فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين
الشيخ محمد بن صالح العثيمين / صحيح البخاري
شرح كتاب الدعوات-06b
قراءة من الشرح . حفظ
(القراءة من فتح الباري لابن حجر)
القارئ : يقول " قوله كأنها ماءها " .
الشيخ : في أي مكان؟
القارئ : في الطب.
الشيخ : نعم.
القارئ : ( كأن ماءها ) ، في رواية ابن نمير: والله لكأن ماءها، أي : البئر، ( نقاعة الحناء ) بضم النون وتخفيف القاف، والحناء معروف وهو بالمد، أي أن لون ماء البئر لون الماء الذي يُنقع فيه الحناء.
قال ابن التين: يعني أحمر، وقال الداوودي: المراد الماء الذي يكون من غسالة الإناء الذي تُعجن فيه الحناء.
قلت: ووقع في حديث زيد بن أرقم عند ابن سعد وصححه الحاكم فوجد الماء وقد اخضر، وهذا يقوي قول الداوودي. قال القرطبي: كأن ماء البئر قد تغيّر إما لرداءته بطول إقامته وإما لما خالطه من الأشياء التي ألقيت في البئر. قلت: ويرد الأول أن عند ابن سعد في مرسل عبد الرحمان بن كعب أن الحارث بن قيس.
الطالب : يهور البئر.
القارئ : يقول هوّر البئر المذكورة، وكان يستعذب منها، وحفر بئرا أخرى فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلّم في حفرها.
قوله: ( وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ) كذا هنا، وفي الرواية التي في بدء الخلق: نخلها كأنه رؤوس الشياطين، وفي رواية بن عيينة وأكثر الرواة عن هشام: كأن نخلها، بغير ذكر رؤوس أولا. والتشبيه إنما وقع على رؤوس النخل فلذلك أفصح به في رواية الباب وهو مقدّر في غيرها، ووقع في رواية عمرة عن عائشة: فإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سعفه كأنه رؤوس الشياطين.
وقد وقع تشبيه طلع شجرة الزقوم في القرءان برؤوس الشياطين.
قال الفراء وغيره: يحتمل أن يكون شبّه طلعها في قبحه برؤوس الشياطين لأنها موصوفة بالقبح، وقد تقرر في اللسان أن من قال فلان شيطان أراد أنه خبيث أو قبيح، وإذا قبحوا مذكرا قالوا شيطان، أو مؤنثا قالوا غول. ويحتمل أن يكون المراد بالشياطين الحيات، والعرب تسمي بعض الحيات شيطانا وهو ثعبان قبيح الوجه. ويحتمل أن يكون المراد نبات قبيح ..
الشيخ : ... .
القارئ : قيل إنه يوجد باليمن. قوله قلت يا رسول الله ... استخرجته.
الشيخ : خلاص؟ وش عندك يا عبد المنان؟ أه؟
السائل : ... .
الشيخ : وقال ما هو في الطب؟
السائل : لكن نفس الحديث هذا.
الشيخ : إيه.
السائل : ... الدعوات، ما تقدم في صفة ... .
الشيخ : إيه، على كل حال العلماء هؤلاء حملوا المسألة على الحقيقة، حملوه على الحقيقة وأن الماء متغيّر لطول مكثه، لكن ابن حجر رد على هذا وقال إنها قد حفرت وهوّرت يعني نظفت وصارت تُستعذب، ومثل هذه لا تكون كذلك. كذلك النخل قالوا إنه قد يبس وتلوّى سعفه وصارت كأنه رؤوس الشياطين، فحملوا هذا على الحقيقة.
وعندي والله أعلم أنه هذا على سبيل التخيّل، يعني الرسول تخيّل أن هذه كأنها رؤوس الشياطين، وأن البئر كأنه متغيّر الماء كأنه نقاعة الحناء، والمسألة تحتاج إلى زيادة بحث ونظر في شرح الحديث إن شاء الله. نعم.
السائل : الحديث ... .
الشيخ : نعم.
السائل : قال ... وعدل عن ... أو النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : نعم. ما يمنع، مثل ما قال مؤمن من ءال فرعون (( أَتَقتُلونَ رَجُلًا )) يعني موسى (( أَن يَقولَ رَبِّيَ اللَّهُ )) نعم.
السائل : أنا.
الشيخ : إيه أنت.
رد: فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين
- سحَر النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يهوديٌّ مِن يهودِ بني زُرَيْقٍ يُقالُ له : لَبيدُ بنُ الأعصمِ حتَّى كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخيَّلُ إليه أنَّه يفعَلُ الشَّيءَ وما يفعَلُه حتَّى إذا كان ذاتَ يومٍ أو ذاتَ ليلةٍ دعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ دعا ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أشعَرْتِ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا قد أفتاني فيما استفتَيْتُه ؟ قد جاءني رجُلانِ فجلَس أحدُهما عندَ رأسي وجلَس الآخَرُ عندَ رِجْليَّ فقال الَّذي عندَ رِجْلَيَّ لِلَّذي عند رأسي : ما وجَعُ الرَّجُلِ ؟ قال : مَطبوبٌ فقال : ومَن طَبَّه ؟ قال : لَبيدُ بنُ الأعصمِ قال : في أيِّ شيءٍ ؟ قال : في مُشْطٍ ومُشَاطةٍ وجُفِّ طَلْعةِ ذَكَرٍ قال : وأينَ هو ؟ قال : في بئرِ ذي ذَرْوانَ ) قال : فأتاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أناسٍ مِن أصحابِه ثمَّ جاء فقال : ( يا عائشةُ فكأنَّ ماءَها نُقاعةُ الحِنَّاءِ ولَكأنَّ نخلَها رؤوسُ الشَّياطينِ ) فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ فهَلَّا أحرَقْتَه أو أخرَجْتَه ؟ قال : ( أمَّا أنا فقد عافاني اللهُ وكرِهْتُ أنْ أُثيرَ على النَّاسِ منه شيئًا ) فأمَر بها فدُفِنَتْ
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 6583
| التخريج : أخرجه مسلم (2189)، وابن ماجة (3545)، وأحمد (24300) باختلاف يسير.
سَحَرَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ له: لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، حتَّى كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه كانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ، حتَّى إذَا كانَ ذَاتَ يَومٍ -أوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ- وهو عِندِي، لَكِنَّهُ دَعَا ودَعَا، ثُمَّ قَالَ: يا عَائِشَةُ، أشَعَرْتِ أنَّ اللَّهَ أفْتَانِي فِيما اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ أتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أحَدُهُما لِصَاحِبِهِ: ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَن طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، قَالَ: في أيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ، وجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: وأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: في بئْرِ ذَرْوَانَ . فأتَاهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في نَاسٍ مِن أصْحَابِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: يا عَائِشَةُ، كَأنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، أوْ كَأنَّ رُؤُوسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ. قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أفلا اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ قَالَ: قدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أنْ أُثَوِّرَ علَى النَّاسِ فيه شَرًّا فأمَرَ بهَا فَدُفِنَتْ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5763 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (5763)، ومسلم (2189)
في هذا الحَديثِ تُخبرُ أمُّ المُؤمِنينَ عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَحَرَه رَجُلٌ مِن بَني زُرَيْقٍ، يُقالُ لَه: لَبيدُ بنُ الأَعْصَمِ، وهو يَهوديٌّ، والسِّحرُ: هو قِراءاتٌ وطَلاسِمُ يَتوصَّلُ بها السَّاحرُ إلى استخدامِ الشَّياطينِ فيما يُريدُه مِن ضَرَرَ المسحورِ.
وكان مِن أثَرِ هذا السِّحرِ الذي صَنَعه لَبِيدٌ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه كان يُخَيَّلُ إلَيْه أنَّه كانَ يَفعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وقد جاءت رواياتُ هذا الحديثِ مَبنيَّةً على أنَّ السِّحرَ إنما تسَلَّط على جَسِدِه وظواهِرِ جوارِحِه لا على قَلْبِه وعَقلِه واعتقادِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويكونُ معنى أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخَيَّلُ إلَيْه أنَّه كانَ يَفعَل الشَّيْءَ وما فَعَلَه: محمولٌ على التخَيُّلِ بالبصَرِ لا بالعَقلِ، وليس فيه ما يَطعَنُ بالرِّسالةِ. أو حتى يَظُنُّ أنَّه يأتي أهْلَه ولا يأتيهِنَّ -كما في الرِّوايةِ الأُخرى في صحيحِ البُخاريِّ-، والمعنى: أن يَظهَرَ له من نَشاطِه ومُتقَدَّمِ عادتِه القُدرةَ عليهِنَّ، فإذا دنا منهن أخذَتْه أَخذةُ السِّحرِ، فلم يأتِهنَّ ولم يتمكَّنْ مِن ذلك كما يعتري المسحورَ.
وظلَّ هكذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كانَ ذاتَ يَوْمٍ أو ذاتَ لَيْلةٍ، وهو عِنْدَ أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها في حُجْرتِها، وكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُشْتَغِلًا بِالدُّعاءِ، أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ أجابه فيما دعاه وسأله، وذكر لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه أتاه مَلَكانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهما عِنْدَ رأسِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلِه، فَقالَ أَحَدُهما لِصاحِبِه: ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ يعني النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَأَجابَه: بأنه مَطْبوبٌ، أي: مَسْحورٌ. فسأله عمَن سَحَرَه، فقالَ: لَبيدُ بنُ الأَعْصَمِ. قالَ: في أَيِّ شَيْءٍ سَحَره؟ قالَ: في «مُشْطٍ» وهو الأداةُ المعروفةُ الَّتي يُسَرَّحُ بِها شَعْرُ الرَّأْسِ واللِّحْيةِ، «وَمُشاطةٍ» وهي: ما يَخْرُجُ مِن الشَّعرِ عِندَ التَّسْريحِ، «وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلةٍ»: الوِعاءِ أو الغِشاءِ الَّذي يَكونُ على طَلعِ النَّخلِ، ويُطلَقُ على الذَّكَرِ والأُنْثى؛ فَلِذا قَيَّدَه بِقَوْلِه: «ذَكَرٍ»، وهي صِفةٌ لِلجُفِّ.
فسأل الملَكُ صاحِبَه: وأَيْنَ هذا السِّحرُ؟ قالَ: في بِئْر «ذَرْوانَ» وهي بِئرٌ بالمدينةِ كانت في بُستانِ بني زريقٍ.
فَجاءها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ناسٍ مِن أصْحابِه، ولما رجع وصف لأمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ هذا البِئرَ بأنَّ ماءَها كأنَّه «نُقاعةُ الحِنَّاءِ»، يَعْني: أنَّ ماءَ البِئْرِ أحمرُ كالَّذي يُنْقَعُ فيه الحِنَّاءُ، يَعْني أنَّه تَغَيَّرَ لِرَداءتِه، أو لِما خالَطَه مِمَّا أُلْقِيَ فيه، وكَأَنَّ رُؤوسَ نَخْلِها رُؤوسُ الشَّياطينِ، في التَّناهي في كَراهتِها وقُبْحِ مَنظَرِها.
فسألت أمُّ المُؤمِنينَ عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أفلا استخرَجْتَ السِّحرَ الذي خبَّأه لَبِيدٌ في هذه البِئرِ؟ فذكر لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه كَرِهَ استخراجَه حتى لا يُثيرَ على النَّاسِ مِنه شَرًّا؛ مِثل تَذْكيرِ المُنافِقينَ السِّحْرَ وتَعَلُّمِه، ونَحوِ ذَلِكَ، فَيُؤْذونَ المُؤمِنينَ، فَأَمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِالبِئْرِ فَدُفِنَتْ.
وفي سُنَنِ النَّسائيِّ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرسل من يستخرجُ هذا السِّحرَ مِنَ البِئرِ، واستخرجه، وكان فيه خَيطٌ مَعقودٌ إحْدَى عشرةَ عُقدةً، وقرأ عليه جِبريلُ عليه بالمعَوِّذاتِ فانفَكَّت العُقَدُ، فنَشِطَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وعليه فيكونُ سُؤالُ أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها عن استخراجِه بمعنى نَشْرِه للنَّاسِ، فأجابها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّه لم يَنشُرْه خشيةَ أن تحصُلَ بذلك مَفسَدةٌ أعظَمُ.
وفي الحَديثِ: التَّكْنيةُ عن السِّحْرِ بِالطِّبِّ تَفاؤُلًا.
وَفيه: دَرْءُ المَفاسِدِ مُقَدَّمٌ على جَلْبِ المَصالِحِ.
وَفيه: الصَّبْرُ على الابتِلاءِ والامتِحانِ.
وفيه: الإلْحاحُ في الدُّعاءِ وتَكْرارُه، وأنَّ الدُّعاءَ وَسيلةٌ لفَكِّ السِّحرِ ورَفعِ الضُّرِّ.
وَفيه: مُعْجِزتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعِصْمتُه فيما يُبَلِّغه عن رَبِّه عَزَّ وجَلَّ، وإخْبارُه بِمَكانِ السِّحرِ.
وَفيه: بَيانُ أَهَمِّيَّةِ الأَخذِ بِالأَسبابِ، وأَنَّها لا تُنافي التَّوَكُّلَ.
وَفيه: أنَّ مِن صِفاتِ اليَهودِ الخيانةَ لِلهِ ولِرَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
رد: فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُهُ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ، وَكَانَ تُعْجِبُهُ خِدْمَتُهُ، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ يَهُودُ حَتَّى سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذُوبُ وَلَا يَدْرِي مَا وَجَعُهُ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمٌ إِذْ أَتَاهُ مَلَكَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ: مَا وَجَعُهُ؟ [ص:93] قَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ مَطْبُوبٌ. قَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ , قَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ: بِمَ طَبَّهُ؟ قَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ: بِمِشْطٍ وَمِيشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ بِذِي ذَرْوَانَ، وَهِيَ تَحْتَ رَاعُوفَةَ الْبِئْرِ فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا عَائِشَةَ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْبَأَنِي بِوَجَعِي» ؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَدَا مَعَهُ أَصْحَابُهُ إِلَى الْبِئْرِ، فَإِذَا مَاؤُهَا كَأَنَّهُ نُقُوعِ الْحِنَّاءِ، وَإِذَا نَخْلُهَا - الَّذِي يَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا - قَدِ الْتَوَى سَعَفُهُ كَأَنَّهُ رُءُوسِ الشَّيَاطِينِ [ص:94] قَالَ: فَنَزَلَ رَجُلٌ فَاسْتَخْرَجَ جُفَّ طَلْعَةٍ مِنْ تَحْتِ الرَّاعُوفَةِ، فَإِذَا فِيهَا مِشْطُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ مُرَاطَةِ رَأْسِهِ، وَإِذَا تِمْثَالٌ مِنْ شَمْعٍ تِمْثَالُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا فِيهَا إِبَرٌّ مَغْرُوزَةٌ، وَإِذَا وَتَرٌ فِيهِ إِحْدَى عَشَرَةَ عُقْدَةً , فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْمُعَوِّذَت َيْنِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدٌ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] وَحَلَّ عُقْدَةً، {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 2] ، وَحَلَّ عُقْدَةً، حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] وَحَلَّ عُقْدَةً، حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، وَحَلَّ الْعُقَدَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَا يَنْزِعُ إِبْرَةً إِلَّا وَجَدَ لَهَا أَلَمًا، ثُمَّ يَجِدُ بَعْدَ ذَلِكَ رَاحَةً. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ قَتَلْتَ الْيَهُودِيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ عَافَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَمَا وَرَاءَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ أَشَدُّ» قَالَ: فَأَخْرَجَهُ. قَدْ رُوِّينَا فِي هَذَا، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِبَعْضِ مَعْنَاهُ , وَرُوِّينَاهُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي أَبْوَابِ دَعَوَاتِهِ دُونَ ذِكْرِ الْمُعَوِّذَتَي ْنِ
الكتاب: دلائل النبوة
المؤلف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي
رد: فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين
232 - فعن عائشة أيضًا:
أخرجه البيهقي في الدلائل 7/ 92، 93، 94 من طريق محمد بن عبيد الله عن أَبي بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة قالت:
كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلام يهودي يخدمه، يُقال له: لبيد بن أعصم، وكان تعجبه خدمته، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة نائم، إذ أتاه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما وجعه؟ قال الذي عند رأسه: مطبوب. قال الذي عند رجليه: من طبه؟ قال الذي عند رأسه: لبيد بن أعصم، قال الذي عند رجليه: بم طبه؟ قال الذي عند رأسه: بمشط ومِشاطة، وجف طلعة ذكر بذي ذروان، وهي تحت راعوفة البئر.
فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا عائشة، فقال: "يا عائشة، أشعرت أن الله - عز وجل - قد أنبأني بوجعي"، فلما أصبح غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغدا معه أصحابه إلى البئر، فإذا ماؤها كأنه نقوع الحناء، وإذا نخلها - الذي يشرب من مائها - قد التوى سعفه كأنه رؤوس الشياطين.
قال: فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها مشط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن مراطة رأسه، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا فيها إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فأتاه جبريل عليه السلام بالمعوذتين. فقال: يا محمد {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وحل عقدة {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}، وحل عقدة حتى فرغ منها، [ثم قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وحل عقدة، حتى فرغ منها]، وحل العقد كلها.
وجعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألمًا، ثم يجد بعد ذلك راحة ... فقيل: يا رسول الله، لو قتلت اليهودي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد عافاني الله - عز وجل - وما وراءه من عذاب الله أشد" قال: فأخرجه.
وهذا في إسناده محمد بن عبيد الله وهو العرزمي متروك، وأكثر حديثه هذا في الصحيحين كما تقدم من غير طريق عمرة. ولم يزد حديث العرزمي إلا قصة العقد والتمثال، فأما قصة العقد فقد صحت من حديث زيد بن أرقم وهو حديث الباب، وأما التمثال فيأتي له ذكر بنحوه في حديث ابن عباس. والعرزمي إنما ترك لرداءة حفظه وضياع كتبه، فوقعت المناكير في حديثه، وروايته هنا لا أرى فيها ما يستنكر لصحة غالبها من طرق أخرى، وقد قال فيه الساجي: صدوق منكر الحديث (انظر التهذيب 9/ 322 - 324).
والحديث أخرجه أيضًا ابن مردويه (انظر الدر 6/ 417)، وقال الحافظ: سنده ضعيف (التلخيص 4/ 40).
الكتاب: موسوعة فضائل سور وآيات القرآن - القسم الصحيح
المؤلف: محمد بن رزق بن طرهوني
رد: فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين
233 - عن ابن عباس:
أخرجه البيهقي في الدلائل معلقًا بعد روايته حديث عائشة الآنف الذكر، فقال: قد روينا في هذا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ببعض معناه اهـ.
والكلبي كذاب، وأبو صالح نحوه.
وأخرجه ابن سعد 2/ 198 قال:
أخبرنا عمر بن حفص عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال:
مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ عن النساء وعن الطعام والشراب، فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان، فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما شكوه؟ قال: طب! يعني سحر. قال: ومن فعله؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي! قال: ففي أي شيء جعله؟ قال: في طلعة، قال: فأين وضعها؟ قال: في بئر ذروان تحت صخرة، قال: فما شفاؤه؟ قال: تنزح البئر وترفع الصخرة وتستخرج الطلعة. وارتفع الملكان، فبعث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى على رضي الله عنه وعمار، فأمرهما أن يأتيا الركيّ فيفعلا الذي سمع، فأتياها وماؤها كأنه قد خضب بالحناء فنزحاها ثم رفعا الصخرة فأخرجا طلعة، فإذا بها إحدى عشرة عقدة، ونزلت هاتان السورتان: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما قرأ آية انحلت عقدة، حتى انحلت العقد، وانتشر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - للنساء والطعام والشراب.
وهذا في إسناده جويبر وهو ضعيف، لكنه يصلح شاهدًا لحديث الباب. وللحديث طريق ثالثة عن ابن عباس، فأخرج ابن مردويه من طريق عكرمة عنه أن لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعل فيه تمثالًا فيه إحدى عشرة عقدة، فأصابه من ذلك وجع شديد، فأتاه جبريل وميكائيل يعودانه، فقال ميكائيل: يا جبريل إن صاحبك شاكٍ، قال: أجل، قال: أصابه لبيد بن الأعصم اليهودي وهو في بئر ميمون في كدية تحت صخرة الماء، قال: فما وراء ذلك؟ قال تنزح البئر، ثم تقلب الصخرة، فتأخذ الكدية فيها تمثال فيه إحدى عشرة عقدة فتحرق، فإنه يبرأ بإذن الله، فأرسل إلى رهط فيهم عمار ابن ياسر فنزح الماء فوجدوه قد صار كأنه ماء الحناء، ثم قلبت الصخرة فإذا كدية فيها صخرة فيها تمثال فيها إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله يا محمد، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} - الصبح - فانحلت عقدة، {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} - من الجن والإنس - فانحلت عقدة، {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} - الليل وما يجيء به الليل - {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} - السحارات المؤذيات - فانحلت، {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.
ولم أقف على إسنادها كاملًا.
234 - عن أنس:
أخرجه ابن مردويه عنه قال: صنعت اليهود بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فأصابه منه وجع شديد، فدخل عليه أصحابه فخرجوا من عنده وهم يرون أنه ألمّ به، فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما، ثم قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن كل عين ونفس حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك.
ولم أقف على سنده.
نفس المرجع السابق أعلاه.
رد: فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ عن النساء وعن الطعام والشراب، فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان، فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، ثم قال أحدهما لصاحبه: "ما شكواه؟ قال: طب؛ يعني: سحر، قال: ومن فعله؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي! قال: ففي أي شيء جعله؟ قال: في طلعة، قال: فأين وضعها؟ قال: في بئر ذروان تحت صخرة، قال: فما شفاؤه؟ قال: تنزح البئر وترفع الصخرة وتستخرج الطلعة"، وارتفع الملكان فبعث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى علي -رضي الله عنه- وعمار فأمرهما أن يأتيا الركي فيفعلا الذي سمع، فأتياها وماؤها كأنه قد خضب بالحناء؛ فنزحاها، ثم رفع فأخرجا طلعة؛ فإذا بها إحدى عشرة عقدة، ونزلت هاتان السورتان: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)}؛ فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما قرأ آية؛ انحلت عقدة، حتى انحلت العقد، وانتشر نبي الله للنساء والطعام والشراب (1). [ضعيف جداً]
__________
(1) أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/ 198، 199): نا عمر بن حفص عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علتان:
الأولى: جويبر؛ متروك الحديث.
الثانية: الضحاك لم يلق ابن عباس.
الكتاب: الاستيعاب في بيان الأسباب «أول موسوعة علمية حديثية محققة في أسباب نزول آي القرآن الكريم»
المؤلف: سليم بن عيد الهلالي
رد: فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين
عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -غلام يهودي يخدمه، يقال له: لبيد بن أعصم، وكان تعجبه خدمته، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة نائم؛ إذ أتاه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: "ما وجعه؟ قال الذي عند رأسه: مطبوب، قال الذي عند رجليه: من طبه؟ قال الذي عند رأسه: لبيد بن أعصم، قال الذي عند رجليه: بِمَ طبه؟ قال الذي عند رأسه: بمشط ومشاطة، وجف طلعة ذكر بذي ذروان، وهي تحت راعوفة البئر"، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا عائشة، فقال: "يا عائشة! أشعرت أن الله -عزّ وجلّ- قد أنبأني بوجعي؟ "، فلما أصبح؛ غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغدا معه أصحابه إلى البئر، فإذا ماؤها كأنه نقوع الحناء، وإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سعفه كأنه رؤوس الشياطين.
قال: فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها مشط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن مُراطة رأسه، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا فيها إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة فأتاه جبريل -عليه السلام- بالمعوذتين؛ فقال: "يا محمد {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)}، وحل عقدة، {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)}، وحل عقدة، حتى فرغ منها، ثم قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} وحل عقدة، حتى فرغ منها، وحل العقد كلها.
وجعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألماً، ثم يجد بعد ذلك راحة، فقيل: يا رسول الله! لو قتلت اليهودي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد عافاني الله -عزّ وجلّ- وما وراءه من عذاب الله أشد"، قال: فأخرجه (1). [ضعيف جداً]
__________
(1) أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 92 - 94) من طريق يزيد بن هارون عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن أبي بكر بن محمد عن عمرة عنها به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ العرزمي متروك الحديث.
رد: فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرضاً شديداً؛ فأتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: "ما ترى؟ قال: طب، قال: وما طبه؟ قال: سحر، قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي، قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في ركية"؛ فأتوا الركي، فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة، ثم خذوا الركية فاحرقوها، فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ بعث عمار بن ياسر في نفر فأتوا الركي؛ فإذا ماءها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الركية فاحرقوها،
فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة؛ فأنزلت عليه هاتان السورتان، فجعل كلما قرأ آية؛ انحلت عقدة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} (1). [موضوع]
__________
(1) أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 248) من طريق عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا موضوع؛ الكلبي كذاب، ونحوه شيخه أبو صالح.
رد: فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: صنعت اليهود لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً؛ فأصابه من ذلك وجع شديد، فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لمّ به، فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما؛ فخرج إلى أصحابه صحيحاً (1). [ضعيف]
(1) أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"؛ كما في "لباب النقول" (ص 239) من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس به.
قلت: وهذا سند ضعيف، أبو جعفر الرازي صدوق سيئ الحفظ.