(ثوابت لا تتغير عبر الزمان والمكان) (1)

الحمد لله ...
في ظل العولمة التي تحاول أن تجمع العالم كله تحت سلطة أممية واحدة وتحت عقلية ثقافية واحدة لابد هنا أن يبرز المسلم بثقافته ويبقى بريقه ولمعانه الذي يفرقه عن غيره
وذلك لايكون إلا بالثقافة التي تستمد من وحي الله المنزه وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ المطهرة فهما مصدري ثوابتنا التي لاتتبدل مهما تغير الزمان والمكان .

فقد عزمت أن أكتب سلسلة مقالات بعنوان : ( ثوابت لاتتغير عبر الزمان والمكان ) واتمنى من إخوتي التسديد والتوجيه فالمرء ضعيف بنفسه قوي بالله سبحانه وبإخونه الذين هم سبب من عند الله .

فمن أهم الثوابت التي لابد لنا معرفتها والتمسك بها بيان الرأي والرأي الآخر ووجهة النظر وهو ما يسميه العلماء بالاجتهاد .
يقول الشيخ سلمان في مقاله بين الثبات والتجديد : (إن أعظم الثوابت هو الاجتهاد ، وهو أساس المتغيرات فإن المرء إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر ؛ لأن اجتهاد المرء ينتقل من فاضل إلى أفضل أو من مفضول إلى فاضل.)ولا بد لنا أن نعرف أن هذا الاجتهاد ليس في جميع أمور ديننا بل ينبغى علينا أن نفرق بين ما يُقبل فيه بيان وجهة النظر والرأي وبين ما لا يصح فيه ذلك ولا يقبل
يقول الشيخ سلمان أيضاً : ( فالدين المحض يسأل المرء الثبات عليه بكل حال ، والرأي يطلب المرء الصواب فيه و يتبع المرء الهداية حيث كانت ) بتصرف .
وهذا الحق في بيان وجهة النظر والرأي لم يترك لأي مسلم أن يدل فيه بدلوه
بل من أراد هذا الحق فعليه أن يسلك طريقه ويحقق شروطه التي وضعها من هم أحرص الناس على دين الله وهم العلماء ـ رحمهم الله ـ
ولعل في المقال التالي نتطرق إلى هذا الشروط ونسلط الضوء عليها .
وفق الله المسلمين للتمسك بهذا الدين القويم .

بارك الله فيك أخي الكريم و لكن لدي ملاحظة على هذه الجملة و سارع بتغييرها مادام وقت التعديل لم ينتهي.

فالأولى أن تقول قوي بالله سبحانه ثم بإخوانه.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام ابن حزم الظاهري

فالمرء ضعيف بنفسه قوي بالله سبحانه وبإخونه الذين هم سبب من عند الله .

---

ليتك تذكر لنا من الثوابت التي لا تتغير أن الحاكمية لله سبحانه و تعالى.

الأخ الكريم : الإمام ابن حزم : قلتم : ( فمن أهم الثوابت التي لابد لنا معرفتها والتمسك بها بيان الرأي والرأي الآخر ووجهة النظر وهو ما يسميه العلماء بالاجتهاد ) ثم نقلتم عن الشيخ سلمان : ( إن أعظم الثوابت هو الاجتهاد ) .
وهذا - في ظني - فيه نظر ؛ لسببين :
1- أن الاجتهاد مجرد وسيلة . وهو غير مختص بدين الإسلام ، بل ولا الأديان كلها ، بل هو يوجد ماوجدت الأمور القابلة له . فلا يُحكم له بثبات ولا تغير .
2- أعظم ثوابت الدين هو توحيد رب العالمين ، بإخلاص " العبادة " له وحده . وهذا ما بُعثت الرسل لأجله ، وماعداه تابع له .
وفقكم الله ..

أخي الإمام..

إن من أعظم الثوابت التي لا تتغير بمر العصور والدهور عبادة الله وحده لاشريك له - كما أسلف الشيخ سليمان - ثم ياتي بعد ذلك بقية أركان الإسلام..

لكننا نجد في هذه الأيام من يريدو ن أنه يهونوا من بعض ثوابت ديننا التي إن نقضناها فقد نقضنا غزلنا من بعد قوة ألا وهي :

1- تحكيم شرع الله على الحاكم والمحكوم (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )
2- التصديق بما جاء به الرسول من كتاب وسنة وتقديس نصوص الكتاب والسنة والاحتجاج والاستدلال بالكتاب والسنة على حد سواء وعدم ضرب النصوص بعضها ببعض ..(فلا وربك لايؤمنون حتى يحكمونك فيما شجر بينهم ) (وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضل الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )
3- الولاء والبراء في دين الله عز وجل ..(ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة)
هذه بعضها لكن هي من أكثرها عرضة لأهل الزيغ والانحلال يريدون نقض أسها حتى يخر عليهم السقف من فوقهم وما علموا أن الله غالب على أمره ولكن أكثرهم يجهلون ... والله اعلم

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء الأندلسي

بارك الله فيك أخي الكريم و لكن لدي ملاحظة على هذه الجملة و سارع بتغييرها مادام وقت التعديل لم ينتهي.
فالأولى أن تقول قوي بالله سبحانه ثم بإخوانه.
.

---

وبارك فيك أخي العزيز , ولعل قولي أنهم سبب من عند الله يغني عن ذلك ويبين المقصود
لمن قد يتوهم غير مقصودي .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء الأندلسي

ليتك تذكر لنا من الثوابت التي لا تتغير أن الحاكمية لله سبحانه و تعالى.

---

شاكر لك هذا الاقتراح ونسأل الله الأعانة في ذلك .

الأخ سليمان أولا شاكر لك مرورك

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي

1- أن الاجتهاد مجرد وسيلة . وهو غير مختص بدين الإسلام ، بل ولا الأديان كلها ، بل هو يوجد ماوجدت الأمور القابلة له . فلا يُحكم له بثبات ولا تغير . ..

---

وكذلك توحيد الله بالعبادة ليس مختص بهذا الدين فالرسل جميعها تدعو إلى التوحيد وأصل كل رسالة سماوية هي الدعوة إلى توحيد الله .
وهل من شيء يثبت أن الاجتهاد ليس مختص بهذا الأمة ؟ انا لست أعرف اريد منك أن تفيدني .
ثم إني ذكرت مقولة الشيخ سلمان : ( ( فالدين المحض يسأل المرء الثبات عليه بكل حال ، )
الذي يتضمن توحيد الله سبحانه والحاكمية له سبحانه وغيره من قطعيات هذا الدين التي يسأل
المرء الله الثبات عليها بكل حال .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي

2- أعظم ثوابت الدين هو توحيد رب العالمين ، بإخلاص " العبادة " له وحده . وهذا ما بُعثت الرسل لأجله ، وماعداه تابع له .
وفقكم الله ..

---

ليس هناك طالب علم أو مسلم يساوم على أن التوحيد أعظم الثوابت وأسها .
وإنما قد يعبر المرء بلازم القول أو مقتضاه من باب أن يعمل المرء عقله للوصول للحق
فالله سبحانه عندما يقول للمشركين ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ) يريد منهم أن يعملوا عقولهم ليوحدوه سبحانه وتعالى وقد خاطبهم بما هم مقرين به وهو أن الله هو الخالق لهم.
قالشيخ سلمان أراد بقوله أن الاجتهاد أعظم الثوابت لازم القول وعرفنا ذلك بقوله
أن الدين المحض يسأل المرء الثبات عليه بكل حال أي لا يجتهد فيه
ويكون في ذلك ردا على الذين يقولون أن الإسلام لا يكفل للمرء الرأي وبيان وجهة النظر

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي

وفقكم الله ..

---

وإياك .

الأخ الكريم : العز بن عبدالغني :
شاكر لك كرم مرورك وتعليقك