وَيلٞ لِّلمُطَفِّفِين َ (1) ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَستوۡفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ يُخسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبعُوثُونَ (4) لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ (5) يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (6) كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ (7) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا سِجِّينٞ (8) كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ (9)....
الدين كامل شامل لم يدع شيئا إلا علم المسلمين ماله فيه وما عليه ، أخذه وعطاءه ،بيعه وشراءه ،ولاءه وبراءه ، حبه وبغضه ،لو استقصيت أحكامه لما أحصيتها، حسبك أن كل سائل يجد له جوابا شافيا وحلا ناجعا ومنهجا لا تستقيم الحياة إلا به .
حدود التعامل الإقتصادي لا يمكن ضبطه إن لم يكن منهجه التشريع الإسلامي، ما عداه يعتريه النقص والضعف وعدم موازنة المصالح .
التطفيف جريمة إقتصادية بشعة، تتلمس هذه الأمر من سياق الآيات بل و من إفراد سورة له تحمل اسمه ،ليظل شعار شمول التشريع الإسلامي ومحاربته للفساد الإقتصادي بارزا لكل تالي لكتاب الله .
حظوظ النفس إن لم توزن بميزان الشريعة ، وتذكر اليوم الآخر و مشهد الحساب لجار الإنسان وظلم وتعدى على حق غيره.
كما حجبهم في الدنيا عن توحيده..حجبهم في الآخرة عن رؤيته..
قال الشافعي في هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ..
{ ويل للمطففين } في تطفيف المكاييل والموازين الحسية ويدخل في هذا الوعد التطفيف المعنوي..كمن يعتذر لنفسه ولا يعتذر لغيره..ويمدح طائفة بشيء..ولا يمدح طائفة أخرى..ولا يذكر للفاضل إلا العيوب..والهفوات .. فالقرآن توزن به الأمور ..ويقاس مالم يذكر على ماذكر.. { الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان }
أن حقوق الناس والصدق والتعامل بالحق وبالعدل معهم من أهم الحقوق ..
أن لا أبخس البائعين حقهم بالمكاسرة إلى حد ظلمهم،
وإن توليت البيع والتجارة أن لا أجور في الأسعار لتحقيق أرباح هائلة أظلم بها المشترين،
وأن كلا الحالتين من التطفيف.
أن لذنبي أثر عظيم في ظلمة قلبي
علي أن ألزم الإستغفار
وأسأل الله أن يلهمني الإستغفار
اللهم إني أسألك لسانا ذاكرا وقلبا خاشعا
أن ثمة مكانين في الآخرة
مكان تعافه النفس في سجين
ومكان تطمح له النفس في عليين
ترى أين يبلغ بي سعيي إن لم تتداركني رحمة ربي
علي أن أعمل كل مافي وسعي عسى أن تدركني رحمة ربي
اللهم أدخلنا برحمتك في رحمتك ياأرحم الراحمين
أن أتجنب الأشخاص الذي يتخذون من الدين و المتدينين مادة للتندر و السخرية، فالعبرة بالجزاء بالآخرة.
أن لا أقيس الأمور بمقاييس الدنيا، بل أتذكر بأننا مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
أن التطفيف في كل شيء وليس في الكيل والميزان فعلي ّأن انتبه لوضوئي وصلاتي لأن أسوأ السرقة من يسرق صلاته فلا يتم ركوعها وسجودها..
تقوى الله:
* في المدرسه مع طالباتي
فلا أُكلفهن من الواجبات مالا يطقن ، وأُراعيهن عند وضعي لأسئلة الإمتحان وعند تصحيحها ، وأحذر عند التحدث مع هؤلاء الزهراوات الرقيقات فهن لا يحتملن الكلام الجارح بل أتعامل معهن باللطف واللين ، وأُخبرهن أنني أُكِّن لهن نفس الحب والود الذي يكنونه لي.
* أن أتغاضى وأغض الطرف عن بعض ما يصدر من زميلاتي في المدرسه فلربما يأتي يوم ويصدر مني تصرف مماثل فيغضون هم أيضاً عني الطرف
* أن لا أجرح أحداً أبداً أياً من كان سواءً كان بكلمة أو بفعل لأني لا أطيق أن يجرحني أحد
حب التنافس على عمل الخير وحب الخير وهذا التنافس شرعه الله للمؤمنين وحرم التنافس بالمعاصي وشتان بين النوعين من التنافس.
أنه عليَّ كما آخذ من الناس الذي لي يجب علي أن أعطيهم كل مالهم من الأموال والمعاملات..
أن الله يحاسبني على القليل والكثير في يوم يدين الله فيه الناس بأعمالهم
فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه..
أن حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاحة
كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون
الدنيا تشدك ، والاستغفار يردك
ما من عبد يعيِب على أخيه ذنباً إلا و يُبتلى به …
إذا بلغك عن انسان سيئه فقل في نفسك غفَر الله لنا و له ..
ان أراجع نفسي في كل الأمور فلعل حكمي على الأشياء من باب حب النفس وتفضيلها على الآخرين وهكذا في معاملاتي أتحرى ما هو نصيب نفسي منها حتى أعطي مثله للآخرين ، نفعني الله واياكم وأنار بصيرتنا وأفهمنا الحكمة.
وعد حق وصدق للأبرار ..بنعيم مقيم ..وأرائك عليها متكئين ..ووجوه تعلوها نضرة النعيم ..ماالذي يحول دونك ودونها أيها المسلم ؟؟!! 7
حذار أن تكون الدنيا ..إنها فانية..
أو وسوسة الشيطان.. إنه عدو مبين ..
أو الأخلاء ..فإنه بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ..
اللهم وعدك الذي لا يرد أن نضحك من قلوينا وملء أفواهنا …
اللهم ألهمنا عملا صالحا يقيمنا هذا المقام بفضلك…
موقع بصائر