مَن تكلَّم بالفارسيَّةِ ؛ زادت في خُبثه ، ونَقَصَتْ من مُروءته
6190 - ( مَن تكلَّم بالفارسيَّةِ ؛ زادت في خُبثه ، ونَقَصَتْ من مُروءته ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع .
أخرجه الحاكم (4/88) ، وابن عدي في "الكامل " (4/109) ،
ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 71) من طرق عن أبي فروة يزيد بن
محمد بن يزيد بن سنان : حدثنا أبي : حدثنا طلحة بن زيد الرقي عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ...
فذكره . وقال ابن عدي :
"حديث باطل بهذا الإسناد" . ذكره في ترجمة طلحة هذا ، وروى عن
البخاري أنه قال فيه :
"منكر الحديث " . ثم ساق له أحاديث أخرى وأبطلها ، وقال الذهبي في
" الميزان" :
"إنها موضوعة" . وذكر عن ابن المديني أنه قال :
"كان طلحة بن زيد يضع الحديث " .
وأما الحاكم فسكت عنه ؛ فتعقبه الذهبي في "تلخيصه " بقوله :
"قلت : ليس بصحيح ، وإسناده واٍه بمرة" .
وتعقبه العراقي أيضاً فقال في "محجة القرب " (ق 56/2) :
"وقد تساهل الحاكم في إيراده هذا الحديث وما يشبهه في كتاب "المستدرك
على الصحيحين " ؛ فإنه حديث ضعيف جداً ، وقال ابن عدي : حديث باطل ،
وطلحة بن زيد ، قال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك . وقال ابن
حبان : منكر الحديث جداً ، لا يحل الاحتجاج به " . ولما قال ابن الجوزي في هذا
الحديث :
" موضوع " ؛ تعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 281) ، وابن عراق في "تنزيه
الشريعة" (2/ 291) بأن له شاهداً من حديث ابن عمر مرفوعاً بلفظ :
"من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية ؛ فلا يتكلمن بالفارسية ؛ فإنه يورث
النفاق " .
قلت : وهذا شاهد قاصر - كما ترى - ، يختلف عن حديث الترجمة لفظاً
ومعنى ، هذا لو صح ، فكيف وهو موضوع أيضاً ؟! وقد تقدم تخريجه ، وبيان علته
في المجلد الثاني برقم (523) .
ثم إن في إسناد الحديث عللاً أخرى :
1 - الانقطاع بين يحيى بن أبي كثير وأنس ؛ فإنه لم يسمع منه .
2 - محمد بن يزيد بن سنان : ليس بالقوي - كما في "التقريب " - .
وأما ابنه - أبو فروة يزيد بن محمد - : فأورده ابن أبي حاتم (4/2/288) بروايته
عن جمع ، ثم قال :
"كتب إلى أبي ، وإليّ " . ولم يزد! وذكره ابن حبان في "الثقات " (9/276)
وقال :
"حدثنا عنه أبو عروبة ، مات بـ (الرها) سنة تسع وستين ومائتين " .
قلت : أبو عروبة - اسمه : الحسين بن أبي معشر - وهو أحد الطرق المشار إليها
عنه في هذا الحديث ، فهو صدوق إن شاء الله تعالى .
(تبيه) : قوله : "خبثه " هكذا وقع في "المستدرك " وفي مخطوطة "الكامل"
نسخة الظاهرية (ق 205/ 1) ، ووقع في المطبوعة منه وفي غيره : "خبه" بالخاء
المعجمة والباء الموحدة . ولعل الصواب الأول . والله أعلم .
وأما حديث : "من تكلم بالعربية ؛ فهو عربي " ؛ فضعيف جداً ، وقد مضى
تخريجه برقم (926) .