هل القات مخدر أم مسكر .

1 - شجرة القات فيها مادة مخدرة كما قرر ذلك المؤتمر العربي لشؤون المخدرات في دورته الخامسة عام 1969م بأن هذا النبات مخدر ومضغ أوراقه منعش ومنبّه وأنه يمدد حدقة العين ويهيّج الجهاز العصبي المركزي، كما قرر المؤتمر الإسلامي لمكافحة المسكرات والمخدرات المنعقد بالمدينة النبوية عام 1400هـ تصنيف القات ضمن قائمة المخدرات [انظر كتاب (القات) للمرزوقي (ص 304، 309) والواقع شاهد بذلك – أن فيه تخديراً – فإن آكل القات يشعر بحيويّة ونشاط أثناء مضغ القات ويظل الساعات الطوال وهو جالس على هيئة واحدة ولا يتعب، وبعد الانتهاء من أكل القات يشعر بالإرهاق والتعب والضيق.
منقول
[COLOR=#AAAAAA !important][/COLOR]

كشف الشبهات عن أضرار القات
الوقفة الثالثة: هل القات مخدر فعلا ؟
يجزم معظم متعاطي القات والمفتونون به وبعض العامة
بأنه غير مخدر بدليل أنه لا يزيل العقل كالخمر مثلا بل يتصرف
الإنسان تصرفات طبيعية وعادية جدا عند تناوله .. وهذه من
أعظم الشبهات التي قد يغتر بها الكثير إذ أن هذه الصورة التي
يذكرون فيها كثير من الحق ولكنه حق أريد به باطلاً
والسبب في هذا هو عدم معرفة ما هو المخدر والظن
الخاطىء بأن المادة المخدرة لا بد وأن يغيب معها الوعي تماما
وتؤدي إلى سلوك حركي مضطرب ناتج عن خلل في الجهار
العصبي فهم ينطلقون في حكمهم عليه من هذا المنطق ومن
المقدمات الخاطئة والتي يظنون أنها حقائق وليس لهم أدنى دليل
على صحتها.
ثم من هو الذي يحكم على أي مادة معينة هل هي مخدرة
أم لا؟.. هل هو العامي أو شبه العامي أو غير المختص ممن
ويصم - أم أنه يجب أن تعطى القوس لباريها ويرجع الأمر إلى أهله
المتخصصين كعلماء العقاقير وكبار الصيادلة والمؤسسات
العالمية المعنية بمكافحة المخدرات وعند النظر إلى هذه
المسألة الشديدة الحساسية فى هذا الموضوع نجد أنها قد أشبعت
(خدر» في قواميس اللغة لا نجد ما يشترط معه للتخدير زوال العقل بالكلية
لسان العرب مثلا الخدر : إمذلال يغشى الاعضاء والخدر من
الشراب والدواء فتور يعتري الشارب وضعف وقال ايضا الخدر
ففي الكسل والفتور والخادر: الفاتر الكسلان (۱) فليس إذن في المعنى اللغوي
للمخدر ما يلزم منه زوال العقل .. أضف إلى هذا أن المخدرات
ليست صنفاً واحد بل هي أصناف كثيرة ولها تأثيرات مختلفة
فمنها الكحوليات والمنومات والمسكنات . وعقاقير الهلوسة
وغيرها وهي تصنف حسب تأثيرها على الجهار العصبي المركزي
إلى منبهات ومثبطات فالكحوليات والمنومات والمهدئات تعتبر
من المثبطات بينما تعتبر الامفيتامينات والحشيش وعقاقير
الهلوسة وغيرها من المنبهات والقات هو
أحد هذه المنبهات التي تستحث الجهاز العصبي المركزي باجماع البحوث والدراسات
العلمية على ذلك. ومما أكده الكيميائيون والصيادلة المعاصرون وأقرته منظمة
الصحة العالمية أن في القات مادتين أساسيتين نشطتين بالإضافة
إلى مواد أخرى متعددة - أحداهما نورسودوافيدرين وتسمى كاثين
أو قاتين والأخرى فينايل أثيل أمين وتسمى كاثينون(٢) وعند فصل
أي منهما تبين أن لكيهما تأثيراً على الجهاز العصبي المركزي
يشبه تماما تأثير الامفيتامين المنبه وعقار الامفيتامين من العقاقير
المسجلة في قائمة المخدرات ولقد أقر المؤتمر العربي الشئون
المخدرات في دروته الخامسة (١٩٦٩م) بأن هذا النبات مخدر
ومضغ أوراقه منعش ومنبه وأنه يمدد حدقة العين ويهيج
الجهاز العصبي المركزي(3)
كما قرر المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة المسكرات
والمخدرات والمنعقد بالمدينة المنورة عام ١٤٠٢هـ تصنيف
القات ضمن قائمة المخدرات وكان من توصيات هذا المؤتمر
المادة التالية :
يقرر المؤتمر بعد استعراض ما قدم له من بحوث حول
أضرار القات الصحية والنفسية والخلقية والاجتماعية والاقتصادية
أنه من المخدرات المحرمة شرعا ولذلك يوصي الدول الاسلامية
بتطبيق العقوبة الشرعية الرادعة على من يزرع أو يروج أو يتناول
هذا النبات الخبيث(4)
ويتضح التأثير المنبه للقات في الشعور بداء العظمة عند
التخزين حيث يحاول متعاطي القات السيطرة على المجلس
بالكلام والتعبير عن الذات وطرح الأفكار الغريبة للنقاش
الاجتماعي ومحاولة تقريب وجهات النظر وجذبها إلى ما يؤيد
فكرته الخاصة وقد يعبر عن انبساطه بالنكت ولا يخلو الأمر في كثير من
الأحيان من الكذب والقصص المختلفة والتي يكون هو البطل
فيها غالبا إضافة إلى كثير من الأفكار السطحية والمقترحات
الخيالية لمشاريع وهمية والتي كثيراً ما يخجل من نفسه إذا
تذكرها في اليوم التالي
وشعور متعاطي القات بالغبطة والنشوة والنشاط إضافة إلى
بعض الأعراض الحسية كزيادة في درجة الحرارة واتساع حدقة
العين وعدم انتظام النبض وارتفاع في ضغط الدم يؤكد مماثلة
هذه الاعراض للأعراض التي يحدثها عقار الامفيتامين، ولهذا
أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً عام ١٩٦٤م أفادت فيه أن
الأعراض الناتجة عن الإسراف في مضغ القات تشبه تلك التي
يسببها سوء استعمال الامفيتامين(5).
لقد رأيت أن أحسن ما يستطيع أن يقوله المعترض في هذا
المجال أن يقول :
إن التأثير المخدر لهذه المادة خفيف وليس تأثيراً شديداً
كغيره من المخدرات الأخرى ويجاب على ذلك بأنه في شريعتنا
الغراء المطهرة يستوي التخدير الخفيف والتخدير الشديد حكما
فما أسكر كثيره فقليله حرام ونبينا نهى عن كل مسكر
ومفتر.

(1)لسان العرب مجلد 2، ص 110.
(2) ويحتوي على مواد أخرى مثل : سيلاسترين، كولين ،تانين ، وأملاح غير عضوية’ Martindale1692
(3)القات للمرزوقي ص 304 .
(4)القات للمرزوقي ص 309 .
(5) القات للمرزوقي ص ٣٠٥
المرجع : كتاب كشف الشبهات عن أضرار القات جمع وإعداد د/ إبراهيم عباس طباعة وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية .
ص 38-39-40-41

بارك الله فيك ...

جزاك الله خيراً