المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
قال الشيخ صالح الفوزان
تحقيق التّوحيد: تصفيته من الشرك والبدع والذنوب.
فإن قيل: (باب فضل التّوحيد) ، و (باب من حقّق التّوحيد) ما الفرق بينهما؟
":الفرق: فضل التّوحيد في حق الموحّد الذي ليس عنده شرك،
ولكن قد يكون عنده بعض المعاصي التي تكفر بالتّوحيد.
أما هذا الباب فهو أعلى من الباب الذي قبله:
"من حقق التوحيد" يعني: أنه لم يشرك بالله شيئاً، ولم يكن عنده شيء من المعاصي، هذا تحقيق التّوحيد،
ومن بلغ هذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب،
أما من كان في المرتبة التي قبلها، وهو الموحّد الذي عنده ذنوب فهذا قد يُغفر له، وقد يعذب بالنار، ثم يُخرج منها،
لأن الموحّدين على ثلاث طبقات:كما قال تعالى:
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ} الآية.
الطبقة الأولى: الذين سلموا من الشرك، وقد لا يسلمون من الذنوب التي هي دون الشرك وهم الظالمون لأنفسهم وهم معرضون للوعيد.
الطبقة الثانية: المقتصدون الذين فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات وقد يفعلون بعض المكروهات ويتركون بعض المستحبات وهم الأبرار.
الطبقة الثالثة: التي سَلِمَت من الشرك الأكبر والأصغر ومن البدع وتركت المحرمات والمكروهات وبعض المباحات واجتهدت في الطاعات من واجبات ومستحبات وهؤلاء هم السابقون بالخيرات ومن كان بهذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب