اذان بلال رضي الله عنه في القدس
استغرقت رحلة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه من المدينة إلى القدس ثم العودة إلى المدينة ثمانية أشهر
و هذه الرحلة المجيدة حافلة بالمواقف الرائعة التى أحب أن أكتبها لكم
و اسمحوا لى أن أبدأ بنهاية الرحلة
كان بلال بن رباح الصحابى الجليل و مؤذن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) حاضراً استلام القدس
و كان قد عزم على ألا يؤذن لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
و فى يوم سفر عمر بن الخطاب عائدا إلى المدينة نودى فى الناس للصلاة
قال عمر لبلال : يا بلال ألا تؤذن لنا رحمك الله ؟
قال بلال : يا أمير المؤمنين , و الله ما أردت أن أؤذن لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه و سلم) , و لكن سأطيعك إذا أمرتنى فى هذه الصلاة وحدها
فلما أذن بلال , بصوته العميق الخاشع النفاذ إلى مجامع القلوب , حتى تبينه آلاف المسلمين المجتمعين للصلاة ,
فتذكروا نبيهم صلى الله عليه و سلم , و أيامهم معه ,
فهطلت الدموع من عيونهم لجلال الذكرى ,
و لم يكن أحد أطول بكاءًا فى هذه المناسبة من أبى عبيدة بن الجراح , و معاذ بن جبل رضى الله عنهما ,
حتى قال لهما عمر : حسبكما رحمكما الله
و كان هذا الآذان هو آخر ما سُمِع من بلال , و قد دل على عظيم مكانة القدس فى نفوس المسلمين ,
و عن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ورثوا هذه المحبة و توارثوها من بعده ,
و إنهم لحاملوها فى حبات قلوبهم حتى يرث الله الأرض و من عليها
( من كتاب : أبو عبيدة بن الجراح و فتوح الشام , المؤلف : أ. محمد صبيح )
هل صح اذان بلال رضي الله عنه في القدس ؟
رد: اذان بلال رضي الله عنه في القدس
اقتباس:
و لم يكن أحد أطول بكاءًا فى هذه المناسبة من أبى عبيدة بن الجراح , و
معاذ بن جبل
رضى الله عنهما ,
من اين اتو بمعاذ . .
قديما كان عنها نقاش . . . توجد في أحد تواريخ البخاري . . . وأظنها لا تصح . . تحتاج مراجعة . . أظن فيها متهم . . وفي كل صحيح رحلة عمر تذكر "الشام" أو "الجابية" . .
.
والمسجد الأقصى حسب الصحابي حذيفة رضي الله عنه لو صلى فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرى انه سيكتب على المسلمين الصلاة فيه . . ولكنه لم يصل فيه . .
.
رد: اذان بلال رضي الله عنه في القدس
خرج البخاري في التاريخ الأوسط ١٩٩، فقال:
حَدثنَا يحيى بن بشر ثَنَا قراد أَنا هِشَام بْن سعد عَن زيد بْن أسلم عَن أَبِيه قَالَ:
"قدمنَا الشَّام مَعَ عمر فَأذن بِلَال فَذكر النَّاس النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم أر يَوْمًا أَكثر باكيا مِنْهُ". اهـ.
توبع فيما خرجه أبو داود في الزهد ٢٦٢، فقَالَ:
نا عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو نُوحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ، - وهو قراد - عن هشام بن سعد بمثله.
وإسناده حسن.
وقال الواقدي في المغازي:
وسأل المسلمون عمر أن يسأل بلالا فقال له: يا بلال إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسالون:
أن تؤذن لهم وتذكرهم أوقات نبيهم صلى الله عليه وسلم فقال بلال: نعم فلما قال: الله أكبر،
خشعت جلودهم واقشعرت أبدانهم قال فلما قال:
أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله.
بكى الناس بكاء شديدا حتى كادت قلوبهم أن تتصدع عند ذكر الله ورسوله". اهـ.
أما قصة امتناعه له عدة أسانيد.
ففيما خرجه عبد بن حميد في مسند ٣٦١، بإسناد فيه مجهولان، فقال:
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَفْصُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده قال:
أذّن بلال في حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَذَّنَ لِأَبِي بَكْرٍ حَيَاتَهُ، وَلَمْ يُؤَذِّنْ فِي زَمَنِ عُمَرَ،
فَقَالَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُؤَذِّنَ؟ قَالَ: إِنِّي أَذَّنْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى قُبِضَ،
وَأَذَّنْتُ لِأَبِي بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ؛ لَأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:
"يَا بِلَالُ، لَيْسَ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِكَ هَذَا إِلَّا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ". فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَاهَدَ". اهـ.
وتوبع فيما خرجه الروياني في مسنده [734]، فقال: نَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، نَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، به.
قال ابن عساكر في تاريخه (10/467) بعدما خرجه من طريق سقيان بن وكيع:
"حَفْص هُوَ بْن عُمَر بْن سَعْد القرظ بْن عايذ، مؤذن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي مسجد قباء". اهـ.
واستدل فيما خرجه ابن سعد في الطبقات، فقال:
[3 : 125] قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ آبَائِهِمْ، عَنْ أَجْدَادِهِ، أَنَّهُمْ قالوا:
جَاءَ بِلالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ:
" إِنَّ أَفْضَلَ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَ نَفْسِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتَ،
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ يَا بِلالُ، وَحُرْمَتِي وَحَقِّي لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَأَقَامَ بِلالٌ مَعَهُ،
فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَبَى بِلالٌ عَلَيْهِ،
فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَنْ يَا بِلالُ؟، فَقَالَ: إِلَى سَعْدٍ؛
فَإِنَّهُ قَدْ أَذَّنَ بِقُبَاءَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ عُمَرُ الأَذَانَ إِلَى سَعْدٍ، وَعُقْبَة". اهـ.. اهـ.
وخرجه الطبراني في الكبير [1013]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ به واللفظ له.
وخرج ابن عساكر في تاريخه [10 : 469] بإسناد فيه علي ابن جدعان من طريق ابْن سَعْدٍ، قال:
أَنْبَأَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ لَهُ بِلالٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: لَبَّيْكَ،
قَالَ: أَعْتَقْتَنِي لِلَّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ؟ قَالَ: لِلَّهِ، قَالَ: فَأْذَنْ لِي حَتَّى أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
فَأَذِنَ لَهُ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَمَاتَ". اهـ.
ومن طريقه أيضا قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَذَّنَ بِلالٌ وَرَسُولُ اللَّهِ (ص) لَمْ يُقْبَرْ، فَكَانَ إِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ انْتَحَبَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ،
قَالَ: فَلَمَّا دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) قَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَذِّنْ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَعْتَقْتَنِي لأَنْ أَكُونَ مَعَكَ فَسَبِيلُ ذَلِكَ،
وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلَّهِ، فَخَلِّنِي وَمَنْ أَعْتَقْتَنِي لَهُ، فَقَالَ: مَا أَعْتَقْتُكَ إِلا لِلَّهِ، قَالَ:
فَإِنِّي لا أُؤَذِّنُ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قَالَ: فَذَاكَ إِلَيْكَ، فَأَقَامَ حَتَّى خَرَجَتْ بُعُوثُ الشَّامِ، فَسَارَ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا". اهـ.
وخرج من طريق نعيم بن حماد قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيّ ُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:
لَمَّا كَانَ خِلافَةُ أَبِي بَكْرِ تَجَهَّزَ بِلالٌ لِلْخُرُوجِ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ:
مَا كُنْتُ أَرَاكَ يَا بِلالُ تَدَعُنَا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، لَوْ أَقَمْتَ مَعَنَا فَأَعْنَتَنَا، فَقَالَ:
إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَعْتَقْتَنِي لِلَّهِ عز وجل فَدَعْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللَّهِ، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ، فَاحْتَبِسْنِي عِنْدَكَ"،
فَأَذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَمَاتَ بِهَا". اهـ.
وخرج من طريق أبي الوليد القرشي، قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ السُّنَّةِ فِي الأَذَانِ، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ أَنْتُمْ فِي الأَذَانِ؟ وَعَنْ مَنْ أَخَذْتُمُ الأَذَانَ؟
قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ جَابِرٍ، وَغَيْرُهُمَا،
أَنَّ بِلالا لَمْ يُؤَذِّنْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَأَرَادَ الْجِهَادَ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ مَنْعَهُ وَحَبْسَهُ، فَقَالَ:
إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلَّهِ تَعَالَى فَلا تَحْبِسْنِي عَنِ الْجِهَادِ، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ أَقَمْتُ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ،
فَكَانَ بِالشَّامِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْجَابِيَةَ، فَسَأَلَ الْمُسْلِمُونَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
أَنْ يَسْأَلَ لَهُمْ بِلالا يُؤَذِّنَ لَهُمْ، فَسَأَلَهُ، فَأَذَّنَ لَهُمْ يَوْمًا أَوْ قَالُوا: صَلاةً وَاحِدَةً قَالُوا:
فَلَمْ يُرَ يَوْمًا أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ حِينَ سَمِعُوا صَوْتَهُ ذِكْرًا مِنْهُمْ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص)،
قَالُوا: فنحن نرى أن أذان أهل الشام عَنْ أذانه يومئذ"، وذكر باقيه. اهـ.
والله أعلم.
رد: اذان بلال رضي الله عنه في القدس
رد: اذان بلال رضي الله عنه في القدس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
جزاكم الله خيراَ.
وجزاكم الله خيرا