إن الفساق هم أهل النار . قيل : يا رسول الله ومن الفساق ؟ قال : النساء
3058- ( إنَّ الفُسَّاقَ هم أهلُ النارِ. قيل: يا رسول الله! ومَنِ الفساقُ ؟ قال: النساءُ. قال رجلٌ: يا رسول الله! أَوَلَسْنَ أُمَّهاتِنا وأخواتِنا وأزواجَنا ؟ قال : بلى ؛ ولكنّهنّ إذا أُعْطِينَ لم يَشْكُرْنَ، وإذا ابْتُلِينَ لم يَصْبِرْنَ).
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
أخرجه أحمد بإسناد الحديث الذي قبله.
وكذلك أخرجه الحاكم (4/604) من طريق مسلم بن إبراهيم: ثنا هشام به. وقال:
" صحيح على شرط الشيخين " ! ووافقه الذهبي !
قلت: وهو من أوهامهما؛ فإن أبا راشد الحبراني- الراوي له عن عبدالرحمن ابن شبل- ليس من رجالهما وإن كان ثقة. ونحوه في "المجمع " (10/394).
ثم إن فيه عنعنة يحيى بن أبي كثير؛ لكن قد تبين في تخريج الحديث الذي
قبله أنه سمعه من زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي راشد. وكذلك وقع له في هذا الحديث، فقد أخرجه الحاكم (2/190- 191) من طريق معمر عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده (هو أبو سلام: ممطور) قال:
كتب معاوية إلى عبدالرحمن بن شبل: أنْ علِّم الناس ما سمعت من رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول... فذكره. وقال:
" صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت: كذا في رواية معمر لم يذكر فيها : " أبا راشد الحبراني ". وكذلك رواه
عنه أحمد (3/ 444)، وابن عساكر في "التاريخ " (9/977) وقال:
"رواه أبان بن يزيد العطار مختصراً عن يحيى بن أبي كثير، وزاد في إسناده
أبا راشد الحبراني ".
ثم ساق إسناده بالحديث الذي قبله من طريق أبي يعلى، وليس فيه قصة معاوية : ثم قال :
" وكذا رواه معاوية بن سلام عن أخيه زيد " .
ثم ساق إسناده من طريق محمد بن شعيب: حدثني معاوية بن سلام عن أخيه عن جده عن أبي سلام عن أبي راشد قال:
كنا مع معاوية... فذكر الحديث مختصراً.
ثم رواه من طريق الربيع بن نافع: نا معاوية بن سلام به.
رد: إن الفساق هم أهل النار . قيل : يا رسول الله ومن الفساق ؟ قال : النساء
279 - - ح حاتم قال : ح يحيى قال : ح يحيى قال : ح ابن المبارك ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن جده ممطور ، عن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الفساق هم أهل النار » قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الفساق ؟ قال : « النساء » ، قالوا : يا رسول الله ألسن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : « ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإذا ابتلين لم يصبرن » قال الشيخ الإمام الزاهد رحمه الله : في هذا الحديث من لم يشكر العطاء ولم يصبر عند البلاء ، وقد قال الله عز وجل وقليل من عبادي الشكور (1) ، فأخبر أن الشكور في العباد قليل ، فيجوز أن يكون قوله تعالى وقليل من عبادي الشكور أي الشكور من الناس قليل لأن المؤمنين في الناس قليل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقول الله تعالى لآدم عليه السلام : ابعث بعث النار ، فيقول : يا رب وما بعث النار ، فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة » فالواحد من الألف قليل . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أنتم في الناس إلا كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود » . فعلى هذا يكون الشكور المؤمنين كلهم والموحدين بأجمعهم ، ويجوز أن يكون الشكور من المؤمنين قليلا ، ذلك إن الشكور هو المبالغة في صفة الشكر فيكون شاكر وشكار وشكور ، فالشكور الذي يشكر في كل حال ، ولا يكاد يكفر نعمة ما ، ومثل هذا في المؤمنين قليل وكلهم شاكرون ، والشكار فيهم كثير ، والشكور قليل فيكون عامة المؤمنين شاكرين ، والشكور منهم قليل ؛ لأن الله تعالى قال وقليل من عبادي الشكور بياء الإضافة ، وهذا تخصيص من الله تعالى كأنه خص من العباد من أضافه إلى نفسه ، وكلهم عباده من جهة الملك . ومعنى تفسير الفساق بالنساء على الإطلاق وهو أن صفة كفران العطاء وترك الصبر عند البلاء فيهن أكثر ؛ لأنهن في نقصان من آلة الشكر والصبر وعلتهما ، وذلك هوان العقل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب لقلوب الرجال منهن » ونقصان دينهن بالحيض ، ونقصان عقلهن بالشهادة . فالشكر والصبر من أوصاف أهل الدين ، فمن رق دينه وسخف عقله ، قل شكره وصبره ، ومن ترك الشكر في أكثر الأحوال ، والصبر في أكثر البلوى ، فقد خرج من أوصاف أهل الدين والعقل ، والنار مأوى من لا دين له ولا عقل ، قال الله تعالى في صفة أهل النار قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين (2) ، فهذا من باب الدين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين (3) ، فهذا من باب العقل ، فكأنه قال صلى الله عليه وسلم : اللاتي لا يشكرن العطاء ، ولا يصبرن على البلاء في عامة أوقاتهن ، وأكثر حالاتهن من النساء فساق ، والفساق في النار . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « قمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء » .
الكتاب : بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار للكلاباذي