أتاني جبريل بقدر فأكلت منها ، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع.
1685- أتاني جبريل بقدر فأكلت منها ، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع.
قال الألباني : 4 / 179 : باطل . رواه ابن سعد (1 / 374) عن أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم
مرفوعا.
قلت : وهذا مرسل أو معضل ، ورجاله ثقات ، وقد وصله الحربي ، فقال في "غريب الحديث" (5 / 43 / 1) : حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبي عن أسامة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : أتاني جبريل
بقدر يقال لها : الكفيت ، فأكلت منها أكلة ، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع" . ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8 / 376) وقال : غريب من حديث صفوان ، تفرد به وكيع .
قلت : لكن ابنه سفيان ساقط الحديث ، كما
أفاده الحافظ في "التقريب " ، وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2 / 253) : قال فيه أبو زرعة : كان يتهم بالكذب . وقال الخطيب : والحديث باطل. وهو من الأحاديث التي سود بها السيوطي "الجامع الصغير" ! ثم روى ابن سعد عن مجاهد وطاووس مرفوعا الشطر الثاني من الحديث .
رد: أتاني جبريل بقدر فأكلت منها ، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع.
1686- أتاني جبريل بهريسة من الجنة ، فأكلتها ، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع.
قال الألباني : 4 / 180 : موضوع.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (165 / 1) وعنه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3 / 17) من طريق سلام بن سليمان : حدثنا نهشل عن الضحاك عن ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره ، وقال : ولسلام غير ما ذكرت ، وعامة ما يرويه حسان ، إلا أنه لا يتابع عليه.
وقال في أول ترجمته : وهو عندي منكر الحديث .
قلت : وهو المدائني الطويل ، قال الحافظ في "التقريب " : متروك .
قلت : وشيخه نهشل ، وهو ابن سعيد الورداني ، مثله
أو شر منه قال الحافظ : متروك ، وكذبه إسحاق بن راهويه.
وقال أبو سعيد
النقاش : روى عن الضحاك الموضوعات .
قلت : وهذا منها ، وقد أورده ابن الجوزي في "الموضوعات " من طريق ابن عدي وقال : نهشل كذاب ، وسلام متروك ، مرمي ، وأحدهما سرقه من محمد بن الحجاج ، وركب له إسنادا. وابن الحجاج هذا هو الذي اشتهر بهذا الحديث ووضع له عدة أسانيد . قال ابن الجوزي وغيره : وضعه محمد بن الحجاج اللخمي ، وكان صاحب هريسة ، وغالب طرقه تدور عليه ، وسرقه منه كذابون. نقله عنه السيوطي في "اللآلىء" (2 / 234) وأقره.
لكنه لم يلبث أن تعقبه في بعض طرقه الأخرى ، فقد أورده من طريق الأزدي : حدثنا عبد العزيز بن محمد بن زبالة : حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي : حدثنا عمرو بن بكر عن أرطاة عن مكحول عن أبي هريرة قال : شكى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل قلة الجماع ، فتبسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم من بريق ثنايا جبريل ، ثم قال : أين أنت عن أكل الهريسة ؟ قال : فيها قوة أربعين رجلا. قال ابن الجوزي : قال الأزدي : إبراهيم ساقط ، فنرى أنه سرقه وركب له إسنادا. فتعقبه السيوطي بقوله : قلت : إبراهيم روى
له ابن ماجة ، وقال في "الميزان " : قال أبو حاتم وغيره : صدوق.
وقال الأزدي وحده : ساقط . قال : ولا يلتفت إلى قول الأزدي ، فإن في لسانه في الجرح
رهقا . انتهى ، وحينئذ فهذا الطريق أمثل طرق الحديث ، وقد أخرجه من طريقه ابن السني وأبو نعيم في الطب ، وله طرق أخرى عن أبي هريرة .
قلت : لقد شغله
نهمة التعقب على ابن الجوزي عن معرفة علة الحديث الحقيقية ، وهي عمرو بن بكر وهو السكسكي الشامي . قال ابن عدي : له أحاديث مناكير.
وقال ابن حبان : روى عن ابن أبي عبلة وابن جريج وغيرهما الأوابد والطامات ، التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة.
وقال الذهبي في "الميزان " : "قلت : أحاديثه شبه موضوعة.
وقال الحافظ في "التقريب " : متروك. قلت : فهو آفة هذه الطريق ، وقد وقع في "اللآلىء : " عمر بن بكر " بضم العين ، فإن كان هكذا وقع في أصل السيوطي في "موضوعات ابن الجوزي " ، فيكون هو السبب في عدم انتباهه لهذه العلة ، وهذا مما أستبعده . والله أعلم . على أن في الإسناد علة أخرى ، وهي ابن زبالة ، فقد قال فيه الذهبي : مجهول.
وقال ابن حبان : يأتي عن المدنيين بالأشياء المعضلات ، فبطل الاحتجاج به. وأما
الطرق الأخرى عن أبي هريرة التي أشار إليها السيوطي ، فهي مع كونها معلولة كلها ، فإن اللفظ فيها مخالف لحديث الترجمة ، لأن نصه : أمرني جبريل بأكل الهريسة
لأشد بها ظهري ، وأتقوى على عبادة ربي. فأين هذا مما جاء في رواية ابن زبالة من الشكوى من قلة الجماع ، وأن في الهريسة قوة أربعين رجلا ؟! ومع ذلك ، فقد حكى السيوطي نفسه عن الخطيب وغيره أنه قال في حديث أبي هريرة هذا : حديث باطل. وهو الصواب ، ولذلك فإن ابن عراق لم يحسن صنعا حين ذكر الحديث في "الفصل الثاني " من كتابه " تنزيه الشريعة" (2 / 253) مشيرا بذلك
إلى متابعته للسيوطي في تعقبه على ابن الجوزي !