رد: الواحد الأحد جل جلاله
خَامِسًا: ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَيْنِ الاسْمَيْنِ الكَرِيمَيْنِ:
1- اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ هُوَ الْإِلَهُ (الْوَاحِدُ الْأَحَدُ) الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا أَفْعَالِهِ؛ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وَقَالَ: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]، وَقَالَ: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4].
فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُشَبَّهَ رَبُّنَا ـ تَعَالَى جَدُّهُ ـ بِشَيْءٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَنَا عَنْ نَفْسِهِ ـ وَهُوَ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ ـ أَنَّهُ لَيْسَ مُشَابِهًا لِشَيْءٍ مِنْهَا، فَكُلُّ مَا خَطَرَ بِبَالِكَ فَاللهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ، فَهُوَ الْوَاحِدُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ نِدٌّ وَلَا نَظِيرٌ، وَلَا شَبَهٌ وَلَا مَثِيلٌ [19].
قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163]، وقال: ﴿ إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ 4 رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ ﴾ [الصافات: 4، 5]، وَقَالَ: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [ص: 65]، وَبَيَّنَ أَنَّهُ لَمْ يَأْمُرْ إِلَّا بِأَنْ يُعْبَدَ وَحْدُهُ وَيُفْرَدَ بِالْعِبَادَةِ، فَقَالَ: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 31]، وقال: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 2].
وَكَفَّرَ وَضَلَّلَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهًا سِوَاهُ أَوْ مَعَهُ، فَقَالَ: ﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الزمر: 64 - 66]، وَقَالَ: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة: 17]، وَقَالَ: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 73].
وَكَيْفَ يُعْبَدُ غَيْرُهُ وَاللهُ سُبْحَانَهُ قَدْ تَفَرَّدَ بِالْخَلْقِ وَالْإِيجَادِ، وَالرِّزْقِ وَالْإِمْدَادِ، وَالْبَسْطِ وَالْقَبْضِ، وَالرَّفْعِ وَالْخَفْضِ، وَالنَّفْعِ وَالضَّرِّ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ﴾ [الأعراف: 191، 192].
وَقَدْ نَبَّهَ اللهُ تَعَالَى عُقُولَ النَّاسِ وَفِطَرَهُمْ إِلَى هَذَا الْأَمْرِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ، مِنْ أَعْظَمِهَا مَا جَاءَ فِي سُورَةِ النَّمْلِ؛ حَيْثُ ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى عَظِيمَ مَخْلُوقَاتِهِ وَتَصَرُّفَاتِه ِ، فِي آيَاتٍ تَهْتَزُّ لَهَا الْجِبَالُ، فَكَيْفَ أَحْلَامُ الرِّجَالِ؟! قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [النمل: 59 - 64].
2- فَهَذِهِ الْآيَاتُ دَالَّةٌ عَلَى انْفِرَادِهِ بِالْخَلْقِ وَالْإِيجَادِ وَالتَّصَرُّفِ وَالتَّدْبِيرِ فَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ، وَلَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ سِوَاهُ، وَقَدْ خَتَمَ كُلَّ آيَةٍ بِقَوْلِهِ: ﴿ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾؛ أَيْ: أَإِلَهٌ مَعَ الله يُعْبَدُ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ وَلِكُلِّ ذِي لُبِّ انْفِرَادُهُ بِهَذَا الْخَلْقِ وَالتَّصَرُّفِ؟ ! تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
وَهَذَا التَّوْحِيدُ هُوَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أُرْسِلَتِ الرُّسُلُ وَأُنْزِلَتِ الكُتُبُ، وَبِهِ افْتَرَقَ النَّاسُ إِلَى مُؤْمِنِينَ وَكُفَّارٍ، وَسُعَدَاءَ وَأَشْقِيَاءَ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، الَّذِي دَعَتِ الرُّسُلُ أَقْوَامَهَا إِلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [المؤمنون: 23]، فَهَذِهِ دَعْوَةُ أَوَّلِ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى بَعْدَ حُدُوثِ الشِّرْكِ، وَتَتَابَعَتِ الرُّسُلُ بَعْدَ ذَلِكَ كُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَيْهَا وَيَأْمُرُ بِهَا؛ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].
وَقَدْ أَمَرَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم رَسُولَهُ إِلَى أَهْلِ اليَمَنِ أَنْ يَبْدَأَ أَوَّلًا بِدَعْوَتِهِمْ إِلَى تَوْحِيدِ الله تَعَالَى؛ كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُعَاذًا إِلَى نَحْوِ أَهْلِ اليَمَنِ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ...»[20].
فَالْعَبْدُ لَا يَدْخُلُ الْإِسْلَامَ حَتَّى يُوَحِّدَ اللهَ تَعَالَى بِأَنْ يَشْهَدَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا يُقْبَلُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ حَتَّى يُحَقِّقَ التَّوْحِيدَ؛ وَلِذَا لَمْ يَأْمُرْهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِالصَّلَاةِ أَوَّلًا أَوْ بِالزَّكَاةِ، بَلْ بِالْإِيمَانِ أَوَّلًا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 124]، وَقَالَ: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19]، وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي اشْتَرَطَ اللهُ تَعَالَى فِيهَا الْإِيمَانَ لِقَبُولِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ.
3- اللهُ تَعَالَى هُوَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الَّذِي لَا يَجُوزُ أَنْ تُصْرَفَ العِبَادَةُ لِغَيْرِهِ فَهُوَ المَعْبُودُ بِحَقٍّ وَغَيْرُهُ يُعْبَدُ بِالْبَاطِلِ، فَلَا يَجُوزُ لِعَبِيدِهِ أَنْ يَتَوَجَّهُوا لِغَيْرِ سَيِّدِهِمْ بِعِبَادَةٍ مِنَ العِبَادَاتِ، صَلَاةً كَانَتْ أَوْ دُعَاءً، أَوْ ذَبْحًا أَوْ نَذْرًا، أَوْ رَجَاءً أَوْ خَوْفًا أَوْ خُشُوعًا أَوْ خُضُوعًا، بَلْ يَكُونُوا كَمَا أُمِرَ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].
4- جَاءَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ مَنْ نَسَبَ للهِ تَعَالَى الوَلَدَ فَقَدْ شَتَمَهُ، تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا، وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقُوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بَأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، وَأَنا الْأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ»[21].
5- وَجَاءَ فِي فَضْلِ تَهْلِيلِ الله تَعَالَى وَتَوْحِيدِهِ أَحَادِيثُ جَمَّةٌ تُقَالُ فِي مَوَاضِعَ عَدِيدَةٍ؛ لِتَجْدِيدِ التَّوْحِيدِ وَالْإِيمَانِ بِالله سُبْحَانَهُ وَوَحْدَانِيَّت ِهِ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ دَفْعِ المُسْلِمِ لِلْخَيْرِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، إِذْ أَنَّ مَنْبَعَهُ هُوَ التَّوْحِيدُ الْخَالِصُ.
فَمِنْهَا حَدَيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي الْيَوْمِ مَائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مَائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مَائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِي، وَلَمْ يَأتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ»[22].
وَمِنْهَا مَا يُقَالُ فِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ.
6- عَدَلَتِ السُّورَةُ الَّتِي جَاءَ فِيهَا هَذَانِ الاِسْمَانِ ثُلُثَ الْقُرْآنِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ»، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَقَالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ: «اللهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ»[23].
وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُرَدِّدُ سُورَةَ ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾ حَتَّى يُصْبِحَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ»[24].
سَادِسًا: التَّوْحِيدُ مَشْهَدُ الرُّسُلِ:
وَبِهِ مَشْهَدُ التَّوْحِيدِ وَالْأَمْرِ، فَيَشْهَدُ انْفِرَادَ الرَّبِّ الْخَالِقِ، وَنُفُوذَ مَشِيئَتِهِ وَتَعَلُّقَ المَوْجُودَاتِ بِأَسْرِهَا بِهِ وَجَرَيَانَ حُكْمِهِ عَلَى الْخَلِيقَةِ وَانْتِهَائِهَا إِلَى مَا سَبَقَ لَهَا مِنْ عِلْمِهِ وَجَرَى بِهِ قَلَمُهُ، وَيَشْهَدُ كَذَلِكَ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ وَثَوَابَهُ وَعِقَابَهُ، وَارْتِبَاطَ الجَّزَاءِ بَالْأَعْمَالِ وَاقْتِضَاءَهَا لَهُ، وارْتِبَاطَ المُسَبَّبَاتِ بِأَسْبَابِهَا الَّتِي جُعِلَتْ أَسْبَابًا مُقْتَضِيَةً لَهَا شَرْعًا وَقَدْرًا وَحِكْمَةً.
فَشُهُودُهُ تَوْحِيدَ الرَّبِّ وَانْفِرَادَهُ بِالخَلْقِ وَنُفُوذَ مَشِيئَتِهِ وَجَرَيَانَ قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ يَفْتَحُ لَهُ بَابَ الاسْتِعَاذَةِ وَدَوَامَ الالْتِجَاءِ إِلَيْهِ وَالِافْتِقَار إِلَيْهِ، وَذَلِكَ يُدْنِيهِ مِنْ عَتَبَةِ العُبُودِيَّةِ وَيَطْرَحُهُ بِالْبَابِ فَقِيرًا عَاجِزًا مِسْكِينًا لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا وَشُهُودُ أَمْرِهِ تَعَالَى وَنَهْيِهِ وَثَوَابِهِ وَعِقَابِهِ يُوجِبُ لَهُ الحَمْدَ وَالتَّشْمِيرَ وَبَذْلَ الوُسْعِ وَالْقِيَامَ بِالْأَمْرِ وَالرُّجُوعَ عَلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ وَالِاعْتِرَافِ بِالتَّقْصِيرِ فَيَكُونُ سَيْرُهُ بَيْنَ شُهُودِ العِزَّةِ وَالْحِكْمَةِ وَالْقُدْرَةِ الْكَامِلَةِ وَالْعِلْمِ السَّابِقِ وَالمِنَّةِ العَظِيمَةِ، وَبَيْنَ شُهُودِ التَّقْصِيرِ وَالإِسَاءَةِ مِنْهُ وَتَطَلُّبِ عُيُوبِ نَفْسِهِ وَأَعْمَالِهَا.
فَهَذَا هُوَ العَبْدُ المُوَفَّقُ المُعَانُ المَلْطُوفُ بِهِ المَصْنُوعُ لَهُ، الَّذِي أُقِيمَ مَقَامَ الْعُبُودِيَّةِ وَضُمِنَ لَهُ التَّوْفِيقُ.
1- مَشْهَدُ آدَمَ عليه السلام:
وَهَذَا هُوَ مَشْهَدُ الرُّسُلِ فَهُوَ مَشْهَدُ أَبِيهِمْ آدَمَ إِذْ يَقُولُ: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].
2- مَشْهَدُ نُوحٍ عليه السلام:
وَمَشْهَدُ أَبِي الرُّسُلِ نُوحٍ إِذْ يَقُولُ: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47].
3- مَشْهَدُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام:
وَمَشْهَدُ إِمَامِ الْحُنَفَاءِ وَشَيْخِ الأَنْبِيَاءِ إِبْرَاهِيمَ ـ صَلَوَاتُ الله وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ـ إِذْ يَقُولُ: ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء: 78 - 82]، وَقَالَ فِي دَعَائِهِ: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، فَعَلِمَ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الَّذِي يَحُولُ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ هُوَ اللهُ لَا رَبَّ غَيْرُهُ فَسَأَلَهُ أَنْ يُجَنِّبَهُ وَبَنِيهِ عِبَادَةَ الْأَصْنَامِ.
4- مَشْهَدُ مُوسَى عليه السلام:
وَهَذَا هُوَ مَشْهَدُ مُوسَى؛ إِذْ يَقُولُ فِي خِطَابِهِ لِرَبِّهِ: ﴿ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 155]؛ أَيْ: إِنْ ذَلِكَ إِلا امْتِحَانُكَ وَاخْتِيَارُكَ، كَمَا يُقَالُ: فَتَنْتَ الذَّهَبَ إِذَا امْتَحَنْتَهُ وَاخْتَبَرْتَهُ .
وَلَيْسَ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي هِيَ الْفِعْلُ المُسِيءُ؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10]، وَكَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193]، فَإِنَّ تِلْكَ فِتْنَةُ المَخْلُوقِ، فَإِنَّ مُوسَى أَعْلَمُ بالله مِنْ أَنْ يُضِيفَ إِلَيْهِ هَذِهِ الفِتْنَةَ، وَإِنَّمَا هِي كَالْفِتْنَةِ فِي قَوْلِهِ: ﴿ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾ [طه: 40]؛ أَي: ابْتَلَيْنَاكَ وَاخْتَبَرْنَاك َ وَصَرَفْنَاكَ فِي الْأَحْوَالِ الَّتِي قَصَّهَا اللهُ عَلَيْنَا مِنْ لَدُنْ وِلَادَتِهِ إِلَى وَقْتِ خِطَابِهِ لَهُ وَإِنْزَالِهِ عَلَيْهِ كِتَابَهُ.
وَالمَقْصُودُ أَنَّ مُوسَى شَهِدَ تَوْحِيدَ الرَّبِّ وَانْفِرَادَهُ بِالْخَلْقِ وَالْحُكْمِ، وَفِعْلَ السُّفَهَاءِ وَمُبَاشَرَتِهِ م الشِّرْكَ، فَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ بِعِزَّتِهِ وَسُلْطَانِهِ وَأَضَافَ الذَّنْبَ إِلَى فَاعِلِهِ وَجَانِيهِ.
وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [القصص: 16]، وَهَذَا مَشْهَدُ ذِي النُّونِ؛ إِذْ يَقُولُ: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، فَوَحَّدَ رَبَّهُ وَنَزَّهَهُ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ وَأَضَافَ الظُّلْمَ إِلَى نَفْسِهِ.
وَهَذَا مَشْهَدُ صَاحِبِ الاسْتِغْفَارِ؛ إِذْ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»، فَأَقَرَّ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ المُتَضَمِّنِ لِانْفِرَادِهِ سُبْحَانَهُ بِالْخَلْقِ وَعُمُومِ المَشِيئَةِ وَنُفُوذِهَا، وَتَوْحِيدِ الإلَهِيَّةِ المُتَضَمِّنِ لِمَحَبَّتِهِ وَعِبَادَتِهِ[25].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 22].
فَإِنَّ قِوَامَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْخَلِيقَةِ بِأَنْ تُؤَلِّهَ الْإِلَهَ الْحَقَّ، فَلَوْ كَانَ فِيهِمَا إِلَهٌ آخَرُ غَيْرُ الله لَمْ يَكُنْ إِلَهًا حَقًّا؛ إِذِ الْإِلَهُ الحَقُّ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا سَمِيَّ لَهُ وَلَا مِثْلَ لَهُ، فَلَوْ تَأَلَّهَتْ غَيْرَهُ لَفَسَدَتْ كُلَّ الْفَسَادِ بِانْتِفَاءِ مَا بِهِ صَلَاحُهَا، إِذْ صَلَاحُهَا بِتَأَلُّهِ الْإِلَهِ الْحَقِّ كَمَا أَنَّهَا لَا تُوجَدُ إِلَّا بِاسْتِنَادِهَا إِلَى الرَّبِّ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ وَيَسْتَحِيلُ أَنْ تَسْتَنِدَ فِي وُجُودِهَا إِلَى رَبَّيْنِ مُتَكَافِئَيْنِ ، فَكَذَلِكَ يَسْتَحِيلُ أَنْ تَسْتَنِدَ فِي بَقَائِهَا وَصَلَاحِهَا إِلَى إِلَهَيْنِ مُتَسَاوِيَيْنِ .
سَابِعًا: حَاجَةُ الْعَبْدِ إِلَى عِبَادَةِ الله وَحْدَهُ:
إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّ حَاجَةَ العَبْدِ إِلَى أَنْ يَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فِي مَحَبَّتِهِ وَلَا فِي خَوْفِهِ وَلَا فِي رَجَائِهِ وَلَا فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَلَا فِي الْعَمَلِ لَهُ وَلَا فِي الْحَلِفِ بِهِ وَلَا فِي النَّذْرِ لَهُ وَلَا فِي الْخُضُوعِ لَهُ وَلَا فِي التَّذَلُّلِ وَالتَّعْظِيمِ وَالسُّجُودِ وَالتَّقَرُّبِ أَعْظَمُ مِنْ حَاجَةِ الْجَسَدِ إِلَى رُوحِهِ وَالْعَيْنِ إِلَى نُورِهَا، بَلْ لَيْسَ لِهَذِهِ الْحَاجَةِ نَظِيرٌ تُقَاسُ بِهِ، فَإِنَّ حَقِيقَةَ الْعَبْدِ رُوحُهُ وَقَلْبُهُ وَلَا صَلَاحَ لَهَا إِلَّا بِإِلَهِهَا الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَلَا تَطْمَئِنُّ فِي الدُّنْيَا إِلَّا بِذِكْرِهِ وَهِيَ كَادِحَةٌ إِلَيْهِ فَمُلَاقِيَتُهُ ، وَلَابُدَّ لَهَا مِنْ لِقَائِهِ، وَلَا صَلَاحَ لَهَا إِلَّا بِمَحَبَّتِهَا وَعُبُودِيَّتِه َا لَهُ وَرِضَاهُ وَإِكْرَامُهُ لَهَا.
وَلَوْ حَصَلَ لِلْعَبْدِ مِنَ اللَّذَّاتِ وَالسُّرُورِ بِغَيْرِ الله مَا حَصَلَ لَمْ يَدُمْ لَهُ ذَلِكَ، بَلْ يَنْتَقِلُ مِنْ نَوْعٍ إِلَى نَوْعٍ وَمِنْ شَخْصٍ إِلَى شَخْصٍ وَيَتَنَعَّمُ بِهَذَا فِي وَقْتٍ ثُمَّ يُعَذَّبُ وَلَابُدَّ فِي وَقْتٍ آخَرَ [26].
============================== =========
[1] رَوَى مسلمٌ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بِيوتِ الله، يَتْلُونَ كِتابَ الله ويَتَدَارَسُونَ هُ بَيْنَهُمْ، إِلا نزلتْ عَليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُم الملائكةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».
[2] َروَى الإمامُ أَحمدُ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (5507) عن أنسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَومٌ عَلَى ذِكْرٍ، فَتَفَرَّقُوا عنه إلا قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم»، ومَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ المجالسُ التي تُذَكِّرُ بِالله وبآياتهِ وأحكامِ شرعهِ ونحو ذلك.
[3] في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ»، وفي صحيح مُسْلِمٍ عَنْه أيضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرَ في بيتهِ ثُمَّ مَضَى إلى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله كانتْ خُطُواتُه: إِحدَاها تَحطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرَى تَرْفَعُ دَرجةً».
[4] رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصلاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أهلهِ إلا الصلاةُ».
ورَوَى البُخَاريُّ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الملائكةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكم مَا دامَ فِي مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْه».
[5]، (4) رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي بنِ أبي طالبٍ: «فوالله لأنْ يَهْدِي اللهُ بك رَجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ».
رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدَى كَانَ لَه مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا».
[6] رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ عن أبي أمامةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللهَ وملائكتَه، حتى النملةَ فِي جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحرِ لَيُصَلُّون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخيرَ»، وَصلاةُ الملائكةِ الاسْتِغْفَارُ.
[7] لسان العرب (3/ 446).
[8] القاموس المحيط للفيروز آبادي (ص: 414)، المفردات (ص: 66).
[9] البخاري في بدء الخلق، باب ما جاء في قوله: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾ [الروم: 27]، (3/ 1166) (3019).
[10] دقائق التفسير لابن تيمية (1/ 59).
[11] لسان العرب (1/ 227)، النهاية في غريب الحديث (1 / 27)، والمفردات (ص: 66).
[12] انظر في أنواع التأويلات الباطلة: مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية (ص: 43) وما بعدها.
[13] زاد المسير (9/ 268)، الأسماء والصفات للبيهقي (ص: 29)، وتفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (ص: 57).
[14] النهج الأسمى (2/ 83-93).
[15] جامع البيان (2/ 36).
[16] شأن الدعاء (ص: 82-83) باختصار.
[17] الاعتقاد (ص: 63، 67).
[18] تيسير الكريم الرحمن (5/ 298-299).
[19] وهو المعنى الذي اختاره ابن جرير / كما سبق.
[20] أخرجه البخاري في التوحيد (13/ 347).
[21] أخرجه البخاري في التفسير (8/ 739) عن أبي هريرة، وفي بدء الخلق (6/ 287)، وأخرجه في التفسير أيضًا (8/ 168) عن ابن عباس.
[22] أخرجه البخاري في بدء الخلق (6/ 338)، وفي الدعوات (11/ 201)، ومسلم في الذكر والدعاء (4/ 2071) عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
[23] أخرجه البخاري (4628)، ومسلم (1344).
[24] أخرجه البخاري (6152).
[25] طريق الهجرتين (1/ 262).
[26] طريق الهجرتين (ص: 99).