درر الشعراء من كتاب "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر
درر الشعراء من كتاب "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر (1)
أيمن الشعبان
الْعِلْمُ يَنْهَضُ بِالْخَسِيسِ إِلَى الْعُلَا * وَالْجَهْلُ يَقْعُدُ بِالْفَتَى الْمَنْسُوبِ
(1/85).
أنشد عمرو بن الجاحظ لصالح بن جناح في العلم:
تَعَلَّمْ إِذَا مَا كُنْتَ لَيْسَ بِعَالِمٍ * فَمَا الْعِلْمُ إِلَّا عِنْدَ أَهْلِ التَّعَلُّمِ
تَعَلَّمْ فَإِنَّ الْعِلْمَ زَيْنٌ لِأَهْلِهِ * وَلَنْ تَسْتَطِيعَ الْعِلْمَ إِنْ لَمْ تُعَلَّمِ
تَعَلَّمْ فَإِنَّ الْعِلْمَ أَزْيَنُ بِالْفَتَى * مِنَ الْحُلَّةِ الْحَسْنَاءِ عِنْدَ التَّكَلُّمِ
وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ رَاحَ لَيْسَ بِعَالِمٍ * بَصِيرٍ بِمَا يَأْتِي وَلَا مُتَعَلِّمِ
(1/147).
يُنْسَبُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ مَشْهُورٌ مِنْ شَعْرِهِ سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يُنْشِدُهُ لَهُ:
النَّاسُ فِي جِهَةِ التَّمْثِيلِ أَكْفَاءُ * أَبُوهُمُ آدَمٌ وَالْأُمُّ حَوَّاءُ
نَفْسٌ كَنَفْسٍ وَأَرْوَاحٌ مُشَاكِلَةٌ * وَأَعْظُمٌ خُلِقَتْ فِيهِمْ وَأَعْضَاءُ
فَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ أَصْلِهِمْ حَسَبٌ * يُفَاخِرُونَ بِهِ فَالطِّينُ وَالْمَاءُ
مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ * عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ
وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ * وَلِلرِّجَالِ عَلَى الْأَفْعَالِ أَسْمَاءُ
وَضِدُّ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يَجْهَلُهُ * وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ
(1/218).
أنشد عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ:
بِنُورِ الْعِلْمِ يُكْشَفُ كُلُّ رَيْبٍ * وَيُبْصِرُ وَجْهَ مَطْلَبِهِ الْمُرِيدُ
فَأَهْلُ الْعِلْمِ فِي رَحَبٍ وَقُرْبٍ * لَهُمْ مِمَّا اشْتَهَوْا أَبَدًا مَزِيدُ
إِذَا عَمِلُوا بِمَا عَلِمُوا فَكُلٌّ * لَهُ مِمَّا ابْتَغَاهُ مَا يُرِيدُ
فَإِنْ سَكَتُوا فَفِكْرٌ فِي مَعَادٍ * وَإِنْ نَطَقُوا فَقَوْلُهُمْ سَدِيدُ
(1/220).
لِبَعْضِ الْأُدَبَاءِ:
يُعَدُّ رَفِيعَ الْقَوْمِ مَنْ كَانَ عَالِمًا * وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْمِهِ بِحَسِيبِ
وَإِنْ حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعِلْمِهِ * وَمَا عَالِمٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ
(1/246).
قَالَ آخَرُ:
الْعِلْمُ بَلَّغَ قَوْمًا ذِرْوَةَ الشَّرَفِ * وَصَاحِبُ الْعِلْمِ مَحْفُوظٌ مِنَ الْخَرَفِ
يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ مَهْلًا لَا تُدَنِّسُهُ * بِالْمُوبِقَاتِ فَمَا لِلْعِلْمِ مِنْ خَلَفِ
(1/248).
أنشد غير واحد:
الْعِلْمُ زَيْنٌ وَكَنْزٌ لَا نَفَادَ لَهُ * نِعْمَ الْقَرِينُ إِذَا مَا عَاقِلًا صَحِبَا
قَدْ يَجْمَعُ الْمَرْءُ مَالًا ثُمَّ يُسْلَبُهُ * عَمَّا قَلِيلٍ فَيَلْقَى الذُّلَّ وَالْحَرْبَا
وَجَامِعُ الْعِلْمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدًا * فَلَا يُحَاذِرُ فَوْتًا لَا وَلَا هَرَبَا
يَا جَامِعَ الْعِلْمِ نِعْمَ الزُّخْرُ تَجْمَعُهُ * لَا تَعْدِلَنَّ بِهِ دُرًّا لَا وَلَا ذَهَبَا
(1/250).
فِي أَبْيَاتٍ لِابْنِ أَغْبَسَ:
مَا أَقْبَحَ الْجَهْلَ عَلَى مَنْ بَدَا * بِرَأْسِهِ الشَّيْبُ وَمَا أَشْنَعَهُ
(1/361).
قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ:
إِنَّ الْغُلَامَ مُطِيعٌ مَنْ يُؤَدِّبُهُ * وَلَا يُطِيعُكَ ذُو شَيْبٍ بِتَأْدِيبِ
(1/361).
مِمَّا يُنْشَدُ لِخَلَفٍ الْأَحْمَرِ:
خَيْرُ مَا وَرَّثَ الرِّجَالُ بَنِيهِمْ * أَدَبٌ صَالِحٌ وَحُسْنُ الثَّنَاءِ
هُوَ خَيْرٌ مِنَ الدَّنَانِيرِ وَالْأَوْرَاقِ * فِي يَوْمِ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءِ
تِلْكَ تَفْنَى وَالدِّينُ وَالْأَدَبُ الصَّا * لِحُ لَا يَفْنَيَانِ حَتَّى اللِّقَاءِ
إِذَا تَأَدَّبْتَ يَا بُنَيَّ صَغِيرًا * كُنْتَ يَوْمًا تُعَدُّ فِي الْكُبَرَاءِ
وَإِذَا مَا أَضَعْتَ نَفْسَكَ أُلْفِيتَ * كَبِيرًا فِي زُمْرَةِ الْغَوْغَاءِ
لَيْسَ عَطْفُ الْقَضِيبِ إِنْ كَانَ * رَطْبًا وَإِذَا كَانَ يَابِسًا بِسَوَاءِ
(1/362).
قَالَ سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ:
وَالْعِلْمُ يَشْفِي إِذَا اسْتَشْفَى الْجَهُولُ بِهِ * وَبِالدَّوَاءِ قَدِيمًا يُحْسَمُ الدَّاءُ
(1/381).
قَالَ كُثَيِّرٌ:
وَفِي الْحِلْمِ وَالْإِسْلَامِ لِلْمَرْءِ وَازِعٌ * وَفِي تَرْكِ أَهْوَاءِ الْفُؤَادِ الْمُتَيَّمِ
بَصَائِرُ رُشْدٍ لِلْفَتَى مُسْتَبِينَةٌ * وَأَخْلَاقُ صِدْقٍ عِلْمُهَا بِالتَّعَلُّمِ
(1/421).
قَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ:
الْعِلْمِ آفَتُهُ الْإِعْجَابُ وَالْغَضَبُ * وَالْمَالُ آفَتُهُ التَّبْذِيرُ وَالنَّهْبُ
(1/446).
أَنْشَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ:
فَلَا تَلُمْهُمْ عَلَى إِنْكَارِ مَا نَكَرُوا * فَإِنَّمَا خُلِقُوا أَعْدَاءَ مَا جَهِلُوا
(1/523).
قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ:
اعْمَلْ بِعِلْمِي وَإِنْ قَصَّرْتُ فِي عَمَلِي * يَنْفَعْكَ عِلْمِي وَلَا يُضْرُرْكَ تَقْصِيرِي
(1/529).
كان عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:
يرى مستكينا وهو للهو ماقت * به عن حديث القوم ما هو شاغله
وأزعجه علم عن اللهو كله * وما عالم شيئا كمن هو جاهله
عبوس عن الجهال حتى يراهم * فليس له منهم خدين يهازله
يذكر ما يبقى من العيش آجلا * فيشغله عن عاجل العيش آجله
(1/550).
قال أبو عمر: قد أكثر الناس من النظم في فضل الصمت , ومن أحسن ما قيل في ذلك ما ينسب إلىعبد الله بن طاهر وهو قوله:
أَقْلِلْ كَلَامَكَ وَاسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهِ * إِنَّ الْبَلَاءَ بِبَعْضِهِ مَقْرُونُ
وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاحْتَفِظْ مِنْ عِيِّهِ * حَتَّى يَكُونَ كَأَنَّهُ مَسْجُونُ
وَكِّلْ فُؤَادَكَ بِاللِّسَانِ وَقُلْ لَهُ: * إِنَّ الْكَلَامَ عَلَيْكُمَا مَوْزُونُ
فَزِنَاهُ وَلْيَكُ مُحْكَمًا فِي قِلَّةٍ * إِنَّ الْبَلَاغَةَ فِي الْقَلِيلِ تَكُونُ
وقد قيل: إن هذا الشعر لصالح بن جناح، والله أعلم وهو أشبه بمذهب صالح وطبعه.
(1/551).
قال أبو العتاهية:
مَنْ لَزِمَ الصَّمْتِ نَجَا * مَنْ قَالَ بِالْخَيْرِ غَنِمْ
مِنْ صَدَقَ اللَّهَ عَلَا * مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ عَلِمْ
مَنْ ظَلَمَ النَّاسَ أَسَاء* مَنْ رَحِمَ النَّاسَ رُحِمْ
مَنْ طَلَبَ الْفَضْلَ إِلَى * غَيْرِ ذِي الْفَضْلِ جُرِمْ
مَنْ حَفِظَ الْعَهْدَ وَفَى * مَنْ أَحْسَنَ السَّمْعَ فَهِمْ
(1/553).
أَحْسَنَ الْمُرَادِيُّ فِي قَوْلِهِ:
وَأَحْسَنُ مَقْرُونَيْنِ فِي عَيْنِ نَاظِرٍ * جَلَالَةُ قَدْرٍ فِي ثِيَابِ تَوَاضَعِ
(1/567).
قَالَ الْبُحْتُرِيُّ:
وَإِذَا مَا الشَّرِيفُ لَمْ يَتَوَاضَعْ * لِلْأَخِلَّاءِ فَهُوَ عَيْنُ الْوَضِيعِ
(1/567).
قال عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ حَيْثُ:
الْمَالُ آفَتُهُ التَّبْذِيرُ وَالنَّهْبُ * وَالْعِلْمُ آفَتُهُ الْإِعْجَابُ وَالْغَضَبُ
(1/571).
قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
حُبُّ الرِّئَاسَةِ أَطْغَى مَنْ عَلَى الْأَرْضِ * حَتَّى بَغَى بَعْضُهُمْ فِيهَا عَلَى بَعْضِ
(1/571)
يقول ابن عبد البر: وَلِي فِي هَذَا الْمَعْنَى:
حُبُّ الرِّئَاسَةِ دَاءٌ يَحْلِقُ الدُّنْيَا * وَيَجْعَلُ الْحُبَّ حَرْبًا لِلْمُحِبِّينَا
يَفْرِي الْحَلَاقِيمَ وَالْأَرْحَامَ يَقْطَعُهَا * فَلَا مُرُوءَةَ تُبْقِي وَلَا دِينَا
مَنْ دَانَ بِالْجَهْلِ أَوْ قَبِلَ الرُّسُوخَ * فَمَا تُلْفِيهِ إِلَّا عَدُوًّا لِلْمُحِقِّينَا
يَشْنَا الْعُلُومَ وَيَقْلِي أَهْلَهَا حَسَدًا * ضَاهَى بِذَلِكَ أَعْدَاءَ النَّبِيِّينَا
(1/752).
قَالَ بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ:
تَغَايَرَ النَّاسُ فِيمَا لَيْسَ يَنْفَعُهُمْ * وَفَرَّقَ النَّاسَ آرَاءٌ وَأَهْوَاءُ
(1/573).
قَالَ آخَرُ:
حُبُّ الرِّيَاسَةِ دَاءٌ لَا دَوَاءَ لَهُ * وَقَلَّ مَا تَجِدُ الرَّاضِينَ بِالْقَسْمِ
(1/573).
قَوْلُ أَبِي الْعَبَّاسِ النَّاشِيِّ:
مَنْ تَحَلَّى بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيهِ * عَابَ مَا فِي يَدَيْهِ مَا يَدَّعِيهِ
وَإِذَا حَاوَلَ الدَّعَاوَى لِمَا فِيهِ * أَضَافُوا إِلَيْهِ مَا لَيْسَ فِيهِ
وَيَحْسِبُ الَّذِي ادَّعَا مَا عَدَاهُ * أَنَّهُ عَالِمٌ بِمَا يَعْتَرِيهِ
وَمَحَلُّ الْفَتَى سَيَظْهَرُ فِي النَّاسِ * وَإِنْ كَانَ ذَائِبًا يُخْفِيهِ
وَأَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ النَّاشِيِّ قَوْلُ الْآخَرِ فِي هَذَا الْمَعْنَى:
مَنْ تَحَلَّى بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيهِ * فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الِامْتِحَانِ
وَجَرَى فِي الْعُلُومِ جَرْيَ سُكَيْتٍ[1]* خَلَّفَتْهُ الْجِيَادُ يَوْمَ الرِّهَانِ
(1/577).
[1]السكيت هو آخر خيل الحلبة.
رد: درر الشعراء من كتاب "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر
درر الشعراء من كتاب "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر (2)
أيمن الشعبان
تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا * وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ * صَغِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْمَحَافِلُ
(1/617).
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ:
حَسْبِي بِعِلْمِي إِنْ نَفَعَ * مَا الذُّلُّ إِلَّا فِي الطَّمَعْ
مَنْ رَاقَبَ اللَّهَ رَجَعَ * عَنْ سُوءِ مَا كَانَ صَنَعْ
مَا طَارَ شَيْءٌ فَارْتَفَعَ * إِلَّا كَمَا طَارَ وَقَعْ
(1/629).
أَنْشَدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرَفَةَ نَفْطَوَيْهِ لِمَحْمُودِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَرَّاقِ:
إِذَا أَنْتَ لَمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ لَمْ تَجِدْ * لِعِلْمِكَ مَخْلُوقًا مِنَ النَّاسِ يَقْبَلُهْ
وَإِنْ زَانَكَ الْعِلْمُ الَّذِي قَدْ حَمَلْتَهُ * وَجَدْتَ لَهُ مَنْ يَجْتَنِيهِ وَيَحْمِلُهْ
(1/630).
لَمَّا وَلِيَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ الْعُشُورَ أَوْ قَالَ: عَلَى الصَّدَقَاتِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ يَسْتَمِدُّهُ بِرِجَالٍ مِنَ الْقُرَّاءِ يُعِينُونَهُ عَلَى ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
يَا جَاعِلَ الْعِلْمِ لَهُ بَازِيًّا * يَصْطَادُ أَمْوَالَ الْمَسَاكِينِ
احْتَلْتَ لِلدُّنْيَا وَلَذَّاتِهَا * بِحِيلَةٍ تَذْهَبُ بِالدِّينِ
فَصِرْتَ مَجْنُونًا بِهَا بَعْدَمَا * كُنْتَ دَوَاءً لِلْمَجَانِينِ
أَيْنَ رِوَايَاتُكَ فِيمَا مَضَى * عَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ سِيرِينِ
وَدَرْسُكَ الْعِلْمَ بِآثَارِهِ * وَتَرْكُكَ أَبْوَابَ السَّلَاطِينِ
تَقُولُ أُكْرِهْتُ فَمَاذَا كَذَا * زَلَّ حِمَارُ الْعِلْمِ فِي الطِّينِ
(1/637).
أَنْشَدَ ابْنُ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ *. وَيُورِثُكَ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ * وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا
وَهَلْ بَدَّلَ الدِّينَ إِلَّا الْمُلُوكُ * وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا
وَبَاعُوا النُّفُوسَ فَلَمْ يَرْبَحُوا * وَلَمْ يَغْلُ فِي الْبَيْعِ أَثْمَانُهَا
لَقَدْ رَتَعَ الْقَوْمُ فِي جِيفَةٍ * يَبِينُ لِذِي الْعَقْلِ أَنْتَانُهَا
(1/638).
أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ:
أَحْسَنُ شَيْءٍ قِيلَ فِي عَالِمٍ *. مَا أَحْسَنَ الْمَرْءَ وَمَا أَوْرَعَهُ
وَشَرُّ مَا عِيبَ فِيهِ أَنْ يُرَى * عَبْدًا مِنَ الدُّنْيَا لِمَا أَطْمَعَهُ
(1/667).
قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
وَصَفْتَ التُّقَى حَتَّى كَأَنَّكَ ذُو تُقًى * وَرِيحُ الْخَطَايَا مِنْ ثِيَابِكَ تَسْطَعُ
(1/671).
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ:
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ * هَلَّا لِنَفْسِكَ كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
وَأَرَاكَ تُلْقِحُ بِالرَّشَادِ عُقُولَنَا * نُصْحًا وَأَنْتَ مِنَ الرَّشَادِ عَدِيمُ
(1/673).
لَقَدْ أَحْسَنَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ فِي قَوْلِهِ، وَتُرْوَى لِلْعَرْزَمِيِّ :
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ * هَلَّا لِنَفْسِكَ كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
وَنَرَاكَ تُلْقِحُ بِالرَّشَادِ عُقُولَنَا * صِفَةً وَأَنْتَ مِنَ الرَّشَادِ عَدِيمُ
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ * عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
وَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا * فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُقْبَلُ إِنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى * بِالْقَوْلِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ
(1/674).
وَلِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ:
إِذَا عِبْتَ أَمْرًا فَلَا تَأْتِهِ * وَذُو اللُّبِّ مُجْتَنِبٌ مَا يَعِيبُ
(1/674).
قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
بَكَى شَجْوَةً الْإِسْلَامُ مِنْ عُلَمَائِهِ * فَمَا اكْتَرَثُوا لِمَا رَأَوْا مِنْ بُكَائِهِ
فَأَكْثَرَهُمْ مُسْتَقْبِحٌ لِصَوَابِ مَنْ * يُخَالِفُهُ مُسْتَحْسِنٌ لِخَطَئِهِ
فَأَيُّهُمُ الْمَرْجُوُّ فِينَا لِدِينِهِ * وَأَيُّهُمُ الْمَوْثُوقُ فِينَا بِرَأْيِهِ
(1/677).
أَنْشَدَ الرِّيَاشِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:
مَا مَنْ رَوَى أَدَبًا فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ * وَيَكُفَّ عَنْ زَيْغِ الْهَوَى بِأَدِيبِ
حَتَّى يَكُونَ بِمَا تَعَلَّمَ عَامِلًا * مِنْ صَالِحٍ فَيَكُونُ غَيْرَ مَعِيبِ
وَلَقَلَّمَا تُجْدِي إِصَابَةُ عَالِمٍ * أَعْمَالُهُ أَعْمَالُ غَيْرِ مُصِيبِ
(1/699).
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِدْرِيسَ:
وَالْعِلْمُ لَيْسَ بِنَافِعٍ أَرْبَابَهُ * مَا لَمْ يُفِدْ عَمَلًا وَحُسْنَ تَبَصُّرِ
سِيَّانَ عِنْدِي عِلْمُ مَنْ لَمْ يَسْتَفِدْ * عَمَلًا بِهِ وَصَلَاةُ مَنْ لَمْ يَطْهُرِ
فَاعْمَلْ بِعِلْمِكَ تُوَفِّ نَفْسَكَ وَزْنَهَا * لَا تَرْضَ بِالتَّضْيِيعِ وَزْنَ الْمُخْسَرِ
(1/704).
قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
إِذَا كُنْتَ بِالدُّنْيَا بَصِيرًا فَإِنَّمَا * بَلَاغُكَ مِنْهَا مِثْلُ زَادِ الْمُسَافِرِ
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ:
إِذَا كَانَ لَا يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ * فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ يُغْنِيكَ
(1/740).
قالَ بَكْرُ بْنُ أَبِي أُذَيْنَةَ:
كَمْ مِنْ فَقِيرٍ غَنِيُّ النَّفْسِ تَعْرِفُهُ * وَمِنْ غَنِيٍّ فَقِيرِ النَّفْسِ مِسْكِينُ
قَالَ مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ:
الْفَقْرُ فِي النَّفْسِ وَفِيهَا الْغِنَى * وَفِي غِنَى النَّفْسِ الْغِنَى الْأَكْبَرُ
مَنْ كَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرٍ وَلَمْ * يَقْنَعْ فَذَاكَ الْمُوسِرُ الْمُعْسِرُ
وَكُلُّ مَنْ كَانَ قَنُوعًا وَإِنْ * كَانَ مُقِلًّا فَهْوُ الْمُكْثِرُ
(1/744).
أنشدَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ:
دِينُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَخْبَارٌ * نِعْمَ الْمَطِيَّةُ لِلْفَتَى الْآثَارُ
لَا تَرْغَبَنَّ عَنِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ * فَالرَّأْيُ لَيْلٌ وَالْحَدِيثُ نَهَارُ
وَلَرُبَّمَا جَهِلَ الْفَتَى أَثَرَ الْهُدَى * وَالشَّمْسُ بَازِغَةٌ لَهَا أَنْوَارُ
(1/782).
قَالَ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ:
لَنْ تَبْلُغَ الْفَرْعَ الَّذِي رُمْتَهُ * إِلَّا بِبَحْثٍ مِنْكَ عَنْ أُسِّهِ
(1/786).
كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:
يَسُرُّ الْفَتَى مَا كَانَ قَدَّمَ مِنْ تُقًى * إِذَا عَرَفَ الدَّاءَ الَّذِي هُوَ قَاتِلُهُ
(2/811).
قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ:
تَأَنَّ فِي الْأَمْرِ إِذَا رُمْتَهُ * تَبَيَّنُ الرُّشْدَ مِنَ الْغَيِّ
لَا تَتَّبِعَنَّ كُلَّ نَارٍ تَرَى * فَالنَّارُ قَدْ تُوقَدُ لِلْكَيِّ
وَقِسْ عَلَى الشَّيْءِ بِأَشْكَالِهِ * يَدُلُّكَ الشَّيْءُ عَلَى الشَّيْءِ
(2/877).
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا يَقُولُ يُخَاطِبُ ابْنَهُ كِدَامًا:
إِنِّي مَنَحْتُكَ يَا كِدَامُ نَصِيحَتِي * فَاسْمَعْ لِقَوْلِ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيقِ
أَمْا الْمُزَاحَةُ وَالْمِرَاءُ فَدَعْهُمَا * خُلُقَانِ لَا أَرْضَاهُمَا لِصَدِيقِ
إِنِّي بَلَوْتُهَمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا * لِمُجَاوِرٍ جَارًا وَلَا لِرَفِيقِ
وَالْجَهْلُ يُزْرِي بِالْفَتَى فِي قَوْمِهِ * وَعُرُوقُهُ فِي النَّاسِ أَيُّ عُرُوقِ
(2/952).
لَقَدْ أَحْسَنَ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ حَيْثُ يَقُولُ:
يَا أَيُّهَا الدَّارِسُ عِلْمًا أَلَا * تَلْتَمِسُ الْعَوْنَ عَلَى دَرْسِهِ
لَنْ تَبْلُغَ الْفَرْعَ الَّذِي رُمْتَهُ * إِلَّا بِبَحْثٍ مِنْكَ عَنْ أُسِّهِ
(2/1140).
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ :
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ * أَلِبَّاءُ مَأْمُونُونُ غَيْبًا وَمَشْهَدَا
يُفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمَ مَا مَضَى * وَعَقْلًا وَتَأْدِيبًا وَرَأْيًا مُسَدَّدَا
بِلَا فِتْنَةٍ تُخْشَى وَلَا سُوءِ عِشْرَةٍ * وَلَا يُتَّقَى مِنْهُمْ لِسَانًا وَلَا يَدَا
فَإِنْ قُلْتَ أَمْوَاتٌ فَلَا أَنْتَ كَاذِبٌ * وَإِنْ قُلْتَ أَحْيَاءٌ فَلَسْتَ مُفَنَّدَا
(2/1228).
مِمَّا يُحْفَظُ قَدِيمًا:
نِعْمَ الْمُحَدِّثُ وَالْجلِيسُ كِتَابُ * تَخْلُو بِهِ إِنْ مَلَّكَ الْأَصْحَابُ
لَا مُفْشِيًا سِرًّا وَلَا مُتَكَبِّرًا * وَتُفَادُ مِنْهُ حِكْمَةٌ وَصَوَابُ
أنشد أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَأَلَذُّ مَا طَلَبَ الْفَتَى بَعْدَ التُّقَى * عِلْمٌ هُنَاكَ يَزِينُهُ طَلَبُهُ
وَلِكُلِّ طَالِبِ لَذَّةٍ مُتَنَزِّهٍ * وَأَلَذُّ نُزْهَةِ عَالِمٍ كُتُبُهِ
(2/1230).
أُنْشِدَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِدْرِيسَ الْوَزِيرِ الْجُرَيْرِيِّ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ مُطَوَّلَةٍ:
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْعِلْمَ أَرْفَعُ رُتْبَةً * وَأَجَلُّ مُكْتَسَبٍ وَأَسْنَى مَفْخَرِ
فَاسْلُكْ سَبِيلَ الْمُقْتَنِينَ لَهُ تَسُدْ * إِنَّ السِّيَادَةِ تُقْتَنَى بِالدَّفْتَرِ
وَالْعَالِمُ الْمَدْعُوُّ حَبْرًا إِنَّمَا * سَمَّاهُ بِاسْمِ الْحَبْرِ حَمْلُ الْمِحْبَرِ
وَبِضَمْرِ الْأَقْلَامِ يَبْلُغُ أَهْلُهَا * مَا لَيْسَ يُبْلَغُ بِالْجِيَادِ الضُّمَّرِ
(2/1231).
تم بحمد الله وفضله وتأييده،،،