بعض المفسرين من المتقدين والمتأخرين ينقلون عن الزمخشري دون عزو مما جعل الباحثين في مشكلة!

السلام عليكم
من خلال تطلعي على بعض الكتب التفسير، تبيّن لي أن بعض المفسرين من المتقدين والمتأخرين ينقلون عن الزمخشري دون عزو القول إليه مما جعل الباحثين في مشكلة.
مثلا في كتاب: "دررمن تفسير القرطبي"، للمؤلف: أحمد صالح: لاحظت في هذا الكتاب كثيرا من موضوعاته هو أصلا من كلام الزمخشري، والمشكلة أن المؤلف لم ينتبه إلى ذلك، فقام بجمع نصوص من تفسير القرطبي وعزاه إليه كما في تفسير القرطبي.
والحق أن كثيرا من هذه النصوص التي سماه "الدرر" هو أصلا من كلام الزمخشري.. وهذا من باب الأمانة العلمية: عزو الأقوال إلى قائليها..ويؤثر على الرصانة العلمية.
واكتشفت ذلك من خلال تفسير الكفاية لعبدالله خضر، حيث رايت بعض النصوص والدرر للزمخشري، ومن ثم عند البحث اكتشفت هذه الاأقوال الزمخشري في بعض كتب التفسير دون عزو، مثل تفسير القرطبي- حيث يتضمن النصيب الأوفر من هذه النقول دون عزو-.
ومثال آخر في كتاب: التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون (مأمون حموش)، حيث رايت أنه يكثر النقل عن النسفي، ولكن عند الرجوع الى النصوص المنقولة باسم النسفي نجد أغلبها من تفسير الزمخشري وهو صاحب الأقوال!! ولم ينتبه صاحب "التفسير المأمون" الى مصدر القول وإنما عزاه إلى النسفي!! ويكثر ذلك في تفسيره.
وأيضا لاحظت في هذا التفسير أكثر ترجيحاته من أقوال ابن كثير لكن دون عزو إلى تفسير ابن كثير في الهامش! فهو يأخذ الكلام بنصه أوبشي من التصرف ولكن من باب الأمانة العلمية يجب الاشارة الى تفسير ابن كثير في الهامش. وهذا من بركة العلم أعني عزو الأقوال إلى أصحابها.
وكذلك لاحظت أن صاحب التفسير المأمون كثيرا ينقل عن القاسمي، ولكن أصل الكلام ليس للقاسمي إنما هو لأبي السعود.
مثلا عند تفسير الآية:{لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ}
نقل صاحب التفسير المأمون عن القاسمي:"لا مُحاجَّةَ ولا خصومةَ لأنَّ الحقَّ قد ظهرَ ولم يبقَ للمحاجَّةِ حاجةٌ *ولا *للمخالفة *محل *سوى *المكابرةِ". ولكن هذا الكلام في الأصل لأبي السعود في تفسيره صحة: 8/28
هذان كمثالان وهناك تفاسير أخرى لاحظت فيها المشكلة نفسها، فيجب على الباحثين الانتباه عند دراسة كتب التفسير وأن يكونوا منتبهين ودقيقين في نقل الأقوال.
وتفسير الكفاية لعبدالله خضر كشف لي عن هذه المشكلة-فحزاه الله خيرا-، حيث يعزو القول إلى صاحب القول مع الإشارة إلى موضع النص المنقول..
وهذا رابط تفسير الكفاية لعبدالله خضر:
https://www.mediafire.com/file/bdo0g9o8euq1rid/alkefaya1-40.rar/file