حال البدو في عهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكفر من لم يكفرهم بعد اطلاعه على حالهم
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في رسالة : [ستة مواضع من السيرة] :
اقتباس:
الموضع السادس : قصة الردة بعد موته - صلى الله عليه وسلم -، فمن سمعها ثم بقي في قلبه مثقال ذرة من شبهة الشياطين - الذين يسمون العلماء - وهي قولهم : هذا هو الشرك ، لكن يقولون : لا إله إلا الله ، ومن قالها لا يكفر بشيء . وأعظم من ذلك وأكبر : تصريحهم بأن البوادي ليس معهم من الإسلام شعرة ، ولكن يقولون : لا إله إلا الله ، وهم بهذه اللفظة إسلام ، وحرم الإسلام مالهم ودمهم ، مع إقرارهم أنهم تركوا الإسلام كله ، ومع علمهم بإنكارهم البعث ، واستهزائهم بمن أقر به ، واستهزائهم بالشرائع ، وتفضيلهم دين آبائهم ، مخالفاً لدين النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومع هذا كله ، يصرح هؤلاء الشياطين ، المردة الجهلة ، أن البدو إسلام ، ولو جرى منهم ذلك كله ، لأنهم يقولون : لا إله إلا الله أيضاً ؛ ولازم قولهم : أن اليهود إسلام ، لأنهم يقولونها . وأيضاً ، كفر هؤلاء أغلظ من كفر اليهود بأضعاف مضاعفة ، أعني البوادي المتصفين بما ذكرنا . والذي يبين ذلك من قصة الردة ، أن المرتدين افترقوا في ردتهم : فمنهم من كذب النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجعوا إلى عبادة الأوثان ، وقالوا : لو كان نبياً ما مات ؛ ومنهم من ثبت على الشهادتين ، ولكن أقر بنبوة مسيلمة ، ظناً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشركه في النبوة ، لأن مسيلمة أقام شهود زور شهدوا له بذلك ، فصدقهم كثير من الناس ؛ ومع هذا ، أجمع العلماء أنهم مرتدون ولو جهلوا ذلك ، ومن شك في ردتهم فهو كافر . فإذا عرفت أن العلماء أجمعوا أن الذين كذبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجعوا إلى عبادة الأوثان ، وشتموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ومنهم من أقر بنبوة مسيلمة : في حال واحد ، ولو ثبت على الإسلام كله . ومنهم من أقر بالشهادتين ، وصدق طليحة في دعواه النبوة . ومنهم من صدق العنسي صاحب صنعاء ؛ وكل هؤلاء أجمع العلماء أنهم مرتدون . ومنهم أنواع أخر ، منهم الفجاءة السلمي لما وفد على أبي بكر ، وذكر له أنه يريد قتال المرتدين ، ويطلب من أبي بكر أن يمده ، فأعطاه سلاحاً ورواحل ، فاستعرض السلمي المسلم والكافر يأخذ أموالهم ، فجهز أبو بكر جيشاً لقتاله . فلما أحس بالجيش ، قال لأميرهم : أنت أمير أبي بكر ، وأنا أميره ، ولم أكفر ، فقال : إن كنت صادقاً فألق السلاح ، فألقاه ، فبعث به إلى أبي بكر ، فأمر بتحريقه بالنار وهو حي .
فإذا كان هذا حكم الصحابة في هذا الرجل ، مع إقراره بأركان الإسلام الخمسة ، فما ظنك بمن لم يقر من الإسلام بكلمة واحدة ، إلا أنه يقول: (لا إله إلا الله) بلسانه ، مع تصريحه بتكذيب معناها ، وتصريحه بالبراءة من دين محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن كتاب الله ؟ ويقولون : هذا دين الحضر ، وديننا دين آبائنا .
ثم يفتي هؤلاء المردة الجهال أن هؤلاء مسلمون ، ولو صرحوا بذلك كله ، إذا قالوا : لا إله إلا الله . سبحانك هذا بهتان عظيم ! وما أحسن ما قاله واحد من البوادي ، لما قدم علينا وسمع شيئاً من الإسلام ، قال : أشهد أننا كفار - يعني هو وجميع البوادي - ، وأشهد أن المطوع الذي يسمينا إسلاماً أنه كافر . وصلى الله على سيدنا محمد .
فأهل البادية هؤلاء كانوا ينكرون البعث ، وكانوا يستهزئون بالرسول (ص) ويسبونه ، وكانوا يصرّحون بأنهم على غير دين الإسلام .
وأدعياء العلم أولئك الذين لم يكفروهم كانوا يقولون إنه لا يضر مع قول (لا إله إلا الله) شيء .. ويبقى المرء مسلماً حتى لو ردّ رسالة النبي (ص) وسبّه واستهزأ بدينه .. فهو مسلم ما دام يقول الشهادة .
وكانوا يقرون بأن أهل البادية ليس معهم من الإسلام شيء ، وأنهم على غير دين الإسلام ، ولكن امتنعوا من تكفيرهم لأنهم يقولون (لا إله إلا الله) .
وجاء عنه في [مختصر السيرة]:
اقتباس:
فكيف بمن لم يكفر البدو مع إقراره بحالهم ؟ فكيف بمن زعم أنهم هم أهل الإسلام ؟ من دعاهم إلى الإسلام أنه هو الكافر ؟! يا ربنا نسألك العفو والعافية .
وكانوا يزعمون أن من دعا أهل البادية إلى الإسلام فهو الكافر ..
وعنه في [كتاب حكم المرتد]:
اقتباس:
فمن أنكر ذلك وأبغضه ، وسبه وسب أهله ، وسماهم الخوارج ، فهو الكافر حقاً ، الذي يجب قتاله ، حتى يكون الدين كله لله ، بإجماع المسلمين كلهم ؛ والله سبحانه أعلم .
وكانوا يسبون من يدعوهم إلى التوحيد ويسموهم خوارج .
ولا حول ولا قوة إلا بالله
رد: حال البدو في عهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكفر من لم يكفرهم بعد اطلاعه على حالهم
رد: حال البدو في عهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكفر من لم يكفرهم بعد اطلاعه على حالهم
وهذا النص كاملا في كتاب حكم المرتد
قال الشيخ المجدد في كتاب حكم المرتد :[حكم من سب الرسول (صلى الله عليه وسلم) ]وقال الشيخ: رحمه الله تعالى في كتاب "الصارم المسلول على شاتم الرسول": قال الإمام إسحاق بن راهويه، أحد الأئمة، يعدل بالشافعي وأحمد: أجمع المسلمون أن من سب الله أو رسوله، أو دفع شيئا مما أنزل الله، أنه كافر بذلك، وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله.وقال محمد بن سحنون - أحد الأئمة من أصحاب مالك -: أجمع العلماء على أن شاتم الرسول كافر، وحكمه عند الأئمة القتل، ومن شك في كفره كفر; قال ابن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن على من سبه القتل.
وقال الإمام أحمد فيمن سبّه يقتل، قيل له: فيه أحاديث؟ قال: نعم; منها: حديث الأعمى الذي قتل المرأة; وقول ابن عمر: "من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل. وعمر بن عبد العزيز يقول: يقتل; وقال في رواية عبد الله: لا يستتاب، فإن خالد بن الوليد قتل رجلا شتم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستتبه" انتهى.
فتأمل رحمك الله: كلام إسحاق بن راهويه، ونقله الإجماع على أن من سب الله، أو سب رسوله، أو دفع شيئا مما أنزل الله، أنه كافر، وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله، يتبين لك: أن من تلفظ بلسانه بسب الله تعالى، أو سب رسوله، فهو كافر مرتد عن الإسلام، وإن أقر بجميع ما أنزل الله، وإن كان هازلا بذلك لم يقصد معناه بقلبه،
كما قال الشافعي: من هزل بشيء من آيات الله فهو كافر، فكيف بمن هزل بسب الله، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم؟
ولهذا قال الشيخ تقي الدين: قال أصحابنا وغيرهم، من سب الله تعالى كفر، مازحا أو جادا، لقوله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} 1، الآية قال: وهذا هو الصواب المقطوع به، انتهى.
ومعنى قول إسحاق رحمه الله تعالى: أو دفع شيئا مما أنزل الله، أن يدفع أو يرد شيئا مما أنزل الله في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الفرائض، أو الواجبات، أو المسنونات، أو المستحبات، بعد أن يعرف أن الله أنزله في كتابة، أو أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه، ثم دفعه بعد ذلك، فهو كافر مرتد، وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله في كتابه من الشرع، إلا ما دفعه وأنكره لمخالفته لهواه أو عادته، أو عادة أهل بلده.
وهذا معنى قول العلماء: من أنكر فرعا مجمعا عليه كفر، فإذا كان من أنكر النهي عن الأكل بالشمال، أو النهي عن إسبال الثياب، بعد معرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، فهو كافر مرتد، ولو كان من أعبد الناس وأزهدهم، فكيف بمن أنكر إخلاص العبادة لله وحده، وإخلاص الدعوة والاستغاثة، والنذر والتوكل، وغير ذلك من أنواع العبادة، التي لا تصلح إلا لله وحده، ولا يصلح منها شيء
لملك مقرب، ولا نبي مرسل، التي أرسل الله جميع رسله، وأنزل جميع كتبه لأجل معرفتها والعمل بها، التي هي أعظم شعائر الإسلام، الذي هو معنى لا إله إلا الله؟ فمن أنكر ذلك وأبغضه، وسبه وسب أهله، وسماهم الخوارج، فهو الكافر حقا، الذي يجب قتاله، حتى يكون الدين كله لله، بإجماع المسلمين كلهم؛ والله سبحانه أعلم.