كتاب الخطاب الإعلامي في الرسول الله صلى الله عليه وسلم

مقدمة الكتاب:
الحمد لله الذي أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، وجعل كتابه العزيز نورًا يهدي به من يشاء من عباده، وجعل من رسالته سبيلًا للأمة لتهتدي به في شتى مجالات الحياة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد، فإن العلم لا ينفصل عن واقع الأمة، بل هو ضرورة من ضرورات بناء الشخصية الإسلامية المتكاملة. ومن بين الوسائل التي استخدمها الإسلام في التواصل مع الناس ونقل رسالته إلى البشرية، يأتي الخطاب الإعلامي كأداة رئيسية لنقل الحقيقة وتوجيه المجتمع نحو ما يرضي الله عز وجل. لقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائل الإعلام في عصره، سواء كانت شفوية أو كتابية، لتحقيق أهداف عظيمة، أبرزها: نشر الدعوة، تصحيح المفاهيم، وترسيخ قيم الأخلاق والتسامح.
الخطاب الإعلامي في الإسلام ليس مجرد عملية تواصل عابرة، بل هو فعل مدروس وموجه يهدف إلى بناء مجتمع إسلامي قوي ومتماسك يتأسس على مبادئ الدين الحنيف. فالمعرفة ووعي المسلمين بمفاهيم دينهم الحق يساهمان في إرساء العدالة الاجتماعية والتعايش السلمي، وكذلك في تعزيز العلاقات بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.
يتناول هذا الكتاب الخطاب الإعلامي في الإسلام من عدة جوانب؛ حيث يشرح مفهومه، دوره في نقل الحقيقة، وأهدافه التي تشمل التعليم، التصحيح، والتحفيز على الالتزام بقيم الإسلام. كما يسلط الضوء على الوسائل الإعلامية التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم، مثل الخطاب الشفوي، المراسلات، والكتب، ليبين كيف كانت تلك الأدوات فاعلة في إيصال رسالته العظيمة.
أرجو أن يكون هذا الكتاب مرشدًا لكل من يسعى لفهم أهمية الخطاب الإعلامي في الإسلام، وأدواته ووسائله، لكي يُسهم في نشر الدعوة وتوجيه المجتمع نحو ما فيه خير وصلاح.
والله الموفق إلى سواء السبيل.



كتبه
فضيلة الشيخ
حذيفة بن حسين القحطاني
مسؤول افتاء محافظة صلاح الدين

السلام علييكم