كل فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق
2027 - " كل ، فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 44 :
أخرجه أبو داود ( 3420 ، 3896 ، 3897 ) و النسائي في " عمل اليوم و الليلة " (
1032 ) و عنه ابن السني ( رقم 624 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 269 )
و الحاكم ( 1 / 559 - 560 ) و الطيالسي ( 1362 ) و أحمد ( 5 / 210 - 211 ) من
طريق الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه : " أنه مر بقوم فأتوه ، فقالوا : إنك
جئت من عند هذا الرجل بخير ، فارق لنا هذا الرجل ، فأتوه برجل معتوه في القيود
، فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة و عشية ، كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل ،
فكأنما أنشط من عقال ، فأعطوه شيئا ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره له
، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد ،
و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا إن شاء الله ، فإن رجاله ثقات رجال الشيخين غير خارجة بن
الصلت ، فروى عنه مع الشعبي عبد الأعلى بن الحكم الكلبي ، و ذكره ابن حبان في
" الثقات " ، لكن قال ابن أبي خيثمة : " إذا روى الشعبي عن رجل و سماه فهو ثقة
، يحتج بحديثه " . ذكره الحافظ في " التهذيب " و أقره ، و كأنه لذلك قال الذهبي
في " الكاشف " : " ثقة " .
رد: كل فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق
الشيخ محمد بن صالح العثيمين / صحيح مسلم
كتاب الحج-17b
قراءة بحث حول كلمة " لعمري ". حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد: فهذا بحث مختصر في ذكر ما ورد عن النبي صللى الله عليه وسلم وبعض أصحابه من قوله : ( لعمري أو لعمرك ) .
وقد اقتصرت فيه على الكتب الستة ، وكذلك كتاب الموطأ والمسند للإمام أحمد رحمه الله ، كتبه الطالب : أمين بن محمد علي حيدر.
أولًا : ما جاء عن النبي صللى الله عليه وسلم في قوله ( لعمري ) :
ما ورد عند الإمام أحمد قوله صلى الله عليه وسلم لعم الخارجة بن الصلت : ( كل فلعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق ).
ثانيًا : ما ورد عند أبي داود أيضًا ، قوله صلى الله عليه وسلم لعم الخارجة بن الصلت : ( خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق ).
وفي بعض رواية عن عمه قل : فلعمري إلى آخر الحديث.
أولًا : مسند الإمام أحمد : قال الساعاتي في الفتح الرباني رواه أبو داود والمنذري ، ورجال إسناده رجال الصحيح ، إلَّا خارجة المذكور ، وقد وثقه ابن حبان وأخرجه ابن حبان والحاكم وصححاه وقال الحافظ في التهذيب : وقد قال ابن أبي خثيمة إذا روى الشعبي عن رجل وسماه فهو ثقة يُحتج بحديثه قلت : وهو من رواية الشعبي عن خارجة.
قال محمد بن حامد الفقي في حاشيته على المنتقى من أخبار المصطفى : قال المنذري : عم خارجة هو علاقة بن سحار التيمي ... له صحبة ورواية عن رسول الله صللى الله عليه وسلم وقيل اسمه العلاء ، وقيل عبد الله ، وقيل علاقة ، ويقال : سحار بالتخفيف والأول أكثر.
سنن أبي داود في كتاب الطب في كيف الرقى وذكر الحديث والرقم وصحح الروايتين الألباني في صحيح سنن أبي داود على الترتيب ، وقال عبد القادر الأرنؤوط في تخريجه لهاتين الروايتين في حاشية جامع الأصول : وإسناده حسن.
ثالثًا : ما ورد عند الإمام أحمد أيضًا قوله صللى الله عليه وسلم : ( فلعمري لأن تكلم بمعروف وتنهى عن منكر خير من أن تسكت ).
ثانيًا : ما ورد عن بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم في قولهم لعمري :
ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( لعمري ما اعتمر في رجب ).
ثانيًا : ما أخرجه مسلم وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( فلعمري ما أتمَّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة ).
ما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما أخرجه ابن ماجه عن عبد الله أنه قال : ( ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته ).
مسند الإمام أحمد ، قال الساعاتي في الفتح الرباني : أورده الهيثمي عن بشير بن الخصاصية أنه سأل رسول الله صللى الله عليه وسلم أنه قال : ( أصوم يوم الجمعة ) وقال هكذا رواه الطبراني قال : ورواه أحمد عن ليلى امرأة بشير ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل إنها صحابية ورجاله ثقات.
قال الحافظ : ليلى المجوسية ، امرأة بشير بن الخصاصية يقال لها صحبة ، تقدمت في جهذمة .
قلت -أي : الحافظ- : ذكرها ابن حبان في الثقات.
ثانيًا : صحيح مسلم كتاب الحج باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وزمنهن.
3 - صحيح مسلم كتاب الحج باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به.
كتاب المناسك باب السعي بين الصفا والمروة ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه هو عبد الله بن مسعود راجع القصة.
وما ورد عن سعد بن مالك رضي الله عنه ما أخرجه الترمذي في سننه عن سعد بن مالك رضي الله عنه أنه قال : ( ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس لبدر ).
د ) ما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أنه قال : ( فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ضعيف العطاء منها ).
هـ ) ما ورد عن عبد بن زمعة رضي الله عنه ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن عبد بن زمعة رضي الله عنه أنه قال : ( لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة ).
و ) ما ورد في قول الرجل لعمري ، ما أخرجه الإمام مالك في * الموطأ * والنسائي في * سننه * أن رجلًا من بني أسد ذهب إلى رسول الله صللى الله عليه وسلم فوجد عنده رجلًا يسأله ورسول الله صللى الله عليه وسلم يقول : لا أجد ما أعطيك ، فولى الرجل عنه وهو مغضب وهو يقول : لعمري إنك تعطي من شئت ) أخرجه الترمذي.
قال الساعاتي في * الفتح الرباني * : باب ما جاء في تاريخ وفاة خديجة ، وزواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة ، وسودة رضي الله عنهما ، أورده الهيثمي وقال في الصحيح طرف منه رواه أحمد بعضه فيه الاتصال عن عائشة وأكثره مرسل ، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة ، وثَّقه غير واحد وبقية رجاله رجال الصحيح.
الموطأ وسنن النسائي وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي ، وقال عبد القادر الأرنؤوط في تخريجه لهاتين الروايتين في حاشية كتاب جامع الأصول : وهو حديث صحيح.
الشيخ : ما ذكرت الملخص عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن عائشة ، وابن مسعود وابن عباس وكعب بن مالك ، وعبد بن زمعة ، ورجل من بني أسد سبعة.
فلعمري ولعمري.
رد: كل فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق
- عن خارجةَ بنِ الصَّلتِ عن عمِّهِ أنَّهُ «أتى النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ عليْهِ وآلِهِ وسلَّمَ - ثمَّ أقبلَ راجعًا من عندِهِ فمرَّ على قومٍ عندَهم رجلٌ مجنونٌ موثَقٌ بالحديدِ فقالَ أَهلُهُ إنَّا قد حُدِّثنا أنَّ صاحبَكم هذا قد جاءَ بخيرٍ فَهل عندَكَ شيءٌ تداويهِ وقالَ فرقَيتَهُ بفاتحةِ الْكتابِ ثلاثةَ أيَّامٍ كلَّ يومٍ مرَّتينِ فبرَأَ فأعطَوني مائتي شاةٍ فأتيت النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ - فأخبرتُهُ فقالَ خُذْها فلعَمري من أَكلَ برقيةِ باطلٍ فقد أَكلتَ برقيةِ حقٍّ
الراوي : عم خارجة بن الصلت [يقال أنه: علاقة بن صحار التميمي] | المحدث : الشوكاني | المصدر : نيل الأوطار | الصفحة أو الرقم : 6/31 | خلاصة حكم المحدث : رجال إسناده رجال الصحيح إلا خارجة المذكور وقد وثقه ابن حبان
عن عمِّهِ أنَّهُ أتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فأسلَمَ ثمَّ أقبلَ راجعًا من عندِهِ فمرَّ علَى قومٍ عندَهُم رجلٌ مَجنونٌ موثَقٌ بالحديدِ فقالَ أهْلُهُ إنَّا حُدِّثنا أنَّ صاحبَكُم هذا قد جاءَ بخيرٍ فَهَل عندَكَ شيءٌ تداويهِ فرقَيتُهُ بفاتحةِ الكتابِ فبَرأ فأعطَوني مائةَ شاةٍ فأتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبرتُهُ فقالَ هل إلَّا هذا وقالَ مسدَّدٌ في موضعٍ آخرَ هل قلتَ غيرَ هذا قلتُ لا قالَ خُذها فلَعَمري لَمَن أكَلَ برقيةِ باطلٍ ، لقد أكَلتَ برقيةِ حقٍّ
الراوي : عم خارجة بن الصلت [يقال أنه: علاقة بن صحار التميمي] | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3896 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
الرُّقْيَةُ مِن الأدويةِ الَّتِي حَثَّ عليها النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفي هذا الحديثِ يُخبِر عِلَاقَةُ بنُ صُحَارٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّه أتَى رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأَسْلَمَ، ثُمَّ أَقبَلَ راجِعًا مِن عندِه"، أي: إلى قَبِيلتِه الَّتِي أتَى منها للنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فمَرَّ على قومٍ عندَهم رَجُلٌ مجنونٌ مُوثَقٌ بالحديدِ، فقال أهلُه لِعِلَاقَةَ: إنَّا حُدِّثْنا أنَّ صاحِبَكم هذا" يُشِيرُونَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "قد جاء بِخَيْرٍ"، أي: أنَّ ما جاء به مِن الإسلامِ فيه خيرٌ؛ "فهل عندَك شيءٌ تُداوِيه؟"، أي: هل فيما جاء به نبيُّكم شيءٌ تُداوِي به هذا الرَّجُلَ المجنونَ؟ قال عِلَاقَةُ: "فرَقَيْتُه بفاتحةِ الكِتابِ"، أي: قرأتُ عليه سُورةَ الفاتحةِ، والرُّقيَةُ: ما يُتَعَوَّذُ به مِن القراءةِ، "فبَرَأَ"، أي: شُفِيَ مِن الجُنونِ الَّذِي كان به.
قال: "فأَعْطَوْنِي مِئَةَ شاةٍ"، أي: مكافأةً، "فأتيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبرتُه، فقال: هل إلَّا هذا؟"، أي: هل قرأتَ بغيرِ الفاتحةِ؟"وقال مُسَدَّدٌ" وهو ابنُ مُسَرْهَدٍ، أحدُ الرُّواةِ "في موضعٍ آخَرَ"، أي: في روايةٍ أُخرَى: "هل قُلتَ غيرَ هذا؟" فالنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتحرَّى بهذا السؤالِ عمَّا إذا كان قد أدخَلَ في رُقيَتِه ما يُخالِف الدِّينَ، قال عِلَاقَةُ: "لا"، قال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "خُذهَا"، أي: الشِّياهَ المِئَةَ، "فَلَعَمْرِي"، أي: لَحَياتِي، وهو مِن باب التَّأكِيدِ لكلامِه لا لِلْقَسَمِ، "لَمَن أكَل بِرُقيَةِ باطلٍ"، أي: كالَّذِي يَرقِي بالجِنِّ أو الكواكبِ، "لقد أَكَلْتَ بِرُقيَةِ حقٍّ"، أي: إنَّ الَّذِي أخذتَه كان على رُقيَتِك الَّتِي كانت بكلامِ الله عزَّ وجلَّ، وهو أحقُّ أن يُتداوَى به، وهذا أَوْلَى مِمَّنْ أخَذَ وأكَلَ برُقيَةٍ تُخالِفُ شَرْعَ الله عزَّ وجلَّ؛ فعليه الإثمُ والوِزرُ.
الدرر السنية
رد: كل فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق
حَدِيثُ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَمِّهِ (1)
21835 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ: عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ رَاجِعًا مِنْ عِنْدِهِ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ عِنْدَهُمْ رَجُلٌ مَجْنُونٌ مُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ، فَقَالَ أَهْلُهُ: إِنَّا قَدْ حُدِّثْنَا أَنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ، فَهَلْ عِنْدَهُ شَيْءٌ يُدَاوِيهِ؟ قَالَ: فَرَقَيْتُهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، قَالَ وَكِيعٌ: ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، فَبَرَأَ، فَأَعْطَوْنِي مِائَةَ شَاةٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: " خُذْهَا فَلَعَمْرِي مَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ " (2)
__________
(1) قيل: اسمه عِلاقة بن صُحَار بمهملتين مخففاً، وقيل: عبد الله بن عِثْيَر.
(2) إسناده محتمل للتحسين، خارجة بن الصلت روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الإمام الذهبي في "الكاشف": محلُّه الصدق، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين غير صحابيه. زكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي.
وأخرجه أبو داود (3896) ، وابن ماجه (6111) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/367 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6110) ، والطبراني 17/ (509) ، والحاكم 1/559-560، والمزي في ترجمة خارجة بن الصلت من "التهذيب" 8/14 من طرق عن زكريا ابن أبي زائدة، به. وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10985) .
قوله: "فلعمري" قال السندي: قيل: بتقدير خالق عمري ونحوه، إذ لا يجوز الحلف بغير الله تعالى وصفاته، وقيل: بل هذه الكلمة جارية على لسانهم من غير قصد للحلف، وقيل: بل كان قبل النهي عن الحلف بغير الله، وقيل: هو من خصائصه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأن الله تعالى أقسم بعمره كرامة له، فقال: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الحجر: 72] فيجوز أن يقسم هو أيضاً به.
"من أكل" هي شرطية، أي: أيُّ أحدٍ أكل بباطل فلستَ به، فإنك أكلت برقيةِ حق. وفيه جواز الطب بالقرآن، وأخذ الأجر عليه ولا يلزم منه جواز أخذ الأجر على تعليم القرآن، والله تعالى أعلم.
الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المحقق: شعيب الأرنؤوط وآخرون
رد: كل فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق
21836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْنَا عَلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالُوا: نُبِّئْنَا أَنَّكُمْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرَّجُلِ بِخَيْرٍ، فَهَلْ عِنْدَكُمْ دَوَاءٌ أَوْ رُقْيَةٌ؟ فَإِنَّ عِنْدَنَا مَعْتُوهًا فِي الْقُيُودِ. قَالَ: فَقُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَجَاءُوا بِالْمَعْتُوهِ فِي الْقُيُودِ، قَالَ: فَقَرَأْتُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً، أَجْمَعُ بُزَاقِي، ثُمَّ أَتْفُلُ، قَالَ: فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ قَالَ: فَأَعْطَوْنِي جُعْلًا، فَقُلْتُ: لَا حَتَّى أَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: " كُلْ لَعَمْرِي مَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ " (1)
(1) إسناده محتمل للتحسين من أجل خارجة بن الصلت، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.
وأخرجه أبو داود (3897) و (3901) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1032) ، وابن السني (635) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3420) و (3897) و (3901) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، والطحاوي 4/126 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به.
وانظر ما قبله.
قوله: "نشط" قال السندي: على بناء المفعول، قيل: الصواب أُنشِطَ، لأنك تقول: نَشَطْتُ العُقدة: إذا شَددْتَها، وأنشَطتُها: إذا فكَكْتَها.
"جُعلاً" بضم الجيم: الأجر.
الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المحقق: شعيب الأرنؤوط وآخرون
رد: كل فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق
631 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عمرو بن علي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه - رضي الله عنه - قال: أقبلنا من عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأتينا على حي من العرب، فقالوا: (هل) (1) عندكم دواء؟ فإن عندنا معتوهًا في القيود؛ فجاؤوا بالمعتوه في القيود؛ فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفله (2)، فكأنما نشط من عقال، فأعطوني جُعْلًا، فقلت: لا، فقالوا: سل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فسألته؛ فقال: "كُل؛ فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق".
•---------------------------------•
631 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/ 365/ 7534)، و"عمل اليوم والليلة" (563/ 1032) بسنده سواء.
وأخرجه أبو داود (4/ 13/ 3897 و 14/ 3901)، وأحمد (5/ 211) عن غندر به.
وأخرجه أبو داود (3/ 266/ 3420 و 4/ 13/ 3897 و 14/ 3901)، والطيالسي (1362)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 126)، والدارقطني في "سننه" (4/ 297)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 307 - 308/ 522)، و"شعب الإيمان" (2/ 449/ 2365) بطرق عن شعبة به.
وأخرجه أبو داود (4/ 13/ 3896) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 367) -، وأحمد (5/ 210 - 211)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (8/ 14) -، والدارقطني في "سننه" (4/ 296 - 297 و 297)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 53/ 3638)، و"مسنده" (2/ 143/ 631 و 632)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 474/ 6110 و 475/ 6111 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 173/ 509) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 2254/ 5598) -، والحاكم (1/ 559 - 560) -وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 91 - 92) -، وأبو نعيم في "المعرفة" (2/ 973/ 2502 و 6/ 3079 - 3080/ 7116)، والحاكم (1/ 559 - 560) بطرق كثيرة عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
وقال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 45): "وهو كما قالا - إن شاء الله -؛ فإن رجاله ثقات رجال الشيخين، غير خارجة بن الصلت؛ فروى عنه مع الشعبي عبد الأعلي بن الحكم الكلبي، وذكره ابن حبان في "الثقات"؛ لكن قال ابنُ أبي خيثمة: "إذا روى الشعبي عن رجل وسماه؛ فهو ثقة يحتج بحديثه".
ذكره الحافظ في "التهذيب" [(3/ 75)] وأقره، وكأنه لذلك قال الذهبي في "الكاشف": "ثقة!! "" أ. هـ كلامه - رحمه الله -.
قلت: وهو كما قال، لكن الذي وجدته في "الكاشف" للإمام الذهبي (1/ 265) ما نصه: "محلّه الصدق"، فلعل ما وقع في "الصحيحة" سبق قلم، والله أعلم.
وقال الإمام النووي في "الأذكار" (1/ 355 - بتحقيقي): "روينا في "سنن أبي داود" بإسناد صحيح عن خارجة بن الصلت عن عمه".
وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 44): "هذا حديث حسن".
الكتاب: عُجالةُ الرّاغِب المُتَمَنِّي في تخريج كِتابِ «عَمَلِ اليَوم وَالليلة» لابن السُّنِّي
المؤلف: أبو أسامة، سليم بن عيد الهلالي