من خصائص رمضان
عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن الأعرابي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وحر الصدر»، رواه أحمد برقم (23070)[1].
وقد سبق بيان معنى الحديث في (الفضيلة الثامنة) بما يُغني عن إعادته هنا.
فقد نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ونصر دينه، وصحابة نبيه ق، وي، كما نصر من شاء من عباده المسلمين، على مرِّ العصور، نذكر في هذه الخصيصة ما تيسَّر، مما اشتَهر من الانتصارات العظيمة على وجه الإشارة لا الاستقصاء، ومن أراد بسط ما ذُكر، أو الاستيعاب لكلّ ما وقع، في شهر رمضان، فليُراجع مصادر الوقائع المذكورة، وغيرها، والله المستعان:
• غزوة بدر الكبرى: وكانت بين المسلمين، وكفار قريش، وكان قائد المسلمين فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت في (27/من شهر رمضان/2 هـ).[2]
• فتح مكة: وكانت بين المسلمين وكفار قريش أيضًا، وكان قائد المسلمين فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة، في (10/من شهر رمضان، ودخل مكة في (19/من شهر رمضان/8 هـ)[3].
• عودته صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك: وكانت بين المسلمين وبين الروم، وكان قائد المسلمين فيها النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في (شهر رمضان/9 هـ)[4].
• معركة بلاط الشهداء: وكانت تحت لواء الدولة الأموية، بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي، وبين الفرنجة والبورغنديين، وبعد مقتل عبد الرحمن الغافقي رحمه الله انسحب جيش المسلمين، وكانت في أواخر شعبان، وبعضًا منها في أوائل (شهر رمضان/114هـ)[5].
• فتح عمورية، وقيل: معركة رد الكرامة: وكانت بين المسلمين والبيزنطيين، عند أن بلغ المعتصم بالله ـ أحد خلفاء الدولة العباسية ـ: أن امرأة هاشمية أسيرة في أيدي الروم، صاحت وا معتصماه، وكان جيش المسلمين بقيادة الخليفة المعتصم بالله شخصيًا، وكان ذلك في (شهر رمضان/223هـ)[6].
• فتح حارِم ـ من أعمال حَلَب في الوقت الحاضر ـ: وكانت بين المسلمين، وتحالف كبير من الروم، وكان قائد جيش المسلمين نور الدين زنكي، وكانت في (شهر رمضان/559هـ)[7].
• معركة حطين: واسترداد بيت المقدس: وكانت بين المسلمين والصليبيين
وكان قائد جيش المسلمين: عماد الدين زنكي رحمه الله بعد قتال عنيف مع الصليبيين، واستعادة بعض المدن والإمارات، من أبرزها: إمارة الرها، ثم واصل خَلَفُه: نور الدين محمود رحمه الله التصدي للفرنجة، فمَدَّ نفوذَه إلى دمشق، ثم استكمل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تلك الانتصارات، فكانت معركة حطين الشهيرة التي استُرِدَّ بعدها بيت المقدس، وكانت في (شهر مضان/583هـ)[8].
• معركة عين جالوت: وكانت بين المسلمين والمغول، وكان جيش المسلمين بقيادة سيف الدين قطز، وكان النصر في (25/ من شهر رمضان/658هـ)[9].
• معركة شقحب، أو معركة مرج الصُّفَّر: وكانت بين المسلمين والتتار، وكان قائد جيش المسلمين، الناصر محمد بن قلاوون ـ سلطان مصر والشام ـ وكانت في (2/من شهر مضان/702هـ)[10].
وبقي غيرها الكثير، وإنما أردت الإشارة لا الاستقصاء، حفظنا الله في الشدة والرخاء، والسراء والضراء، والله المستعان، وهو أعلم.
[1] صحيحٌ: راجع: "تحقيق المسند" للشيخ الأرناؤوط رحمه الله (38/ 168).
[2] راجع: "سيرة ابن إسحاق" (3/ 290)، و"البداية والنهاية" (3/ 256).
[3] راجع: "البداية والنهاية" (4/ 273).
[4] راجع: "البداية والنهاية" (5/2).
[5] راجع: "دولة الإسلام في الأندلس" (1/ 92)، و"الأندلس من الفتح إلى السقوط" (3/8).
[6] راجع: "الكامل" لابن الأثير رحمه الله (6/ 40).
[7] راجع: "معجم البلدان" (2/ 205) و"الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية" (1/ 415ـ416).
[8] راجع: "الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية" (ص324)، وكتاب "صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس".
[9] راجع: "النجوم الزاهرة" (7/ 78).
[10] راجع: "البداية والنهاية" (14/ 26).
______________________________ _________________
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني
