اغتسل ثلاثة أيام قبل طلوع الشمس كل يوم وقل: بسم الله وبالله اذهبي يا أم ملدم، وإن لم تذهب فاغتسل سبعاً.
235]:أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (هو ابن منصور)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخَبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مَوْهَبٍ الْمَعَافِرِيِّ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْحُمَّى، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اغْتَسِلْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ اذْهَبِي يَا أُمَّ مِلْدَمٍ، فَإِنْ لَمْ تَذْهَبْ فَاغْتَسِلْ سَبْعًا .
ماصحة الحديث ؟
رد: اغتسل ثلاثة أيام قبل طلوع الشمس كل يوم وقل: بسم الله وبالله اذهبي يا أم ملدم، وإن لم تذهب فاغتسل سبعاً.
ذكر اسم الله في الرقية
61 - ورد فيه حديث ثوبان رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا أحمد بن سعيد الأشقر الرِّباطي حدثنا رَوْح بن عبَادة حدثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي حدثنا سعيد ـ رجل من أهل الشام (1) ـ أخبرنا ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أصاب أحدكم الحمى فإن الحمى قطعة من النار فليطفئها عنه بالماء فليستنقعْ نهراً جارياً، ليستقبل جِرية الماء فيقول: بسم الله اللهم اشف عبدك وصدّق رسولك. بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس فليغتمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام، فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس، وإن لم يبرأ في خمس فسبع، فإن لم يبرأ في سبع فتسع، فإنها لا تكاد تجاوز تسعاً بإذن الله}.
التخريج:
ت: كتاب الطب: باب رقم 33 (4/ 410، 411).
والحديث رواه أحمد في (المسند 5/ 281) عن روح بن عبادة به بنحوه.
وابن السني في (عمل اليوم والليلة/519)
والطبراني في (الكبير 2/ 102)، ومن طريقه المزي في (تهذيب الكمال 10/ 433)
كلاهما من طريق روح، ووقع عند ابن السني سعيد عن رجل.
ورواه ابن الجوزي في (الموضوعات 3/ 210) من طريق سلمة بن رجاء عن أبي طاهر عن مرزوق عن ثوبان بزيادة في أوله وبدون الشاهد.
ورواه ابن أبي الدنيا في (المرض والكفارات /رقم 121)، وقد سقطت الصفحة من النسخة المطبوعة، وعلقه البخاري مختصراً في (التاريخ 3/ 466)، وأضاف السيوطي عزوه في (اللآلئ 2/ 408) إلى ابن السني وأبي نعيم في الطب، وفي (الجامع الكبير 1/ 213) إلى الضياء وأبي داود. ولم أجده في المطبوع من المختارة، كما أنه ليس في سنن أبي داود جزماً، ولعلها زيادة على الأصل خطأ يؤيد ذلك اكتفاء الألباني في (ضعيف الجامع) برموز أحمد، والترمذي، والمختارة. وللحديث شاهدان مرسلان:
فقد روى ابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 447) من طريق عبد الملك بن عمير عن رجل عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما من رجل يُحمّ فيغتسل ثلاثة أيام متتابعة فيقول عند كل غسل: بسم الله اللهم إنما اغتسلت رجاء شفائك، وتصديق نبيك محمد صلى الله عليه وسلم إلا كشف عنه}
وذكر ابن الجوزي في (اللآلئ 2/ 408) رواية المعافري أن رجلاً شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحمى فقال صلى الله عليه وسلم: {اغتسل ثلاثة ايام قبل طلوع الشمس وقل: بسم الله، اذهبي يا أم ملدم، فإن لم تذهب فاغتسل سبعاً} وقال: أخرجه سعيد بن منصور.
دراسة الإسناد:
(1) أحمد بن سعيد الأشقر الرِّباطي: هو أحمد بن سعيد بن ابراهيم الرِّباطي، المروزي، أبو عبد الله الأشقر. وثقه النسائي، وابن خراش، والخطيب وقال: كان ثقة فهماً عالماً فاضلاً، وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه وكتب إليّ بأحاديث وكان مولى على الرباطات. ورد بغداد أيام أحمد وقدم عليه، فعاتبه أحمد بسبب صلته بالطاهرية أمراء خرسان.
قال ابن حجر: ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة 246 هـ (خ م د ت س).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (1/ 6)، الجرح والتعديل (2/ 54)، تاريخ بغداد (4/ 165، 166)، تهذيب الكمال (1/ 310 - 312)، الكاشف (1/ 193)، التهذيب (1/ 30، 31)، التقريب (791).
2) رَوْح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي: أبو محمد البصري: حافظ كثير الحديث.
مختلف فيه: قال ابن سعد: كان ثقة ـ إن شاء الله ـ. وقال ابن معين: ليس به بأس صدوق حديثه يدل على صدقه، يحدث عن ابن عون ثم عن حماد بن زيد عن أبيه عون. وثقه العجلي، وابن شاهين، والخليلي، والبزار، والخطيب، أثنى عليه يحيى القطان قال: ما زلت أعرفه يطلب الحديث ويكتبه، كان ابن واره يذكره بخير، وكتب ابن المديني عنه عشرة الآف حديث، مازال في الحديث لم يشغل عنه، وقال أحمد: لم يكن به بأس، لم يكن متهماً بشيء من هذا وكان جرى ذكر الكذب، وقال: كان روح يخرج الكتاب يعني أنه يحدث منه وهذا أضبط للرواية، وقال: كانوا يقولون إن روحاً لا يعرف الحديث. وقال أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي: طعن عليه اثنا عشر عالماً أو ثلاثة عشر فلم ينفذ قولهم فيه.
وممن تكلم فيه: ابن مهدي: وقد ورد في سبب كلامه فيه ثلاثة أمور:
أولها: أنه استعظم أن عند روح ألف حديث لمالك ولهذا السبب أيضاً تكلم فيه القواريري.
وثانيها: أنه طعن عليه أحاديثه عن أبي ذئب عن الزهري.
وثالثها: أنه وهم في إسناد حديث.
وأبو خيثمة وقال: روح جاز حديثه، وقال: أشد ما رأيت منه أنه حدث مرة فرد عليه ابن المديني اسماً فمحاه وأثبت ما قاله ابن المديني. وورد عن الشاذكوني ما يفهم منه تكذيبه إياه، وقال حفص بن عمرو: أعرفه من أربعين سنة لم أره عند عالم قط وكان وراقاً.
واختلف فيه قول شعبة فورد أنه حدَّث فاستفهمه رجل فقال: لاتكن كأخي قيس بن ثعلبة ـ يريد روحاً ـ وورد أنه سأله رجل عن حديثه فقال: لا أو تلزمني كما لزم هذا القيسي. أما عفان فقد ورد أنه كان لايرضى أمره ثم عاد فقواه.
وقال أبو حاتم: صالح محله الصدق، ورُوي عنه قوله: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقد أجاب العلماء عن كل ما وجه إليه: فقد ثبت سماعه من مالك كما أنه قرأ عليه فميز السماع من القراءة، أما أحاديثه عن ابن أبي ذئب فقد ذكر ابن المديني أنه طلب من معن بن عيسى تلك الأحاديث، فقال: قد سمعها البصري عندكم حين قرأ علينا ابن أبي ذئب هذا الكتاب فعاد علي لعبدالرحمن فقال له: استحله لي.
أما وهمه في إسناد حديث فقد قال الذهبي: قد روى ألوفاً كثيرة من الأحاديث فلو أخطأ في عدة أحاديث لاغتفر له في سعة علمه أسوة بنظرائه. كما أن ما طعن عليه أبو خيثمة قد أجاب عنه ابن حجر بأن رجوعه يدل إنصافه، أما القواريري فقد أنكر عليه ابن معين قال: يحدث عن عشرين شيخاً من الكذابين ثم يقول لا أحدث عن روح. وقال الذهبي: تكلم فيه القواريري بلا حجة، وذكر الخطيب أنه خولف في حفظه فأخرج كتابه حجة على مخالفيه لموافقة روايته لحفظه.
والذي يترجح ـ والله أعلم ـ أنه ثقة لم يضره طعن من طعن فيه كما قال ابن الفرات. وقال الذهبي في السّيَر: حافظ صدوق من كبار المحدثين، ورتبته ليست كرتبة يحيى القطان بل ما هو بدون عبد الرزاق ولا أبي النضر، وفي الميزان: ثقة مشهور حافظ، وروى عن سعيد بن أبي عروبة قبل أن يختلط.
وقال ابن حجر في الهدي: أدركه البخاري بالسن ولم يلقه، واحتج به الائمة كلهم، وفي التقريب: ثقة فاضل له تصانيف، من التاسعة، مات سنة 205 هـ أو 207 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 296)، تاريخ ابن معين (4/ 264)، تاريخ الدارمي (111)، العلل لأحمد (1/ 354)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (240)، سؤالات أبي داود لأحمد (347)، التاريخ الكبير (3/ 309)، الضعفاء للعقيلي (2/ 59)، تاريخ بغداد (8/ 401 - 406)، الثقات للعجلي (1/ 365)، الثقات لابن حبان (8/ 243)، الثقات لابن شاهين (87)، الجرح والتعديل (3/ 498)، الإرشاد (1/ 240، 241)، تهذيب الكمال (9/ 238 - 245) السّيَر (9/ 402 - 407)، التذكرة (1/ 349، 350)، الميزان (2/ 58 - 60)، الكاشف (1/ 398)، المغني (1/ 233، 234)، التهذيب (3/ 293 - 296)، الهدي (402)، التقريب (211).
(3) مرزوق أبو عبد الله الشامي: هو مرزوق الحمصي، نزل البصرة: قال ابن معين: ليس به بأس. وسئل عنه أبو داود فقال: كان بالبصرة وكره الجواب فيه. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: صدوق.
وقال ابن حجر: لابأس به من السادسة (ت).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (7/ 382، 383)، تاريخ ابن معين (4/ 431)، سؤالات الآجري أبا داود (5/ل 20 ب)، الجرح والتعديل (8/ 265)، الثقات لابن حبان (7/ 487)، تهذيب الكمال (27/ 376)، الكاشف (1/ 252)، التهذيب (10/ 87)، التقريب (525).
(4) سعيد ـ رجل من أهل الشام ـ: هو سعيد بن زرعة الحمصي الجرّار ـ بالجيم ومهملتين ـ فرّق البخاري بين سعيد الحمصي، والشامي الذي روى عنه مرزوق وقال: إن لم يكن ابن زرعة فلا أدري، وبين سعيد بن زرعة الخزاف الذي روى عنه ثوبان وروى عنه حسن بن همام وكذا فعل أبو حاتم فسكت عن الأول وقال في الثاني: الخراف روى عنه حسن بن همام مجهولان، وذكر ابن حبان سعيداً الجرار في الثقات. وجعلهما المزي واحداً وذكر فيه قول أبي حاتم: مجهول، وذكر أن له حديثاً واحداً عند الترمذي، وتبعه الذهبي فقال في الميزان: مجهول وقال في الكاشف: وُثق.
وقال ابن حجر: مستور من الثالثة (ت).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (3/ 466، 468)، الجرح والتعديل (4/ 24، 77)، الثقات لابن حبان (4/ 283)، تهذيب الكمال (10/ 432 - 434)، الميزان (2/ 136)، الكاشف (1/ 435)، المغني (1/ 259)، التهذيب (4/ 29)، التقريب (235).
وعليه فهذا الراوي إما أنه مستور إذا كان الجرار هو الخزاف، أما على قول البخاري، وأبي حاتم فهو مجهول العين لأنه لم يروعنه غير واحد ولم يوثّق (التقريب/ 74).
درجة الحديث:
الحديث ضعيف لجهالة سعيد الحمصي. وقد قال الترمذي: غريب وقال ابن حجر في (الفتح 10/ 176): أخرجه الترمذي وقال: غريب، وفي سنده سعيد بن زرعة مختلف فيه.
ونقل السيوطي في (اللآلئ 2/ 408) قول الترمذي: حسن غريب.
وقال صاحب (الفتح الرباني 17/ 161): في بعض النسخ حسن غريب، لكن الذي جاء في المجردة قوله: غريب، وكذا في نسخة (التحفة 6/ 261)، و (العارضة 8/ 237)، و (تحفة الأشراف 2/ 131)، و (المشكاة 1/ 500)، و (الفتح 10/ 176).
وهذا الأنسب لحال الحديث فهو ضعيف لحال سعيد ولم يتابع،
ولبعض الحديث شاهد صحيح وهو الاغتسال من الحمى وهو قوله صلى الله عليه وسلم: {الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء} رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر، ومن حديث عائشة والبخاري من حديث رافع بن خديج بلفظ: {فابردوها ... } وفي حديث رافع: {من فوح ... } ـ ومعناهما: سطوع حرها ووهجه ـ (خ: كتاب الطب: باب الحمى من فيح جهنم الفتح 10/ 174).
(م: كتاب السلام ـ وفي نسخة الطب ـ باب لكل داء دواء واستحباب التداوي (14/ 195).
أما الصيغة المذكورة في الحديث فلم أجد لها ما يقويها، والطريق التي أخرجها ابن الجوزي في (الموضوعات 3/ 210) فيها مجاهيل فقد قال بعده: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمرسلان اللذان ذكرهما في (اللآلئ 2/ 408) لا يقويان الحديث، لضعفهما: فالأول مرسل ولم يذكر باقي إسناده، والثاني مرسل مكحول عند ابن أبي شيبة وفيه مبهم مع إرساله.
وتساهل السيوطي ـ رحمه الله ـ في (النكت البديعات على الموضوعات/98) فقال: رجاله ثقات معروفون فهو على شرط الحسن وله شاهدان مرسلان، وتبعه المدراسي في (ذيل القول المسدد/66 - 68)، وقال صاحب (المسعى الرجيح بتتميم النقد الصحيح/102، 103): الحديث ضعيف ولا ينحط إلى درجة الوضع. وهذا هو الصواب.
وضعف الحديث من المعاصرين:
الألباني في (ضعيف الجامع 1/ 148، 149)، (ضعيف ت/235)، (التعليق على المشكاة 1/ 500).
شرح غريبه:
فليستنقع: يدخله ويتبرد بمائه (النهاية/نقع/5/ 109).
جِرية الماء: بكسر الجيم هي حالة الجريان (النهاية/جرا/1/ 265).
_________
(1) (وقع في المجردة: حدثنا رجل من أهل الشام، ومثله في (العارضة 8/ 236)، والذي في (تحفة الأشراف 2/ 131) سعيد رجل من أهل الشام. وكذا في (تحفة الأحوذي 6/ 260) وهو الصواب وهو كذلك ... في نسخة الترمذي التي اعتمد عليها الألباني كما في (ضعيف ت/235)
الكتاب: إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - غير صفات الأفعال - في الكتب الستة