .
(( ثالثا : لعل في الفاظي خشونة فلا تلتفت اليها واعذرني إن قصر بي الاسلوب ! ))
لا ابدا لا خشونة ولا شيء نسعد بالنقد البناء بارك الله فيك .
============
أبو عثمان
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
أولا اعتذر أخي الكريم عن التأخير
لا نقبل العذر لأننا نحبك في الله ! فكم طال الإنتظار شوقا إلى شريف علمكم !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
أن لمعنى وحدة الوجود معنى واحد فقط
قد لا يكون لوحدة الوجود معنى واحدا ولكن المعنى الذي ذكره عبدالحليم محمود أكثر خطرا لأنه أقل قبحا وتسهل الإستجابة له وأنا أعلم من ينتسب لمذهب السلف ويعتنق هذه العقيدة الباطلة !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
وخلاصة معنى وحدة الوجود هي أن
الخالق عين المخلوق لا فرق ، ما ثم إلا الله .
هذه كلمة يقولها كل من يؤمن بالوحدة سواء ما ذكرته من معنى أو ما ذكر عبدالحليم محمود!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
فالحاصل أخي الكريم أن الدكتور حاول أن ينفي عقيدة وحدة الوجود الكفرية عن الصوفية ويصبغها بصبغة اسلامية فأضاف لها معنى آخر غير الذي يقول به المتصوفة .
إن ما أثبته لا يصبغهابصبغة اسلامية فكل نصوص الكتاب والسنة المحكمة لاتدل على ما أراد وإنما ما أورده من الأدلة مجرد شبهات لا تثبت عند التمحيص والتحقيق !
ثم هو قد يكون استخدم مصطلحا لم يسبق عليه وهو قوله [وحدة الموجود] ! فهل توافقني حسب ما تعلم أن لم يسبق على هذا المصطلح ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
فالدكتور فرق بين الخالق وبين المخلوق بينما وحدة الوجود لا تفرق .
قد يكون هذا المعنى عند بعضهم والمعنى الذي أردت أنت عند الآخرين !
مع أني أميل لتصديقه بأنه هو المعنى العام عند جمهورهم إن لم يكن عند جميعهم !
أنا أرى أن المعنى الأقل قبحا أكثر خطرا .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
نعم بارك الله فيك ليس الهدف من المقال مناقشة الدكتور عبد الحليم في فهمه لوحدة الوجود ؛ قد نخلتف وقد نتفق معه في فهمه ، ولكن الهدف هو تبيين خطأ الدكتور في شرحه لمعنى وجود الوجود في الفكر الصوفي سيما في فكر ابن عربي والحلاج .
نعم أعرف ذلك , ولكن السكوت عن فكرته وتفسيره من الممكن أن يفهم منه أنك لا تعترض على هذه الفكرة !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
قد نخلتف وقد نتفق معه في فهمه .
هذه منك تسؤني جدا وتحزنني !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
بينما الحلاج وابن عربي هما أكثر من صرح بها فقد راجع النقول في المقال .
قولهم (أن الخالق هو عين المخلوق) أجد في نفسي أنني من الممكن أن أقبل تأويل الدكتور في أنهم يريدون المعنى الذي قرره الدكتور ثم أجتهد في نفي المعنى الأول والثاني!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
لو أني ذكرتها لقلتم عني أني لا أحسن الظن بالمسلمين ومشايخهم.
من يقول عنك ذلك هو من يوافق الدكتور في تفسيره أو على الأقل لا يعترض عليه !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
وخذها من أبي عثمان أيما صوفي تجده يستدل بهذه الآية فهو يستدل بها على وحدة الوجود فهي من أقوى أدلتهم!
أنا سمعت من يستدل بها من من ينتسب إلى السلفية ويريد بها وحدة الوجود لذي ذكر الدكتور ولا أشك أبدا أن هذا مرادهم !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
وأبوح لك بسر هو أني اكتب رسالة في الرد على أصحاب وحدة الوجود بذكر أقوالهم وأدلتهم والرد عليها وذكر أقوال أهل العلم في هذه العقيدة وترجمة لأشهر القائلين بها وحكم العلماء فيهم .
إذا لم تفند آراء القائلين بوحدة الوجود كما يراها الدكتور فإنني أجزم بأن كثيرا من الصوفية سيكونون سعداء بتأليفك !
ولذلك أطلب منك الآن أن تركز على نقد تفسير الدكتور لأني أرى لها أتباعا عندنا من طلبة العلم اللذين تخرجوا من جامعاتنا ودرسو على أيدي مشائخنا!وأشعر أن هناك فجوات في مناهجنا يدخل منها هؤلاء القوم بسهولة ولم يفطن لها ولعلنا في نقاشنا هذا نتطرق لها في الوقت المناسب !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
وحقيقة ما كنت أظن أن أحدا ينتبه على سكوتي وعدم مناقشتي لرأي الدكتور عبد الحليم بوحدة الوجود ، ولكن الحمد لله إنك فعلت حتى أتكلم !
هذا يجعلني أتأكد أن طلبة العلم عندنا رغم ما حباهم الله من الفطنة لم يفطنوا لما ينتشر بيننا بهدؤ ونسمع بين الحين والأخر عبارات تدل على الإعجاب بأقوال المتصوفة والإشارة إلى أن الناس لا يدركون مراد القوم وأن الأمور عندنا دائما تعطى أكبر من حجمها و و و و.....
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
لا ابدا لا خشونة ولا شيء نسعد بالنقد البناء بارك الله فيك .
هذا فقط من لطفك !
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
أريد تعليقك على التالي :
قال في [البرهان المؤيد لصاحب مد اليد مولانا القطب الغوث السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه]:
صموا أسماعكم عن علم الوحدة وعلم الفلسفة وما شاكلهما فإن هذه العلوم مزالق الأقدام إلى النار حمانا الله وإياكم
الظاهر الظاهر اللهم إيمانا كإيمان العجائز قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون
وقال:
ينقلون عن الحلاج أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق
يذكرون له شعرا يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا ما أراه شرب ما أراه حضر ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلى حال.
انتظر تعليقك
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الحبيب " أخوكم "
(( لا نقبل العذر لأننا نحبك في الله ! فكم طال الإنتظار شوقا إلى شريف علمكم ! ))
أحبك الله الذي أحببتنا فيه .
(( قد لا يكون لوحدة الوجود معنى واحدا ولكن المعنى الذي ذكره عبدالحليم محمود أكثر خطرا لأنه أقل قبحا وتسهل الإستجابة له وأنا أعلم من ينتسب لمذهب السلف ويعتنق هذه العقيدة الباطلة ! ))
نعم هذا صحيح ، لو أن أحدا قال لك أنا اعتقد ان الخالق والمخلوق عين واحدة لنفرت منه ، ولكن عندما يعطيك مقدمات فلسفية ويدخلك متاهات ليوصلك لنفس النتيجة دون أن يصرح لك ويجعلها عقيدة قرمطية باطنية تفهم بالاشارة دون التصريح .
لا شك أن هذا أشد خطرا من المصرح ، فلذلك الدكتور عبد الحليم محمود وأمثاله أشد خطورة .
(( هذه كلمة يقولها كل من يؤمن بالوحدة سواء ما ذكرته من معنى أو ما ذكر عبدالحليم محمود! ))
ولكن بعضهم يصرح وبعضهم يلمح ويقرمط ، وبعضهم يكتم ولا يصرح إلا لخاصة الخاصة .
(( إن ما أثبته لا يصبغهابصبغة اسلامية فكل نصوص الكتاب والسنة المحكمة لاتدل على ما أراد وإنما ما أورده من الأدلة مجرد شبهات لا تثبت عند التمحيص والتحقيق ! ))
نعم بارك الله فيك الذي تفضلت به صحيح ماية في ماية أصحاب وحدة الوجود ليس عنده ربع دليل على وحدة الوجود فلذلك أدلتهم كلها إشارية بمعنى أنه يستدلون بالمعنى الباطن الذي يفترونه وليس ظاهرة الآيات والأحاديث .
(( هو قد يكون استخدم مصطلحا لم يسبق عليه وهو قوله [وحدة الموجود] ! فهل توافقني حسب ما تعلم أن لم يسبق على هذا المصطلح ؟ ))
نعم على حد علمي أول من أطلق هذا المصطلح هو الدكتور عبد الحليم محمود ، ولا شك أن هذا المصطلح للتلبيس أولا هذا المصطلح ليس من مصطلحات الصوفية فلم يذكر في كتب مصطلحات الصوفية على حد علمي .
وهذه عادة الصوفية إذا أرادوا التلبيس يستخدمون إصطلاحات جديدة مثل هذا المصطلح أو إصطلاحات المتكلمين مثل واجب الوجود والممكن ... الخ .
والرد عليهم سهل جدا نقولهم لهم اصطلحوا كما شئتم فاصطلاحكم هذا ينتهي إلى أيش ؟؟
إلى فرق أم جمع ، إن قالوا فرق ، قلنا لهم إذن أنتم لا تقولون بوحدة الوجود ، وإن قالوا جمع قلنا لهم : ما زاد اصطلاحكم إلا اسما جديدا لوحدة الوجود ، مثل الحقيقة المحمدية لها أكثر من اصطلاح مثل العقل الكلي ، العقل الاول ، النور الأزلي ، النور الأول ... الخ .
هل اتضح الصورة .
(( قد يكون هذا المعنى عند بعضهم والمعنى الذي أردت أنت عند الآخرين ! ))
نعم بحسب التفاوت في الطبعة لا يخفى عليك ان الصوفية يقسمون الناس إلى ثلاثة طبقات ، عوام وخاصة وخاصة الخاصة ، فالعوام هم المسلمون جميعا ومبتدي الصوفية ، أما الخاصة فهم الذي لا يشهدون فعلا إلا لله عز وجل ، ويسمونها وحدة الشهود والتي هي تقول بالجبر وأنه لا فاعل إلا الله ، والمرتبة الثالثة التي تقول بوحدة الوجود وأنه ما ثم إلا الله عز وجل .
الدكتور عبد الحليم محمود ايش عمل حتى تعلم خطورة مقاله رغم قصرها ؟؟
(( الوجود الواحد : وهل في الوجود الواحد من شك ؟
إنه وجود الله المستغني بذاته عن غيره ، وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن ، وليس لكائن غيره سبحانه . الوجود من نفسه , انه سبحانه الحالق . وهو البارئ المصور .
" هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء "
.... إلى أن قال : لا يعزب عن هيمنته وعن قيوميته مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ))
كل هذا هو يفرق بين الخالق والمخلوق - كما فهمت من كلامه- فهو يتكلم بلسان العامة بأن الله تعالى هو الخالق خالق كل شيء ، كي تتدرج بك إلى وحدة الوجود أي بمثابة المخدر قبل العملية ، ثم ينتقلبك إلى المرحلة الثانية تبدأ من قوله :
(( هذه القيومية أخذ القرآن والسنة يتحدثان عنها في استفاضة مستفيضة ليهزا الإنسان هزة عنيفة ... إلى أن قال : إن هذا الانتصار من عند الله ، أما القتلى : " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم " ))
في هذا المقطع كان يذكر عقيدة الخاصة بأنه لا فاعل إلا الله عز وجل وأنهم مثل الريشة في مهب الريح .
ويكون في هذه المرحلة هيأك لقبول وحدة الوجود ، بدأ معك بأن الله خالق كل شيء ثم الله هو الفاعل ثم ينتقل للقول بوحدة الوجود وهذا يبدأ من قوله : (( لقد اكتفوا بالله هاديا ونصيرا ، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم ، ونصرهم على أنفسهم وعلى أعائدهم . وأخذوا شيئا فشيئا يحالون تحقيق التوحيد : قولا وعقيدة ، وذوقا وتحقيقا ، وأخذوا يرون في " أشهد أن لا إله إلا الله " معاني لا يتطلع إليها غيرهم ))
أيش يعني ؟ يعني أن الصوفي لما وصل إلى المرتبة الثانية مرتبة الشهود زاد في تصوفه فوصل لمعنى لا يقول به أحد غير الصوفية ، فما هو هذا المعنى ؟!!
هذا هو المعنى : (( وثبت في أذواقهم واستقر في أحوالهم ومقاماتهم أن ( لا إله إلا الله ) وأنه : " إينما تلوا فثم وجه الله " )) وهذا شرح ابن عربي لهذه الآية كي يتضح مرادهم قال قال في تفسيره : (( { فأينما تولوا } أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن { فثمة وجه الله } أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده { إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات { عليم } بكل العلوم والمعلومات ... )) [ ص 43 / 1 ] .
فلذلك ختم الدكتور عبد الحليم بقوله : (( والتي لا تعني وحدة متحدة ، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق ، أو العابد والمعبود ، والآية هي : " هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن " ))
فالحاصل أن الدكتور عبد الحليم محمود خاطب الجميع في مقاله هذا حاول أن يفهم الصوفي المتبحر أن الصوفي يقولون بوحدة الوجود ( الخالق عين المخلوق ) كما حاول أن يفهم الانسان العادي الذي لا يعرف عن التصوف شيئا بأن الصوفي لا يقولون بوحودة الوجود ( الخالق عين المخلوق ) ، وإنما هذا هو افتراء من خصومهم وكل هذا بطريقة ثعلبية على عادة أئمة الصوفية ، والله المستعان .
(( نعم أعرف ذلك , ولكن السكوت عن فكرته وتفسيره من الممكن أن يفهم منه أنك لا تعترض على هذه الفكرة ! ))
ربما وإن كان يفهم من كلام الدكتور أنه يخالف أئمة الصوفية القائلين بوحدة الوجود .
(( هذه منك تسؤني جدا وتحزنني ! ))
لا تخزنك ولا شيء نتفق معه بأن خالق كل شيء ، ونتفق معه بأنه لا يقع شيء إلا بمشيئة الله عز وجل إن كان يقول بها ولا نتفق معه بأن الله عين كل شيء ونبرأ إلى الله من هذا القول ومن يتولى من يقول بهذا القول .
(( قولهم (أن الخالق هو عين المخلوق) أجد في نفسي أنني من الممكن أن أقبل تأويل الدكتور في أنهم يريدون المعنى الذي قرره الدكتور ثم أجتهد في نفي المعنى الأول والثاني! ))
بارك الله فيك هو لم يأول أي عبارة إنما ذكر عقائد الصوفية الثلاثة محشوة بكلام مقبول كمن يدس السم بالعسل ، ولكن هناك تصريحات لأئمة الصوفية تهدم الطريقة الثعلبية التي فعها الدكتور عبد الحليم .
الدكتور عبد الحليم كتب هذا المقال في كتيبه أبو العباس المرسي ، وهو كتاب ألفه لعامة الناس وغالبه كلام انشائي لا يعزو لنصوص ، ولكنه طريقة هذه المقال ، ونحن في حاجة للنظر في كتب المعاصرين والرد عليهم فهو يكتبون بلغة عصرنا فلا بد من الرد عليهم بلغة هذا العصر .
(( أنا سمعت من يستدل بها من من ينتسب إلى السلفية ويريد بها وحدة الوجود لذي ذكر الدكتور ولا أشك أبدا أن هذا مرادهم ! ))
للاسف كلام الصوفي يبهر الجهلة عندما يقرأ العامي او الجاهل كلامهم المنمق المزخرف بالزهد والورع وترك المخلوقين ينخدع به ، أما من عرف حقيقتهم ما يرمون إليه لا تخدعه هذه الترهات .
(( إذا لم تفند آراء القائلين بوحدة الوجود كما يراها الدكتور فإنني أجزم بأن كثيرا من الصوفية سيكونون سعداء بتأليفك ! ))
إن شاء الله سوف يكون قاصمة الظهر لهم وسوف نركز كثيرا على النصوص الصريحة فقد جمعت أكثر من 400 نص بين صريح وخفي وبين شعر ونثر ، فتصور هذا الكم الهائل من هذه النصوص .
(( هذا يجعلني أتأكد أن طلبة العلم عندنا رغم ما حباهم الله من الفطنة لم يفطنوا لما ينتشر بيننا بهدؤ ونسمع بين الحين والأخر عبارات تدل على الإعجاب بأقوال المتصوفة والإشارة إلى أن الناس لا يدركون مراد القوم وأن الأمور عندنا دائما تعطى أكبر من حجمها و و و و ))
للاسف أخي الحبيب طلبة العلم السلفية يهملون جانب الرد على الصوفية منشغول في الرد على الرافضة والحزبية وكأنهم لا يدرون أن أكبر خطر يهدد المجتمع المسلم هو التصوف فانتشار التصوف يعني انتشار هذه الامور ( وحدة الوجود ، وحدة الاديان ، السحر ، الوثنية ، البدع )
ولكن لا تخف لن يضع الله تعالى دينه
وأخيرا هذا موضوع ناقشته به أحد المتصوفة في مسألة وحدة الوجود وهذا الرجل ليس من نكراتهم بل جاء لمنتدى الصوفية كي يناقشني مخصوص
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=3600
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أخوكم
أريد تعليقك على التالي :
قال في [البرهان المؤيد لصاحب مد اليد مولانا القطب الغوث السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه]:
صموا أسماعكم عن علم الوحدة وعلم الفلسفة وما شاكلهما فإن هذه العلوم مزالق الأقدام إلى النار حمانا الله وإياكم
الظاهر الظاهر اللهم إيمانا كإيمان العجائز قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون
وقال:
ينقلون عن الحلاج أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق
يذكرون له شعرا يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا ما أراه شرب ما أراه حضر ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلى حال.
انتظر تعليقك
انتظر تعليقك
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا عثمان قد أوردت بما لا يدع مجالا للشك بوجود من يقول بأن الله هو عين الأشياء والصوفية اللذين نحاورهم الآن يقولون بقول عبدالحليم محمود والذي أراه أن تقول لهم التالي :
1- لا يشك أبو عثمان بأن مشائخكم يريدون أن الخالق هو عين المخلوق على الحقيقة !
2-أنتم يا من تقولون بالوحدة التي يراها عبدالحليم محمود سأناقشكم بوحدتكم هذه ومن ثم يكون الرد بالتفصيل على أدلتهم !
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الرابط :
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=3600
واستفدت منه الكثير أعظم الله أجرك
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أخوكم
أريد تعليقك على التالي :
قال في [البرهان المؤيد لصاحب مد اليد مولانا القطب الغوث السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه]:
صموا أسماعكم عن علم الوحدة وعلم الفلسفة وما شاكلهما فإن هذه العلوم مزالق الأقدام إلى النار حمانا الله وإياكم
الظاهر الظاهر اللهم إيمانا كإيمان العجائز قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون
وقال:
ينقلون عن الحلاج أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق
يذكرون له شعرا يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا ما أراه شرب ما أراه حضر ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلى حال.
انتظر تعليقك
اذكر مرة لما كنت انقاش أحد الصوفية في وحدة الوجود استشهد بقول أحمد الرفاعي هذا على أنه ينفي وحدة الوجود ، فقال لي الصوفي الرفاعي : هذا الكتاب يعني البرهان المؤيد ألفه للمبتدئين ، وظاهر كلام أحمد الرفاعي أنه لا قول بوحدة الوجود والله تعالى أعلم
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
اذكر مرة لما كنت انقاش أحد الصوفية في وحدة الوجود استشهد بقول أحمد الرفاعي هذا على أنه ينفي وحدة الوجود ، فقال لي الصوفي الرفاعي : هذا الكتاب يعني البرهان المؤيد ألفه للمبتدئين ، وظاهر كلام أحمد الرفاعي أنه لا قول بوحدة الوجود والله تعالى أعلم
وماذا عن موقفه من الحلاج ؟
ثم أنا أرى والله أعلم أنه رفض لمصطلح وحدة الوجود لما يوهمه من أن الله عين الأشياء , مع أن كلامه كله ينسجم مع الفكرة على رأي عبدالحليم محمود !
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أخوكم
وماذا عن موقفه من الحلاج ؟
ثم أنا أرى والله أعلم أنه رفض لمصطلح وحدة الوجود لما يوهمه من أن الله عين الأشياء , مع أن كلامه كله ينسجم مع الفكرة على رأي عبدالحليم محمود !
كيف هذا ؟؟
لعلك توضح ، والذي تقوله ليس بعيدا عن الصواب إن حملنا كلامه على الدعوة للقرمطة والباطنية .
وليس هو فقط بل حتى الجنيد لو شئت اخرجنا له قرمطات ، وللاسف الكثير لن يفهم كلامه ومغزاه .
والان نريد معرفة وجهت نظرك ليس للاختبار بل للاستفادة يعني مثل ما تأخذ لابد أن تعطي
رد: وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عثمان_1
كيف هذا ؟؟
لعلك توضح ، والذي تقوله ليس بعيدا عن الصواب إن حملنا كلامه على الدعوة للقرمطة والباطنية .
وليس هو فقط بل حتى الجنيد لو شئت اخرجنا له قرمطات ، وللاسف الكثير لن يفهم كلامه ومغزاه .
والان نريد معرفة وجهت نظرك ليس للاختبار بل للاستفادة يعني مثل ما تأخذ لابد أن تعطي
أنا أحمله على ظاهره مستدلا به على :
1- من يدعي أن المحجوبين لايفهمون كلام الحلاج وأمثاله فنقول لهم هذا من جنس الحلاج !
2-أن القوم ليسوا على جادة واحدة خاصة في هذا الجانب العقدي (وحدة الوجود) !