التوفيق هبة من الله لا تُنال إلا بصدق العزم وحسن العمل.
قال شقيق بن إبراهيم: أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء:
1. اشتغالهم بالنّعمة عن شكرها.
تذكر نعمًا كثيرة أنعم الله بها عليك، كم من نعمة لم تؤدِّ شكرها حقًّا؟
2. رغبتهم في العلم وتركهم العمل.
تذكر أمورًا كثيرة تعلمها ولكنك لم تعمل بها بعد. لا تشغل قلبك وتذهب وقتك بالجدل وأهله.
3. المسارعة إلى الذّنب وتأخير التّوبة
تأمل بطء خطواتك في السير إلى الله، وكم تأخرت عن التوبة؟
4. الاغترار بصحبة الصّالحين وترك الاقتداء بأفعالهم
لا تغتر بصحبة الطيبين دون أن تلتزم بأخلاقهم وأفعالهم.
5. إدبار الدّنيا عنهم وهم يبتغونها
تذكر أنَّ الدنيا تغر وتضر ثم تمر، فلا تلهث وراءها.
6. إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها
{﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾} [الأعلى: 17] فلا تعرض عن الآخرة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى معلقا: «وأصل *ذلك *عدم *الرغبة *والرهبة، وأصله ضعف اليقين، وأصله ضعف البصيرة، وأصله مهانة النفس ودناءتها واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وإلا فلو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون.». [الفوائد (ص258)]
إذا كانت نفسك شريفة وعزيزة، فلن تقبل بالدون ولن ترضى إلا بأفضل العواقب.
تأمل قول الله تعالى: {﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)﴾} [الشمس: 9-10] فمن زكى نفسه بالطاعة فاز، ومن أفسدها بالمعاصي خاب.
شعارك من اليوم: لن أرضى بالدنية
كن على قدر ما اصطفاك الله به، كن عبد الله حقًا. ارضِ الله وتودد إليه، وارفع رأسك، واعمل جاهدًا على تحصيل الطاعة والابتعاد عن المنكرات. فالله قد شرفك، فكن كريمًا في سلوكك. وأمامك طريق واحد: صراط مستقيم.
ولتحقيق التوفيق:
الإكثار من الحمد، وقل: "اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك."
التضرع لله: اطلب من الله توبة نصوحًا تفتح لك أبواب رحمته.
العمل بما هجرته: قم اليوم بشيء من الأعمال التي تركتها منذ زمن، كالنافلة أو عمل البر.
واعلم أن الراحة الحقيقية تبدأ عند أول قدم في الجنة، والسفر إليها محفوف بالمشاق، لكن النعيم يستحق التعب.
وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
(مختارات من مواقع التواصل)
منقول
