صدرحديثاً:أهل الإسلام والتفلت من ظاهر الالتزام

الحمد لله وحده والصلاة و السلام على من لا نبي بعده .
أما بعد
فهذه هي أول مشاركةٍ لي في هذا المجلس المبارك و أحببت أن تكون تعريفاً بكتاب. وقد وقع اختياري لكتابٍ جديد صدر خلال شهر رمضان المبارك و هو بعنوان: "أهل الإسلام والتفلت من ظاهر الالتزام" من مؤلفات. وقد سبقني إلى تعريفه فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن مطر العتيبي في نفس هذا الموقع المبارك الألوكة و قد كانت مشاركته بعنوان: أهل الإسلام و التفلت من ظاهر الالتزام "قراءة في كتاب" و قد أتى الشيخ سعد وفقه الله على عرضٍ سريعٍ جداً للكتاب و ختمه بقوله حفظه الله:( قرأتُ الكتابَ فأحببتُ أن يقرأه كل من أحب..)
و قد حرصت مباشرة في أول زيارةٍ لي للمكتبة بعد قراءة مقال الشيخ سعد أن أحصل على الكتاب و قد وجدته كما قال حفظه الله: ( وهذا الكتيب صغير الحجم لكنه كثير النفع، كبير الأثر، سلس العبارة، تتخلله قصص للسابقين والمعاصرين، ووقائع وتوصيف لواقع صادق، يعلمه من له اتصال بالقيادات الدعوية والمؤتمرات الإسلامية والندوات الفكرية.. ولم يخلُ من التعريج على الآراء الفقهية التي قد يُغفَلُ عنها في خِضَمِّ الحاجة للعزائم عند القدوات..
لم يخلُ الكتاب من مصارحة قلَّ أن يجرؤ عليها الدعاة الناصحون الصالحون فيما بينهم، لكن المؤلف كعادته لا يخرج عن أسلوب العلم والأدب والنقد البنّاء، ولهجة الصادق المحب المُتوجِّع مما يقول لولا الحاجة إليه، بعيدا عن التهويش والتصنيف المقيت..)
و هنا إخواني أحب أن آتي على المزيد من العرض لهذا الكتاب النافع فيما أحسب:
اشتمل الكتاب على مقدمة و تمهيد وثلاث مباحث و خاتمة
المقدمة:
و تكلم فيها عن سبب تأليف الرسالة، وأهمية معالجة الموضوع المطروق في الرسالة و الفرق بينها و بين رسالةٍ قديمة عنوانها الثبات
التمهيد:
و هو كالمدخل للرسالة و تقع في تسع صفحات و قد تكلم فيها عن المقولة المتوارثة: "الاستقامة عين الكرامة" و كيف أنه كان يتعجب من المقولة و أنه يرى فيها مبالغة و لكن بعد تقاذف أمواج الحياة و مرور السنون أيقن حفظه الله عظم المقولة وجلالها، و تكلم أيضاً رحمه الله عن أنواع الإستقامة و أثر التخلف عن الإستقامة في تأخر نصر الصحوة ثم ختم التمهيد بقوله: فيا دعاة الإسلام و يا أيها المشايخ وطلبة العلم، و يامن يبحث صادقاً مخلصاً عن المخرج و الحل: إن المخرج يكمن في طاعة الله و الإستجابة لأمره، و الالتصاق بوحيه، و الإخلاص لوجهه، والعمل في سبيله، و التزود من التقوى، لا في التفلت من الالتزام و إضلال طريق الإستقامة.....إلخ
بل و نبه حفظه الله أن الرسالة تختص بأعمال الجوارح و بما هو خاص بالسمت الظاهر و متعلق بما عمت به البلوى وأنه لن يذكر أمراً مباحاً أو اختلفت الأنظار فيه بين كراهية وإباحة و إنما ما استقر عند السلف حرمته.
المبحث الأول: ظواهر التفلت
و صدق حفظه الله إذ يقول: إن المشاهد لما يجري في الساحة الإسلامية لا تخطي عينه الوقوع على ظواهر من التفلت عديدة.
و قد ذكر الظواهر التالية:
1-قلة ضبط اللسان
2-الإستماع إلى الموسيقى
3-حلق اللحية
4-التهاون في النظر إلى النساء و الخلطة بهن وكذلك العكس من النساء
5-التهاون في شروط الحجاب و ضوابطه
6-التدخين
المبحث الثاني: أسباب التفلت من الالتزام
بدأ كلامه حفظه الله بالتنبيه على الآتي:
ا) قل من يتفلت إلا و هو يبرر ذلك بمبررات شرعية.
ب) قد لا يدرك المتفلت أنه متفلت إلا بعد السقوط في الوحل.
ج) إن للتفلت آثاراً ضارة على الفرد من ذهاب نور وجهه و إلى ضعف التأثير على الآخرين.
د) أن المتفلت ما زال يحب الله و رسوله.
ثم شرع حفظه الله في ذكر أسباب التفلت:

1-طول الأمد و قسوة القلب
2-وجود فتاوى مبيحة لهذا التفلت
3-الإستجابة للضغوط
4-ضعف التربية الأولى
5-عدم التنبه إلى موقع القدوة
6-ضعف التقوى و قلة الورع
7-الجهل بأحوال عظماء الاسلام و ما كانوا عليه من التمسك العظيم
8-عجز الكثير من العلماء من مواكبة المستجدات
9-أحداث أمريكا الأخيرة
المبحث الثالث: علاج ظاهرة التفلت
وقد أكد المؤلف حفظه الله أهمية دور العلماء و المشايخ و الدعاة في رقي الأمة و النهوض بها ثم شرع في ذكر العلاج :
1-تعميق الإيمان بالله تعالى و اليقين بلقائه
2-تربية الناشئة على التمسك و الالتزام
3-وضع الأهداف العظيمة
4-الحرص على بقاء العلائق الأخوية و الحذر من العزلة
5-الإعراض عن الفتاوى الضعيفة أو الشاذة
6-استعمال الورع
7-تربية البنات على الحياء
الخاتمة
وقد نبه حفظه الله في الختام أن يعلم:
ا)أن دين المرء هو أعظم ما يحرص عليه
ب)أن الرجال يعرفون بالحق و ليس الحق يعرف في الرجال.
ج)أنه لم يكتب هذا لنصرة مذهب أو رأي و إنما كتبه غيرة على دين الله.
د)أنه حين رد على بعض الأقوال الضعيفة لم يرد التنقص أو الإزدراء على أحد من علماء السلف أو المعاصرين.

هذا ما أحببت عرضه لكم و في انتظار تعليقاتكم و مشاركاتكم و لي عودة إن شاء الله معكم في نفس الموضوع.

محبكم / ابن أحمد