الدلالة على المثبت بالمنفي عند المتنبي
الدلالة على المثبت بالمنفي عند المتنبي
د. إبراهيم عوض
عند المتنبي غرامٌ باستعمال النفي بدل الإثبات.
وأحيانًا ما يبدأ باستعمال النفي ثم يقفي عليه بالإثبات.
وأحيانًا ما ينفي النفي فيحصل بذلك على الإثبات.
هل رغبة في لفت الأنظار بترك السبيل المتوقعة المباشرة أحيانًا إلى سبيل معاكسة ملفوفة؟
إن هذا الميل إلى التعبير الملفوف واضح عند الكتاب الإنجليز، فهم مثلًا بدلًا من أن يقولوا: "Like him"، كثيرًا ما يقولون: "Not unlike him"، ولست أقصد بهذا أن أعقد مقارنةً بين أسلوب المتنبي والأسلوب الإنجليزي، فليس هناك وجه لمثل هذه المقارنة، وإنما الشيء بالشيء يذكر، والآن مع الأمثلة:
(همه) هي المفعول، والفاعل (الليل)، (الغمام) معطوف عليه.
يتبع
رد: الدلالة على المثبت بالمنفي عند المتنبي
♦ ♦ ♦
وقد يصل بالمتنبي الغرام بمثل هذا التركيب إلى الحد الذي يقول فيه لأحد ممدوحيه:
وذلك بدلًا من أن يقول: (إن فيك من الأشياء الأخرى كل صفة حسنة)، فانظر كيف أدى المتنبي هذا المعنى بأسلوبه..! وانظر كذلك هذه العبارة: (في لا مكان عند لا منال)، أو هذه: (حتى صرت ما لا يوجد)!