كيف يصح هذا عن مالك؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في "الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب", وكذا في "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" العبارة الآتية:
"وفي رواية ابن شهاب قال له: ما استفهمت عالما قط، ثم استرجع وقال: ساء حفظ الناس، لقد كنت آتي سعيد بن المسيب وعروة والقاسم وأبا سلمة وحميدا وسالما، وعد جماعة، فأدور عليهم أسمع من كل واحد الخمسين حديثا إلى المائة، ثم أنصرف وقد حفظته كله من غير أن أخلط حديث هذا بحديث هذا."
وهذا الكلام ذكروه في معرض الحديث عن حفظ مالك...
والمفترض أنه من كلام الزهري.
فهل هذا صحيح؟

أين الحرج؟
هذا كلام مشهور عن الإمام الزهري . . . وكان فعلاً موجه للإمام مالك وهناك قصة أخرى . . عندما استبدل بمالك ب عبيد الله بن عمر في القراءة . . وهي كانت على شباب مالك وبدايات طلبه . .
. .
وإذا كان وحسب سياق استفسارك في نقلك من الكتاب المتأخر الذي ذكرته في موضوعك . .أنهم يحتجون بها على قوة حفظ مالك . . فهذه كتب متأخرة . . يعني تشبه كتب النووي وكتب غيره . .
أرجو أن تكون نقلت الكلام بأمانة وفهمته كما يوحي به ردك . .

الأخ الفاضل : يحيى صالح
كما تفضل أخونا أبو لمى: هذا الكلام مشهور عن الزهري ..
وهو غير مستكثر على حفظ الإمامين الزهري ومالك رحمهما الله ورضي عنهما، والقصص عن السلف في قوة الحفظ كثيرة.

لكن الذي يظهر لي أن هذه القصة بهذه الصورة لا سند لها فهي مذكورة في الديباج المذهب كما تفضلت وكذلك في تنوير الحوالك، وغيرها من كتب المتأخرين لكن بلا إسناد.

وأقدم مصدر وقفت عليها فيه " ترتيب المدارك" للقاضي عياض لكن بدون إسناد أيضًا.

ونقلها بعض المتأخرين - منهم الشيخ الخضر حسين (3/1351 - الأعمال الكاملة) - فعزى قول الزهري لمالك.

وهذا يجعلني أتوقف في الحكم عليها حتى نتمكن من الوقوف على مصدر قديم نقل القصة بسندها، والله أعلم.

أحسنتما أخواي الكريمان الرد
بارك الله فيكما وجزاكما خيرا
الذي جعلني أنقل ما نقلته هنا هو أنني أعلم أن الإمام مالكا ولد سنة ٩٣ هجرية، بينما توفي سعيد بن المسيب سنة ٩٤ هجرية!
فبحثت في "الشاملة" حتى وقفت على ما تم نقله بحروفه ونصه.

وأورده صاحب "أطلس أعلام المحدثين" بلفظ: "وقال مالك: ساء حفظ الناس...."الخ، على أنه من كلام مالك.