انتبهوا السياق لتاريخ نيسابور ليس لعبد الغافر الفارسي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: أشهد الله أني أحبكم في الله وأدعوا الله عز وجل أن يجمعنا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في جنته مع سيد الدعاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أقول وبالله التوفيق: أعلامني بعض شيوخي المحببين إلى قلبي أن السياق لتاريخ نيسابور لعبد الغافر الفارسي يوجد مخطوط على موقع الآلوكة فأسرعت مُهَرْوِلَا إلي بيتي =فيعلم الله مدى حبي لكتب الأئمة خاصة كتب تواريخ البلدان فأثناء عملي في كتابي إتحاف المرتقي بتراجم شيوخ البيهقي علمت مدى أهمية هذه الكتب وأقول كما تعلمون من أعياه ترجمة راو فليطلبه في كتب تواريخ البلدان فالحمد لله عندما كنت أترجم لشيوخ البيهقي رحمه الله كنت أتتتبع ذكر البيهقي رحمه الله تعالى للبلد التي سمع من شيخه فيها فأذهب إلى الكتب المؤلفة في تاريخها فأبحثُ عن ترجمته فيها فأجد بغيني بفضل الله ومنه وغير ذلك=
فقمت بالدخول على الموقع المبارك وذهبت أحمل الكتاب وأول شيئ وقع في قلبي هو تحقيق هذا السفر المبارك ولعل هذا ما وقع في قلب كثير من الإخوة والله أعلم.
وعندما أنتهيت من تحميل الكتاب وقمت بفك ضغطه وتصفحت الكتاب وقرأت بعض تراجمه علمت أنه ليس السياق لتاريخ نيسابور أنما هو مختصر آخر للسياق غير مختصر إبراهيم بن محمد الصريفيني وقد وقع الكثير من المحققين في هذا الوهم منهم محقق التحبير ومحقق سير أعلام النبلاء ومحقق المنتخب من كتاب السياق طبعة دار الكتب العلمية في عزوه بعض التراجم لهذا المختصر ظنا منه أنه السياق.
وهذا المختصر مطبوع وقد قام بتحقيقه محمد كاظم المحمودي تحت عنوان المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور وطبع في طهران -وهو عندي في مكتبتي الخاصة- وقد دلس محققه على القارئ بوضع اسم عبد الغافر الفارسي على غلاف الكتاب بأنه المؤلف ولكن صاحب هذا المختصر مجهول كما صرح المحقق قائلا: ولا معرفة لنا بملخص هذه المجموعة وجامعها فسقوط أول النسخة يجعل تعيين التلخيص (عشير) كذا فالنسخة مبدؤة بسلسلة سند يُحتمل سقوط شيئ منها وهذه هي البداية (( أخبرنا السيد الجليل أبو عبد الله محمد بن أبي نصر محمد الفاشاني [بياض في الأصل] نا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي إجازة بحرف الحاء من الطبقات الثلاث لمن اسمه الحسن...)) انتهى
ومما يؤكد أيضا أنه ليس السياق لعبد الغافر فقد قال المحقق: والظاهر أن سعة حجم السياق وكثرة المواضيع غير اللازمة حالتا دون وصول الكتاب إلينا مما دفع بعض العلماء إلى تلخيصه تسهيلا للباحثين والعلماء من المراجعة والاستنساخ ولدينا الآن تلخيصان للسياق: أحدهما ما نصطلح عليه بمختصر السياق وهو ناقص يبدأ بحرف الحاء ممن اسمه الحسن ولا يعرف الملخص وبما أنه مجهول الهوية فقد ظن بعض المحققين ومن جملتهم محقق التحبير ومحقق سير أعلام النبلاء أنه كتاب السياق خاصة وأنه بالقياس إلى المنتخب في كثير من التراجم أكثر تفصيلا لكن وعند مراجعة طبقات السبكي في الكثير من الفقرات المنقولة عن السياق مباشرة يتبين لنا أن السياق هو أكثر تفصيلا من هذا المختصر إضافة إلى أن في المنتخب نفسه كلمات وتراجم كثيرة غير موجودة في المختصر. انتهى
ومن فوائد هذا المختصر ما ذكره المحقق قائلا:مختصر السياق يمتاز بأمور تزيد من قيمته التراثية ولا يمكن الاستغناء عنها فهو كتاب أدبي وروائي وتاريخي ورجالي مما يعطي الباحث صورة أكثر وضوحا عن الظروف الاجتماعية والحالات الشخصية للمترجم طبعا في بعض التراجم. انتهى
قلت الفقير أبو شذا: ومما يتميز به هذا المختصر أنه يوجد فيه كثير من التراجم غير موجودة في منتخب الصريفيني وأيضا يمتاز بشئ مهم جدا ألا وهو عند المطابقة بينه وبين منتخب الصريفيني يقف القارئ على الكثير من التراجم التي خلط بينها الصريفيني وأدخل بعضها في بعض بسبب سبق النظر الذي كان يحدث له.
وجزى الله الأخ محمد السالم على هذه المخطوطة القيمة خير الجزء.
وجزاكم الله خيرا ومعذرة على الإطالة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم أبو شذا محمود البيهقي.

أشكرك كثيرا أخي الكريم على هذه الفائدة
والأمر يحتاج لمزيد بحث وتأمل

بوركت جهودكم الطيبة في ايصال علم الاولين والاخرين

مشكورين

بوركت جهودكم الطيبة