ما من مولود إلا وينثر عليه من تراب حفرته
3320- ما من مولود إلا وينثر عليه من تراب حفرته.
قال الألباني : 7 /329 : موضوع
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (4/ 137) من طريق احمد بن الحسن : حدثنا أبو عاصم النبيل : حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال رسولالله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . قال أبو عاصم : فلم نجد لأبي بكر وعمر فضيلة أفضل من هذه لأنهما من طينة النبي صلي الله عليه وسلم !
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أحمد بن الحسن هذا ، وهو ابن أبان الأيلي المصري ، ؛ قال ابن حبان (1/ 149) : كذاب دجال من الدجاجلة ، يضع الحديث على الثقات وضعًا" . وأطال ترجمته في "الميزان" و"اللسان.
وتابعه محمد بن نعيم قال : حدثنا أبو عاصم به.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 280) : حدثنا القاضي محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي قال : حدثنا محمد بن نعيم به . وقال : غريب من حديث ابن عون عن محمد ، لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه ، وهو أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة.
قلت : هذا مما لا شك فيه ، ولكن من يكون محمد بن نعيم الراوي عنه ، وما حاله ؟ فإني لم أعرفه ، ويحتمل أن يكون الأصل (محمد بن أبي نعيم) وعليه يكون محمد بن موسى بن أبي نعيم الواسطي الهذلي ؛ فإنه من هذه الطبقة ، وله ترجمة في "التهذيب" ، وقال في "التقريب" : صدوق ، لكن طرحه ابن معين.
والقاضي محمد بن إسحاق لم أعرفه أيضًا.
(فائدة) : أحمد بن الحسن الأيلي هذا ؛ قد أخرجه له الطبراني حديثًا آخر غير هذا في "المعجم الصغير" و"الأوسط" ، ومع شهرته بالوضع لم يعرفه الهيثمي (2/ 298) ! انظر "الروض النضير" (1155.وحديث الترجمة أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 328) من حديث ابن مسعود ، وأعله بأن فيه مجاهيل . وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 310) بطريق الأيلي ومحمد بن نعيم ، فلم يصنع شيئًا وإن تبعه ابن عراق !
وأما حديث "دفن في الطينة التي خلق منها" ، فهو شيء آخر لا علاقة له بحديث الترجمة ، وهو حسن عندي بمجموع طرقه ، وهو مخرج في "الصحيحة" (1858) .
رد: ما من مولود إلا وينثر عليه من تراب حفرته
5240- ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته.
قال الألباني : 11/ 388 : باطل
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 280) : حدثنا القاضي محمد ابن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي قال : حدثنا محمد بن نعيم قال : حدثنا أبو عاصم : قال حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا.
قال أبو عاصم : ما نجد لأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فضيلة مثل هذه ؛ لأن طينتهما من طينة رسول الله صلي الله عليه وسلم . وقال أبو نعيم : هذا حديث غريب من حديث ابن عون عن محمد ، لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه ، وهو أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة" !
قلت : نعم ، ولكن يبقى النظر فيمن دونه : فمحمد بن نعيم لم أعرفه.
وأما الأهوازي ؛ فقد أورده الذهبي في "الميزان" ؛ وقال : لقبه سكرة ، قال أبو بكر بن عبدان الشيرازي : أقر بالوضع.
فالإسناد ساقط بمرة.
وقد روي من حديث ابن مسعود بلفظ : ما من مولود إلا وفي سرته من تربته التي ولد منها ، فإذا رد إلى أرذل العمر ؛ رد إلى تربته التي خلق منها حتى يدفن فيها ، وإني وأبا بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة ، وفيها ندفن.
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 313 و13/ 40-41) من طريق محمد بن عبدالرحمن البغدادي : حدثنا موسى بن سهل أبو هارون الرازي : حدثنا إسحاق بن الأزرق : حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي الأحوص الجشمي عن عبدالله بن مسعود به.
أورده في الموضع الأول في ترجمة محمد بن عبدالرحمن البغدادي ؛ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا ، وقال عقب الحديث : غريب من حديث الثوري عن الشيباني ، لا أعلم يروى إلا من هذا الوجه ، وقيل : إن محمد بن مهاجر المعروف بأخي حنيف رواه عن إسحاق بن الأزرق.
وأورده في الموضع الآخر في ترجمة موسى بن سهل ، ولم يذكر فيه أيضًا جرحًا ولا تعديلًا . لكن أورده الذهبي في "الميزان" ؛ وقال : ... عن إسحاق الأزرق بخبر باطل" ، ثم ساق هذا ؛ ثم قال : رواه عنه نكرة مثله.
وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 328) من طريق أخرى عن أحمد بن سعيد الإخميمي قال : حدثنا محمد بن زكريا النيسابوري قال : حدثنا أحمد بن صالح قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي اليسع عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود به . وقال : لا يصح ؛ محمد وأحمد مطعون فيهما ، وفيه مجاهيل ؛ منهم أبو اليسع.
قال السيوطي عقبه في "اللآلي" (1/ 160) : قلت : أخرجه ابن عساكر من هذا الطريق فقال ... حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص . ولم أر لمحمد ذكرًا في "الميزان" ؛ ولا في "اللسان" ، وورد من طريق آخر ، أخرجه الخطيب ..." ، ثم ساقه كما تقدم ، وقال : وقد أورد المؤلف هذا الطريق في "العلل" ، وقد قال الدارقطني : موسى بن سهل ضعيف. ثم ساقه من طريق ابن عساكر أيضًا من طريق أبي عبدالله بن باكويه الشيرازي في "جزئه" بسنده عن أحمد بن الحسن بن أبان المصري : حدثنا الضحاك بن مخلد بإسناده المتقدم عن أبي هريرة به.
وسكت عنه هو ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 373) !
وليس بصواب ؛ فإن ابن أبان هذا كذاب دجال من الدجاجلة ، يضع الحديث على الثقات وضعًا ؛ كما قال ابن حبان (1/ 149-150) . وقال الدارقطني : حدثونا عنه ، وهو كذاب.
ومن طريقه : أخرجه الصابوني في "المئتين" ، وقال : حديث غريب.
وبالجملة ؛ فالحديث باطل من جميع طرقه.
وأما الشواهد التي ذكرها له السيوطي ؛ فهي مع كونها شواهد قاصرة ؛ فهي ما بين موقوف ومقطوع ، وخيرها حديث ابن عمر مرفوعًا : دفن بالطينة التي خلق منها.
فهذا القدر ثابت ؛ لأن له شواهد مرفوعة ، يرتقي بها إلى مرتبة الحسن ، ولذلك ؛ خرجته في "الصحيحة" (1858) .