التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
بسم الله الرحمن الرحيم
(1): المسعودي (صاحب مروج الذهب وغيرها من الكتب):
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج (4/84) : (( ... وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلاَّ الله تعالى ، فكيف يوثقُ بحكايةٍ منقطعةِ الإسناد ، في كتابٍ قد عرِفَ بكثرة الكذِب ... )).
______________________________ _________
(2) : يوسف بن قز أوغلي ، سبط ابن الجوزي ، (صاحب مرآة الزمان وغيرها من الكتب):
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج (4/97-98) : (( ... فهذا الرجل يذكر في مصنَّفاته أنواعاً من الغثِّ والسمين ، ويحتجُّ في أغراضه بأحاديث كثيرةٍ ضعيفةٍ وموضوعة.
وكان يصنِّفُ بحسبِ مقاصد الناس ، يصنِّف للشيعة ما يناسبهم ، ليعوِّضوه بذلك .
ويصنِّف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك ، لينال بذلك أغراضه .
فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي قيل له : ما مذهبك ؟
قال : في أي مدينةٍ ؟
ولهذا يوجدُ في كتبه ثلبُ الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم ؛ لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة .
ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم )).
______________________________ ____
(3) : ابن بطُّوطة ( الرَّحَّالة المشهور ) :
قال العلاَّمة ابن خلدون رحمه الله في مقدِّمة تأريخه ديوان المبتدأ والخبر (ص/227) : (( ورد بالمغرب لعهد السلطان أبي عنان من ملوك بني مرين رجل من مشيخة طنجة يعرف بابن بطوطة كان رحل منذ عشرين سنة قبلهما إلى المشرق ، وتقلَّب في بلاد العراق واليمن والهند ، ودخل مدينة دهلي حاضرة ملك الهند وهو السلطان محمد شاه ، واتصل بملكها لذلك العهد وهو فيروزجوه ، وكان له منه مكان ، واستعمله في خطه القضاء بمذهب المالكية في عمله ، ثم انقلب إلى المغرب ، واتصل السلطان أبي عنان .
وكان يحدِّث عن شأن رحلته وما رأى من العجائب بممالك الأرض .
وأكثر ما كان يحدث عن دولة صاحب الهند ، ويأتي من أحواله بما يستغربه السامعون !
مثل أن ملك الهند إذا خرج إلى السفر أحصى أهل مدينته من الرجال والنساء والولدان وفرض لهم رزق ستة أشهر ، تدفع لهم من عطائه .
وأنه عند رجوعه من سفره يدخل في يوم مشهود يبرز فيه الناس كافة إلى صحراء البلد ويطوفون به وينصب أمامه في ذلك الحقل منجنيقات على الظهر ترى بها شكائر الدراهم والدنانير على الناس إلى أن يدخل إيوانه ، وأمثال هذه الحكايات .
فتناحى الناس بتكذيبه .
ولقيت أيامئذ وزير السلطان فارس بن وردار البعيد الصيت ففاوضته في هذا الشأن ، وأريته إنكار أخبار ذلك الرجل ، لما استفاض في الناس من تكذيبه ، ... الخ )) .
وقال الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى في شرحه لنونية ابن القيم (1/497-498) : (( وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية ، فلا يخفى ما افتروه عليه ورموه به من الإفك ، وجعلوه يقول بالتجسيم ، وحاشاه .
وذكر ابن بطوطة في رحلته المشهورة قال : ( وكان دخولي لبعلبك عشية النهار وخرجت منها بالغدو لفرط اشتياقي إلى دمشق ، وصلت يوم الخميس ( التاسع ) من شهر رمضان المعظم ، عام ( ست وعشرين وسبعمائة ) إلى مدينة دمشق الشام ، فنزلت فيها بمدرسة المالكية المعروفة بالشرابيشية ) .
- إلى أن قال [ يعني : ابن بطوطة ] : - ( وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون ) .
- إلى أن قال [ يعني : ابن بطوطة ] : - فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم ، فكان من جملة كلامه [ يعني ابن تيمية ] أن قال : إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجة من المنبر ، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء ... - إلى آخر ما هذى به ابن بطوطة .
أقول [ يعني : الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى ] : واغوثاه بالله من هذا الكذب ، الذي لم يخف الله كاذبه ، ولم يستحي مفتريه ، وفي الحديث : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت) .
ووضوح هذا الكذب أظهر من أن يحتاج الى الإطناب ، والله حسيب هذا المفتري الكذاب ، فإنه ذكر أنه دخل دمشق في 9 رمضان سنة 726 !
وشيخ الاسلام ابن تيمية إذ ذاك قد حبس في القلعة ، كما ذكر ذلك العلماء الثقات ، كتلميذه الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي ، والحافظ ابي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب في طبقات الحنابلة .
قال فى ترجمة الشيخ من طبقاته المذكورة : مكث الشيخ في القلعة من شعبان سنة ست وعشرين إلى ذي القعدة سنة ثمان وعشرين .
وزاد ابن عبد الهادي : أنه دخلها في سادس شعبان .
فانظر إلى هذا المفتري ، يذكر أنه حضره وهو يعظ الناس على منبر الجامع !
فياليت شعري ! هل انتقل منبر الجامع إلى داخل قلعة دمشق ؟!
فانظر كلام تلامذته ، وغيرهم من العارفين بحاله - أهل الورع والامانة والديانة - يتَّضح لك كذب هذا المغربي ، عامله الله بما يستحق .
والله أعلم .
وكم كذبوا عليه وبهتوه ، وقوَّلوه أشياء هو بريء منها )) .
* تنبيه :
• ليس المقصود من ذكر كذَبة المؤرِّخين أنَّ كلَّ أو أكثر ما أرَّخوه كذبٌ .
• بل المراد الحذر من نقولهم المنكرة وما يتفرَّدون به من الغرائب ، ومنها : ما أشار إليه العلاَّمة ابن خلدون رحمه الله .
• وإلاّ*َ فهذا الواقدي وما يُروى من جهته ، وحاله حاله *!
• أما أنهم كذَبة لأجل أنه ثبت كذبهم مستفيضاً من وجوهٍ متعددة وفي أخبار متغايرة أولم يثبت ذلك =فليس ذلك طلبنا .
• إنما من ثبت كذبه مرَّةً فقد أبان لنا عورته فوجب الحذرُ منه ( كما قيل عن المدلِّس ) .
ثم لا يعنينا كثيراً كونه كذب في كلِّ خبره صريحاً أو ( بالمبالغات والتهويلات ) ، أو كان يكذب الشيء بعد الشيء .
وبالله تعالى التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد: التحذير من كذبة المؤرِّخين
بارك الله فيكم أبا عاصم على هذه الفوائد
رد: التحذير من كذبة المؤرِّخين
و أعتقد أن تاريخ الطبري مليء بالروايات المكذوبة والضعيفة !! فيجب الحذر منه ...وهذا لم يقدح في مؤلفه !!
وكذلك غيره من المؤرخين ...لا تقدح فيهم كثرة الروايات المكذوبة ...
أليس كذلك شيخنا البخاري حفظك الباري ؟.
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
لماذا مؤرخى التاريخ نقلوا الراويات الكاذبة عن الصحابة رضى الله عنهم كالطبرى وهم يعلمون مكانة الصحابة والأحاديث التى تنهى عن سب الصحابة حتى أن الرويبضة عندما يحتج على العلماء على عدم عدالة الصحابة يحتج بما كتب فى الطبرى وغيره من كتب التاريخ.
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
بارك الله فى الأخوة جميعا ،وحقا إن علم التاريخ من العلوم الخطيرة التى لا مفر لطالب العلم من تعلمه ، والوقوف على فلسفته ومراميه ، إذ لا يمكن لمحدث أن يستغنى عن التاريخ ولا لفقيه ، ولا لمفسر ن ولذا كان ابن المبارك رضى الله عنه يقول لما استعمل الكذابون لنا الكذب استعملنا لهم التاريخ ، وقدصنف العلامة السخاوى تلميذ الحافظ ابن حجر كتابا عظيما فى هذا الباب رغم صغر جرمه ، وسماه " الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" رغم أنه دفاعا عن التاريخ ذد من ذمه ، إلا أن فيه علما جما حول كتب التاريخ والمحدثين والمفسرين وووو وفيه تعليم لطالب العلم كيف يقبل الخبر التاريخ ، وكيف يرفضه
على أمل بعودة كتبت ذلك على عجلة من أمرى
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
بالمناسبة يا شيخ عدنان ما هي حجتكم في ضبط
(الشِّهرستاني) ؟
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد
بالمناسبة يا شيخ عدنان ما هي حجتكم في ضبط
(الشِّهرستاني) ؟
/// حياكم الله يا شيخ أشرف.
/// ليست لي حُجَّة في ذلك؛ لأنَّ ضبطها هكذا غلطٌ، سبق به اللِّسان، أواعتاد عليه فيما يبدو، وأنا أعلمُ أنَّ كلمة (شَهْر) فارسية الأصل، ما زالت مستعملة عند فرس هذا الزمان، بمعنى البلدة والمدينة، والاستان الناحية، فكأنَّ معناها: (مدينة الناحية). كما بيَّن ذلك عند ياقوت في معجمه، بل كما هو ذائعٌ اليوم في الاستعمال عند الفرس ومن أخذ عنهم لغتهم من ذاك الزمن.
/// ومنها: تسمية كثير من البلدان في هذا الزمان، التي تلحقها استان، كأوزبكستان، وباكستان، وقديًما: هندوستان! وهكذا.
/// فما ألمحت إليه هو الصَّحيح وهو "شَهْرستان"، والنسبة إليه الـ"شَهْرستاني".
/// وجزاكم الله خيرًا.
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
جزاكم الله خيرا، ولكني قلت في نفسي لعل الشيخ عدنان وقف على قول أو وجه بالكسر أو هكذا وردت في إحدى المطبوعات المعنيّة بالضبط .. إلخ من الاحتمالات .. فقلت أستفيد منكم حفظكم الله، ولم أُرد الإشارة إلى التخطئة أصالة .. ولإتمام فائدتكم فإن الراء مفتوحة أيضًا حتى لا يقرأها أحد المارّة (الشَّهْرِستاني) ، بل الصواب (الشَّهْرَسْتان ). والله أعلم.
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
/// بودِّي لو تفرَّغنا في هذه الصفحة بذكر رواة السِّير الذين تدور عنهم الأخبار في كتبها، ممَّن طُعِن في روايته مطلقًا أوبقيد.
/// جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم يا شيخ أشرف.
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
ماشاء الله ، موضوع قيم .
بارك الله فيك .
اقتباس:
بودِّي لو تفرَّغنا في هذه الصفحة بذكر رواة السِّير الذين تدور عنهم الأخبار في كتبها، ممَّن طُعِن في روايته مطلقًا أوبقيد.
لعل ( أبو مخنف ) منهم .
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومالك المصرى
لماذا مؤرخى التاريخ نقلوا الراويات الكاذبة عن الصحابة رضى الله عنهم كالطبرى وهم يعلمون مكانة الصحابة والأحاديث التى تنهى عن سب الصحابة حتى أن الرويبضة عندما يحتج على العلماء على عدم عدالة الصحابة يحتج بما كتب فى الطبرى وغيره من كتب التاريخ.
/// بارك الله فيك.. الإمام الطَّبري وغيره من أوعية الإسناد والرِّواية ليسوا بمعزلٍ عن سائر أهل الصَّنعة من المُسندين، إنَّما ينقلون الأخبار الصَّحيحة بالأسانيد المثبتة ليقف عليها العارف بها فيحصل له بها الطمأنينة.
/// وكذا ينقل الأخبار الواهية والسَّاقطة بالأسانيد التي فيها من يطعن في حالهم، ويبرزون ذلك في أسانيدهم ليُعرف أنَّ الخبر من جهتهم.
/// وإنَّما يحصل العتب والاحتجاج على هؤلاء الأئمَّة ما لو اشترطوا على أنفسهم تحرِّي الصِّحَّة في النَّقل، ثم نقلوا عن أمثال هؤلاء السَّاقطين في الرِّواية.
/// ويُقال للدهماء من الغوغاء، ومن هم أولى منهم من مرضى الشُّبهات، هل تظنُّون أنَّ تاريخ الطَّبري هو كصحيح البخاري، وهل رأيتم أئمَّة الإسلام يجعلون كتب السُّنَّة المسندة -فضلا عن غيرها- بمنزلة واحدة؟!
/// وأعتذر عن تأخُر ردِّي عن سؤالك، فما نشطُّت له إلَّا الآن..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الوليد التويجري
ماشاء الله ، موضوع قيم .
بارك الله فيك .
لعل ( أبو مخنف ) منهم .
/// نعم، أبومخنف لوط بن يحيى، ومن كان مثله، لو جُرِّد الكلام عنهم ههنا لكان في ذلك نفعًا عظيمًا، خاصَّةً في صدِّ شبهات النَّاقلين والمنقِّبين في كتب التأريخ لبثِّ الشبهات بين المسلمين.
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
يوجد دراسة عن أبي مخنف (مرويّات أبي مخنف في تاريخ الطبري "عصر الخلافة الراشدة": دراسة نقدية)، تأليف: يَحيى بن إبراهيم اليَحيى.
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
/// بارك الله فيكم يا شيخ أشرف، كنت رأيت كتاب اليحيى قبل سنين أول ما صدر، وهي كأنَّها رسالة علميَّة.
/// لكن لو فُرِّغ خلاصة ما في ذاك الكتاب - وليس عندي - لكن في ذلك خيرًا عامًّا.
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
الكتاب موجود عندي ، ولعلي أنشط لتصويره أو وضع زبدة البحث ، والله المعين .
رد: التحذير من بعض المؤرِّخين وبعض كتب التأريخ
/// لعلَّك تجمع بين الخيرين، فيضاعف لك الأجر إن شاء الله مرَّتين.